ما أعراض نقص المغنيسيوم؟ وهل نحتاج إلى مكمل غذائي منه؟

 المغنيسيوم يساعد في إنتاج الطاقة وتنظيم ضغط الدم (أرشيفية - «رويترز»)
المغنيسيوم يساعد في إنتاج الطاقة وتنظيم ضغط الدم (أرشيفية - «رويترز»)
TT

ما أعراض نقص المغنيسيوم؟ وهل نحتاج إلى مكمل غذائي منه؟

 المغنيسيوم يساعد في إنتاج الطاقة وتنظيم ضغط الدم (أرشيفية - «رويترز»)
المغنيسيوم يساعد في إنتاج الطاقة وتنظيم ضغط الدم (أرشيفية - «رويترز»)

يُعدّ المغنيسيوم علاجاً طبيعياً لمجموعة متنوعة من الأمراض؛ ولكن هل من الضروري حقاً تناول مكملاته الغذائية؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الكمية التي تحتاج إليها؟

وفق تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز»، يلعب المغنيسيوم دوراً في أكثر من 300 نظام إنزيمي في الجسم، ويساعد في إنتاج الطاقة، ووظائف العضلات والأعصاب، وتنظيم ضغط الدم.

وقال الكثير من خبراء الصحة للشبكة إن المغنيسيوم قد يساعد في تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض، ويمكن أن يساعد في تحسين النوم، وتقليل التوتر والقلق، ومنع تقلصات العضلات الليلية.

وصرحت طبيبة الرعاية الأولية في نظام «ماونت سيناي» الصحي في مدينة نيويورك، الدكتورة هيذر فيولا، بأن هذا العنصر الغذائي «يدعم استقرار ضربات القلب، ويعمل مع الكالسيوم وفيتامين (د) للحفاظ على قوة العظام، ويساعد في حساسية الإنسولين واستقلاب الغلوكوز».

يمكن أن يساعد المغنيسيوم أيضاً في تخفيف الإمساك، والوقاية من الصداع النصفي، وتخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض، وفقاً للصيدلانية والأستاذة المساعدة في ممارسة الصيدلة بجامعة لونغ آيلاند في بروكلين بنيويورك، إيلينا كواتروتشي.

علامات نقص المغنيسيوم

لا يحصل العديد من الناس على ما يكفي من المغنيسيوم في نظامهم الغذائي، وفقاً لمكتب المكملات الغذائية التابع للمعاهد الوطنية للصحة في أميركا (NIH).

يُشير موقع المعاهد الوطنية للصحة إلى أن «انخفاض تناول المغنيسيوم عادةً يُسبب تغيرات في المسارات الكيميائية الحيوية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض مع مرور الوقت».

وأظهرت الدراسات أن ما يصل إلى 15 في المائة من سكان الولايات المتحدة قد يُعانون من نقص المغنيسيوم.

ويمكن أن يزيد نقص المغنيسيوم من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني، والصداع النصفي، وهشاشة العظام.

وتشمل الأعراض المحتملة الأرق، وتشنجات العضلات، والإمساك، والغثيان، والقيء، والتعب، والضعف، والخدر، والوخز، والتغيرات الشخصية، وعدم انتظام ضربات القلب، كما يقول الخبراء.

في الحالات الشديدة، قد يحدث نقص كالسيوم الدم (انخفاض مستويات الكالسيوم) أو نقص بوتاسيوم الدم (انخفاض مستويات البوتاسيوم)، وفقاً لمكتب المكملات الغذائية التابع للمعاهد الوطنية للصحة.

يمكن أن تساعد فحوصات الدم في الكشف عن المستويات المنخفضة، لكن فيولا حذّرت من أن هذه الفحوصات «ليست مثالية»؛ لأن معظم المغنيسيوم يوجد داخل الخلايا، وليس في المصل.

قد تُسهم بعض الحالات الطبية، وإدمان الكحول، وبعض الأدوية، واتباع نظام غذائي يفتقر إلى هذا المعدن في نقص المغنيسيوم.

وقالت المتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية وإخصائية تغذية مسجلة في ماساتشوستس، سو-إيلين أندرسون-هاينز: «قد يُصاب الأشخاص المصابون بأمراض الجهاز الهضمي، مثل الداء البطني أو داء كرون، أو أولئك الذين خضعوا لجراحة تحويل مسار المعدة، بنقص المغنيسيوم».

ما كمية المغنيسيوم التي نحتاج إليها؟

تتراوح الكمية الغذائية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم بين 310 و320 ملغ للنساء البالغات، و400 و420 ملغ للرجال البالغين.

وقالت أندرسون-هاينز: «يوجد معظم المغنيسيوم في النباتات، مثل المكسرات والبذور والفاصوليا». وأضافت: «للعلم، تحتوي أونصة واحدة (ملعقتان كبيرتان) من بذور اليقطين على 156 ملغ من المغنيسيوم، في حين تحتوي أونصة واحدة من بذور الشيا على 111 ملغ (26 في المائة من القيمة اليومية) من المغنيسيوم».

تشمل بعض المصادر المحددة للمغنيسيوم زبدة الفول السوداني، والموز، والأفوكادو، والمكسرات (اللوز)، والفاصوليا السوداء، والخضراوات الورقية (مثل السبانخ والكرنب)، والحبوب الكاملة، والزبادي، والشوكولاته الداكنة.

أكد خبراء الصحة للشبكة أن المصادر الغذائية هي أفضل طريقة لتلبية الاحتياجات اليومية من المغنيسيوم، إلا أنه يُنصح بتناول المكملات الغذائية في بعض الحالات.

قالت إخصائية التغذية المُسجلة، مديرة خدمات التغذية الخارجية في مستشفى ماونت سيناي في مدينة نيويورك، سامانثا ديراس: «ينبغي تناول مُكمّل غذائي عند وجود نقص معروف أو حالة صحية تُسبب فقداناً مُفرطاً للمغنيسيوم، مثل إدمان الكحول».

كما أشارت فيولا إلى أن الأطباء قد يُوصون بمُكمّلات غذائية لمرضى نقص المغنيسيوم أو للأفراد الذين يتناولون أدوية مُعينة، مثل مُدرّات البول أو مُثبطات مضخة البروتون التي قد تُسبب استنزافاً للمغنيسيوم.


مقالات ذات صلة

بلوغ «شيخوخةٍ شابّة» ليس مهمة مستحيلة... طبيبة متخصصة تقدّم بعض النصائح

يوميات الشرق سلوكيات بسيطة يمكن أن تضاعف سنوات العمر وتقي من العجز (رويترز)

بلوغ «شيخوخةٍ شابّة» ليس مهمة مستحيلة... طبيبة متخصصة تقدّم بعض النصائح

في يد الأجيال الحالية أدوات كثيرة تجعل من تأخير عوامل التقدّم في السنّ مهمة أسهل مما كانت عليه مع الأسلاف.

كريستين حبيب (بيروت)
صحتك الكبد (رويترز)

5 أطعمة مُضرّة بالكبد... توقف عن تناولها

قال موقع «هيلث سايت» إن الكبد يُعد أكثر أعضاء الجسم نشاطاً في تصفية السموم، وتحليل العناصر الغذائية، ولكن هناك بعض الأطعمة تبدو غير ضارة فيما هي تضر بالكبد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك ساعدت الأقطاب المزروعة في هذه المنطقة على تسجيل نشاط الدماغ (ساينس فوتز)

واجهة الدماغ - الكمبيوتر تعيد «الصوت» لمرضى التصلّب الجانبي الضموري

يُعدّ الكلامُ من أثمن القدرات البشريّة؛ فهو الوسيلة الأولى التي نُعبِّر بها عن أفكارنا ومشاعرنا، ونبني بها علاقاتنا الاجتماعيّة، ونمارس بها أدوارنا المهنيّة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك التعرض للمواد الكيميائية قبل الولادة يرفع ضغط الدم في فترة المراهقة

التعرض للمواد الكيميائية قبل الولادة يرفع ضغط الدم في فترة المراهقة

أظهرت أحدث دراسة، أن الأطفال الذين تعرضوا في أثناء الحمل للمواد الكيميائية هم الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم خلال سنوات المراهقة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك علامات وأعراض عليك ألا تتجاهلها مطلقاً

علامات وأعراض عليك ألا تتجاهلها مطلقاً

معظم الأعراض أو الآلام أو الأوجاع التي تعترينا قد لا تعني في الحقيقة وجود مشكلة صحية خطيرة، أو أنها تُشكّل حالة تهدد سلامة الحياة أو سلامة أحد أعضاء الجسم.

د. عبير مبارك (الرياض)

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
TT

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)

كشف باحثون من جامعة نابولي الإيطالية عن نتائج دراسة واعدة، أظهرت أن دواءً شائعاً لعلاج السكري من النوع الثاني قد يقلّل بشكل كبير من نوبات الصداع النصفي المزمن.

وأوضح الباحثون أن فعالية الدواء ترجع إلى آلية غير تقليدية تتعلق بخفض ضغط سوائل الدماغ، وعُرضت النتائج، الجمعة، ضمن فعاليات مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لعلم الأعصاب، الذي يُعقد بين 21 و24 يونيو (حزيران) 2025 في هلسنكي، بفنلندا.

ويُعد الصداع النصفي اضطراباً عصبياً شائعاً، يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس، وغالباً ما يتركز في جانب واحد. وتُصاحب النوبات أحياناً أعراض مثل الغثيان، والتقيؤ، والحساسية الشديدة للضوء أو الصوت، وقد تستمر من ساعات لأيام.

وتختلف شدة وتكرار النوبات من شخص لآخر، ويُعد الصداع النصفي من أبرز أسباب الإعاقة المؤقتة عالمياً، لا سيما بين النساء. وعلى الرغم من توفر عدة أدوية للتخفيف من حدة النوبات أو الوقاية منها، فإن بعض المرضى لا يستجيبون للعلاجات التقليدية، مما يدفع للبحث عن بدائل علاجية جديدة وفعالة.

وأُجريت الدراسة على 26 من البالغين المصابين بالسمنة والصداع النصفي المزمن، بهدف اختبار فعالية دواء «ليراجلوتيد» (liraglutide)، وهو من فئة أدوية (GLP-1) المعروفة بتأثيرها في خفض سكر الدم، وكبح الشهية، وتقليل الوزن، ويُستخدم على نطاق واسع لعلاج السكري.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد أيام الصداع، بمعدل 11 يوماً أقل شهرياً، بعد استخدام الدواء لمدة 12 أسبوعاً. كما انخفضت درجات الإعاقة على مقياس تقييم إعاقة الصداع النصفي بمقدار 35 نقطة، وهو تحسن كبير ذو دلالة سريرية، يعكس استعادة المرضى لقدرتهم على العمل، والدراسة، والنشاط الاجتماعي.

وأشار الباحثون إلى أن معظم المرضى شعروا بتحسن ملحوظ خلال أول أسبوعين من بدء العلاج، واستمر هذا التحسن طوال فترة الدراسة التي امتدت لثلاثة أشهر.

آثار جانبية طفيفة

ورغم أن «ليراجلوتيد» معروف بفعاليته في تقليل الوزن، فإن التغير في مؤشر كتلة الجسم للمشاركين لم يكن ذا دلالة إحصائية، ما يُعزز فرضية أن التحسن في الصداع ناجم عن خفض ضغط السائل الدماغي الشوكي، وليس عن خسارة الوزن.

ويعتقد الفريق أن تقليل ضغط هذا السائل يخفف من الضغط على الجيوب الوريدية داخل الجمجمة، مما يؤدي لتقليل إفراز أحد المحفزات الرئيسية لنوبات الصداع النصفي.

وسُجّلت آثار جانبية طفيفة لدى 38 في المائة من المشاركين، تمثلت غالباً في الغثيان والإمساك، لكنها لم تؤدِ إلى توقف أي من المرضى عن الاستمرار في العلاج.

ويُخطط الفريق حالياً لإجراء تجربة سريرية جديدة لاختبار أدوية أخرى تنتمي للفئة نفسها، قد تحقق التأثير العلاجي ذاته مع آثار جانبية أقل. وإذا تم تأكيد هذه النتائج، فقد تُفتح آفاق جديدة لعلاج الصداع النصفي، خصوصاً أولئك الذين لم تنجح معهم العلاجات المتوفرة حالياً.