خاصة بمنتصف العمر... لماذا يُعد الجري أسوأ طريقة لإنقاص الوزن؟

متسابقون يركضون أثناء تنافسهم في ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
متسابقون يركضون أثناء تنافسهم في ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
TT

خاصة بمنتصف العمر... لماذا يُعد الجري أسوأ طريقة لإنقاص الوزن؟

متسابقون يركضون أثناء تنافسهم في ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)
متسابقون يركضون أثناء تنافسهم في ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

مع نحو 50 ألف عدّاء وآلاف المتفرجين الذين يصطفون على جانبي الشوارع المحيطة ببعض أشهر معالم العاصمة البريطانية، تصعب منافسة أجواء ماراثون لندن.

وفي كل عام، بينما يشاهد الحشود العدائين، يتشجع العديد منهم لممارسة الجري.

تتكرر القصة كل عام جديد؛ حيث يُطلق لقب «عدّاءو يناير» على مَن يقررون ممارسة الجري في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) سعياً للحصول على اللياقة البدنية وفقدان الوزن. ولكن ما مدى فائدة الجري، خاصة في منتصف العمر؟

يقول المدرب الشخصي مات روبرتس، الذي عمل مع شخصيات مثل ديفيد كاميرون وتوم فورد وأماندا هولدن: «يبدو أن الجري هو التمرين الأمثل عند التفكير في اللياقة البدنية أو إنقاص الوزن... تبدأ معظم رحلات إنقاص الوزن بالتفكير: (حسناً، سأبدأ بالركض). لكنه في الواقع من أسوأ الأمور التي قد تُلحق الضرر بجسم في منتصف العمر غير مُهيأ للركض»، وفقاً لصحيفة «تليغراف».

يوافق ماكس لوري، المدرب الشخصي ومؤلف كتاب «يوم الوجبتين»، على هذا الرأي قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن أو تحسين اللياقة البدنية، يُعتقد أن الجري هو الحل الأمثل، لكن هذا ليس صحيحاً تماماً. بالنسبة لمن يرغبون في إنقاص وزنهم، أرى أن الجري في الواقع ينطوي على مخاطر عالية».

ويتابع: «إذا كان لديك 10 أو 20 كيلوغراماً لتخسرها، فأنت في الواقع تركض مرتدياً سترة ثقيلة، وهذه السترة ستضع ضغطاً كبيراً على الأربطة والأوتار والمفاصل والعضلات، مما يزيد من خطر الإصابة».

يقول روبرتس إن مقدار الضغط الواقع على الأوتار والركبتين والظهر أثناء الجري يجعل منه تمريناً صعباً حتى لمن لا يحتاجون إلى إنقاص الوزن، وخاصة لمن تزيد أعمارهم عن 40 عاماً.

ويضيف: «هذا لا يعني أن الجري ضارٌ تماماً. ليس كذلك. لكن لا تبدأ برنامجاً للياقة البدنية به، ولا تُبالغ فيه، خصوصاً إذا كنتَ فوق الأربعين، لأن الجري - أو أي نوع آخر من تمارين القلب والأوعية الدموية - قد يُسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر). وفي الوقت نفسه، تُحسّن تمارين القوة توازن الهرمونات، وهو أمرٌ بالغ الأهمية للرجال والنساء مع تقدمهم في السن».

إذن، ما الذي يجب عليك فعله؟

يفيد روبرتس الذي يؤكد أنه حتى حمل حقائب التسوق الثقيلة والبستنة يُحسب كتمرين: «فكّر في حركتك ومرونتك وقوتك، من خلال ممارسة تمارين البيلاتس أو اليوغا، ورفع الأثقال... تبدأ اللياقة البدنية وطول العمر بالقوة والقدرة على الحركة، وهما أساس الجري وجميع التمارين الرياضية».

ووفقاً لعدة دراسات، ارتبطت القوة العضلية، على وجه الخصوص، بطول العمر، وانخفاض خطر الإصابة بالسمنة، وتقوية العظام، وتحسين الصحة العقلية وصحة القلب.

في دراسة أجرتها جامعة ولاية أيوا عام 2021، التي نظرت في سجلات 12 ألف بالغ في منتصف العمر، وجد الباحثون أن جلستين أو أكثر من تمارين الأثقال أسبوعياً قلَّلت من خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 20 إلى 30 في المائة، حتى لمن لا يمارسون أي تمارين هوائية.

تُظهر الأبحاث أن تدريب القوة يحمي أيضاً دماغ منتصف العمر، ويحسِّن الذاكرة والوظيفة الإدراكية واتخاذ القرار، ووجدت دراسة أُجريت عام 2018 من جامعة ليمريك أن تدريب المقاومة كان له تأثير كبير على أولئك الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط.


مقالات ذات صلة

كايسيدو: ينبغي علينا التعلم من الخسارة القاسية

رياضة عالمية موسيس كايسيدو لاعب خط وسط تشيلسي الإنجليزي (إ.ب.أ)

كايسيدو: ينبغي علينا التعلم من الخسارة القاسية

شدد موسيس كايسيدو، لاعب خط وسط تشيلسي الإنجليزي، على ضرورة استخلاص الدروس من الخسارة أمام فلامنغو البرازيلي 1-3، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (فلادلفيا)
رياضة عالمية يورغن كلوب مدرب ليفربول السابق (د.ب.أ)

كلوب: صفقة فيرتز رائعة!

هنأ يورغن كلوب مدرب ليفربول السابق النادي الإنجليزي على صفقة التعاقد مع النجم الألماني فلوريان فيرتز.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية ستيفن إستاكيو (منتخب كندا)

إستاكيو قائد كندا في مهمة مزدوجة

ضمت تشكيلة بورتو البرتغالي في كأس العالم للأندية لكرة القدم لاعب الوسط ستيفن إستاكيو قائد كندا الموجود أيضاً في قائمة منتخب بلاده المشاركة في الكأس الذهبية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة سعودية عبد الإله الخيبري (الشرق الأوسط)

خيبري الرياض تحت مجهر الشباب... وكمارا ضمن الصفقة

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة نادي الشباب فتحت خط المفاوضات مع نادي الرياض للتعاقد مع الظهير الأيسر عبد الإله الخيبري.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة عالمية ييري ليهيتشكا يحتفل بتأهله لنهائي كوينز (إ.ب.أ)

«دورة كوينز»: ليهيتشكا يهزم دريبر ويبلغ النهائي

فاز ييري ليهيتشكا في مباراة مثيرة 6-4 و4-6 و7-5 على البريطاني جاك دريبر في مباراة مثيرة بالدور قبل النهائي لبطولة كوينز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
TT

علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس (جامعة كاليفورنيا)

كشف باحثون من جامعة نابولي الإيطالية عن نتائج دراسة واعدة، أظهرت أن دواءً شائعاً لعلاج السكري من النوع الثاني قد يقلّل بشكل كبير من نوبات الصداع النصفي المزمن.

وأوضح الباحثون أن فعالية الدواء ترجع إلى آلية غير تقليدية تتعلق بخفض ضغط سوائل الدماغ، وعُرضت النتائج، الجمعة، ضمن فعاليات مؤتمر الأكاديمية الأوروبية لعلم الأعصاب، الذي يُعقد بين 21 و24 يونيو (حزيران) 2025 في هلسنكي، بفنلندا.

ويُعد الصداع النصفي اضطراباً عصبياً شائعاً، يتميز بنوبات متكررة من الألم النابض في الرأس، وغالباً ما يتركز في جانب واحد. وتُصاحب النوبات أحياناً أعراض مثل الغثيان، والتقيؤ، والحساسية الشديدة للضوء أو الصوت، وقد تستمر من ساعات لأيام.

وتختلف شدة وتكرار النوبات من شخص لآخر، ويُعد الصداع النصفي من أبرز أسباب الإعاقة المؤقتة عالمياً، لا سيما بين النساء. وعلى الرغم من توفر عدة أدوية للتخفيف من حدة النوبات أو الوقاية منها، فإن بعض المرضى لا يستجيبون للعلاجات التقليدية، مما يدفع للبحث عن بدائل علاجية جديدة وفعالة.

وأُجريت الدراسة على 26 من البالغين المصابين بالسمنة والصداع النصفي المزمن، بهدف اختبار فعالية دواء «ليراجلوتيد» (liraglutide)، وهو من فئة أدوية (GLP-1) المعروفة بتأثيرها في خفض سكر الدم، وكبح الشهية، وتقليل الوزن، ويُستخدم على نطاق واسع لعلاج السكري.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد أيام الصداع، بمعدل 11 يوماً أقل شهرياً، بعد استخدام الدواء لمدة 12 أسبوعاً. كما انخفضت درجات الإعاقة على مقياس تقييم إعاقة الصداع النصفي بمقدار 35 نقطة، وهو تحسن كبير ذو دلالة سريرية، يعكس استعادة المرضى لقدرتهم على العمل، والدراسة، والنشاط الاجتماعي.

وأشار الباحثون إلى أن معظم المرضى شعروا بتحسن ملحوظ خلال أول أسبوعين من بدء العلاج، واستمر هذا التحسن طوال فترة الدراسة التي امتدت لثلاثة أشهر.

آثار جانبية طفيفة

ورغم أن «ليراجلوتيد» معروف بفعاليته في تقليل الوزن، فإن التغير في مؤشر كتلة الجسم للمشاركين لم يكن ذا دلالة إحصائية، ما يُعزز فرضية أن التحسن في الصداع ناجم عن خفض ضغط السائل الدماغي الشوكي، وليس عن خسارة الوزن.

ويعتقد الفريق أن تقليل ضغط هذا السائل يخفف من الضغط على الجيوب الوريدية داخل الجمجمة، مما يؤدي لتقليل إفراز أحد المحفزات الرئيسية لنوبات الصداع النصفي.

وسُجّلت آثار جانبية طفيفة لدى 38 في المائة من المشاركين، تمثلت غالباً في الغثيان والإمساك، لكنها لم تؤدِ إلى توقف أي من المرضى عن الاستمرار في العلاج.

ويُخطط الفريق حالياً لإجراء تجربة سريرية جديدة لاختبار أدوية أخرى تنتمي للفئة نفسها، قد تحقق التأثير العلاجي ذاته مع آثار جانبية أقل. وإذا تم تأكيد هذه النتائج، فقد تُفتح آفاق جديدة لعلاج الصداع النصفي، خصوصاً أولئك الذين لم تنجح معهم العلاجات المتوفرة حالياً.