ما تأكله بمنتصف العمر يؤثر على صحتك في السبعين

بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)
بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)
TT

ما تأكله بمنتصف العمر يؤثر على صحتك في السبعين

بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)
بعض الأطعمة يسرِّع عملية الشيخوخة (رويترز)

سعى فريق من الباحثين بقيادة علماء من كلية «هارفارد تي إتش تشان» للصحة العامة الأميركية، للإجابة عن سؤال: ما الذي يتطلبه بلوغ سن السبعين دون إصابة بأي أمراض مزمنة؟

ومن خلال متابعة أكثر من 100 ألف شخص في الأربعينات والخمسينات والستينات من العمر، لمدة تصل إلى 3 عقود، عبر دراسة قام بها الباحثون، وجدت النتائج أن اتباع أنظمة غذائية صحية في مرحلة مبكرة من العمر يرتبط بزيادة احتمالية الشيخوخة الصحية، حتى بعد مراعاة عوامل نمط الحياة الأخرى، مثل النشاط البدني والتدخين، وفقاً لما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)

وتسعى الدراسة إلى التعرُّف بدقة على الأنظمة الغذائية التي قد تعزز احتمالات الشيخوخة الصحية، وكيف يمكن أن تؤثر نتائج هذه الدراسة على خيارات الناس الغذائية خلال منتصف العمر، وفترات أخرى من حياتهم.

وقالت الدكتورة لينا وين (طبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن) إن هذه الدراسة رصدية طولية، أي أن الباحثين تابعوا المجموعة نفسها على مدار فترة زمنية، ودرسوا عاداتهم ونتائجهم الصحية. وقد سأل الباحثون المشاركين في الدراسة عن عاداتهم الغذائية على مدى 3 عقود، حتى بلوغهم سن السبعين. وثوَّق المشاركون استهلاكهم الغذائي بانتظام وبشكل موسع، مُبلغين عن عدد مرات تناولهم لأكثر من 130 نوعاً مختلفاً من الطعام.

المأكولات السريعة والمشروبات المحلاة بالسكر مرتبطة بتسريع الشيخوخة البيولوجية (جامعة دالاس المعمدانية)

ثم صنَّف فريق الدراسة استهلاك الطعام بقياس مدى قرب نمط الاستهلاك من 8 أنواع من الأنظمة الغذائية الصحية، ومدى قربه من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة غير الصحية.

في نهاية فترة الدراسة، بعد 3 عقود، وجد الباحثون أن 9771 من أصل 105 آلاف و15 مشاركاً، أو نحو 9.3 في المائة، قد حققوا ما عُرف بالشيخوخة الصحية، وهي العيش حتى سن السبعين دون أمراض مزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ودون أي إعاقات معرفية أو بدنية أو عقلية.

ووجد فريق الدراسة أن الالتزام العالي بكل نظام من الأنظمة الغذائية الصحية الثمانية ارتبط بزيادة احتمالية الشيخوخة الصحية.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن زيادة استهلاك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات والدهون غير المشبعة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، ترتبط بزيادة فرص التمتع بشيخوخة صحية.

ومن ناحية أخرى، ارتبطت زيادة استهلاك الدهون المتحولة والصوديوم والمشروبات السكرية واللحوم الحمراء أو المصنعة بانخفاض فرص التمتع بشيخوخة صحية.

يؤدي اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المسببة للالتهابات إلى تسريع عملية الشيخوخة (شاترستوك)

ويشير الباحثون إلى أن الدراسة تُثبت بشكلٍ مُقنعٍ أن اتباع نظامٍ غذائي صحي في مرحلة مُبكرة من العمر عاملٌ أساسي في الشيخوخة الصحية. ويتوافق هذا البحث مع دراساتٍ أخرى وجدت أن بإمكان الناس زيادة متوسط ​​العمر المُتوقع بتناول مزيد من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات، وتجنُّب المشروبات المُحلاة والأطعمة المُصنَّعة.

وأشارت وين إلى أن الدراسة تناولت العادات الغذائية للأشخاص في الأربعينات والخمسينات والستينات من العمر، ولم تتناول العادات الغذائية في المراحل المبكرة من الحياة. ولكن بناءً على دراسات أخرى، من المنطقي أن نوصي الجميع -بغض النظر عن سنهم- باتباع نظام غذائي صحي، مع الأخذ في الحسبان أنه لم يفت الأوان أبداً للبدء في تطوير عادات صحية.


مقالات ذات صلة

أيهما أفضل... الاستحمام ليلاً أم نهاراً؟

صحتك يُنشّط الاستحمام بالماء البارد الدهون البنية في الجسم (رويترز)

أيهما أفضل... الاستحمام ليلاً أم نهاراً؟

لطالما كان سؤالاً مثار جدل: هل الاستحمام صباحاً أم مساءً أفضل؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يعاني كثير من الأشخاص التعب والإرهاق عند استيقاظهم من النوم (أ.ف.ب)

كيف تحمي نفسك من التشوش الذهني؟

في مجتمع تنتشر به ثقافة الإنتاجية باستمرار، ليس من المستغرب أن نتغاضى كثيراً عن العلامات التي تدل على أننا نرزح تحت وطأة ضغط نفسيّ كبير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق النحل يتعرض لتهديدات تؤثر على دوره في النظام البيئي (جامعة فلوريدا)

12 خطراً يتعرض لها النحل تهدد مستقبل الغذاء العالمي

كشف تقرير دولي عن وجود 12 تهديداً جديداً يتعرض لها النحل وأنواع الملقحات الأخرى حول العالم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك التهاب القولون التقرحي يسبب نوبات متكررة من الالتهاب في بطانة القولون (جامعة شيكاغو)

آلية جديدة تكشف سبب التهابات القولون المزمن

توصل فريق بحثي دولي، بقيادة جامعة غراتس الطبية بالنمسا، إلى اكتشاف آلية جديدة تفسر أحد أسباب الالتهاب المزمن في مرض التهاب القولون التقرحي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تُظهر هذه الصورة التي قدّمها باحثون قرداً صغيراً من نوع عواء متشبثاً بذكر من نوع كابوشين بجزيرة جيكارون في بنما (أ.ب)

شاهد... فيديو نادر يوثّق اختطاف قرود لصغار من فصيلة أخرى

اكتشف العلماء أدلة مذهلة على ما وصفوه باختطاف القرود، وذلك في أثناء مراجعة لقطات فيديو من جزيرة بنمية صغيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رغم سمعتها السيئة لدى محبي الرشاقة... 7 أسباب تجعل البطاطس غذاءً خارقاً

تعرضت البطاطس لانتقادات لاذعة من قِبل محبي البروتين ومعارضي الكربوهيدرات (رويترز)
تعرضت البطاطس لانتقادات لاذعة من قِبل محبي البروتين ومعارضي الكربوهيدرات (رويترز)
TT

رغم سمعتها السيئة لدى محبي الرشاقة... 7 أسباب تجعل البطاطس غذاءً خارقاً

تعرضت البطاطس لانتقادات لاذعة من قِبل محبي البروتين ومعارضي الكربوهيدرات (رويترز)
تعرضت البطاطس لانتقادات لاذعة من قِبل محبي البروتين ومعارضي الكربوهيدرات (رويترز)

لطالما كانت البطاطس؛ مسلوقة أو مقلية أو «مخبوزة»، صنفاً محبوباً لدى الغالبية العظمى من البشر. وهي تُعدّ من الأطباق الكلاسيكية التي تحظى بشعبية واسعة.

رغم ذلك، فإن البطاطس تتعرض لانتقادات لاذعة من قِبل محبي البروتين ومعارضي الكربوهيدرات؛ إذ تُلام البطاطس على كل شيء، من زيادة الوزن إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم؛ مما أفقدها مكانتها لدى البعض وجعلها من الأكلات التي يتجنب تناولها الساعون إلى الرشاقة.

ومع ذلك، لا تستحق البطاطس هذه السمعة السيئة. تقول صوفي تروتمان، اختصاصية التغذية، لصحيفة «الغارديان»: «غالباً ما أنصح زبائني بالتفكير في استبدال البطاطس ببعض الأرز أو المعكرونة التي يتناولونها أسبوعياً».

وتحتوي البطاطس كثيراً من المغذيات الدقيقة، بالإضافة إلى كمية جيدة من الألياف والنشا المقاوم، وكلاهما ضروري لصحة الأمعاء، وقد يساعد في الوقاية من سرطان الأمعاء.

الفوائد التي تجعل البطاطس غذاءً صحياً خارقاً إذا جرى تناولها بالطريقة الصحيحة:

1- غنية بالفيتامينات والمعادن.

2- غنية بالألياف والنشا المقاوم.

3- غنية بمضادات الأكسدة.

4- يمكن أن تعزز صحة الجلد والجهاز المناعي.

5- مفيدة لصحة الأمعاء.

6- منخفضة السعرات الحرارية.

7- مُشبِعة للغاية.

وتحتوي البطاطس مجموعة كبيرة من المغذيات الدقيقة؛ فهي غنية بكميات كبيرة من فيتامينَي «C» و«B6»، والبوتاسيوم، وحمض الفوليك، والمغنسيوم، بالإضافة إلى بعض الحديد والفسفور.

وتحتوي حبة البطاطس متوسطة الحجم نحو 17 مليغراماً من الفسفور (وهو مفيد لصحة العظام والعضلات)، أي نحو نصف الكمية اليومية الموصى بها من قِبل «هيئة الخدمات الصحية الوطنية»، وكميةً أكبر من البوتاسيوم (الذي يساعد على تنظيم السوائل وضغط الدم) مما في الموز.

وكلا العنصرين يجعل البطاطس ممتازة لصحة بشرتك وجهازك المناعي.

وقال روب هوبسون، اختصاصي التغذية ومؤلف كتاب «تخلص من مشكلات حياتك العائلية»: «يلعب فيتامين (B6) الموجود في البطاطس دوراً مهماً في دعم الجهاز العصبي. ويساهم البوتاسيوم الذي تحتويه في تنظيم ضغط الدم ووظيفة العضلات الطبيعية». أما المغنسيوم، فهو مهم لنوم صحي.

و«البطاطس نفسها تحتوي سعرات حرارية منخفضة نسبياً، وغالباً ما يكون ما نفعله بها هو ما يُحدث الفرق»، وفقاً لهوبسون.

ويحتوي نحو 100 غرام من البطاطس العادية نحو 80 سُعراً حرارياً، وهي كمية ضئيلة مقارنةً بالحصة نفسها من المعكرونة البيضاء المطبوخة التي قد تحتوي ما يصل إلى 200 سعر حراري.

كما تحتوي البطاطس مضادات الأكسدة. والخضراوات الجذرية (والبطاطس منها) غنية بـ«الفلافونويدات» و«الكاروتينات» و«الأحماض الفينولية»، وجميعها يمكن أن تحمي من السرطان والسكري وأمراض القلب.

وأوضح هوبسون: «البطاطس ذات اللب الأرجواني أو البرتقالي (البطاطس الحلوة) غنية بمضادات الأكسدة؛ لأن لونها يدل على مستوى أعلى من (البوليفينول). ولكن حتى البطاطس البيضاء تحتوي كمية جيدة منها، وهذا أحد أسباب أنها طعام مغذٍّ للغاية».

ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي وراء إشادة خبراء التغذية بالفوائد الصحية للبطاطس هو محتواها من الألياف.

وأوضحت تروتمان أن «حبة بطاطس متوسطة الحجم تحتوي نحو غِرامين من الألياف غير القابلة للذوبان؛ مما يعني أنها رائعة للحفاظ على انتظام حركة الأمعاء وموازنة مستوى السكر في الدم».

وأضافت: «البطاطس البيضاء كربوهيدرات معقدة، أي إنها تتطلب طاقة أكبر للهضم، وتبقى في الجسم مدة أطول». وهذا يجعلها «أقرب إلى الأرز البني في الفوائد الصحية، منها إلى المعكرونة والأرز والخبز الأبيضين، وهي كربوهيدرات مكررة».

تحتوي البطاطس المطبوخة ثم المبردة أيضاً نشا مقاوماً، وهو نوع من الكربوهيدرات لا تهضمه الأمعاء الدقيقة جيداً، فيتخمر في الأمعاء الغليظة؛ «ويعمل بمثابة البريبيوتيك» التي تعمل على نمو البكتيريا النافعة، وفقاً لتروتمان.

وتُنتج عملية التخمير هذه أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تُسهم في فوائد صحية مُتنوعة، مثل تقليل الالتهابات وخفض سكر الدم.

ومن المزايا الأخرى للبطاطس أنها أفضل الأطعمة إشباعاً على وجه الأرض. وتتصدر البطاطس المسلوقة «مؤشر الشبع»، الذي وضعته الباحثة الأسترالية الدكتورة سوزانا هولت في تسعينات القرن الماضي، والذي يُصنف الأطعمة المختلفة بناءً على قدرتها على كبح الجوع مقارنةً بمحتواها من السعرات الحرارية.

وأوضح هوبسون: «البطاطس تُشعرك بالشبع بشكل طبيعي بفضل محتواها من الماء، والنشا المقاوم، والألياف، وحجمها الإجمالي».

ووفق تصنيف هولت، فإن البطاطس تُشعرك بالشبع ضعفَي خبز القمح الكامل، و3 أضعاف الخبز الأبيض. وأضاف هوبسون: «لستَ بحاجة إلى تناول كمية كبيرة منها للشعور بالشبع؛ مما يجعلها غذاءً مفيداً إذا كنت تسعى للتحكم في وزنك».

لكن ماذا عن عيوب البطاطس؟

1- قليلة البروتين.

2- تحتوي السولانين، الذي قد يُسبب الغثيان.

3- كمياتها الزائدة عن المطلوب ترفع نسبة السكر في الدم.

ونظراً إلى أنها مصدر غني بالكربوهيدرات، فإن البطاطس تفتقر إلى كل من الدهون والبروتين. وقالت تروتمان: «لهذا السبب لا أنصح بتناول البطاطس في 3 وجبات يومياً».

وأضافت: «عادةً لا يتناول الناس البطاطس بمفردها. أنصح فقط بتناولها مع مصدر بروتين قليل الدسم، مثل السمك أو الدجاج».

وأوضحت تروتمان أنه علاوة على ذلك، فإن البطاطس تحتل مرتبة عالية في «المؤشر الغلايسيمي»، وهو تصنيف للأطعمة القائمة على الكربوهيدرات نظراً إلى خاصيتها في رفع مستوى السكر بالدم، الذي يليه انخفاض بمستوى السكر في الدم؛ «مما قد يدفع بالناس إلى الرغبة في تناول الأطعمة السكرية أو النشوية بسرعة أكبر».

وتابعت: «لهذا السبب؛ ينبغي على المصابين بداء السكري أو مقدمات السكري الحذر في تناول الأطعمة ذات (المؤشر الغلايسيمي) المرتفع».