مخاطر الإفراط في تناول البروتين

ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)
ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)
TT

مخاطر الإفراط في تناول البروتين

ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)
ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)

ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين، بسبب فوائده الكبيرة للصحة وزيادة مستويات الطاقة في الجسم، والشعور بالشبع لفترة أطول، وبناء العضلات.

وحسب صحيفة «التليغراف» البريطانية، فقد تضاعفت عمليات البحث عن الأطعمة الغنية بالبروتين على موقع «أوكادو» الإلكتروني المتخصص في مجال البقالة منذ عام 2023.

إلا أن خبراء الصحة يُحذرون من أن بعض الأشخاص يعانون من «هوس البروتين»، وأن كثيرين، خصوصاً الرجال، يتناولونه بمفرده دون أي شيء آخر، ظناً منهم أن هذا الأمر يساعدهم على بناء عضلات كبيرة وقوية.

ما كمية البروتين التي نحتاج إليها حقاً؟

تقول كلير ثورنتون-وود، المتحدثة باسم الجمعية البريطانية لإخصائيي التغذية، إن معظم البالغين متوسطي الوزن يحصلون على ما يكفي من البروتين من نظامهم الغذائي المعتاد.

وتضيف: «التوصية هي أن معظم الناس يحتاجون إلى 0.75 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم. أما من تجاوزوا الخمسين، فعليهم أن يهدفوا إلى استهلاك نحو غرام واحد لكل كيلوغرام من وزن الجسم لأن الامتصاص ينخفض ​​مع التقدم في السن. أما من يمارسون تمارين بناء العضلات، فعليهم أن يهدفوا إلى تناول ما بين 1.2 غرام و2 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم».

ما مخاطر الإفراط في تناول البروتين؟

البروتين عنصر غذائي أساسي موجود في جميع أنحاء الجسم، ليس فقط في العضلات، بل في العظام والجلد والشعر وجميع الأنسجة الأخرى. وهو يُكوّن الإنزيمات التي تُنتج التفاعلات الكيميائية الحيوية والهيموغلوبين الذي يحمل الأكسجين في الدم.

إلا أن الإفراط في تناول البروتين قد يتسبب في مشكلات صحية على المدى الطويل.

ومن أبرز هذه المشكلات:

الالتهابات

أفاد باحثون في جامعة نافارا بإسبانيا بأن بعض مصادر البروتين الحيوانية قد تُسبب مستويات التهاب أعلى من أطعمة مثل البقوليات والمكسرات والفاصوليا.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة والذين يتبعون حميات غذائية تعتمد على اللحوم للحصول على نسبة أكبر من البروتين، كانت لديهم مستويات التهاب أعلى مقارنةً بالمشاركين الذين تناولوا في الغالب الأسماك أو مصادر البروتين النباتية.

مشكلات القلب

أظهرت دراسةٌ أُجريت في كلية «هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة»، التابعة لجامعة هارفارد، أن تناول كمياتٍ منتظمةٍ من اللحوم الحمراء، خصوصاً اللحوم الحمراء المُصنّعة، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وخطر الوفاة بسبب هذه الأمراض.

وحللت دراسةٌ أخرى أُجريت عام 2010 بياناتٍ حول العادات الغذائية والحالة الصحية لـ84 ألف امرأة، وخلصت إلى أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

السرطان

تقول ثورنتون-وود: «يرتبط سرطان الأمعاء بالإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء، والإفراط في استهلاك اللحوم المُصنّعة. وفي عام 2015، خلصت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن استهلاك اللحوم المُصنّعة مُسرطن»، وأن استهلاك اللحوم الحمراء «يُحتمل أن يكون مُسرطناً للإنسان».

وتُضيف ثورنتون-وودز أن «الإفراط في تناول البروتين على حساب الأطعمة المُغذية الأخرى، مثل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، قد يُسبب أيضاً مخاطر. ففي هذه الحالة تكون بكتيريا الأمعاء أقل تنوعاً. ونحن نعلم أن وجود بكتيريا معوية جيدة وصحية ومتنوعة يُفيد في الوقاية من السرطان».

كما تُظهر البيانات ارتباطاً إيجابياً بين استهلاك اللحوم المُصنّعة وسرطان المعدة. كما تُظهر العلاقة بين الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء خلال فترة المراهقة وسرطان البنكرياس والبروستاتا وسرطان الثدي.

الفشل الكلوي

عند تناول البروتين، يتحلل إلى أحماض أمينية تُستخدم لبناء وإصلاح الأنسجة. تُنتج هذه العملية فضلات مثل اليوريا والكالسيوم في البول، التي يجب ترشيحها من الدم عن طريق الكلى. هذا يمكن أن يُسبب ضغطاً على الكلى في حال الإفراط في تناول البروتين، مما يُسبب مجموعة من المشكلات، بما في ذلك حصوات الكلى والفشل الكلوي.

وحذرت دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة الجمعية الأميركية لأمراض الكلى من أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين قد يُلحق ضرراً بوظائف الكلى، ويُسبب مجموعة من المشكلات التي تُؤدي إلى أمراض الكلى المزمنة وتلف الكلى الدائم، سواءً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات سابقة في الكلى أو لا يعانون منها.

داء السكري

إن تناول مزيد من اللحوم الحمراء قد يزيد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، بينما يرتبط تناول المكسرات والبقوليات والدواجن بانخفاض هذا الخطر.

الإمساك

لا تزال العلاقة بين الإمساك والإفراط في تناول البروتين غير قاطعة، لكن هناك أدلة على أن الأنظمة الغذائية التي يحل فيها البروتين محل العناصر الغذائية الأخرى، خصوصاً الألياف والكربوهيدرات، يمكن أن تسبب مشكلات في الجهاز الهضمي.


مقالات ذات صلة

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

صحتك تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «براون» أن جزيئات الذهب النانوية قد تُستخدم يوماً ما للمساعدة في استعادة البصر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول الأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بخطر الوفاة المبكرة (رويترز)

دراسة دولية: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة

أظهرت دراسة دولية جديدة أن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة يزيد خطر الوفاة المبكرة، مما أثار دعوات متجددة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الأطعمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الدواء يحد من انتقال فيروس الإنفلوانزا إلى المخالطين (جامعة ميشيغان)

دواء مضاد للإنفلونزا يقلل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة

وجدت دراسة سريرية أميركية أن جرعة واحدة من الدواء المضاد للفيروسات «زوفلوزا» (Xofluza) تخفض فرصة انتقال فيروس الإنفلونزا بين أفراد الأسرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق باحثون: ينبغي علينا تناول سعرات حرارية أكثر في بداية اليوم (غيتي)

لا آكل قبل الظهر... هل يتسبب في ضرر بدني؟

تشير التقارير إلى أن نحو واحد من كل خمسة أشخاص يتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بإنقاص الوزن يستعيد كل الوزن الذي فقده، أو حتى أكثر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النسيان قد يكون خطيراً ومقلقاً في بعض الحالات (رويترز)

متى يكون النسيان خطيراً؟

مثل أي عضو آخر في الجسم، يتغير الدماغ مع التقدم في السن. لكن النسيان قد يكون خطيراً ومقلقاً في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)
تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)
TT

حَقن العين بجزئيات الذهب يبشر بثورة في علاج مشكلات البصر

تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)
تؤثر اضطرابات الشبكية مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي على ملايين الأشخاص حول العالم (موقع أخبار علوم الأعصاب)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «براون» أن جزيئات الذهب النانوية -وهي قطع ذهبية مجهرية أرق بآلاف المرات من شعرة الإنسان- قد تُستخدم يوماً ما للمساعدة في استعادة البصر لدى الأشخاص المصابين بالتنكس البقعي واضطرابات الشبكية الأخرى.

في دراسة نُشرت في مجلة «إيه سي إس نانو»، وبدعم من المعاهد الوطنية للصحة، أظهر فريق البحث أن الجسيمات النانوية المحقونة في شبكية العين يمكنها تحفيز الجهاز البصري، واستعادة البصر بنجاح لدى الفئران التي تعاني من اضطرابات الشبكية.

وتشير النتائج إلى أن تلك التقنية البصرية التي تُستخدم فيها الجسيمات النانوية مع جهاز ليزر صغير يُلبَس في النظارات، قد يُساعد يوماً ما الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشبكية على استعادة الرؤية.

وفي السياق، قالت جياروي ني، باحثة ما بعد الدكتوراه في المعاهد الوطنية للصحة، والتي قادت البحث في أثناء إتمامها الدكتوراه في جامعة «براون»: «هذا نوع جديد من أنظمة الأطراف الاصطناعية الشبكية، لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب تنكس الشبكية، دون الحاجة إلى أي نوع من الجراحة المعقدة أو التعديل الجيني». وأضافت: «نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدِث نقلة نوعية في أساليب علاج حالات تنكس الشبكية».

وأجرت ني العمل في أثناء عملها في مختبر جونغ هوان لي، الأستاذ المشارك في كلية الهندسة بجامعة «براون»، وعضو هيئة التدريس في معهد «كارني» لعلوم الدماغ بجامعة «براون»، والذي أشرف على العمل وكان المؤلف الرئيسي للدراسة.

وتؤثر اضطرابات الشبكية -مثل التنكس البقعي والتهاب الشبكية الصباغي- على ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة وحول العالم.

وتُحفِّز هذه النبضات أنواعاً أخرى من الخلايا في أعلى السلسلة البصرية، تُسمى الخلايا ثنائية القطب والعقدية، والتي تُعالج إشارات المستقبلات الضوئية وتُرسلها إلى الدماغ.

ويستخدم هذا النهج الجديد جسيمات نانوية تُحقَن مباشرة في شبكية العين لتجاوز المستقبلات الضوئية التالفة. عند تركيز ضوء الأشعة تحت الحمراء على الجسيمات النانوية، تُولِّد كمية ضئيلة من الحرارة تُنشِّط الخلايا ثنائية القطب والعقدية بطريقة عمل نبضات المستقبلات الضوئية نفسها.

وبما أن اضطرابات مثل التنكس البقعي تُؤثِّر في الغالب على المستقبلات الضوئية، مع الحفاظ على الخلايا ثنائية القطب والعقدية سليمة، فإن هذه الاستراتيجية لديها القدرة على استعادة البصر المفقود.

وفي هذه الدراسة الجديدة، اختبر فريق البحث أسلوب الجسيمات النانوية على شبكيات فئران حية تعاني من اضطرابات في الشبكية. وبعد حقن محلول جسيمات نانوية سائلة، استخدم الباحثون ضوء ليزر منقوشاً قريباً من الأشعة تحت الحمراء، لإسقاط أشكال على شبكيات العين.

وباستخدام إشارة الكالسيوم للكشف عن النشاط الخلوي، أكد الفريق أن الجسيمات النانوية تُثير الخلايا ثنائية القطب والعقدية بأنماط مطابقة للأشكال التي يُسقطها الليزر. وأظهرت التجارب أن محلول الجسيمات النانوية وتحفيز الليزر لم يُسببا آثاراً جانبية ضارة ملحوظة.

وباستخدام المجسات، أكد الباحثون أن التحفيز بالليزر للجسيمات النانوية أدى إلى زيادة نشاط القشرة البصرية لدى الفئران، وهو مؤشر على أن الدماغ كان ينقل ويعالج الإشارات البصرية التي كانت غائبة سابقاً.

وفي هذا الصدد، يقول الباحثون إن هذا مؤشر على استعادة البصر جزئياً على الأقل، وهي علامة جيدة لإمكانية تطبيق تقنية مماثلة على البشر.

وبشرياً، يتصور الباحثون نظاماً يجمع بين الجسيمات النانوية ونظام ليزر مُثبَّت في نظارة أو نظارات واقية.

وستجمع الكاميرات المُثبَّتة في النظارات بيانات الصور من العالم الخارجي، وتستخدمها لتوجيه نمط ليزر الأشعة تحت الحمراء. ثم تُحفِّز نبضات الليزر الجسيمات النانوية في شبكية العين، مما يُمكِّنهم من الرؤية.

ويُشبه هذا النهج نهجاً اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأميركية للاستخدام البشري قبل بضع سنوات. وكان النهج القديم يجمع بين نظام كاميرا ومصفوفة أقطاب كهربائية صغيرة تُزرع جراحياً في العين. ويتميز نهج الجسيمات النانوية بكثير من المزايا الرئيسية، وفقاً لـني.

ولأن محلول الجسيمات النانوية يغطي شبكية العين كلها، فإن النهج الجديد قد يغطي مجال الرؤية الكامل للشخص. ولأن الجسيمات النانوية تستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء على عكس الضوء المرئي، فإن النظام لا يتداخل بالضرورة مع أي قدر متبقٍّ من الرؤية قد يحتفظ به الشخص.

وقال ني إنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من العمل قبل تجربة هذا النهج سريرياً، ولكن هذا البحث المبكر يشير إلى إمكانية ذلك. وتابع ني عن البحث: «لقد أظهرنا أن الجسيمات النانوية يمكن أن تبقى في شبكية العين أشهراً دون أي سمية كبيرة». وأضاف: «وأظهرنا أنها قادرة على تحفيز الجهاز البصري بنجاح. وهذا أمر مشجع للغاية للتطبيقات المستقبلية».