مخاطر الإفراط في تناول البروتين

ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)
ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)
TT
20

مخاطر الإفراط في تناول البروتين

ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)
ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)

ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين، بسبب فوائده الكبيرة للصحة وزيادة مستويات الطاقة في الجسم، والشعور بالشبع لفترة أطول، وبناء العضلات.

وحسب صحيفة «التليغراف» البريطانية، فقد تضاعفت عمليات البحث عن الأطعمة الغنية بالبروتين على موقع «أوكادو» الإلكتروني المتخصص في مجال البقالة منذ عام 2023.

إلا أن خبراء الصحة يُحذرون من أن بعض الأشخاص يعانون من «هوس البروتين»، وأن كثيرين، خصوصاً الرجال، يتناولونه بمفرده دون أي شيء آخر، ظناً منهم أن هذا الأمر يساعدهم على بناء عضلات كبيرة وقوية.

ما كمية البروتين التي نحتاج إليها حقاً؟

تقول كلير ثورنتون-وود، المتحدثة باسم الجمعية البريطانية لإخصائيي التغذية، إن معظم البالغين متوسطي الوزن يحصلون على ما يكفي من البروتين من نظامهم الغذائي المعتاد.

وتضيف: «التوصية هي أن معظم الناس يحتاجون إلى 0.75 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم. أما من تجاوزوا الخمسين، فعليهم أن يهدفوا إلى استهلاك نحو غرام واحد لكل كيلوغرام من وزن الجسم لأن الامتصاص ينخفض ​​مع التقدم في السن. أما من يمارسون تمارين بناء العضلات، فعليهم أن يهدفوا إلى تناول ما بين 1.2 غرام و2 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم».

ما مخاطر الإفراط في تناول البروتين؟

البروتين عنصر غذائي أساسي موجود في جميع أنحاء الجسم، ليس فقط في العضلات، بل في العظام والجلد والشعر وجميع الأنسجة الأخرى. وهو يُكوّن الإنزيمات التي تُنتج التفاعلات الكيميائية الحيوية والهيموغلوبين الذي يحمل الأكسجين في الدم.

إلا أن الإفراط في تناول البروتين قد يتسبب في مشكلات صحية على المدى الطويل.

ومن أبرز هذه المشكلات:

الالتهابات

أفاد باحثون في جامعة نافارا بإسبانيا بأن بعض مصادر البروتين الحيوانية قد تُسبب مستويات التهاب أعلى من أطعمة مثل البقوليات والمكسرات والفاصوليا.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة والذين يتبعون حميات غذائية تعتمد على اللحوم للحصول على نسبة أكبر من البروتين، كانت لديهم مستويات التهاب أعلى مقارنةً بالمشاركين الذين تناولوا في الغالب الأسماك أو مصادر البروتين النباتية.

مشكلات القلب

أظهرت دراسةٌ أُجريت في كلية «هارفارد تي إتش تشان للصحة العامة»، التابعة لجامعة هارفارد، أن تناول كمياتٍ منتظمةٍ من اللحوم الحمراء، خصوصاً اللحوم الحمراء المُصنّعة، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وخطر الوفاة بسبب هذه الأمراض.

وحللت دراسةٌ أخرى أُجريت عام 2010 بياناتٍ حول العادات الغذائية والحالة الصحية لـ84 ألف امرأة، وخلصت إلى أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

السرطان

تقول ثورنتون-وود: «يرتبط سرطان الأمعاء بالإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء، والإفراط في استهلاك اللحوم المُصنّعة. وفي عام 2015، خلصت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن استهلاك اللحوم المُصنّعة مُسرطن»، وأن استهلاك اللحوم الحمراء «يُحتمل أن يكون مُسرطناً للإنسان».

وتُضيف ثورنتون-وودز أن «الإفراط في تناول البروتين على حساب الأطعمة المُغذية الأخرى، مثل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، قد يُسبب أيضاً مخاطر. ففي هذه الحالة تكون بكتيريا الأمعاء أقل تنوعاً. ونحن نعلم أن وجود بكتيريا معوية جيدة وصحية ومتنوعة يُفيد في الوقاية من السرطان».

كما تُظهر البيانات ارتباطاً إيجابياً بين استهلاك اللحوم المُصنّعة وسرطان المعدة. كما تُظهر العلاقة بين الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء خلال فترة المراهقة وسرطان البنكرياس والبروستاتا وسرطان الثدي.

الفشل الكلوي

عند تناول البروتين، يتحلل إلى أحماض أمينية تُستخدم لبناء وإصلاح الأنسجة. تُنتج هذه العملية فضلات مثل اليوريا والكالسيوم في البول، التي يجب ترشيحها من الدم عن طريق الكلى. هذا يمكن أن يُسبب ضغطاً على الكلى في حال الإفراط في تناول البروتين، مما يُسبب مجموعة من المشكلات، بما في ذلك حصوات الكلى والفشل الكلوي.

وحذرت دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة الجمعية الأميركية لأمراض الكلى من أن اتباع نظام غذائي غني بالبروتين قد يُلحق ضرراً بوظائف الكلى، ويُسبب مجموعة من المشكلات التي تُؤدي إلى أمراض الكلى المزمنة وتلف الكلى الدائم، سواءً لدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلات سابقة في الكلى أو لا يعانون منها.

داء السكري

إن تناول مزيد من اللحوم الحمراء قد يزيد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، بينما يرتبط تناول المكسرات والبقوليات والدواجن بانخفاض هذا الخطر.

الإمساك

لا تزال العلاقة بين الإمساك والإفراط في تناول البروتين غير قاطعة، لكن هناك أدلة على أن الأنظمة الغذائية التي يحل فيها البروتين محل العناصر الغذائية الأخرى، خصوصاً الألياف والكربوهيدرات، يمكن أن تسبب مشكلات في الجهاز الهضمي.


مقالات ذات صلة

للأطفال المصابين بالتوحد... 5 طرق لتعزيز التواصل والمهارات الاجتماعية

صحتك فهم الطرق المتنوعة التي يظهر بها اضطراب طيف التوحد يُعد أمراً بالغ الأهمية لتقديم الدعم والرعاية (رويترز)

للأطفال المصابين بالتوحد... 5 طرق لتعزيز التواصل والمهارات الاجتماعية

مع احتفالنا باليوم العالمي للتوحد، من الضروري إدراك التحديات الفريدة التي يواجهها الأطفال المصابون بطيف التوحد، والدور الحيوي الذي يلعبه الآباء ومقدمو الرعاية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)

أفضل من تقييد السعرات... نظام غذائي فعّال يمكنك اتباعه 3 أيام فقط أسبوعياً

أكدت دراسة جديدة أن الصيام ثلاثة أيام فقط في الأسبوع قد يؤدي إلى فقدان وزن أكبر ونتائج صحية أفضل من حساب السعرات الحرارية ومحاولة تقليل الكمية المستهلكة كل يوم.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يصبح التوتر ضاراً فقط عندما يكون مزمناً أو خارج السيطرة... أما عندما يكون معتدلاً وهادفاً فإنه يحفز نمو الشخصية ويعزز الصحة النفسية والجسدية (رويترز)

لا تهرب من التوتر بل استغله... كيف تحوّل الضغط إلى طاقة إيجابية؟

لطالما سمعنا أن التوتر ضار بالصحة، لكن الأبحاث الحديثة تكشف عن أن هناك نوعاً مفيداً من التوتر، يمكن أن يكون مفتاحاً لحياة أفضلَ صحة وسعادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تشكل السندويشات الجاهزة في واجهات العرض خطراً كبيراً على الصحة إذا لم تُحفظ في درجة حرارة مناسبة (متداولة)

«لا تأكلوا هذا في المطار»... قائمة الأطعمة الخطيرة التي يجب تجنبها قبل الصعود للطائرة

احذروا من الأكلات السريعة في المطارات فقد تكون ملوثة نتيجة ظروف التخزين أو التحضير غير الآمن.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الكوليسترول الضار يتراكم في الشرايين مسبباً الجلطات والسكتات (متداولة)

حقائق حول الكوليسترول... كيف تنقذون حياتكم؟

الكوليسترول ليس شراً مطلقاً كما يعتقد الكثيرون، لكن المشكلة تكمن في اختلاف أنواعه وتأثيرها على الصحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أفضل من تقييد السعرات... نظام غذائي فعّال يمكنك اتباعه 3 أيام فقط أسبوعياً

اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)
اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)
TT
20

أفضل من تقييد السعرات... نظام غذائي فعّال يمكنك اتباعه 3 أيام فقط أسبوعياً

اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)
اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع يساعد في إنقاص الوزن (د.ب.أ)

أكدت دراسة جديدة أن اتباع نظام الصيام المتقطع لمدة ثلاثة أيام فقط في الأسبوع قد يؤدي إلى فقدان وزن أكبر ونتائج صحية أفضل من حساب السعرات الحرارية ومحاولة تقليل الكمية المستهلكة كل يوم.

وبحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد صرّح الباحثون بأن نظام الصيام المتقطع 4:3، الذي يعتمد على الصيام لمدة 3 أيام فقط في الأسبوع، قد يكون طريقة أكثر استدامة للحفاظ على فقدان الوزن على المدى الطويل، مقارنة بالنظام المعتمد على حساب وتقييد السعرات الحرارية الذي يجد الأشخاص صعوبة في الالتزام به.

وتختلف توصيات السعرات الحرارية اليومية بناءً على عوامل مثل العمر ومستوى النشاط، ولكن معظم النساء يحتجن إلى تناول نحو 1600 سعر حراري يومياً للحفاظ على وزنهن، بينما يحتاج الرجال عادةً إلى 2000 سعر حراري.

وأجريت الدراسة الجديدة بواسطة باحثين من كلية الطب بجامعة كولورادو، وشملت 165 بالغاً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى اتبعت نظام الصيام المتقطع 4:3 فيما اتبعت المجموعة الثانية خطة تقليدية لتقييد السعرات الحرارية اليومية لمدة عام.

الصيام لمدة 3 أيام فقط في الأسبوع أفضل من التقييد اليومي للسعرات الحرارية (أ.ب)
الصيام لمدة 3 أيام فقط في الأسبوع أفضل من التقييد اليومي للسعرات الحرارية (أ.ب)

وبعد 12 شهراً، خسر المشاركون في مجموعة الصيام المتقطع 4:3 ما معدله 7.6 في المائة من وزن أجسامهم، مقارنةً بـ5 في المائة خسرها أولئك الذين قاموا بحساب وتقييد سعراتهم الحرارية.

كما كانت معدلات الالتزام بالنظام لدى مجموعة الصيام المتقطع أعلى بأكثر من 11 في المائة منها في مجموعة تقييد السعرات الحرارية.

وقالت الدكتورة فيكتوريا كاتيناتشي، المؤلفة المشاركة في الدراسة وأستاذة مشاركة في الغدد الصماء بكلية الطب بجامعة كولورادو: «كان من المفاجئ والمثير بالنسبة لي أن يكون الصيام المتقطع أفضل من تقييد السعرات الحرارية».

وأشارت إلى أن الدراسات السابقة لم تُظهر فرقاً ملحوظاً في فقدان الوزن بين الصيام المتقطع وتقييد السعرات.

وأشار الفريق إلى أن اتباع نظام الصيام المتقطع يومياً لن يأتي بنتائج فعالة في الأغلب، حيث إنه قد يكون صارماً جداً ويصعب الالتزام به على المدى الطويل.

ولم تقتصر فوائد الصيام على فقدان الوزن. فقد أظهر المشاركون في مجموعة الصيام أيضاً تغيرات إيجابية في مقاييس صحية مهمة مثل ضغط الدم الانقباضي، ومستويات الكوليسترول بأجسامهم، ونسبة الغلوكوز في الدم.

إلا أن الفريق لفت إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان نظام الصيام 4:3 آمناً وفعالاً لمختلف الفئات السكانية، بما في ذلك كبار السن ومرضى السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.