تقرير: «كوكا كولا» مسؤولة عن مئات آلاف الأطنان من نفايات البلاستيك في المحيطات

زجاجات بلاستيكية كُتب عليها «زجاجة مُعاد تدويرها 100 %» من كوكاكولا موضوعة على رف في متجر في ماريلاند الولايات المتحدة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)
زجاجات بلاستيكية كُتب عليها «زجاجة مُعاد تدويرها 100 %» من كوكاكولا موضوعة على رف في متجر في ماريلاند الولايات المتحدة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT
20

تقرير: «كوكا كولا» مسؤولة عن مئات آلاف الأطنان من نفايات البلاستيك في المحيطات

زجاجات بلاستيكية كُتب عليها «زجاجة مُعاد تدويرها 100 %» من كوكاكولا موضوعة على رف في متجر في ماريلاند الولايات المتحدة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)
زجاجات بلاستيكية كُتب عليها «زجاجة مُعاد تدويرها 100 %» من كوكاكولا موضوعة على رف في متجر في ماريلاند الولايات المتحدة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)

بحلول عام 2030، ستكون شركة «كوكاكولا» مسؤولة عن أكثر من 600 ألف طن من النفايات البلاستيكية التي تُرمى في المحيطات والممرات المائية في مختلف أنحاء العالم كل عام، على ما أظهر تقرير نشرته منظمة «أوشيانا» غير الحكومية الأربعاء.

ويأتي إصدار التقرير وسط مخاوف متزايدة بشأن المخاطر التي يشكلها انتشار المواد البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان، والتي يربطها العلماء بشكل متزايد بالإصابات السرطان والعقم وأمراض القلب، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مدير حملة مكافحة التلوث في منظمة «أوشيانا» مات ليتلجون إن «(كوكاكولا) تشكل بلا منازع أكبر مُنتِج وبائع للمشروبات في العالم، لذا فإن دورها مهم حقاً عندما نتحدث عن تأثير كل ذلك على المحيط».

تُعد شركة «كوكاكولا» أكبر مسبب للتلوث بالبلاستيك في العالم، متقدمة على شركات «بيبسيكو» و«نستله» و«دانون»، بحسب دراسة نُشرت نتائجها سنة 2024 في مجلة «ساينس أدفانسز» Science Advances.

وبناء على بيانات نشرتها شركة «كوكاكولا» بشأن إنتاجها لمواد التغليف بين العامين 2018 و2023، بالإضافة إلى توقعات نمو المبيعات، تقدر «أوشيانا» أن استهلاك الشركة من البلاستيك من المتوقع أن يتجاوز 4.13 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030.

ثم طبّقت المنظمة غير الحكومية منهجاً علمياً قُدّم في مجلة «ساينس» في عام 2020 لتقييم نسبة هذا البلاستيك الذي يمكن أن ينتهي به المطاف في النظم البيئية المائية، أي 602 ألف طن في المجموع، ما يوازي تقريباً 220 مليار عبوة سعة 500 ملليلتر، ما يكفي لملء جوف 18 مليون حوت.

مواد بلاستيكية في مركز إعادة تدوير (أ.ف.ب)
مواد بلاستيكية في مركز إعادة تدوير (أ.ف.ب)

«تقديم مثال يُحتذى به»

ولتجنب هذا التلوث، فإن الحل الأفضل، وفقاً لمنظمة «أوشيانا»، يكمن في الاستعانة بمواد التغليف القابلة لإعادة الاستخدام، مثل الزجاج الذي يمكن إعادة استخدامه حتى 50 مرة، أو استخدام نسخة أقوى وأكثر سمكاً من البلاستيك المصنوع من مادة البولي إيثيلين تيريفثالات (PET)، والذي يمكن إعادة استخدامه 25 مرة.

وكانت «كوكاكولا» تعهدت في عام 2022 بأن تصل نسبة العبوات القابلة لإعادة الاستخدام في منتجاتها إلى 25 في المائة بحلول عام 2030، معتبرة حينها أن هذه الطريقة تشكل «أحد أكثر الأساليب فعالية للحد من النفايات».

لكنها تخلت عن هذا الطموح من دون ضجة كبيرة في أحدث خريطة طريق للاستدامة، والتي نُشرت في ديسمبر (كانون الأول) 2024، إذ اختارت الشركة تركيز جهودها على عمليات إعادة تدوير النفايات وجمعها.

وقال ناطق باسم «كوكاكولا» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنه رغم الأهداف الجديدة، فإن الشركة لا تزال «ملتزمة توسيع خيارات التغليف القابلة لإعادة الاستخدام».

ويحذّر الناشطون البيئيون منذ فترة طويلة من الاعتماد المفرط على إعادة التدوير، معتبرين أن هذا الأمر يؤدي غالباً إلى تحميل المستهلكين المسؤولية بدلاً من معالجة المشكلة من جذورها.

وقال مات ليتلجون: «إعادة التدوير أمر جيد، لا تسيئوا فهمي». وتابع: «لكن إذا كنتم تستخدمون البلاستيك المعاد تدويره لإنتاج المزيد من البلاستيك الذي يُستخدم مرة واحدة، فهذه مشكلة».

يعتمد إنتاج البلاستيك على النفط، ما يجعل هذه الصناعة مساهماً مباشراً في تغير المناخ.

لكنّ منظمة «أوشيانا» ترى أن الأمل لا يزال ممكناً، إذ إن «كوكاكولا» تستخدم مواد تغليف قابلة لإعادة الاستخدام على نطاق واسع في بلدان مثل البرازيل وألمانيا ونيجيريا، وحتى في أجزاء من الولايات المتحدة، ولا سيما بولاية تكساس.

وأضاف ليتلجون: «إنهم يمتلكون القدرة على تطوير هذا الأمر وتقديم مثال يُحتذى به لبقية الجهات في القطاع».


مقالات ذات صلة

بيربوك تعد بدعم مولدوفا لمواجهة «محاولات بوتين لتقويض الديمقراطية والحرية»

أوروبا رئيس الوزراء المولدوفي دورين ريسيان يصافح وزيرة الخارجية الألمانية في حكومة تصريف الأعمال أنالينا بيربوك عند وصولها إلى مبنى الحكومة في كيشيناو بمولدوفا 2 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

بيربوك تعد بدعم مولدوفا لمواجهة «محاولات بوتين لتقويض الديمقراطية والحرية»

وعدت وزيرة خارجية ألمانيا بدعم مولدوفا أمام «محاولات بوتين لتقويض الديمقراطية والحرية في مولدوفا من خلال حملات التضليل، والأخبار الكاذبة، وشراء الأصوات».

«الشرق الأوسط» (كيشيناو)
العالم عناصر من قوات خاصة فرنسية خلال تدريب في مارس 2023 (أ.ف.ب)

القوات الخاصة في عصر الحروب الذكية: كيف تتحول من الظل إلى قلب المعركة؟

تتجه القوات الخاصة حول العالم إلى إعادة تعريف أدوارها في ظل تطور طبيعة الحروب الحديثة، خصوصاً مع التحول من عمليات مكافحة التمرد إلى مواجهات عسكرية واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تتحدث خلال المؤتمر الوطني الثاني للحزب في روما 29 مارس 2025 (إ.ب.أ)

ميلوني: الحكم ضد مارين لوبن يحرم ملايين المواطنين في فرنسا من التمثيل

أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن استيائها من فرض حظر مؤقت يمنع أيقونة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن من الترشح لأي منصب لخمس سنوات.

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم خلال فعالية لحلف الناتو في قاعدة جوية في مالبورك بولندا 1 أبريل 2025 (رويترز)

أميركا تحث أعضاء بـ«الناتو» لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5 % من الناتج المحلي

حثت أميركا أعضاء آخرين بحلف الناتو خلال اجتماع يوم الأربعاء الماضي على الموافقة على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى خمسة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم عَلَما أوكرانيا والولايات المتحدة خلال اجتماع بين وزير الدفاع الأميركي ونظيره الأوكراني في البنتاغون بواشنطن 30 أغسطس 2024 (رويترز)

أوكرانيا: سنعمل مع أميركا للتوصل إلى اتفاق بشأن المعادن مقبول من الطرفين

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، اليوم الثلاثاء، إن كييف ستعمل مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين فيما يتعلق بصفقة المعادن.


الكرملين: مبعوث روسيا لشؤون الاستثمار قد يزور أميركا

صورة من خارج الكرملين في موسكو (إ.ب.أ)
صورة من خارج الكرملين في موسكو (إ.ب.أ)
TT
20

الكرملين: مبعوث روسيا لشؤون الاستثمار قد يزور أميركا

صورة من خارج الكرملين في موسكو (إ.ب.أ)
صورة من خارج الكرملين في موسكو (إ.ب.أ)

قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إن زيارة كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار للولايات المتحدة لإجراء محادثات مع إدارة الرئيس دونالد ترمب «ممكنة»، لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وذكرت «رويترز» أنه من المتوقع أن يزور دميترييف واشنطن هذا الأسبوع، وهو أهم مسؤول روسي يزور الولايات المتحدة منذ غزو أوكرانيا في عام 2022. وكانت «سي إن إن» أول من أذاع نبأ الزيارة.

وردا على سؤال عما إذا كان دميترييف سيزور واشنطن لإجراء محادثات مع مسؤولين من إدارة ترمب، من بينهم المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن هذه الزيارة ممكنة.

وأضاف بيسكوف: «نعم، أؤكد أن هذه الزيارة قد تكون ممكنة... مستمرون في التواصل مع الأميركيين عبر قنوات مختلفة. لا أستطيع الإدلاء بأي تفاصيل أكثر من ذلك».

وأحجم صندوق الاستثمار المباشر الروسي، الذي يرأسه دميترييف، عن التعليق.

وقال ترمب مرارا إنه يريد إنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، وحذر من مخاطر تحولها إلى حرب عالمية ثالثة بين الولايات المتحدة وروسيا. ويقول الرئيس الأميركي إنه يريد أن يتذكره الناس باعتباره صانع سلام.

لكن ترمب قال يوم الأحد إنه «شعر بالغضب» من بوتين، وتحدث عن إمكانية فرض عقوبات على من يشتري النفط الروسي. وروسيا هي ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم بعد السعودية.

وعبر ترمب أيضا عن إحباطه من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال إنه يحاول إعادة التفاوض على اتفاق خاص بالمعادن.

وقال بيسكوف: «لا يزال بوتين منفتحا على محادثات السلام... ولا يزال الرئيس بوتين منفتحا للسعي إلى تسوية سياسية ودبلوماسية في أوكرانيا».

مبعوث بوتين لشؤون الاستثمار

القضايا التي سيناقشها دميترييف في واشنطن غير معروفة، لكنه قد يحمل رسالة من بوتين إلى ترمب.

ويُعد المصرفي السابق في «غولدمان ساكس»، الذي تلقى تعليما في جامعة ستانفورد، أحد أكثر أعضاء النخبة الروسية دراية بالشؤون الأميركية ويتمتع بعلاقات وثيقة مع بعض أهم الأعضاء في فريق ترمب.

وقد يكون له دور محوري في إصلاح العلاقات بين موسكو وواشنطن، التي وصلت حتى تنصيب ترمب في يناير (كانون الثاني) إلى أسوأ مستوياتها منذ أخطر مراحل الحرب الباردة.

ولعب دميترييف (49 عاما) دورا في الاتصالات المبكرة مع الولايات المتحدة عند انتخاب ترمب رئيسا لأول مرة في عام 2016، وكذلك في بناء علاقات مع السعودية مما أدى إلى اتفاق على أسعار النفط في إطار مجموعة «أوبك+».

ويعقد اجتماعات منتظمة مع بوتين، ووصفته الولايات المتحدة في إعلانات العقوبات بأنه «حليف لبوتين معروف».

وأشار دميترييف خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى مجموعة من المبادرات التي يمكن لروسيا والولايات المتحدة التعاون فيها بمجالات تمتد من الاستثمار والمعادن الأرضية النادرة والطاقة إلى القطب الشمالي والفضاء والتعاون مع إيلون ماسك.