تناول الحوامل مسكنات الألم قد يصيب أطفالهن بـ«فرط الحركة ونقص الانتباه»

يعد الباراسيتامول أكثر مسكنات الألم أماناً للاستخدام أثناء الحمل (أ.ب)
يعد الباراسيتامول أكثر مسكنات الألم أماناً للاستخدام أثناء الحمل (أ.ب)
TT

تناول الحوامل مسكنات الألم قد يصيب أطفالهن بـ«فرط الحركة ونقص الانتباه»

يعد الباراسيتامول أكثر مسكنات الألم أماناً للاستخدام أثناء الحمل (أ.ب)
يعد الباراسيتامول أكثر مسكنات الألم أماناً للاستخدام أثناء الحمل (أ.ب)

يعد الأسيتامينوفين، المعروف أيضاً باسم الباراسيتامول، بشكل عام أكثر مسكنات الألم أماناً للاستخدام أثناء الحمل، ومع ذلك، فقد كشفت دراسة جديدة أن هذا الدواء قد يتسبب في إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).

وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد تتبع فريق الدراسة الجديدة مستويات الأسيتامينوفين في مجرى الدم لدى 307 سيدات أثناء الحمل.

ووجد الفريق أن أطفال النساء اللواتي استخدمن الأسيتامينوفين في الحمل الذكور كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بنحو 3 أضعاف مقارنة بأطفال أولئك اللواتي لم يتناولن هذا الدواء.

وبالنسبة للبنات، فقد ارتبط التعرض للأسيتامينوفين في الرحم بزيادة في خطر الإصابة بالاضطراب خلال السنوات العشر الأولى من العمر بأكثر من 6 أضعاف مقارنة بغيرهن اللواتي لم يتعرضن له.

وتقول طبيبة الأطفال شيلا ساثيانارايانا من كلية الطب بجامعة واشنطن، والتي شاركت في هذه الدراسة: «لقد تمت الموافقة على هذا الدواء منذ عقود من الزمان، وقد يحتاج إلى إعادة تقييم من قِبل هيئة الغذاء والدواء».

وأضافت: «لم يتم تقييم الأسيتامينوفين مطلقاً فيما يتعلق بالتأثيرات العصبية التنموية طويلة الأمد على الأجنة».

تشمل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه زيادة شديدة في النشاط (رويترز)

إلا أن بعض الخبراء لفتوا إلى أن هذه النتائج الأولية لا تعني أن تمتنع النساء الحوامل تماماً عن تناول مسكنات الألم، بل قد تشير إلى أهمية عدم الإفراط في هذا الأمر، كما هي الحال مع أي دواء.

وأكد عالم الوراثة الإحصائية فيكتور أهلكفيست من معهد كارولينسكا السويدي، على أهمية هذه الأدوية لتسكين الآلام أو الحمى أثناء الحمل، خصوصاً أن الأدلة القوية تُظهر أن هذين العَرَضين يمكن أن يشكلا تهديداً للجنين إذا تُرِكا دون علاج.

ولفت إلى أن حجم العينة المشمولة في الدراسة صغير، وبالتالي فهناك حاجة لدراسات أوسع في المستقبل للتأكد من النتائج.

و«فرط الحركة ونقص الانتباه» هو اضطراب في النمو العصبي تشمل أعراضُه الزيادة الشديدة في النشاط، وعدم القدرة على التركيز، والسلوك المتهور الذي يتداخل مع الأداء اليومي أو التطور.

ووفقاً لـ«المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (نيس)»، فإن نحو 5 في المائة من الأطفال على مستوى العالم يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.


مقالات ذات صلة

تناول الحوامل هذه الفاكهة يقلل من فرصة إصابة الطفل بالحساسية الغذائية

صحتك تناول النساء للأفوكادو في أثناء الحمل قد يقلل من فرصة إصابة أطفالهن بالحساسية الغذائية (رويترز)

تناول الحوامل هذه الفاكهة يقلل من فرصة إصابة الطفل بالحساسية الغذائية

توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول النساء فاكهة الأفوكادو في أثناء الحمل، قد يقلل من فرصة إصابة أطفالهن بالحساسية الغذائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأفوكادو الواحدة تعادل القيمة الغذائية لكوب من الخضراوات (جامعة هارفارد)

تناوُل الأفوكادو خلال الحمل يُجنِّب الرضَّع حساسية الطعام

أثبتت دراسة فنلندية أنّ تناول الأفوكادو الطازج خلال فترة الحمل قد يؤدّي دوراً وقائياً في تقليل خطر إصابة الأطفال الرضع بحساسية الطعام خلال عامهم الأول.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك نبات الماريوانا (أ.ب)

من الولادة المبكرة إلى وفاة الأجنّة... آثار كارثية لتعاطي الحوامل للماريوانا

يرتبط تعاطي الماريوانا أثناء الحمل بضعف نمو الجنين، وانخفاض وزن الرضيع عند الولادة، والولادات المبكرة الخطيرة، وحتى الوفاة، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ريهانا خلال حفل ميت غالا (أ.ف.ب)

ريهانا تكشف عن حملها بطفلها الثالث خلال حفل «ميت غالا»

كشفت المغنية ريهانا أمس الاثنين خلال مشاركتها في حفل «ميت غالا» أنها حامل بطفلها الثالث من مغني الراب آيساب روكي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق فدى حيدر أبو عاصي (56 عاماً) وابنتُها آيلا (6 سنوات) (صور أبو عاصي)

«صرتُ أماً في الخمسين»... فِدى أبو عاصي تروي رحلة الألف دمعة وابتسامة

أنجبت فدى ابنتها آيلا وهي في الـ50 من عمرها. تبوح لـ«الشرق الأوسط» بأنّ الطفلة صغّرتها وأعادت لها الطاقة والفرح، لكنها في الوقت ذاته تحمل ذنباً كبيراً تجاهها.

كريستين حبيب (بيروت)

لـ«السلطان» عليك حق... دراسة: قلبك يعاني بعد 3 ليالٍ من قلة النوم

لطالما عرفنا أن قلة النوم تُضر بالقلب (رويترز)
لطالما عرفنا أن قلة النوم تُضر بالقلب (رويترز)
TT

لـ«السلطان» عليك حق... دراسة: قلبك يعاني بعد 3 ليالٍ من قلة النوم

لطالما عرفنا أن قلة النوم تُضر بالقلب (رويترز)
لطالما عرفنا أن قلة النوم تُضر بالقلب (رويترز)

يوماً بعد يوم، تثبت مقولة الأجداد إن «النوم سلطان» صحتها العلمية، مؤكدة دراسة بعد أخرى أن للنوم علينا حقاً مهما كثرت الأعباء والمسؤوليات.

ولطالما عرفنا أن قلة النوم تُضر بالقلب، لكن العلماء بدأوا الآن فهم كيفية تأثيرها في الصحة، وفقاً لتقرير نشره موقع «ساينس أليرت».

وفي دراسة جديدة من جامعة أوبسالا في السويد، وجد باحثون أن ثلاث ليالٍ فقط من النوم القليل -نحو أربع ساعات في الليلة- تُسبّب تغيرات في الدم مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.

ودرس الباحثون البروتينات الالتهابية في الدم، وهي جزيئات يُنتجها الجسم عند التعرض للتوتر أو عند مُقاومة المرض.

عندما تبقى هذه البروتينات مرتفعة لفترة طويلة، يُمكن أن تُلحق الضرر بالأوعية الدموية وتزيد من خطر الإصابة بمشكلات مثل قصور القلب، وأمراض القلب التاجية، والرجفان الأذيني (عدم انتظام ضربات القلب).

وشملت الدراسة 16 شاباً يتمتعون بصحة جيدة، أمضوا عدة أيام في مختبر، حيث تمّ التحكم في كل شيء، من وجباتهم إلى مستويات نشاطهم وتعرضهم للضوء، بعناية.

واتبع المشاركون روتينَيْن: ثلاث ليالٍ من النوم الطبيعي (8.5 ساعة)، وثلاث ليالٍ من النوم القليل (4.25 ساعة). بعد كل مرحلة نوم، أكمل الرجال تمريناً قصيراً وعالي الكثافة لركوب الدراجات، وخضعوا لفحص دم قبل الدراسة وبعدها.

وقام الباحثون بقياس ما يقرب من 90 بروتيناً مختلفاً في عينات الدم. ووجدوا أن الحرمان من النوم أدى إلى ارتفاع واضح في مؤشرات الالتهاب المرتبطة بأمراض القلب.

ورغم أن التمارين الرياضية عادةً ما تعزّز البروتينات الصحية؛ مثل: «الإنترلوكين-6» وعامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ «BDNF»، اللذين يدعمان صحة الدماغ والقلب؛ فإن هذه الاستجابات كانت أضعف بعد قلة النوم.

حتى الشباب

ومن اللافت للنظر أن التغييرات حدثت حتى لدى الشباب الأصحاء، وبعد بضع ليالٍ فقط من قلة النوم. وهذا أمر مثير للقلق؛ نظراً إلى شيوع معاناة البالغين من قلة النوم من وقت إلى آخر. ويعمل نحو واحد من كل أربعة أشخاص في نوبات عمل تُعطّل أنماط النوم.

كما اكتشف الباحثون أن وقت أخذ عينة الدم خلال اليوم كان له تأثير؛ إذ تفاوتت مستويات البروتين بين الصباح والمساء، وازداد هذا التأثير عند تقييد النوم. وهذا يشير إلى أن النوم لا يؤثر فقط في مكونات الدم، وإنما في وقت ظهور هذه التغيرات بشكل أوضح.

وعلى الرغم من أن الحياة الحديثة تشجعنا في كثير من الأحيان على استبدال الإنتاجية أو التواصل الاجتماعي أو قضاء الوقت أمام الشاشات بالنوم، فإن دراسات مثل هذه تذكرنا بأن الجسم يسجل النتائج من دون أي تنازلات.