هل العسل مفيد بالفعل لصحتك؟

يستخدم الكثير منا العسل بشكل يومي في مختلف الأشياء (رويترز)
يستخدم الكثير منا العسل بشكل يومي في مختلف الأشياء (رويترز)
TT
20

هل العسل مفيد بالفعل لصحتك؟

يستخدم الكثير منا العسل بشكل يومي في مختلف الأشياء (رويترز)
يستخدم الكثير منا العسل بشكل يومي في مختلف الأشياء (رويترز)

يستخدم الكثير منا العسل بشكل يومي في مختلف الأشياء، من إضافته إلى الحلوى أو إلى الزبادي، وخلطه مع صلصات السلطة، إلى تناوله لتهدئة نزلات البرد أو استخدامه أحياناً في علاج الحروق.

في هذا السياق، تحدثت صحيفة «التلغراف» البريطانية مع عدد من الخبراء بشأن الفوائد الصحية للعسل، وما إذا كان هناك بعض الأشخاص الممنوعين من تناوله.

فما هي الفوائد الصحية للعسل؟

يحمي صحة القلب

تقول خبيرة التغذية جولي جو: «قد يساعد العسل في خفض ضغط الدم وتنظيم إيقاعات القلب - وهي عوامل تساهم في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية».

وتظهر دراسات صغيرة أن العسل قد يحسّن مستويات الكوليسترول؛ ما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

من جهته، قال روب هوبسون، خبير التغذية البريطاني، إن العسل يحتوي على البوليفينول، وهو من مضادات الأكسدة الطبيعية التي قد تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات - وكلاهما يلعب دوراً في أمراض القلب.

يخفّف السعال ونزلات البرد

لقد وُجد أن العسل له بعض الفوائد الطبية، مثل علاج السعال المزعج.

ووجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد أن العسل يقلل من شدة السعال ونزلات البرد وتكرارهما ومدتهما مقارنة بالعلاجات المعتادة (مثل مضادات الهيستامين وشراب السعال ومضادات الالتهابات).

وتقول جو: «يغطي القوام السميك للعسل الحلق؛ ما يقلل من التهيج ويوفر راحة فورية للسعال».

يعزّز صحة المناعة

يقول هوبسون: «يحتوي العسل على البوليفينول والفلافونويد، وهي مضادات أكسدة طبيعية تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات».

وتشير الدراسات المعملية إلى أن العسل قد يعزّز جهاز المناعة عن طريق زيادة نشاط الخلايا المناعية، على الرغم من الحاجة إلى المزيد من التجارب البشرية لتأكيد هذا التأثير.

يعزّز صحة الأمعاء

توضح جو: «إن صحة الأمعاء الجيدة هي مفتاح صحتنا العامة. تمنع بطانة الأمعاء الصحية البكتيريا الضارة أو مسببات الأمراض من دخول الجسم وتحفيز نشاط الخلايا المناعية».

وتضيف: «وهنا يمكن أن يلعب العسل دوراً. فهو يحتوي على البريبايوتكس التي تغذي البكتيريا المفيدة في أمعائنا، التي تلعب دوراً رئيسياً في تنظيم المناعة».

تسريع التئام الجروح

لقد ثبت أن العسل يساعد في التئام الجروح والحروق.

وقد أظهرت دراسة من جامعة أوكلاند أنه قد يشفي هذه الإصابات بشكل أسرع من الضمادات التقليدية المصنوعة من مواد مثل الشاش والكتان.

هل يوجد أضرار لتناول العسل؟

على الرغم من أن العسل يُروَّج له بكونه بديلاً أكثر تغذية للسكر بسبب خصائصه الصحية، فإن الخبراء يحذّرون من الإفراط في تناوله؛ لأنه يمكن أن يساهم في زيادة الوزن وتسوس الأسنان.

وتقول جو: «يتكون العسل في المقام الأول من السكريات (الغلوكوز والفركتوز). وفي حين أن له فوائد لا تتمتع بها السكريات المكررة، إلا أن له تأثيراً مماثلاً على رفع مستويات السكر في الدم».

ومع ذلك، فإن تضمين العسل في وجبة متوازنة تحتوي على أطعمة غنية بالبروتين والألياف والدهون الصحية يمكن أن يساعد في تخفيف تأثيره على نسبة السكر في الدم، وفقاً لجو.

هل العسل مفيد للجميع؟

يقول هوبسون: «لا ينبغي إعطاء العسل أبداً للأطفال دون سن عام واحد بسبب خطر التسمم الغذائي لدى الرضع».

والتسمم الغذائي هو مرض خطير يحدث بسبب تناول بكتيريا Clostridium botulinum، التي تعيش في التربة والغبار ويمكن أن تلوث العسل.

كما أشار هوبسون إلى أن مرضى السكري من النوع الثاني لا ينبغي لهم تضمين العسل بشكل روتيني في نظامهم الغذائي؛ لأنه يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم لديهم، مضيفاً: «يجب عليهم تناوله بحذر ومعاملته مثل أي نوع آخر من المُحليات مثل السكر».

من جهتها، تقول جو إن أولئك الذين يعانون حساسية تجاه النحل أو حبوب لقاح النحل أو العسل يجب أن يتجنبوا تناول العسل، حيث إنهم قد يعانون رد فعل تحسسياً إذا تناولوه.


مقالات ذات صلة

قطع التمويل الأميركي يزيد وفيات الأطفال في أفغانستان

الولايات المتحدة​ ينتظر أعضاء فريق العمل مديرهم في وحدة التغذية العلاجية التابعة لمنظمة «العمل ضد الجوع» بكابل الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)

قطع التمويل الأميركي يزيد وفيات الأطفال في أفغانستان

حذّرت المديرة القطرية لمنظمة «العمل ضد الجوع» الإغاثية الدولية كوبي ريتفيلد من أن عدداً كبيراً من الأطفال سيموتون في أفغانستان بسبب خفض التمويل الأميركي.

علي بردى (واشنطن )
يوميات الشرق النظام الغذائي النباتي قد لا يحتوي على ما يكفي من الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاج إليها الجسم (جامعة كولومبيا البريطانية)

دراسة: النظام الغذائي النباتي قد يهدد صحة العضلات

كشفت دراسة جديدة من نيوزيلندا عن أن النظام الغذائي النباتي قد يؤثر سلباً على صحة العضلات، حتى عندما يتناول النباتيون كمية كافية من البروتين النباتي يومياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أسباب غير متوقعة تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي (أ.ب)

15 عادة غير متوقعة تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي

على الرغم من وجود العديد من الطرق لخسارة الوزن بأمان وفعالية، فإن بعض العادات الشائعة قد تُصعّب خسارة الوزن أكثر مما ينبغي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سعى الباحثون لفهم تأثير الأنظمة الغذائية في طول عمر الإنسان (جامعة سيدني)

تناول الحمص والبازلاء يُطيل العمر

أظهرت دراسة جديدة أن الدول التي تستهلك كميات أكبر من البروتينات النباتية تتمتع بمتوسط ​​عمر متوقع أطول للبالغين.

صحتك البروتين هو المغذي الرئيس والوحيد الذي يُزودنا بالأحماض الأمينية الضرورية للبقاء على قيد الحياة (غيتي)

5 نصائح لتعزيز البروتين في نظامك الغذائي دون فقدان العناصر الغذائية الأخرى

إلى جانب النشويات والدهون، يُعد البروتين أحد العناصر الغذائية الكبرى الثلاثة التي تُشكل نظامنا الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: النوم الجيد بالصغر يحسن صحتنا النفسية في الكبر

التدخلات لتحسين نوم الأطفال قد تُفيد في التخفيف من مشاكل الصحة النفسية (رويترز)
التدخلات لتحسين نوم الأطفال قد تُفيد في التخفيف من مشاكل الصحة النفسية (رويترز)
TT
20

دراسة: النوم الجيد بالصغر يحسن صحتنا النفسية في الكبر

التدخلات لتحسين نوم الأطفال قد تُفيد في التخفيف من مشاكل الصحة النفسية (رويترز)
التدخلات لتحسين نوم الأطفال قد تُفيد في التخفيف من مشاكل الصحة النفسية (رويترز)

يُعد فهم التغيرات التي تحدث خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة هدفاً أساسياً لعلم النفس التنموي، وهو ذو أهمية بالغة للآباء ومقدمي الرعاية الصحية والمعلمين والباحثين. ومن المهم أيضاً فهم الظروف والتجارب والسلوكيات في مرحلة الطفولة والمراهقة التي ترتبط بنتائج أفضل أو أسوأ في مراحل لاحقة من الحياة، وفقاً لموقع «سايكولوجي توداي».

تُعد الدراسات الطولية إحدى استراتيجيات البحث المهمة لفهم كيفية ارتباط التغيرات بمرور الوقت بالنتائج المهمة.

يمكن لمراقبة وقياس سلوكيات الأفراد في نقاط زمنية مختلفة أن تُنتج معلومات قيّمة حول كيفية ارتباط النتائج الإيجابية (الصحة البدنية والعقلية الجيدة؛ التحصيل الأكاديمي والمهني؛ التكيف الاجتماعي) والسلبية (ضعف الصحة البدنية والعقلية؛ ضعف ​​التحصيل؛ المشاكل المهنية؛ السلوك المعادي للمجتمع) بالنتائج السابقة.

في الدراسة التي يصفها الدكتور جوزيف أ. باكالت، وهو أستاذ فخري متميز من جامعة أوبورن الأميركية، ويُجري أبحاثاً حول النوم والصحة والنمو لدى الأطفال والمراهقين، زار الأطفال وأولياء أمورهم المختبر خمس مرات مختلفة، بدءاً من سن التاسعة.

أراد العلماء دراسة كيفية تغير نومهم على مر السنين حتى بلوغهم سن الثامنة عشرة. وكان من المثير للاهتمام للغاية كيفية ارتباط هذه التغييرات بصحتهم النفسية.

وقال باكالت: «في حين أن معظم دراسات نوم الأطفال تعتمد على تقارير الآباء والأطفال عبر الاستبيانات، إلا أننا في دراساتنا نستخدم جهاز نشاط معصمياً يُعطي بيانات موضوعية لسبع ليالٍ متتالية، بالإضافة إلى سجل نوم يُملأ يومياً».

وتابع: «في نهاية هذه التقييمات، تزور العائلات مختبرنا لإجراء المزيد من الفحوصات. ولرصد تعقيدات النوم، نقيس مدته وجودته وتقلباته من ليلة لأخرى. لتقييم الصحة العقلية، يقوم الآباء والأمهات بإكمال اختبار الشخصية للأطفال المكون من 280 عنصراً - والذي ينتج درجات للسلوكيات الخارجية (العدوان؛ التحدي؛ الاندفاع؛ كسر القواعد؛ فرط النشاط) والسلوكيات الداخلية (القلق؛ الاكتئاب؛ الانسحاب الاجتماعي؛ الشكاوى الجسدية)».

وجد العلماء أن مدة النوم انخفضت مع التقدم في السن بحوالي ست دقائق في السنة، أي ما يقرب من ساعة بين سن 9 و18 عاماً. وكان الأطفال البالغون من العمر 18 عاماً يحصلون على حوالي 6.5 ساعة من النوم كل ليلة - أقل بكثير مما يوصى به للصحة البدنية والعقلية المثلى. في حين تحسنت جودة النوم بشكل عام للمجموعة، لوحظت اختلافات فردية كبيرة.

زاد تقلب النوم مع التقدم في السن مع تقلبات من ليلة إلى أخرى بحوالي 18 دقيقة في سن 18 عاماً. وأوضح باكالت: «أظهرت الأبحاث الكثيرة من مختبرنا وغيره أن التقلبات الأقل، والنوم بنفس عدد الساعات تقريباً كل ليلة، يرتبط بنتائج أفضل. فيما يتعلق بالصحة العقلية، كان النوم الأفضل في سن 9 سنوات (أطول، وأفضل جودة، وأقل تقلباً) مرتبطاً بسلوكيات سلبية أقل- وصحة نفسية أفضل في سن 18 عاماً».

والاستنتاج المهم: كيفية نوم الطفل يمكن أن تُنبئ بصحته النفسية بعد سنوات. بطبيعة الحال، هناك عوامل عديدة، إلى جانب النوم، تؤثر على الصحة النفسية للشباب، ولكن التدخلات لتحسين نوم الأطفال قد تُفيد في التخفيف من مشاكل الصحة النفسية بعد سنوات عديدة.