الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

شركات مثل «أسترازينيكا» و«فايزر» تقدّم ملايين الجنيهات كاستثمارات في المشروع

ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
TT

الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)

ستنطلق أكبر دراسة في العالم للبروتينات التي تدور في جسم الإنسان في بريطانيا هذا الشهر. ويمكن أن يُحدث المشروع ثورة في اكتشاف الأمراض، ما يمهد الطريق لاختبارات الدم البسيطة لتحديد حالات مثل السرطان والخرف قبل سنوات من التشخيص التقليدي، وفق ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

يهدف مشروع UK Biobank Pharma Proteomics إلى كشف التفاعل المعقد بين الجينات وأسلوب الحياة والبيئة في تطور المرض. هناك أيضاً إمكانية إنشاء اختبارات دم لتشخيص الحالات المناعية الذاتية مثل التصلب المتعدد ومرض كرون بشكل أسرع وأكثر دقة.

والبروتيوميات هي دراسة واسعة النطاق للبروتينات، وتحليل دورها في المرض وكيف تتسبب بنيتها ووظيفتها في حدوث الأمراض.

هذا المشروع الجديد هو توسع لبرنامج تجريبي ثوري نشر بيانات عما يقرب من 3 آلاف بروتين من عينات دم 54 ألف مشارك في بنك المملكة المتحدة للبيولوجيا. لقد سمحت البيانات التجريبية بالفعل للباحثين بتحديد البروتينات المرتفعة في المرضى الذين يصابون بالخرف حتى عقد من الزمان قبل التشخيص، وسبع سنوات قبل تشخيص بعض أنواع السرطان.

قال البروفيسور السير روري كولينز، المحقق الرئيسي والرئيس التنفيذي لبنك المملكة المتحدة للبيولوجيا: «ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة، واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة، بينما لا يصاب بها آخرون».

وأضاف: «سيسمح لنا ذلك بتحديد مَن المرجح أن يصاب بالمرض قبل أن يصاب به، ومن ثم يمكننا أن ننظر في طرق لمنع هذه الحالات قبل أن تتطور».

أظهرت البيانات التجريبية أن بروتينات معينة ترتفع لدى أولئك الذين يصابون بأنواع مختلفة من السرطانات حتى 7 سنوات قبل التشخيص السريري (رويترز)

يهدف المشروع الموسع - بدعم اتحاد من 14 شركة أدوية - إلى قياس ما يصل إلى 5400 بروتين من 600 ألف عينة دم. وتشمل هذه العينات المأخوذة منذ 15 إلى 20 عاماً، عندما بدأت دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، من 500 ألف شخص في أوائل الأربعينات إلى أواخر الستينات، بالإضافة إلى عينات ثانية مأخوذة من 100 ألف متطوع من البنك الحيوي في المملكة المتحدة بعد 10 إلى 15 عاماً.

وقالت البروفيسورة ناومي ألين، كبيرة العلماء في البنك الحيوي في المملكة المتحدة: «هذا أمر قيم للغاية؛ لأنه سيمكن الباحثين من معرفة كيف تؤثر التغيرات في مستويات البروتين داخل الأفراد في منتصف العمر إلى أواخره على تطور مجموعة كاملة من الأمراض المختلفة». وأضافت: «سوف يعمل على تسريع البحث في أسباب المرض وتطوير علاجات جديدة تستهدف بروتينات محددة مرتبطة بهذه الأمراض».

صورة أكثر اكتمالاً

وفي حديثها عن المشروع التجريبي، أضافت البروفيسورة ألين: «إن الحصول على بيانات حول مستويات البروتين يمنحنا صورة أكثر اكتمالاً عن كيفية تسبب الجينات وأسلوب الحياة والتعرض للبيئة في الإصابة بالمرض من خلال التغيرات في البروتينات. لذا فإنه يضيف قطعة حاسمة في لغز الصور المقطوعة للعلماء لمعرفة كيفية تطور المرض، ويعطينا أدلة ثابتة حول ما يمكننا القيام به لمنعه وعلاجه».

لقد أظهرت البيانات التجريبية بالفعل أن بروتينات معينة ترتفع لدى أولئك الذين يصابون بأنواع مختلفة من السرطانات حتى 7 سنوات قبل التشخيص السريري. وبالنسبة للخرف، تصل هذه النسبة إلى 10 سنوات قبل التشخيص السريري.

ستمكّن الدراسة معرفة بروتينات معينة للإصابة اللاحقة بمرض ألزهايمر مما سيفيد بتناول أدوية جديدة مصممة خصوصاً لعلاج المرض في مرحلة مبكرة (رويترز)

قالت الخبيرة ألين: «قد يكون من الممكن حقاً تطوير اختبارات دم بسيطة يمكنها اكتشاف المرض في وقت أبكر بكثير مما هو موجود حالياً. على سبيل المثال، في حالة الخرف، يمكنك أن تتخيل أنه إذا كان لدينا اختبار دم يقيس هذه المجموعة القليلة من البروتينات التي ترتفع بشكل خاص لدى أولئك الذين سيصابون لاحقاً بمرض ألزهايمر، فإنهم سيستفيدون بعد ذلك من تناول أدوية جديدة متوفرة في السوق ومصممة خصوصاً لعلاج المرض في مرحلة مبكرة».

وأضافت: «أظهرت البيانات من الدراسة التجريبية أن بروتينات معينة ترتفع بشكل كبير لدى الأفراد الذين يعانون من حالات المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد ومرض كرون وما إلى ذلك؛ لذا يمكنك أن ترى كيف يمكن استخدام اختبار دم بسيط لاستكمال تدابير التشخيص الحالية من أجل تشخيص هذه الأنواع من الأمراض بدقة أكبر، وربما بسرعة أكبر».

وتم تقديم عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية من الاستثمارات للمشروع عبر مجموعة شركات أدوية، تضم أمثال «جونسون آند جونسون» و«أسترازينيكا» و«فايزر» و«غلاكسو سميث كلاين». سيدعم التمويل في البداية العلماء لقياس مستويات البروتين من 300 ألف عينة - ومن المتوقع أن يستغرق الأمر نحو 12 شهراً - مع إتاحة هذه البيانات للباحثين المعتمدين من بنك المملكة المتحدة للبيولوجيا في إصدارات متدرجة من عام 2026.


مقالات ذات صلة

من الشوفان إلى لصق الفم: هل يدعم العلم نصائح «تيك توك» الصحية؟

صحتك شعار «تيك توك» في الصورة خارج أحد مقرات الشركة 15 سبتمبر 2020 (رويترز)

من الشوفان إلى لصق الفم: هل يدعم العلم نصائح «تيك توك» الصحية؟

تنتشر الحيل الصحية على نطاق واسع على منصة «تيك توك». من تناول الشوفان إلى لصق الفم، هنا نظرة على بعض النصائح الأكثر غرابة والأدلة وراءها، إن وجدت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الحبوب المنومة قد تعوق عملية التخلص من السموم المتراكمة في الدماغ (رويترز)

تناول الحبوب المنومة قد يمنع دماغك من «تنظيف» نفسه (دراسة)

أكدت دراسة جديدة أن تناول الحبوب المنومة قد يعوق عمل الجهاز الغليمفاوي الذي يطرد السموم المتراكمة في الدماغ أثناء النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)

كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

تشمل نصائح إبطاء شيخوخة الدماغ: تشجيع ممارسة الرياضة، النظام الغذائي الصحي، تقليل تعرّض الناس لتلوث الهواء والتدخين، التأكد من أن الناس ليسوا معزولين اجتماعياً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق بعد جراحات الأسنان عادةً ما يُوصى باستخدام المُسكنات لتخفيف الألم (جامعة نبراسكا)

مسكنات فعَّالة وآمنة بعد جراحة الأسنان

أظهرت دراسة أميركية التوصل إلى مزيج دوائي أفضل وأكثر أماناً بعد جراحات الأسنان من الأدوية الأفيونية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)
كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)
TT

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)
كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك. هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

فهل يكون بعض الأشخاص وراثياً أكثر عرضة للسمنة من غيرهم، أو ربما تكون هرموناتنا هي المسؤولة، أو نوع الأطعمة التي نتناولها، أو حالة أمعائنا؟

وفق تقرير لصحيفة «تلغراف»، هناك بالتأكيد كثير من النظريات المتنافسة حول سبب اكتساب البعض للوزن، مع نصائح غذائية مقابلة. وكلها تشتت الانتباه، على الأقل وفقاً للبروفيسور كيث فراين، أحد كبار خبراء التمثيل الغذائي في العالم، الذي أمضى أكثر من 50 عاماً في دراسة الصحة الأيضية.

ورأى فراين «أننا جعلنا الأمر أكثر تعقيداً مما ينبغي».

وبدلاً من تقليل الكربوهيدرات، أو شرب الكفير، أو تجنُّب الأطعمة قليلة الدسم - كاملة الدسم (اعتماداً على خبير التأثير الذي تفضله)، يريد فراين توجيه تفكيرنا إلى الأساسيات: السعرات الحرارية الداخلة والسعرات الحرارية الخارجة.

وقال: «إن الحجج ضد نموذج توازن الطاقة هذا تشتت انتباهنا ببساطة عما يجب القيام به. أنا لا أنكر وجود تأثيرات وراثية على وزن الجسم، ولكن بقدر ما يمكننا أن نقول فإن هذه التأثيرات تعمل عن طريق تغيير كمية الطعام التي تتناولها، وليس كمية الطعام التي تحرقها. أعتقد أن الناس يجب أن يفهموا ذلك».

ويعد كتابه الجديد، «السعرات الحرارية سعرات حرارية: العلم الحتمي الذي يتحكم في وزن أجسامنا» سرداً صارماً لعلم توازُن الطاقة، حيث يبدد الأسطورة القائلة إن بعض الناس لديهم عملية أيض أسرع من غيرهم.

ووفقاً لفراين، إذا كان هذا عذراً استخدمته بنفسك، فربما لا يكون هذا ما تريد سماعه. وأضاف: «أعلم أن هذه وجهة نظر غير شعبية على الأرجح، لكنني تناولتها بصفتي عالماً، وليس مؤثراً مشهوراً».

لماذا نحتاج حقاً إلى تناول كميات أقل من الطعام والتحرك أكثر؟

يؤكد نموذج توازن الطاقة أنه إذا تناولنا أكثر مما نستهلك، فسوف نخزن الباقي. وعلى العكس من ذلك، إذا استهلكنا أكثر مما نتناول، فسوف تُستنفد مخازن الطاقة لدينا، ومن ثم ينخفض ​​وزننا.

ومع ذلك، أصبحت هذه النظرية غير شعبية، ووفق فراين، «يقول الناس إنه لا يمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة، وإلا لما كنا على ما نحن عليه الآن».

وقد دفع هذا الشك في أن سبب وباء السمنة يجب أن يكون أكثر تعقيداً من السعرات الحرارية الداخلة والسعرات الحرارية الخارجة العلماء - ومجموعة من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي - إلى طرح نظريات بديلة، مثل تقليل الكربوهيدرات ونظام الكيتو لإنقاص الوزن أو الصيام المتقطع.

كيف إذن يمكن لبعض الناس أن يأكلوا ما يحلو لهم، بينما لا يحتاج بقية الناس إلا إلى النظر إلى قطعة من الشوكولاته حتى يزيد وزنهم؟

وفق فراين، هذا خطأ أساسي، ويستشهد بمثال صديقيه بوبي وأليكس (تم تغيير الأسماء). أليكس ضخم البنية وعضلي، في حين أن بوبي قصير القامة. وعندما يتحدثان عن الطعام، يبدو أن بوبي هو الشخص الذي يأكل باستمرار.

هل يعني هذا أنه يتمتع بعملية أيض سريعة؟

أكد البروفيسور فراين أن الإجابة هي لا. والحقيقة أن أليكس لا يُصرِّح بالسعرات الحرارية الفعلية التي يتناولها.

... ولكن ليست كل الأطعمة متساوية

عندما يتعلق الأمر بالسعرات الحرارية، فإن بعض الأطعمة أكثر كثافة من غيرها. ففي عام 1992 عندما حاول المستكشف البريطاني السير رانولف فينيس ورفيقه الدكتور مايك سترود الوصول إلى القطب الشمالي، كانا بحاجة إلى طعام يحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية مقارنةً بوزنهما.

وقال فراين: «كانا يعلمان أنهما سيقضيان شهوراً في سحب هذه الزلاجات الثقيلة، وأنهما سيبذلان كثيراً من الطاقة، وأنهما سيُضطران إلى حمل ما يحملانه؛ لذا كان السؤال هو: كيف يمكننا زيادة كمية الطاقة في هذه الحصص؟».

وأضاف: «لقد فعلا ذلك بإضافة الزبد إلى كل شيء».

وأوضح فراين: «إذا أضفت الدهون إلى الأشياء فإنك ستضيف طاقة إلى الأشياء من دون كثير من الوزن. وهذا يخلق أطعمة عالية السعرات الحرارية. وهذا يعني أنه إذا كنت تريد إنقاص وزنك، فقد يكون من المفيد محاولة استبعاد الدهون من نظامك الغذائي».

ومثال ذلك «الموسلي»، الذي يتناوله البروفيسور فراين في وجبة الإفطار. وقال: «إذا نظرت إلى ملصق التغذية على الموسلي وقارنته بالغرانولا، فقد أضفت 50 سعراً حرارياً [بسبب الزيوت المضافة]. أنت تضيف فقط السعرات الحرارية في شكل دهون».

هل يمكن للألياف أن تساعد في تقليل السعرات الحرارية؟

كثافة السعرات الحرارية ليست السبب الوحيد وراء كون النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات نظاماً معقولاً.

هناك أدلة قوية من الدراسات الرصدية، فضلاً عن التجارب السريرية، على أن تناول كميات كبيرة من الألياف الغذائية يرتبط بانخفاض وزن الجسم.

قد يكون هناك أسباب عدة لذلك، كما أشار فراين إلى أن «أحدها ببساطة هو أن الألياف الغذائية ممتلئة. من الصعب الإفراط في تناول الطعام عندما يكون طبقك مليئاً بالأطعمة الغنية بالألياف. تأثير آخر للألياف الغذائية هو أنها تتداخل مع قدرتنا على هضم العناصر الغذائية. إن إضافة الألياف تقلل من امتصاص الكربوهيدرات والدهون والبروتينات».

ميزة البروتين

إن تناول عنصر غذائي رئيسي واحد يمثل ميزة في نموذج توازن الطاقة؛ البروتين.

وشرح فراين أنه «عندما نتناول البروتين يستخدم الجسم ما يحتاج إليه لتجديد مخزون البروتين؛ لأننا نستهلك البروتينات طوال الوقت. أي شيء آخر سوف يتأكسد».

وأضاف: «ليست لدينا طريقة لتخزين البروتين بخلاف وضعه في عضلاتنا وما إلى ذلك. ويصف بعض الناس ذلك بأنه تسلسل هرمي للأكسدة. يتأكسد البروتين قبل الكربوهيدرات والدهون إذا تناولت الطعام بكميات زائدة».

وتابع: «كما أن للبروتين التأثير الحراري نفسه. عندما تتناول وجبة طعام لفترة قصيرة، يرتفع معدل الأيض لديك في أثناء معالجة الطعام وهضمه. وهذا أعلى قليلاً بالنسبة للبروتين مقارنةً بالكربوهيدرات أو الدهون؛ لذا فإنك تحرق مزيداً من السعرات الحرارية».

أهمية ممارسة الرياضة

إذا كانت السعرات هي الجانب الداخلي الذي علينا الاهتمام به، فماذا عن الجانب الخارجي؟

لقد تم التقليل من أهمية دور ممارسة الرياضة في إنقاص الوزن في السنوات الأخيرة، حيث كان النظام الغذائي هو الذي يقوم بمعظم العمل الشاق، ورأى فراين أن هذا كان خطأً كبيراً.

لم تتغير بيئة طعامنا بشكل كبير فحسب، بل تغيرت أيضاً بيئتنا الجسدية.

وقال: «هناك صور رائعة من أكسفورد في الخمسينات من القرن الماضي في نهاية يوم العمل في مصنع السيارات الكبير، والطرق مليئة بالدراجات. في الوقت الحاضر، يقود معظم الناس سياراتهم إلى العمل، ويقضون ساعات أطول جالسين، إما في العمل وإما أمام التلفزيون».

وأوضح أن الأشخاص الذين لديهم مزيد من العضلات يحرقون مزيداً من السعرات الحرارية. ولكن إذا كنت تحاول إنقاص الوزن عن طريق تقييد السعرات الحرارية فقط، فستفقد كتلة العضلات أيضاً.

قد يعني بناء العضلات أن معدل إنقاص الوزن سيكون أبطأ قليلاً، ولكنه سيساعد في الأمد البعيد، ولاحظ فراين أن ذلك سوف يساعدك على الحفاظ على وزنك بمجرد إنقاصه.

كيف تكون طاقتك في حالة توازن؟

إذا كان هناك شيء واحد يريد البروفيسور فراين أن نكون عليه جميعاً، فهو أن نكون أكثر تشاؤماً، سواء فيما يتعلق بالنصائح التي نقرأها من المؤثرين المشاهير، أو أيضاً فيما يتعلق بما يقوله الآخرون عن تناولهم للطعام.

وقال: «لا يمكنك الحُكم على عملية التمثيل الغذائي لشخص ما من خلال الدردشة حول ما يميل إلى تناوله، أو من خلال مشاهدته وهو يتناول غداءه».

بالإضافة إلى التفكير فيما نأكله، يريد البروفيسور فراين منا أن نفكر في كيفية تحرُّكنا. «التمرين هو شيء خاص. نحن بحاجة إلى القيام به جميعاً إذا كان ذلك ممكناً. إنه يفعل شيئاً لتوازن السعرات الحرارية لدينا بطريقة قد لا نفهمها حتى الآن».

بعيداً عن كونه أمراً شاقاً، فإن تذكر نموذج توازن الطاقة يمكن أن يكون تمكيناً، وختم بالقول: «لا يوجد خطأ في تناول طعام غني بالسعرات الحرارية مكافأةً بين الحين والآخر. في النهاية، يتعلق الأمر كله بالتوازن».