الساعات الذكية قد تساعد في الإقلاع عن التدخين... كيف؟

متسوقة ترتدي قبعة عيد الميلاد وتدخن سيجارة في أحد شوارع لندن (رويترز)
متسوقة ترتدي قبعة عيد الميلاد وتدخن سيجارة في أحد شوارع لندن (رويترز)
TT

الساعات الذكية قد تساعد في الإقلاع عن التدخين... كيف؟

متسوقة ترتدي قبعة عيد الميلاد وتدخن سيجارة في أحد شوارع لندن (رويترز)
متسوقة ترتدي قبعة عيد الميلاد وتدخن سيجارة في أحد شوارع لندن (رويترز)

كشفت دراسة حديثة عن أن الساعات الذكية يمكن أن تُستخدم لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

طوّر الباحثون برنامجاً رائداً لاستشعار الحركة يمكنه اكتشاف حركات اليد النموذجية التي تحدث عندما يمسك شخص ما بسجائر.

عند اكتشاف استخدام السجائر، يظهر تنبيه على شاشة الساعة الذكية. يرسل تطبيق على الجهاز اهتزازاً برسالة نصية صممها المدخنون والمدخنون السابقون، تقدم الدعم للإقلاع عن التدخين.

تقول إحدى الرسائل: «الإقلاع عن التدخين يسمح لك بالتنفس بسهولة أكبر... الإقلاع عن التدخين أمر جيد»، بينما تحتوي رسائل أخرى على إحصاء عدد السجائر التي تم تدخينها.

يعتقد الباحثون، من جامعة بريستول البريطانية، أن تطبيقهم هو أول تدخل في الوقت المناسب لمنع الانتكاسة في الإقلاع عن التدخين الذي يعمل بالكامل على ساعة ذكية ولا يحتاج إلى إقرانه بهاتف ذكي.

قال كريس ستون، من مجموعة أبحاث التبغ والكحول بجامعة بريستول، إن الانتكاسة الأولى هي لحظة ضعف للأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين، وقد تسبب توقفاً كاملاً لهذا المسار.

وتابع: «يحب الناس الساعات الذكية. إنهم يحبون فكرة توصيل رسالة عند النقطة التي يدخنون فيها. لذلك، إذا تمكنا من تحديد نقطة الضعف هذه، وتقديم تدخل على وجه التحديد عند هذه النقطة، فلدينا فرصة لتحسين نجاح محاولة الإقلاع عن التدخين».

وأضاف ستون: «كنا نهدف إلى الاستفادة من أحدث الأفكار في تصميم التدخل، وتقديمها في حزمة يمكن ارتداؤها بطريقة مريحة مع الحد الأدنى من العبء على المستخدم وأقصى قدر من المشاركة في تغيير السلوك؛ وبذلك، نحدث فرقاً في حياة الناس».

في الدراسة، التي نُشرت في مجلة JMIR Formative Research، تم اختبار تطبيق الساعة الذكية على 18 شخصاً مهتمين بالإقلاع عن التدخين. تراوحت أعمار المشاركين بين 18 و70 عاماً، وكانوا يدخنون أكثر من 10 سجائر يومياً بأيديهم اليمنى. ارتدوا ساعة TicWatch محملة بالتطبيق لمدة أسبوعين، قبل إكمال استبيان يتكون من 27 سؤالاً.

في المجموع، قال 66 في المائة من المشاركين إنه من المقبول ارتداء الساعة الذكية مع برنامج استشعار الحركة، بينما كشف 61 في المائة عن أن محتوى الرسائل كان ذا صلة بهم.

تضمنت ردود الفعل الإيجابية أشخاصاً أفادوا بأن التطبيق زاد من الوعي بالتدخين، وجعلهم يشعرون بالإيجابية بشأن الإقلاع عن التدخين، وجعلهم يتوقفون ويفكرون، وساعدهم على التدخين بشكل أقل وقدم لهم تشجيعاً مستمراً.

ومع ذلك، كانت الاستجابات السلبية تقول إن الرسائل المتكررة فقدت فاعليتها، ولم تظهر بعض الرسائل بسرعة كافية، ولم يكن هناك تنوع كافٍ في الرسائل وكان بعضها غامضاً للغاية.

وأشار الباحثون إلى أن الخطوة التالية هي تجربة فاعلية أطول أمداً، والتي يمكن أن تستخدم مجموعة أكبر من الرسائل.

أوضحت أليزي فروغيل، مديرة سياسة الوقاية في Cancer Research UK: «تُظهر هذه الدراسة أن الساعات الذكية قد تكون طريقة مفيدة لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم مدى فاعليتها».


مقالات ذات صلة

الوحدة قاتلة... علماء يتوصلون إلى السبب

صحتك العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)

الوحدة قاتلة... علماء يتوصلون إلى السبب

كشفت دراسة حديثة أن الشعور بالوحدة قاتل؛ لأنه يزيد من البروتينات التي تسد الشرايين وقد تؤدي إلى الوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك معدلات السمنة في جميع أنحاء العالم تزداد (أرشيفية - رويترز)

7 خطوات عملية لمنع زيادة الوزن

إليك بعض الخطوات العملية لمنع اكتساب الوزن مع العام الجديد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك متسوقة تحمل زجاجات من النبيذ بولاية فيرجينيا الأميركية (رويترز)

كبير الجراحين الأميركيين يدعو لوضع تحذير من السرطان على المشروبات الكحولية

كشف كبير الجراحين الأميركيين فيفيك مورثي في توصية أمس (الجمعة) أن المشروبات الكحولية يجب أن تحمل تحذيراً بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان على عبواتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

بحث: تناول فيتامين «د» يقلل خطر الإصابة بالخرف

يؤثر الخرف على الملايين من كبار السن، لكن الباحثين لا يزالون يتعلمون كيف يمكن الوقاية من هذه الحالة. ويشير أحد الأبحاث إلى أن زيادة تناول فيتامين معين قد يساعد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


الوحدة قاتلة... علماء يتوصلون إلى السبب

العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)
العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)
TT

الوحدة قاتلة... علماء يتوصلون إلى السبب

العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)
العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة قد تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة (رويترز)

كشفت دراسة حديثة أن الشعور بالوحدة قاتل؛ لأنه يزيد من البروتينات التي تسد الشرايين وقد تؤدي إلى الوفاة المبكرة.

وجدت جامعة كمبردج البريطانية أن التفاعلات مع الأصدقاء والعائلة قد تحافظ على صحتنا؛ لأنها تعزز جهاز المناعة لدينا وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع (2)، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

ودرس العلماء دماء تعود لأكثر من 42 ألف شخص مسجلين في البنك الحيوي البريطاني، وهو مشروع مراقبة صحية طويل الأمد، بحثاً عن الاختلافات الداخلية في الأشخاص المعزولين اجتماعياً.

وحسب الفريق درجات العزلة الاجتماعية والوحدة للأفراد بناءً على ما إذا كانوا يعيشون بمفردهم، ومدى تكرار اتصالهم بالآخرين اجتماعياً، وما إذا كانوا يشاركون في الأنشطة الاجتماعية. كما قاموا بقياس ما إذا كانوا «يشعرون» بالوحدة.

ووجد الفريق خمسة بروتينات كانت وفرتها ناتجة عن الوحدة. ويرتبط أحد البروتينات، وهو «ASGR1»، بارتفاع نسبة الكولسترول وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين تلعب بروتينات أخرى تم تحديدها أدواراً في تطور مقاومة الإنسولين وتصلب الشرايين وتطور السرطان.

وقال الدكتور تشون شين من قسم علوم الأعصاب السريرية بجامعة كمبردج ومعهد العلوم والتكنولوجيا للذكاء المستوحى من الدماغ، بجامعة فودان في الصين: «نعلم أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة مرتبطان بتدهور الصحة، لكننا لم نفهم قَطّ السبب. سلط عملنا الضوء على عدد من البروتينات التي يبدو أنها تلعب دوراً رئيساً في هذه العلاقة، مع زيادة مستويات بعض البروتينات على وجه الخصوص كنتيجة مباشرة للوحدة».

وقد وجدت دراسات سابقة أن العزلة الاجتماعية تعتبر مشكلة صحية رئيسة يمكن أن تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 14 في المائة، في حين أن الشعور بالوحدة يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب بنسبة 30 في المائة. ومع ذلك، لم يكن العلماء متأكدين حتى الآن مما يدفع هذه الظاهرة.

كان أحد البروتينات المنتجة بمستويات أعلى نتيجة للوحدة هو «ADM». وقد وُجد أن مستويات «ADM» العالية مرتبطة بحجم دماغ أصغر في بعض المناطق، وزيادة خطر الوفاة المبكرة.

كما وجد الفريق 175 بروتيناً مرتبطاً بالعزلة الاجتماعية، يتم إنتاج العديد منها استجابة للالتهابات والعدوى الفيروسية، فضلاً عن ارتباطها بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع (2) والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة.

«الاتصال الاجتماعي يحافظ على صحتنا»

قالت الدكتورة باربرا ساهاكيان، من قسم الطب النفسي بجامعة كمبردج: «تؤكد هذه النتائج أهمية الاتصال الاجتماعي في الحفاظ على صحتنا... يبلّغ المزيد والمزيد من الأشخاص من جميع الأعمار عن شعورهم بالوحدة».

وتابعت: «لهذا السبب وصفت منظمة الصحة العالمية العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة بأنها مشكلة صحية عامة عالمية... نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لمعالجة هذه المعضلة المتنامية وإبقاء الناس على اتصال لمساعدتهم على تحسين صحتهم».

وأضاف البروفسور جيانفينج فينغ من جامعة وارويك البريطانية: «إن البروتينات التي حددناها تعطينا أدلة على البيولوجيا التي تدعم سوء الصحة بين الأشخاص المعزولين اجتماعياً أو الوحيدين، مما يسلط الضوء على سبب لعب العلاقات الاجتماعية دوراً مهماً في الحفاظ على صحتنا».