مشروبان يحميان الأوعية الدموية بعد الوجبات الدسمة

الشاي الأخضر من المشروبات الغنية بالفلافانول (جامعة باستير الأميركية)
الشاي الأخضر من المشروبات الغنية بالفلافانول (جامعة باستير الأميركية)
TT

مشروبان يحميان الأوعية الدموية بعد الوجبات الدسمة

الشاي الأخضر من المشروبات الغنية بالفلافانول (جامعة باستير الأميركية)
الشاي الأخضر من المشروبات الغنية بالفلافانول (جامعة باستير الأميركية)

كشفت دراسة بريطانية عن أن الشوكولاته والشاي الأخضر يمكن أن يساهما في حماية الأوعية الدموية من تأثيرات التوتر النفسي حتى بعد تناول طعام دسم.

وأظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من جامعة برمنغهام، أن اختيار الأطعمة خلال فترات التوتر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الأوعية الدموية، وفق النتائج التي نشرت، الاثنين، في دورية «Food & Function».

وكانت نتائج دراسة سابقة أجراها الفريق قد أكدت أن الأطعمة الدهنية تؤثر سلباً على وظيفة الأوعية الدموية وتقلل من توصيل الأكسجين إلى الدماغ. في المقابل، يمكن للأغذية الغنية بمركبات الفلافانول، مثل الشوكولاته والشاي الأخضر، أن تحمي وظيفة الأوعية الدموية خلال فترات التوتر اليومي.

وفي الدراسة الجديدة، اختبر الفريق تأثير تناول مشروب شوكولاته أو مشروب شاي أخضر غني بالفلافانول مع وجبة غنية بالدهون. وقدّم الباحثون لعدد من البالغين الأصحاء وجبة تحتوي على معجنات بالزبدة، ثم أعطوهم إما مشروب شوكولاته أو مشروب شاي أخضر عالي الفلافانول أو منخفض الفلافانول. وبعدها، طُلب من المشاركين إجراء اختبار ذهني لزيادة مستويات التوتر لديهم.

وتم قياس تدفق الدم في الذراع ووظيفة الأوعية الدموية أثناء وبعد التوتر.

وأظهرت النتائج أن تناول مشروب الشوكولاته أو مشروب الشاي الأخضر الغني بالفلافانول كان فعّالاً في الحفاظ على وظيفة الأوعية الدموية بعد التوتر واستهلاك الدهون مقارنة بالمشروب منخفض الفلافانول.

كما كانت تدفقات الدم للشرايين أكبر بشكل ملحوظ بعد تناول مشروب الكاكاو الغني بالفلافانولات مقارنةً بالمشروب منخفض الفلافانولات، واستمر التأثير الإيجابي بعد 30 إلى 90 دقيقة من انتهاء التوتر.

وقالت الدكتورة كاتارينا رينديرو، الأستاذة المساعدة في علوم التغذية بجامعة برمنغهام والباحثة الرئيسية في الدراسة: «نعلم أن الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر يميلون إلى تناول الأطعمة الدهنية، وقد أردنا معرفة ما إذا كانت إضافة طعام غني بالفلافانولات إلى الوجبة الدهنية يمكن أن يخفف من التأثيرات السلبية للتوتر على الجسم».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «الفلافانولات هي مركبات توجد في الفواكه والخضراوات والشاي والمكسرات مثل التوت والكاكاو غير المعالج. ومن المعروف أن الفلافانولات لها فوائد صحية، خصوصاً في تنظيم ضغط الدم وحماية صحة القلب والأوعية الدموية».

وأشارت إلى أن الدراسة «تُظهر أن تناول طعام أو شراب غني بالفلافانولات يمكن أن يكون استراتيجية لتخفيف بعض التأثيرات السلبية لاختيارات الطعام السيئة على النظام الوعائي، مما يساعدنا في اتخاذ قرارات أكثر اطلاعاً بشأن ما نأكله ونشربه خلال فترات التوتر».


مقالات ذات صلة

قرص يومي يزيد طول الأطفال المصابين بالتقزم

صحتك التقزم حالة وراثية تتسم بقصر القامة نتيجة خلل في نمو العظام (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا)

قرص يومي يزيد طول الأطفال المصابين بالتقزم

أكدت دراسة أسترالية فاعلية عقار جديد يُسمى «إنفيجراتينيب (Infigratinib)» في تحسين الطول ونسب نمو الأطراف لدى الأطفال المصابين بالتقزم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دماء المرضى يمكن أن تستخدم للمساعدة في إصلاح عظامهم المكسورة (رويترز)

دماء المرضى قد تستخدم لإصلاح عظامهم المكسورة

كشفت دراسة بحثية جديدة عن أن دماء المرضى يمكن أن تستخدم للمساعدة في إصلاح عظامهم المكسورة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق توجد بطاريات الليثيوم أيون في كل مكان في حياتنا اليومية من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية (جامعة جراتس للتكنولوجيا)

تقنية واعدة لإعادة تدوير البطاريات بكفاءة عالية

أظهرت نتائج دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين الصينيين، أن عملية بسيطة وعالية الكفاءة وصديقة للبيئة، يمكن أن توفر مساراً لإعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الأسماء المستندة إلى الشكل قد تُسهم في تطوير اللغة لدى الأطفال بعد الجراحة (جامعة ميامي)

طريقة لتطوير لغة الأطفال بعد زراعة قوقعة الأذن

الأطفال الذين يمتلكون مفردات تحتوي على نسبة أعلى من الأسماء المستندة إلى الشكل، مثل «كرسي»، بعد فترة قصيرة من زراعة القوقعة؛ يُظهرون تطوراً لغوياً أفضل لاحقاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

4 طرق لتحسين الرعاية الصحية بواسطة الذكاء الاصطناعي

استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)
استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)
TT

4 طرق لتحسين الرعاية الصحية بواسطة الذكاء الاصطناعي

استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)
استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي للكشف عن كسور بالعظام قد يغفل عنها الإنسان (أ.ف.ب)

يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة على تحقيق ثورة في الرعاية الصحية العالمية، خصوصاً مع وجود 4.5 مليار شخص لا يستطيعون الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، بالإضافة إلى نقص في العاملين بالمجال الطبي يتوقع أن يصل إلى 10 ملايين بحلول عام 2030.

وبينما تتطور التكنولوجيا بسرعة، فإن الحاجة إلى الإشراف البشري، والتشريعات، على الدرجة نفسها من الأهمية.

وقالت ستيلا كيرياكيديس، المفوضة الأوروبية للصحة وسلامة الأغذية، في قمة «منتدى دافوس الاقتصادي العالمي» بداية هذا العام: «أعتقد أنه يمكننا أن نمتلك كل الإمكانات التي يقدمها لنا الذكاء الاصطناعي، وأن نضع طرق الحماية اللازمة».

وتوضح مادلين نورث في مقال بموقع المنتدى الاقتصادي العالمي، أن هناك أربع طرق يغير بها الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية:

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتشف كسور العظام أكثر من البشر

كثيراً ما يغفل أطباء الرعاية الطبية العاجلة عن وجود كسور في العظام فيما يصل إلى 10 في المائة من الحالات. إضافة إلى ذلك، هناك نقص في فنيي أشعة إكس، والعاملون بهذا المجال يعانون ضغط العمل.

لذلك؛ استخدام الذكاء الاصطناعي للقيام بالكشف الأولي على المريض يمكن أن يؤدي مستقبلاً إلى تجنب الكشف غير الضروري بأشعة إكس وإغفال وجود كسور في العظام.

ويرى المعهد الوطني البريطاني للصحة والرعاية (NICE)، أن هذه التقنية آمنة وموثوقة، ويمكن أن تقلل من الحاجة إلى مواعيد متابعة.

لكن هناك مخاوف حول الدمج السريع للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.

وقالت كارولين غرين، من معهد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة أوكسفورد لـ«بي بي سي»: «من المهم أن يتم تدريب الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوات بشكل جيد؛ حتى يفهموا ويعرفوا كيفية تقليل المخاطر الناتجة من محدودية التكنولوجيا، مثل إمكانية تقديم معلومات خاطئة».

تقييم المرضى في الإسعاف باستخدام الذكاء الاصطناعي

في المملكة المتحدة، يتم نقل نحو 350 ألف شخص بواسطة سيارات الإسعاف إلى المستشفيات كل شهر. ويكون على عاتق فرق الإسعاف اتخاذ قرار بشأن من يحتاج أو لا يحتاج إلى الذهاب للمستشفى، مع الوضع في الحسبان عدد الأسرّة المتاحة.

وأظهرت دراسة أُجريت في يوركشاير شمال إنجلترا أن الذكاء الاصطناعي يستطيع توقع المرضى الذين يحتاجون إلى نقلهم إلى مستشفى بشكل صحيح في 80 في المائة من الحالات.

تم تدريب هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي على الكثير من العوامل، مثل قدرة المريض على الحركة ونبض القلب ومستوى الأكسجين في الدم وألم الصدر. ومع ذلك، حذّر المعهد الوطني البريطاني للصحة والرعاية من أنه قبل استخدام هذا النموذج على نطاق أوسع، يجب إعطاء مشغلّيه المزيد من التدريب.

اكتشاف علامات المرض المبكرة لأكثر من 1000 مرض

أعلنت شركة «أسترازينكا» عن نموذج جديد من الذكاء الاصطناعي يعمل بطريقة تعلم الآلة يمكنه كشف وجود بعض الأمراض قبل أن يشعر المريض بأي أعراض.

وبعد استخدام بيانات طبية من 500 ألف شخص مسجلين لدى وزارة الصحة في المملكة المتحدة، كان النموذج قادراً على «التنبؤ بثقة عالية بتشخيص مرض سوف يظهر بعد سنوات عدّة».

وقال سلافي بتروفسكي، الذي قاد البحث، لقناة «سكاي نيوز»: «بالنسبة إلى كثير من هذه الأمراض، بحلول الوقت الذي تظهر فيه علامات المرض سريرياً ويذهب المريض إلى الطبيب بسبب شكوى، فإن ذلك يكون متأخراً جداً عن الوقت الذي بدأ فيه المرض».

وتابع: «يمكننا التقاط علامات في شخص ما تشير بقوة إلى إصابته بأمراض مثل ألزهايمر، والانسداد الرئوي المزمن، وأمراض الكلى وغيرها الكثير».

روبوتات لتوجيه القرارات الصحية

يجب على الأطباء اتخاذ قرارات طبية مستنيرة وسريعة، والذكاء الاصطناعي يمكن أن يسرّع من هذه القرارات، لكنه قد يقدم أيضاً معلومات غير موثوقة أو متحيزة.

وجدت دراسة أميركية أن النماذج اللغوية (LLMs) مثل «تشات جي بي تي» ChatGPT أو «كلود» أو «جيميني» لم تتمكن من تقديم إجابات ذات صلة أو مبنية على الأدلة بخصوص الأسئلة الطبية. لكن نظام «ChatRWD»، الذي يعتمد على تقنية الجيل المعزز للاسترجاع (RAG)، والذي يجمع بين النماذج اللغوية الكبيرة وأنظمة الاسترجاع لتحسين الناتج، تمكن من إعطاء إجابات مفيدة لـ58 في المائة من الأسئلة (مقارنة بنسبة 2 في المائة - 10 في المائة للنماذج اللغوية الكبيرة).

في تقرير صدر، في يناير (كانون الثاني) الماضي، وهو جزء من مبادرة التحول الرقمي للرعاية الصحية التابعة لمنتدى الاقتصاد العالمي، توقع مستقبلاً قد تغير فيه التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة «بشكل دراماتيكي تجربة المريض»، فيمكن للأشخاص الأصحاء استخدام أجهزة مراقبة لتحسين صحتهم النفسية والجسدية، بينما سيتمكن المرضى من الوصول إلى مجموعة واسعة من الحلول الرقمية.