رصد تغيرات خلوية بأدمغة مرضى ألزهايمر قبل ظهور الأعراض

طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)
طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)
TT

رصد تغيرات خلوية بأدمغة مرضى ألزهايمر قبل ظهور الأعراض

طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)
طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)

كشفت مجموعة من الباحثين تفاصيل جديدة حول كيفية تأثير مرض ألزهايمر على الدماغ، إذ حددت التغيرات الخلوية التي تحدث في أدمغة الأشخاص المصابين بالمرض، وذلك في المراحل الأولى قبل بدء الأعراض في الظهور.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد فحصت الدراسة ملايين الخلايا من أنسجة المخ الخاصة بأشخاص متوفين كانوا مصابين بمرض ألزهايمر. وتراوحت حالات أولئك الأشخاص من خفيفة من دون أعراض إلى حالات خرف متقدمة.

وركز الباحثون على التلفيف الصدغي الأوسط (MTG)، وهو الجزء من الدماغ الذي يتحكم في اللغة والذاكرة والرؤية. ويُعرف هذا الجزء من الدماغ باسم «منطقة الانتقال الحرجة»، حيث تظهر أدلة مرض ألزهايمر ثم تتفاقم مع تقدم المرض.

وباستخدام تقنية التعلم الآلي، قارن الباحثون الخلايا والجينات والحمض النووي لعينات دماغ مرضى ألزهايمر بتلك الخاصة بالأدمغة الطبيعية غير المصابة بالمرض.

ونتيجة لذلك حدد الباحثون التغيرات الخلوية التي تحدث للمرضى قبل ظهور الأعراض، وكيفية تطورها حتى يصل المرض إلى مراحل متقدمة.

إنشاء جدول زمني للمرض

قال ماريانو غابيتو، المؤلف الرئيسي للدراسة، والأستاذ في «معهد ألين لعلوم الدماغ»: «لقد أنشأنا جدولاً زمنياً يخبرنا ليس فقط بالتغييرات التي تحدث في منطقة التلفيف الصدغي الأوسط، ولكن أيضاً متى تحدث».

وأضاف: «في المراحل المبكرة من المرض، كانت هناك تغيرات مبكرة خلوية غير الطبيعية. وخلال هذه الفترة، قد لا يعاني المريض من أي أعراض لفقدان الذاكرة أو التدهور المعرفي، مما يصعب تشخيص المرض».

وأكد الفريق أنهم فوجئوا أنه في تلك المرحلة، كان هناك فقدان لبعض الخلايا العصبية المثبطة التي لم تكن مرتبطة سابقاً بمرض ألزهايمر.

ولفتوا إلى أن هذه الخلايا العصبية تعمل كـ«فرامل» لنشاط الدماغ و«تحافظ على التوازن». ووصفوا الأمر بأنه «اكتشاف حاسم» جداً.

وأشار الدكتور ريتشارد جيه هودز، مدير «المعهد الوطني للشيخوخة»، التابع للمعاهد الوطنية للصحة، إلى أن أحد التحديات في تشخيص وعلاج مرض ألزهايمر هو أن الكثير من الضرر الذي يلحق بالدماغ يحدث في هذه المرحلة المبكرة، قبل ظهور الأعراض.

وقال في بيان: «إن القدرة على اكتشاف هذه التغييرات المبكرة تعني أنه لأول مرة يمكننا أن نرى ما يحدث لدماغ الشخص خلال الفترات الأولى من المرض».

أما المرحلة الثانية فاتسمت بـ«خسارة أكثر شمولاً» لأنواع مختلفة من الخلايا العصبية، مما أدى إلى تراكم «اللويحات والتشابكات» في الدماغ، وهو الوقت الذي يبدأ فيه المرضى عادةً في ملاحظة التدهور المعرفي.

وقال الدكتور كايل ترافاغليني، الذي شارك أيضاً في الدراسة: «بدلاً من النظر إلى مرض ألزهايمر من خلال العدسة المعتادة للبقع والتشابكات، ركزنا على التغيرات التي تطرأ على أنواع معينة من الخلايا في كل مرحلة».

وأضاف أن المعرفة الجديدة التي توفرها هذه الدراسة قد تساعد العلماء ومطوري الأدوية في جميع أنحاء العالم على تطوير التشخيصات والعلاجات المستهدفة لمراحل محددة من مرض ألزهايمر.

ومرض ألزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شيوعاً، وقد يسهم في 60 - 70 بالمائة من الحالات. ويصيب ما يزيد على 55 مليون شخص حول العالم، وفقاً لبيانات المنظمة الدولية لمرض ألزهايمر.


مقالات ذات صلة

منظمة الصحة العالمية تعلن خلو مصر من الملاريا

صحتك أحد العاملين بالمجال الصحي يملأ محقناً بلقاح الملاريا (رويترز)

منظمة الصحة العالمية تعلن خلو مصر من الملاريا

أعلنت منظمة الصحة العالمية، الأحد، خلو مصر من مرض الملاريا، ما يمثل القضاء على مرض استوطن في البلاد منذ زمن بعيد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفراولة غنية بالمواد الغذائية المفيدة (جامعة كاليفورنيا)

تناول الفراولة يومياً يخفض الكوليسترول

كشفت دراسة أميركية أن الفراولة ليست فقط لذيذة الطعم، ولكنها تلعب أيضاً دوراً مهماً في تعزيز صحة القلب، وتحسين مستويات الكوليسترول في الدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العناية بصحتك الإدراكية يجب أن تكون أمراً بديهياً (أ.ف.ب)

لصحة عقلك... 7 أشياء احرص على فعلها يومياً

كشف عدد من الخبراء لمجلة «التايم» الأميركية عن 7 أشياء يجب أن يحرص الشخص على فعلها يومياً للحفاظ على صحة عقله.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة نشرتها شركة "لومينيت" للخوذة الجديدة

خوذة تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي للسرطان

ابتكرت مجموعة من الباحثين خوذة قد تساعد في منع تساقط الشعر أثناء علاج السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك البالغون الذين يمارسون نشاطاً بدنياً لديهم «خطر أقل بكثير» للإصابة بأنواع السرطان الشائعة (رويترز)

4 أمور يفعلها أطباء الأورام بانتظام لتقليل خطر الإصابة بالسرطان

يتم تشخيص أكثر من مليوني حالة سرطان جديدة كل عام في الولايات المتحدة، ويعد السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة في البلاد، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» الصحي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

خوذة تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي للسرطان

صورة نشرتها شركة "لومينيت" للخوذة الجديدة
صورة نشرتها شركة "لومينيت" للخوذة الجديدة
TT

خوذة تمنع تساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي للسرطان

صورة نشرتها شركة "لومينيت" للخوذة الجديدة
صورة نشرتها شركة "لومينيت" للخوذة الجديدة

يعاني نحو 65 في المائة من الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي لمرض السرطان من تساقط الشعر كأثر جانبي، لأن العلاج يهاجم الخلايا سريعة النمو، ولكنه لا يستطيع تجنُّب الخلايا غير السرطانية بشكل انتقائي، مثل بصيلات الشعر.

وقد ترتفع هذه النسبة إلى 99.9 في المائة مع بعض أنواع المرض، مثل سرطان الثدي.

وعلى الرغم من أن الشعر ينمو عادة مرة أخرى في غضون بضعة أشهر من انتهاء العلاج، فإن دراسة أُجريت عام 2019 أكدت أن 56 في المائة من المرضى أشاروا إلى تساقط الشعر على أنه أسوأ الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، فيما أوضح الباحثون أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى رفض البعض للعلاج تماماً.

وسابقاً، استخدم بعض العلماء آلات تعتمد على تقنية «تبريد فروة الرأس» للتصدي لتساقط الشعر الناتج عن العلاج الكيميائي.

وتتضمن هذه التقنية ارتداء المريض لغطاء رأس متصل بجهاز يمر عبره سائل تبريد، لتقليل تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، وبالتالي كمية الدواء التي يمكن أن تمتصها.

لكن هذه الآلات كان لها عيوبها، وفقا لما أكده آرون هانون، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «لومينيت» الآيرلندية للابتكارات الطبية، لشبكة «سي إن إن» الأميركية.

وقال هانون: «أحد هذه العيوب أن هذه الآلات كانت كبيرة ومثبتة فعلياً في مكانها، مما يعني أن المرضى سيضطرون إلى تلقي العلاج من تساقط الشعر قبل وأثناء وبعد كل جلسة علاج كيميائي، وأنهم سيقضون ضعف أو 3 أضعاف الوقت الذي كانوا ليقضوه في المستشفى لو لم يعالجوا بتلك الآلات».

حقائق

65 %

من الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي لمرض السرطان يعانون من تساقط الشعر كأثر جانبي

وللتصدي لهذه العيوب، ابتكر هانون وزملاؤه خوذة قد تساعد في منع تساقط الشعر أثناء علاج السرطان.

وتتميز الجديدة، التي تسمى ليلي، بأنها محمولة بالكامل، مما يسمح للمرضى بمغادرة المستشفى بمجرد انتهاء العلاج، أثناء ارتدائهم لها، حيث يقول هانون إنهم سيضطرون عادة إلى ارتدائها لمدة 90 دقيقة مباشرة بعد العلاج.

وتستخدم الخوذة الضغط بدلاً من التبريد، مما يعني أنها لا تحتاج إلى فترة تبريد مسبقة قبل بدء العلاج، وهذا يجعلها تعمل بشكل أسرع من الآلات التي تعتمد على تبريد فروة الرأس.

وأوضح هانون: "تعتمد الخوذة على تمرير قوة ضغط صغيرة عبر سطح فروة الرأس بالكامل، مما يتسبب في انهيار الشعيرات الدموية الصغيرة حول بصيلات الشعر. نتيجة لذلك، يقل تدفق الدم نحو بصيلات الشعر، وهذا يقلل من كمية الدواء التي يمكن أن تمتصها هذه البصيلات".

وقال هانون: "بالإضافة إلى ذلك، فمن أهم مميزات هذه الخوذة هي الراحة التي يشعر بها المرضى أثناء ارتدائها". وأضاف: "العلاج بالتبريد بارد جدًا ومؤلم إلى حد ما للمرضى، لذلك كان هناك بالتأكيد الكثير من المطالبات من المستخدمين حول محاولة التوصل إلى بديل أكثر راحة لأجهزة التبريد".

وأشار هانون أيضا إلى أن كفاءة أجهزة التبريد في الحفاظ على الشعر بلغت 50% في المتوسط، فيما بلغت كفاءة الخوذة الجديدة في التجارب التي أجريت حوالي 75%.

ويسعى الباحثون على إجراء المزيد من التجارب السريرية على الخوذة قبل اطلاقها تجاريا العام المقبل.