هل تقف لفترات طويلة؟ دراسة قد تدفعك لتغيير نمط حياتك

الباحثون لم يجدوا فوائد صحية للوقوف لفترات طويلة لكنهم أكدوا أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)
الباحثون لم يجدوا فوائد صحية للوقوف لفترات طويلة لكنهم أكدوا أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)
TT

هل تقف لفترات طويلة؟ دراسة قد تدفعك لتغيير نمط حياتك

الباحثون لم يجدوا فوائد صحية للوقوف لفترات طويلة لكنهم أكدوا أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)
الباحثون لم يجدوا فوائد صحية للوقوف لفترات طويلة لكنهم أكدوا أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن الوقوف على المدى الطويل لا يُحسّن صحة القلب والأوعية الدموية مقارنة بالجلوس، وقد يزيد في الواقع من خطر الإصابة بمشاكل الدورة الدموية، مثل جلطات الدم في الأوردة العميقة، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، ماثيو أحمدي، من جامعة «سيدني» في أستراليا: «الخلاصة الرئيسية هي أن الوقوف لفترة طويلة لن يعوض عن نمط الحياة الكسول، وقد يكون محفوفاً بالمخاطر لبعض الأشخاص من حيث صحة الدورة الدموية».

وقد تابع فريق أحمدي، 83 ألف شخص بالغ في المملكة المتحدة، خالين من أمراض القلب في بداية الدراسة، لمدة تتراوح بين 7 و8 سنوات. وراقب الباحثون حالات الإصابة بأمراض القلب وجمعوا بيانات أمراض الدورة الدموية من أجهزة تشبه الساعات الذكية التي ارتداها المشاركون على معاصمهم.

لم يجد الباحثون أي فوائد صحية للوقوف لفترة أطول، ولكن حدد الفريق أيضاً أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم الانتصابي، وهو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم يحدث عند الوقوف بعد الجلوس أو الاستلقاء.

وأوضح إيمانويل ستاماتاكيس، المحاضر في جامعة «سيدني»: «بالنسبة للأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة بشكل منتظم، يمكن للحركة العرضية طوال اليوم والتمارين المنظمة أن تكون طريقة أفضل للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

خلال الصيف، أفاد ستاماتاكيس وأحمدي أن 6 دقائق فقط من التمارين القوية اليومية أو نصف ساعة من التمارين المتوسطة إلى القوية قد تساعد في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب حتى لدى الأشخاص الذين لا يتحركون كثيراً.

ونصح ستاماتاكيس «بأخذ فترات راحة منتظمة، والمشي، واستخدام السلالم، واستغلال ساعة الغداء للابتعاد عن المكتب والقيام ببعض الحركة».

تقول إرشادات النشاط البدني للأميركيين أن البالغين يجب أن يهدفوا إلى 150 دقيقة من النشاط البدني متوسط ​​الشدة ويومين من تقوية العضلات في الأسبوع.


مقالات ذات صلة

«مقعد متحدِّث» للدعم النفسي في بريطانيا

يوميات الشرق ثمة دائماً مَن يُصغي (الجمعية)

«مقعد متحدِّث» للدعم النفسي في بريطانيا

رُكِّب «مقعدٌ متحدِّثٌ» بميناء بريستول في بريطانيا؛ للتشجيع على خوض محادثات تتعلّق بالصحة العقلية، أملاً في الحؤول دون وقوع حوادث انتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك «ملتقى الصحة العالمي» يستعرض الفرص الواعدة للاستثمار في القطاع بالسعودية (واس)

رحلة التحول الصحي السعودي في ملتقى عالمي

يشهد «ملتقى الصحة العالمي»، الذي تستضيفه الرياض خلال الفترة بين 21 و23 أكتوبر الحالي، تحت شعار «استثمر في الصحة»، استعراض مستجدات القطاع، ومناقشة أبرز موضوعاته.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك السعودية على أبواب ثورة في التشخيص الطبي المتقدم

السعودية على أبواب ثورة في التشخيص الطبي المتقدم

يشهد القطاع الصحي في العالم تطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي السريع والابتكارات المستمرة في مجالات التشخيص والعلاج.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الرياض)
صحتك الصداقة أثناء المراهقة تعزز الصحة النفسية

الصداقة أثناء المراهقة تعزز الصحة النفسية

لا شك أن فترة المراهقة تُعد من أهم وأخطر مراحل الحياة نتيجة لتعرض المراهق لضغوط متعددة على المستويين العضوي والنفسي نتيجة للانتقال من مرحلة الطفولة إلى البلوغ.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك «طلاق النوم» سبيل الرومانسيين للسعادة الزوجية

«طلاق النوم» سبيل الرومانسيين للسعادة الزوجية

عندما يفسد أحد الزوجين على الآخر نومه الجيد ليلاً في السرير وبشكل متكرر؛ فقد نتساءل عما إذا كان من الأفضل لهما النوم منفصلين.

د. عبير مبارك (الرياض)

الصداقة أثناء المراهقة تعزز الصحة النفسية

الصداقة أثناء المراهقة تعزز الصحة النفسية
TT

الصداقة أثناء المراهقة تعزز الصحة النفسية

الصداقة أثناء المراهقة تعزز الصحة النفسية

لا شك أن فترة المراهقة تُعد من أهم وأخطر مراحل الحياة نتيجة لتعرض المراهق لضغوط متعددة على المستويين العضوي والنفسي نتيجة للانتقال من مرحلة الطفولة إلى البلوغ. وبطبيعة الحال تحتاج هذه المرحلة الصعبة إلى وجود صديق مقرب يُساعد في توفير الدعم النفسي للمراهق. وكلما كانت الصداقة قوية وحقيقية تحسنت الصحة النفسية للمراهق، وانعكس ذلك بوضوح على حياته الاجتماعية.

توقيت بداية الصداقة

أظهرت أحدث دراسة نُشرت في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي في مجلة الطب النفسي Frontiers in Developmental Psychology أن توقيت بداية الصداقة يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الصحة النفسية للأشخاص، ليس فقط أثناء فترة المراهقة، ولكن يمتد إلى مرحلة البلوغ. وأوضح الباحثون من جامعة أركنساس University of Arkansas بالولايات المتحدة أن القبول الاجتماعي في بداية الشباب يكون بمثابة عامل دفع للتقدم في الحياة العملية والدراسية والعاطفية.

إن علاقتنا مع الآخرين تؤثر على الطريقة التي ننظر بها إلى ذواتنا، وكلما كانت علاقتنا بالمحيط الاجتماعي ناجحة وصحية زادت ثقتنا في أنفسنا، كما شعرنا بالرضا عن الذات أيضاً، وهو الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على الصحة العضوية للجسم ويقوي المناعة. وهذه الآلية تكتسب أهمية خاصة في فترة المراهقة؛ نظراً لأنها الفترة التي تحدث فيها تغييرات كبيرة على المستوى العضوي. وكلما كانت الصحة النفسية جيدة ومتزنة كان ذلك يجسد نوعاً من الدعم يساعد في اجتياز هذه التغييرات.

قال الباحثون إن الصداقة أثناء المراهقة تُعد بمثابة نموذج لكيفية الحفاظ على علاقة معينة لفترات طويلة، وذلك لأن فترة الطفولة لا يكون فيها النضج كافياً. ولكن مع نهاية مرحلة الطفولة المتأخرة وبداية المراهقة تبدأ شخصية الطفل تتشكل. ونظراً للتقلبات النفسية أثناء هذه الفترة تُمثل الاستمرارية في علاقات الصداقة نوعاً من النجاح الاجتماعي يلازم المراهق بقية حياته، ويؤهله لبناء علاقات أعمق على المستويين الإنساني والعاطفي.

القبول الاجتماعي والرضا النفسي

قام الباحثون بإجراء الدراسة على 184 من المراهقين في المدارس الثانوية الأميركية، وفي بداية الدراسة تابعوا هؤلاء الطلاب عند عمر بين 13 و14، ثم عادوا لمتابعتهم في عمر بين 17 و18، وقاموا بسؤال كل طالب عن علاقات الصداقة القوية close friendship في حياته، وأيضاً قاموا باستطلاع آراء الأصدقاء المحيطين فيما يخص القبول الاجتماعي العام والشعبية لكل طالب. وفي النهاية قام الباحثون بمتابعة هؤلاء الطلاب في عمر بين 28 و30، وسألوا كل شخص فيهم عن صحته العضوية والنفسية والمستوى الوظيفي الذي وصل إليه، ولأي مدى سعادته بمهنته بجانب العلاقات العاطفية، وهل يعاني من نوبات غضب أو قلق.

وجد الباحثون أن عامل القبول الاجتماعي في مرحلة المراهقة كان العامل الأكثر تأثيراً في الرضا النفسي عند البلوغ. وعلى سبيل المثال، الشباب في الفئة العمرية ما بين 28 و30، الذين قالوا إن أصدقاءهم يحبونهم أثناء فترة المراهقة كانوا هم الأفضل في الصحة العضوية، بجانب تمتعهم بصحة نفسية أفضل. وكانت مستويات القلق والغضب عندهم في أدنى المستويات مقارنة بالذين افتقدوا حب الأصدقاء والقبول الاجتماعي. ووجد الباحثون أيضاً أن أولئك الذين تمتعوا بحب الأصدقاء حالفهم النجاح على المستوى المهني، وكانت لديهم علاقات عاطفية مستقرة، بجانب أنهم استطاعوا تكوين شبكة علاقات اجتماعية جيدة.

لاحظ الباحثون أن القبول الاجتماعي كان العامل الأهم للمراهقين الأصغر عمراً (13 عاماً)، بينما كانت الصداقة العميقة هي العامل الأهم في المرحلة المتأخرة من المراهقة (18 عاماً)، للرضا النفسي حينما أصبح هؤلاء المراهقون بالغين لأن الصداقة القوية ارتبطت بمستويات أقل من القلق والتوتر والخوف المجتمعي، وهو الأمر الذي ساعدهم لاحقاً على النجاح الوظيفي والاجتماعي والعاطفي.

* استشاري طب الأطفال