علاج سريع وفعّال لفقر الدم عند الحوامل

فقر الدم يعد مشكلة شائعة تسبب مشاكل صحية خطيرة للأمهات وأطفالهن (جامعة تكساس أيه آند إم)
فقر الدم يعد مشكلة شائعة تسبب مشاكل صحية خطيرة للأمهات وأطفالهن (جامعة تكساس أيه آند إم)
TT

علاج سريع وفعّال لفقر الدم عند الحوامل

فقر الدم يعد مشكلة شائعة تسبب مشاكل صحية خطيرة للأمهات وأطفالهن (جامعة تكساس أيه آند إم)
فقر الدم يعد مشكلة شائعة تسبب مشاكل صحية خطيرة للأمهات وأطفالهن (جامعة تكساس أيه آند إم)

أظهرت دراسة سويدية، أن دواء «فيريك كربوكسي مالتوز» الذي يُعطى عن طريق الوريد يعمل بسرعة وفاعلية أكبر في علاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد لدى النساء الحوامل.

وأوضح الباحثون بمعهد كارولينسكا بالتعاون مع باحثين في جامعة لاغوس بنيجيريا، أن هذا الدواء يتفوق على أقراص الحديد الفموية التقليدية، وهو آمن تماماً مثل الأقراص. ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «لانسيت جلوبال هيلث».

ويُعد فقر الدم مشكلة شائعة تسبب مشاكل صحية خطيرة للأمهات وأطفالهن، خصوصاً في مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرقي آسيا، حيث تعاني أكثر من 40 في المائة من النساء الحوامل من هذه الحالة.

ورغم تناول العديد من الحوامل لأقراص الحديد أثناء الحمل، فإن نسبة كبيرة منهن يواصلن الحمل ويعانين من فقر الدم حتى الولادة. ويعود ذلك لعدة أسباب، منها عدم تحمل بعض النساء للأقراص بسبب آثارها الجانبية مثل الإسهال والغثيان والقيء، أو نسيانهن لتناولها.

ووفق الدراسة، تعاني بعض النساء من تحديات إضافية مع علاجات الحديد الوريدية المتوفرة مثل «أيرون ديكستران» (Iron Dextran) الذي يرتبط بمخاطر عالية من الآثار الجانبية الشديدة، في حين يتطلب دواء «سكروز الحديد» (Iron Sucrose) جرعات متكررة. لذا، هناك حاجة لبديل آمن وفعّال لمعالجة هذه المشكلات.

وأجرى الباحثون تجربة سريرية لاختبار فاعلية دواء «فيريك كربوكسي مالتوز» (Ferric carboxymaltose) في نيجيريا ومعظم دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وشملت الدراسة 1056 امرأة حاملاً تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً، وكان مستوى الهيموغلوبين لديهن أقل من 10 غ/ديسيلتر.

وقارن الباحثون فاعلية وسلامة هذا الدواء بدواء آخر شائع الاستخدام يسمى «كبريتات الحديد» (Ferrous Sulfate)، والذي يستخدم حالياً لعلاج فقر الدم في نيجيريا.

وتم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين، تلقت إحداهن جرعة واحدة من حقن الحديد عبر الوريد، في حين تناولت الأخرى أقراص الحديد 3 مرات يومياً حتى الولادة.

ووجدوا أن دواء «فيريك كربوكسي مالتوز» الجديد الذي يتم إعطاؤه عبر التنقيط الوريدي المستمر، يعمل بشكل أسرع وأفضل من أقراص الحديد التي يتم تناولها عن طريق الفم لعلاج فقر الدم، وهو آمن مثل القرص.

وأثبتت النتائج أن هذا الدواء رفع مستوى الهيموغلوبين أسرع بعد 4 أسابيع مقارنة بالأقراص الفموية، وكان أكثر فاعلية في تصحيح نقص الحديد في الجسم دون أي تأثيرات جانبية سلبية على الأمهات أو الأطفال.

ووفق الباحثين، فإن هذا العلاج الوريدي يُعد خطوة قيمة نحو تقليل نسبة النساء الحوامل اللواتي يعانين من فقر الدم، خاصة في مناطق مثل أفريقيا.


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك الحمل قد ينشط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات (رويترز)

الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي

اكتشفت مجموعة من الباحثين أن الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات، وذلك لزيادة الاستجابة المناعية التي تزيد من إنتاج كرات الدم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

وسيلة لمنع الحمل قد تزيد خطر إصابة النساء بسرطان الثدي

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يستخدمن اللولب الرحمي الهرموني وسيلةً لمنع الحمل قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك توصي الإرشادات الدولية النساء الحوامل بالحد من كمية القهوة التي يقمن بتناولها (أ.ب)

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة في إصابة أطفالهن بفرط الحركة؟

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة -حقّاً- في إصابة الأطفال ببعض الاضطرابات العصبية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
TT

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)
مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)

كشفت دراسة دولية عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة والسكري يمكن أن تقلّل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي وتوقف تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.

وأفاد الباحثون في معهد جورج للصحة العالمية في أستراليا بأن هذه النتائج تمثل تطوراً مهماً في علاج هذه الحالات المزمنة، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، في دورية (The Lancet Diabetes & Endocrinology).

ومرض الكلى المزمن حالة تؤدي إلى تدهور تدريجي في وظائف الكلى، مما يعوق تصفية الفضلات والسوائل من الدم، وغالباً ما ينتج عن السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

ويُقدَّر أن المرض يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم، أي نحو 850 مليون شخص، وهو السبب العاشر للوفاة عالمياً، ومن المتوقع أن يحتل المرتبة الخامسة بحلول عام 2050.

وركزت الدراسة على «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» (GLP-1)، وهي أدوية طُورت في الأصل لعلاج السكري من النوع الثاني، وتعمل على محاكاة هرمون طبيعي يُفرَز بعد تناول الطعام لتحفيز إنتاج الإنسولين في البنكرياس، مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. كما أنها تُبطئ الهضم، وتزيد من الشعور بالشبع، وتقلل الشهية، مما يجعلها فعّالة في علاج السمنة.

وأجرى الفريق تحليلاً لنتائج 11 تجربة سريرية شملت أكثر من 85 ألف شخص، منهم 67 ألف مصاب بالسكري من النوع الثاني، و18 ألفاً يعانون من السمنة أو أمراض القلب. وتضمّنت التجارب أدوية «ناهضات الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1» مثل «سيماغلوتايد» و«دولاغلوتايد».

وأظهرت النتائج أن هذه الأدوية تقلّل خطر الفشل الكلوي بنسبة 16 في المائة وتحدُّ من تدهور وظائف الكلى بنسبة 22 في المائة. كما انخفض الخطر المشترك للفشل الكلوي، وتدهور الوظائف الكلوية، والوفاة بسبب أمراض الكلى بنسبة 19 في المائة. وأثبتت الدراسة فوائد تلك الأدوية أيضاً لصحة القلب، مع انخفاض خطر الوفاة بالأمراض القلبية والأزمات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 14 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت معدلات الوفاة لأي سبب بنسبة 13 في المائة بين المرضى الذين تلقوا العلاج.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج ستُحدِث نقلة نوعية في الإرشادات الطبية لعلاج أمراض الكلى، والقلب، والسكري، مشدّدين على أهمية توسيع نطاق استخدام هذه الأدوية لمعالجة مجموعة واسعة من الحالات المزمنة.