«مخاط الأبقار» يوحي بعلاج للانزلاق الغضروفي

الانزلاق الغضروفي يؤثر على وظيفة العمود الفقري ويسبب ألماً شديداً (جامعة جونز هوبكينز)
الانزلاق الغضروفي يؤثر على وظيفة العمود الفقري ويسبب ألماً شديداً (جامعة جونز هوبكينز)
TT

«مخاط الأبقار» يوحي بعلاج للانزلاق الغضروفي

الانزلاق الغضروفي يؤثر على وظيفة العمود الفقري ويسبب ألماً شديداً (جامعة جونز هوبكينز)
الانزلاق الغضروفي يؤثر على وظيفة العمود الفقري ويسبب ألماً شديداً (جامعة جونز هوبكينز)

طوّر باحثون في جامعة أوبسالا في السويد جيلاً مبتكراً مستوحى من مخاط الأبقار للمساعدة في علاج مرضى الانزلاق الغضروفي الذين خضعوا للجراحة.

ونفذ الفريق أبحاثه بالتعاون مع فرق بحثية من جامعة سوتشو في الصين وجامعة أفييرو في البرتغال، ونُشرت نتائج البحث، الاثنين، في دورية (Advanced Science).

ويذكر أن الانزلاق الغضروفي هو مشكلة شائعة تحدث عندما يخرج جزء من الغضروف بين الفقرات من مكانه الطبيعي ويضغط على الأعصاب المحيطة، مما يسبب ألماً شديداً وضعفاً في منطقة معينة من الجسم، ويؤثر على وظيفة العمود الفقري. وغالباً ما ينتج عن الجهد البدني الزائد أو التقدم في العمر، وقد يؤثر على الأطراف السفلية أو العلوية.

ويلجأ العديد من المرضى إلى إزالة الغضروف المتضرر جراحياً لتخفيف الضغط على الأعصاب. وبعد الجراحة، يُعالج المرضى عادةً بأدوية مضادة للالتهاب أو حقن الستيرويدات لتخفيف الألم والتورم.

وحتى الآن، لا توجد علاجات تمنع جهاز المناعة من مهاجمة الأنسجة الغضروفية المتبقية بعد الجراحة، ما يفاقم الإصابة ويزيد الألم.

واستوحى العلماء فكرة الجيل من مخاط الأبقار من خلال دراسة خصائص المخاط وكيفية استجابته للبيئة البيولوجية. ويحتوي المخاط الطبيعي على مكونات قادرة على امتصاص الماء وتشكيل هلام، مما يمنحه خصائص لزجة ومرنة. وركز العلماء على هذه الخصائص لتطوير جيل اصطناعي يمكن أن يحاكي تأثيرات المخاط الطبيعي في التطبيقات الطبية.

ونجح الباحثون في تطوير هذا الجيل الاصطناعي بناءً على مادة «الميوسين» المشتقة من مخاط الطفيليات، والتي تعزز قدرة هذا الجيل على التفاعل مع الخلايا المناعية وتثبيط استجابتها بشكل فعال.

ويُضاف هذا الجيل فور انتهاء العملية الجراحية لتشكيل حاجز واقٍ حول الأقراص الغضروفية وهي الوسادات الجيلاتينية التي تفصل بين فقرات العمود الفقري، مما يمنع جهاز المناعة من مهاجمة النواة اللبية للأقراص الغضروفية المتبقية.

وهذا الإجراء يحافظ على الأقراص الغضروفية سليمة ويقلل من خطر حدوث مزيد من التلف.

وأثبتت التجارب أنه عندما يُطبّق الجيل في موقع الجراحة، يمنع الخلايا المناعية من مهاجمة نواة الأقراص الغضروفية، في حين فشلت الحواجز التقليدية، مثل جيل الألجينات، في تحقيق نفس المستوى من الحماية.

وجيل الألجينات هو مادة هلامية مستخرجة من الطحالب البنية، وتُستخدم في التطبيقات الطبية، مثل تضميد الجروح وتوصيل الأدوية، لقدرته على تكوين حاجز وحفظ الرطوبة.

وقال الباحثون إن هذا النهج الجديد يوفر أملاً للمرضى الذين يعانون من آلام الظهر الناتجة عن الانزلاق الغضروفي، وبالتالي تحسين جودة الحياة.

وأضافوا أن حقنا بسيطا من جيلاتين «الميوسين» في موقع الجراحة يمكن أن يقلل خطر حدوث مضاعفات طويلة الأجل، ويزيد معدل نجاح عمليات الانزلاق الغضروفي.


مقالات ذات صلة

ما فائدة تعلُّم لغة ثانية منذ الطفولة؟

يوميات الشرق تعلُّم لغة ثانية في الصغر يعزّز المرونة العصبية للدماغ (جامعة استوكهولم)

ما فائدة تعلُّم لغة ثانية منذ الطفولة؟

تُعزّز المرونة العصبية قدرة الدماغ على بناء روابط داخلية؛ ما يتيح له التكيُّف مع البيئة المحيطة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تفضيل الحلويات يزيد مخطر الاكتئاب (جامعة ولاية ميسيسيبي)

محبو الحلويات أكثر عُرضة للاكتئاب

كشفت دراسة بريطانية عن أن الأشخاص الذين يفضلون الحلويات يواجهون خطراً أكبر للإصابة بأمراض في مقدمتها الاكتئاب والسكتات الدماغية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق رأس الدش يحتوي على تشكيلة متنوعة للغاية من الفيروسات (جامعة نورث وسترن)

600 فيروس في فرشاة الأسنان و«دُش الاستحمام»

أفادت دراسة أميركية بأن فرش الأسنان ورؤوس الدش الخاص بالاستحمام تحتوي على تشكيلة متنوعة من الفيروسات، تصل لأكثر من 600 نوع، معظمها لم يُرَ من قبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الرياضة تلعب دوراً مهماً في تعزيز صحة الدماغ (جامعة بانغور)

الرياضة اليومية تترك بصمتها في الدماغ لأسبوعين

أظهرت دراسة فنلندية أن تأثيرات النشاطات اليومية مثل التمرينات الرياضية والنوم ومعدل ضربات القلب والمزاج قد تترك بصمتها في الدماغ لأكثر من أسبوعين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الكافيين في القهوة والشاي يحسّن صحة القلب (جمعية القلب الأميركية)

القهوة مفيدة لمرضى الذئبة الحمراء والروماتيزم

أفادت دراسة إيطالية بأنّ تناول الكافيين في القهوة والشاي والكاكاو قد يحسّن من صحة القلب والأوعية الدموية لدى مرضى الذئبة الحمراء والروماتيزم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

بحث يربط بين أمراض القلب الشائعة والإصابة بالخرف... ما العلاقة؟

الإصابة بمرض القلب التاجي تزيد من خطر الخرف في المستقبل بنسبة 27 في المائة (رويترز)
الإصابة بمرض القلب التاجي تزيد من خطر الخرف في المستقبل بنسبة 27 في المائة (رويترز)
TT

بحث يربط بين أمراض القلب الشائعة والإصابة بالخرف... ما العلاقة؟

الإصابة بمرض القلب التاجي تزيد من خطر الخرف في المستقبل بنسبة 27 في المائة (رويترز)
الإصابة بمرض القلب التاجي تزيد من خطر الخرف في المستقبل بنسبة 27 في المائة (رويترز)

كشف بحث علمي جديد، نُشر أمس (الخميس) من قبل «جمعية القلب الأميركية»، عن أن الحفاظ على حدة عقلك مع تقدمك في السن له علاقة كبيرة بصحة قلبك، وكلما بدأت في رعاية قلبك بشكل أفضل في سن أصغر، كان ذلك أفضل، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».

قال الدكتور فرناندو تيستاي، أستاذ علم الأعصاب وإعادة التأهيل في كلية الطب بجامعة إلينوي في شيكاغو: «يُنظر إلى الخرف بشكل عام على أنه مرض غير قابل للشفاء ولا يمكن الوقاية منه».

وأوضح تيستاي، الذي ترأس مجموعة كتابة البحث: «تظهر الأدلة، مع ذلك، أن تبني نمط حياة صحي، وتحديد عوامل الخطر الوعائية، وعلاجها في وقت مبكر، أمور قد تساعد في الحفاظ على وظائف المخ الطبيعية، وتقليل عبء ألزهايمر والخرف».

وفقاً لـ«جمعية القلب الأميركية»، يعاني نحو 130 مليون بالغ في الولايات المتحدة من شكل من أشكال أمراض القلب. وقال الدكتور أندرو فريمان، مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية في مستشفى بدنفر في الولايات المتحدة، إن «تبني نمط حياة صحي للقلب يجب أن يبدأ في وقت مبكر من الحياة، حتى قبل ولادة الطفل».

وأوضح فريمان أن «هذه الدعوة إلى العمل بالغة الأهمية الآن؛ لأن كثيراً من الأميركيين يعانون من شكل من أشكال أمراض القلب، ويزداد الناس مرضاً في وقت مبكر من حياتهم».

وتابع: «اللعنة الأميركية النموذجية هي أننا جميعاً نعمل بجد طوال حياتنا. ندخر أموالنا، ونستعد للتقاعد، ثم نواجه النوبات القلبية والسكتات الدماغية والخرف؛ الأمراض التي يمكن تجنبها إذا تمكّنا من التصرف في وقت مبكر بما فيه الكفاية وتغيير أنماط حياتنا».

الخرف واللويحات في الشرايين

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن مرض القلب التاجي (تراكم اللويحات في شرايين الجسم) هو القاتل الرئيسي في العالم. وقالت منظمة الصحة العالمية إن «الوفيات الناجمة عن مرض القلب التاجي ارتفعت من 6.4 مليون في عام 2000 إلى 9.1 مليون في سنة 2021»، كما يؤثر المرض في الدماغ. وقالت «جمعية القلب الأميركية» إن ضيق الشرايين الذي يحدث مع مرض القلب التاجي، وارتفاع ضغط الدم، يمكن أن يقللا من تدفق الدم ويسبّبا تلفاً للأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ؛ مما يؤدي إلى ضعف الإدراك. كما يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من النوع 2 إلى تقليل تدفق الدم إلى الدماغ وزيادة الالتهاب؛ مما يسبّب التدهور المعرفي والخرف.

وقال بيان «جمعية القلب الأميركية» إن الإصابة بمرض القلب التاجي تزيد من خطر الإصابة بالخرف في المستقبل بنسبة 27 في المائة، مقارنة بالأشخاص غير المصابين بأمراض القلب. يمكن أن يبدأ المرض في الأربعينات والخمسينات من عمر الشخص، وغالباً لا تظهر عليه أعراض مرئية تنبيهية.

النوبات القلبية وقصور القلب

وفقاً لتقديرات «جمعية القلب الأميركية»، يُصاب شخص ما في الولايات المتحدة بنوبة قلبية كل 40 ثانية تقريباً. وبعد حدوث ذلك، يعاني ما يصل إلى 50 في المائة من الناجين من فقدان وظائف المخ، ويتعرّض البعض لتدهور حاد في الإدراك، وفقاً لبيان «جمعية القلب الأميركية».

وقصور القلب هو شكل أكثر شدة من أمراض القلب، حيث يصبح القلب ضعيفاً جداً؛ بحيث لا يتمكّن من ضخ ما يكفي من الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم. وفقاً للبيان العلمي الجديد، يمكن أن يعاني ما يصل إلى 27 في المائة من الأشخاص المصابين بقصور القلب من شكل من أشكال التدهور المعرفي الذي يؤثر في ذاكرتهم أو لغتهم أو قدرتهم على التفكير والتخطيط.

الرجفان الأذيني والخرف

يُعرف الرجفان الأذيني بأنه نبض قلب غير منتظم يصفه كثير من الأشخاص الذين يعانون منه بأنه «ارتعاش» أو «خفقان» قوي للقلب.

الرجفان الأذيني هو السبب الرئيسي للسكتة الدماغية في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، تميل السكتات الدماغية المرتبطة بالرجفان الأذيني إلى أن تكون «أكثر حدة من السكتات الدماغية ذات الأسباب الكامنة الأخرى»، بحسب «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في الولايات المتحدة.

وفقاً للبيان العلمي الجديد، فإن النزف الدماغي الصغير، الذي يُسمى «النزف المجهري»، الذي يمكن أن يؤدي إلى التدهور المعرفي أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني. في الواقع، يكون لدى الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني خطر متزايد بنسبة 39 في المائة للإصابة بمشكلات في الذاكرة.