صحي للقلب... لكن هل يعد النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات متوازناً؟

فوائد وعيوب الوجبات منخفضة الكربوهيدرات (BioDiet)
فوائد وعيوب الوجبات منخفضة الكربوهيدرات (BioDiet)
TT

صحي للقلب... لكن هل يعد النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات متوازناً؟

فوائد وعيوب الوجبات منخفضة الكربوهيدرات (BioDiet)
فوائد وعيوب الوجبات منخفضة الكربوهيدرات (BioDiet)

من الكيتو إلى النظام الغذائي مرتفع البروتين، تحظى الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات بشعبية متزايدة، خصوصاً لمن يرغبون في إنقاص وزنهم بشكل سريع، أو يعانون من أيض منخفض أو مقاومة الإنسولين أو أمراض القلب، وذلك رغم المناقشات حول انخفاض القيمة الغذائية لهذا النظام الغذائي والآثار الصحية طويلة المدى له، وفق تقرير لموقع «ميديكال نيوز توداي».

ويدعو بعض الخبراء إلى تضمين الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات المصممة جيداً في الإرشادات الغذائية القادمة للأميركيين، خصوصاً للأفراد الذين يعانون من حالات معينة من أمراض القلب والأيض، بينما يواصل آخرون إثارة المخاوف بشأن أوجه القصور الغذائية المحتملة وضعف جودة النظام الغذائي بشكل عام.

وقدمت دراسة جديدة نُشرت في Frontiers in Nutrition محتوى السعرات الحرارية والمغذيات في 3 خطط حمية منخفضة الكربوهيدرات مدتها 7 أيام ومخطط لها جيداً.

تشير النتائج إلى أن هذه الأنظمة الغذائية قد توفر كميات كافية من بعض العناصر الغذائية، خصوصاً بالنسبة للنساء في منتصف العمر، اللاتي قد يكنَّ الأكثر احتمالاً لاتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، لا يمكن لأي من خطط الوجبات منخفضة الكربوهيدرات تلبية جميع احتياجات السعرات الحرارية والمغذيات لكل جنس وفئة عمرية مدروسة.

ما القيمة الغذائية لخطط الوجبات منخفضة الكربوهيدرات؟

عادةً، تتضمن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات استهلاك أقل من 130 غراماً من الكربوهيدرات يومياً، وهو ما يمثل أقل من 26 في المائة من السعرات الحرارية اليومية المطلوبة للشخص.

أما الأنظمة الغذائية التي تقنن الكربوهيدرات بشكل كبير مثل الكيتو فتعد أكثر تقييداً، حيث لا تتجاوز 20 - 50 غراماً من الكربوهيدرات يومياً، وهو ما يمثل أقل من 10 في المائة من السعرات الحرارية اليومية.

وطوَّر الباحثون 3 خطط غذائية محددة، كل منها يوفر 20 أو 40 أو 100 غراماً من الكربوهيدرات الصافية وكميات متنوعة من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية الأخرى يومياً.

«الكربوهيدرات الصافية» تشير إلى تلك التي يمكن للإنسان هضمها، والتي يجري حسابها عن طريق طرح الألياف والكحوليات السكرية من إجمالي الكربوهيدرات الموجودة على ملصق الطعام.

وقام الباحثون بتقييم مدى تلبية هذه الخطط للكميات الغذائية الموصى بها للرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و50 عاماً و51 - 70 عاماً.

أجروا تحليلاً للمغذيات باستخدام Food Data CentralTrusted Source التابع لوزارة الزراعة الأميركية، والذي يقدم ملفات تعريف شاملة للأطعمة والمغذيات.

واتضح أنه حتى الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات المخطط لها جيداً قد لا تلبي جميع احتياجات المغذيات بالنسبة للنساء، وتلبي خطط الوجبات الثلاث منخفضة الكربوهيدرات لمدة 7 أيام، أو تتجاوز احتياجات السعرات الحرارية اليومية، ولكن خطة الكربوهيدرات التي تبلغ 100 غرام فقط تغطي متطلبات السعرات الحرارية للنساء في منتصف العمر، بينما تتجاوزها للنساء الأكبر سناً.

من ناحية أخرى، بالنسبة للرجال من كلتا الفئتين العمريتين، فشلت جميع خطط الوجبات في تلبية المدخول اليومي الموصى به من السعرات الحرارية.

فخطط الوجبات التي تحل محل الكربوهيدرات بالدهون، تحتوي بشكل طبيعي على مستويات أعلى من الدهون وأقل مما هو موصى به من الكربوهيدرات عموماً. وكان تناول البروتين في خطط الوجبات هذه أعلى من البدل اليومي الموصى به لكلا الجنسين، ولكنه يقع ضمن نطاق المغذيات الكبرى المقبول.

سيحصل كل من الرجال والنساء من كل فئة عمرية في هذه الخطط على ما يكفي من العديد من الفيتامينات، بما في ذلك فيتامينات « A, C, D, E, K, thiamin, riboflavin, niacin, B6, folate, B12 » من دون تجاوز الحدود القصوى الآمنة.

كما قدمت الخطط الكالسيوم الكافي للبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 31 و50 عاماً، ولكنها فشلت في تلبية احتياجات كبار السن من الكالسيوم.

فوائد وعيوب الوجبات منخفضة الكربوهيدرات

كانت خطة الوجبات التي تحتوي على 100 غرام من الكربوهيدرات، كونها الأقل تقييداً، هي الأقرب إلى تلبية أهداف المغذيات، خصوصاً بالنسبة للنساء في منتصف العمر. ومع ذلك، حتى كنظام غذائي مخطط جيداً، فإنها لا تزال تفتقر إلى بعض العناصر الغذائية الرئيسية بينما تتجاوز الحدود الموصى بها في عناصر أخرى.

وقال الدكتور توماس إم. هولاند، وهو طبيب وعالم وأستاذ مساعد في معهد راش للشيخوخة الصحية، والذي لم يشارك في الدراسة، عن التأثيرات المحتملة لخطة الوجبات التي تحتوي على 100 غرام من الكربوهيدرات، إن فوائد خطة الوجبات المماثلة «قد تأتي في المقام الأول من تضمين مصادر البروتين عالية الجودة مثل الأسماك الدهنية الداكنة»، والتي توفر أحماض أوميغا 3 الصحية للقلب المرتبطة بانخفاض التدهور المعرفي وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

من المرجح أن يؤدي التضمين المنتظم للأسماك الدهنية إلى نسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3 المفضلة في خطط الوجبات.

ومع ذلك، فإن الدهون المشبعة من منتجات الألبان كاملة الدسم واللحوم الحمراء، والتي تجاوزت الحدود الموصى بها، يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالكوليسترول الضار وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقال هولاند: «لذلك، في حين تقدم البروتينات الحيوانية فوائد، فإن نوع البروتين الحيواني والتكوين الغذائي العام مهمان بشكل كبير».

هل يمكن تطبيق نتائج الدراسة في الحياة الواقعية؟

يعترف مؤلفو الدراسة بأن هذا التحليل له حدود، مثل عدم استخدام البيانات من المدخول الغذائي الحقيقي بين الأفراد الذين يعيشون بحرية لتطوير خطط الوجبات بناءً على الأطعمة الأكثر استهلاكاً، وعدم مراعاة المكملات الغذائية.

ويحذرون من أنه مثل أي تخطيط للوجبات لمجموعات سكانية محددة، لا ينبغي تخصيص خطط الوجبات ونتائج الدراسة دون مراعاة العمر والجنس والنشاط البدني والظروف الموجودة مسبقاً.

أخبرت أليسا سيمبسون، اختصاصية تغذية مسجلة، لم تشارك في الدراسة، بأنه في حين تُظهر الدراسة أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تكون كافية من الناحية الغذائية لمجموعات معينة عند التخطيط لها بعناية، «يكمُن التحدي في ما إذا كان الناس يبنون أنظمة غذائية عالية الجودة ومتوازنة في الحياة الواقعية».

وأكدت أن «العديد من الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تعتمد على المنتجات فائقة المعالجة، والتي قد لا تقدم نفس الفوائد الصحية مثل الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية».

وأشارت إلى أن الأطعمة شديدة المعالجة مثل «البارات والمشروبات منخفضة الكربوهيدرات يمكن أن تكون ملائمة لأولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات، ولكن من الضروري اختيار المنتجات التي تحتوي على مكونات عالية الجودة ومُحليات صناعية قليلة».

وقالت سيمبسون إن «ضمان أن تكون الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات كاملة من الناحية الغذائية ومكونة من أطعمة عالية الجودة ومعالجة بأقل قدر ممكن أمر بالغ الأهمية لتحقيق أفضل النتائج الصحية».


مقالات ذات صلة

5 عوامل تتنبأ باستجابة مرضى السرطان للعلاج المناعي

صحتك العلاج المناعي يستهدف تمكين الخلايا المناعية من مهاجمة الخلايا السرطانية (جامعة بنسلفانيا)

5 عوامل تتنبأ باستجابة مرضى السرطان للعلاج المناعي

أعلن باحثون بمعهد البحوث البيولوجية في برشلونة، اكتشاف 5 عوامل رئيسية تحدد استجابة مرضى السرطان للعلاج المناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الآباء الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالكوليسترول قد يزيدون خطر إصابة بناتهم بأمراض القلب (رويترز)

الآباء غير الأصحاء قد ينقلون خطر الإصابة بأمراض القلب إلى بناتهم

كشفت دراسة علمية حديثة أن الآباء الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالكوليسترول قد يزيدون خطر إصابة بناتهم بأمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الجراح السعودي الدكتور فراس خليل (وزارة الإعلام)

السعودية تنجح بإجراء أول زراعة قلب بالروبوت في العالم

نجح فريق طبّي في مستشفى الملك فيصل التّخصصي ومركز الأبحاث بالعاصمة السعودية الرياض، في إجراء أول عملية زراعة قلب كاملة بالروبوت في العالم، لشاب في مقتبل العمر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك وجد البحث صلة بين استهلاك البيض وتحسين الذاكرة الدلالية والأداء التنفيذي (رويترز)

دراسة: تناول المزيد من البيض قد يساعد في إبقاء عقلك حاداً ومتيقظاً

سيعاني ثلثا البالغين الأميركيين من مستوى معين من الضعف الإدراكي بحلول سن السبعين. ومع ذلك، تشير دراسة حديثة إلى حل بسيط لتجنب التدهور المعرفي: تناول البيض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يجب عليك ترطيب جسمك بالماء والسوائل (رويترز)

حرارة جسمك قد تكون كافية لتشغيل المصابيح وشحن البطاريات

طُوِّر في واشنطن جهاز مرن وقابل للارتداء يحول حرارة الجسم إلى طاقة كهربائية لتشغيل أجهزة إلكترونية صغيرة مثل البطاريات والمصابيح المضيئة LED.

«الشرق الأوسط» ( واشنطن )

9 خطوات للوصول إلى ممارسة المشي السريع

9 خطوات للوصول إلى ممارسة المشي السريع
TT

9 خطوات للوصول إلى ممارسة المشي السريع

9 خطوات للوصول إلى ممارسة المشي السريع

لو خرجت اليوم بفائدة صحية واحدة حول كيفية ممارستك للمشي بطريقة صحية، فإنك ستقدم لنفسك خدمة كبيرة تستفيد منها طوال الوقت. ذلك أن معرفة كيفية المشي بطريقة صحية، ومتى ستجني منه فوائد صحية، أحد المواضيع المهمة، ذات التداعيات العميقة صحياً وطبياً، إما سلباً أو إيجاباً.

المشي السريع

إليك النقاط التالية حول المشي السريع بطريقة متسلسلة:

1. أغلب الناس يمشي كل يوم لمسافات ومدد زمنية متنوعة، وبوضعيات جسم مختلفة، وبسرعات متفاوتة. وخلال هذا المشي اليومي المعتاد للمرء، فإنه قد يُبطئ في بعض الظروف، وقد يُسرع في ظروف أخرى. ولكن إذا أردت أن تمارس المشي بـ«طريقة صحية» وابتغاء نيل «فوائد صحية» فإن الأمر يختلف.

المشي بـ«طريقة صحية» يتضمن اتخاذ المرء وضعية صحية سليمة وغير مؤذية، لأجزاء مختلفة من الجسم. والمشي ابتغاء نيل «فوائد صحية» يتطلب «سرعة» تتحقق بها للجسم فوائد صحية. وهذا المشي الذي تتحدث عنه الأوساط الطبية هو «المشي السريع» (Brisk Walking). وهذا التمرين الرياضي، أي المشي السريع، يُصنف بأنه «متوسط الشدة».

2. المشي السريع يمكن له أن يقدم لك فرصة تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى تنشيط لياقة عملية التنفس في رئتيك. لأن المشي السريع مقارنة بالمشي بوتيرة أبطء، يوفر فوائد فريدة في تعزيز وتحدي نظام القلب والأوعية الدموية والرئتين.

وفي نفس الوقت، يُسهم المشي السريع في تكوين القوة العضلية المرنة والمتزنة، في مناطق الأطراف السفلية والأطراف العلوية وعضلات إسناد توازن الظهر والحوض والرقبة. وهذا ليس مما سيساعدك فقط على التقدم في السن بشكل أكثر استقلالية مع جودة حياة أعلى، بل يمكن أن يساعد صحة قلبك وأوعيتك الدموية وعظامك ومفاصلك، وأيضاً التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تجري طوال الوقت في جسمك، على الوقاية من أمراض القلب والسكري والسرطان والأمراض المزمنة الأخرى. وإذا أردت المزيد، فإن المشي السريع يحسن أيضاً قدراتك العقلية، بما في ذلك أداءك في العمل والتحصيل الدراسي. وتظهر الأبحاث أن برنامج المشي السريع يمكن أن يقلل من التعب الذاتي، ويزيد من الدافع للعمل، ويحسن الانتباه، ويقلل التعب العام.

سرعة المشي واللياقة البدنية

3. إذا كنت تسأل: ما مدى السرعة التي يجب أن أمشي بها حتى يتم اعتبار ذلك مشياً سريعاً، فلدي الإجابة لك. ولكن لاحظ أن مقدار السرعة في «المشي السريع» يعتمد بداية على المستوى الحالي للياقتك البدنية، وعلى قدراتك لتطويرها. كما يعتمد على حالتك الصحية ومقدار عمرك. لأن متوسط سرعة المشي ينخفض مع تقدم العمر أو وجود أمراض مزمنة.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة (CDC)، فإن «المشي المعتاد» بالنسبة للبالغين تحت سن 60 عاماً، هو حينما يكون بسرعة نحو 75 خطوة في الدقيقة (نحو 4 كيلومترات في الساعة). بينما الحد الأدنى للسرعة في «المشي السريع» هو نحو 100 خطوة في الدقيقة (أي نحو ما بين 4.8 إلى 5.6 كيلومتر في الساعة).

وللمعلومية، فإن سرعة الهرولة تتراوح بين 150 إلى 170 خطوة في الدقيقة. ومع تحسن مستوى اللياقة البدنية لديك، قد تصل إلى سرعة مشي تعادل 6.4 كيلومتر في الساعة إلى 8 كيلومترات في الساعة. ومن المقبول إذا كنت تمشي بوتيرة سريعة، أن تلاحظ أنك تتنفس بصعوبة أكبر من المعتاد. ومع ذلك، يجب أن تكون قادراً على التحدث بجمل كاملة. ولذا، احسب سرعة المشي لديك بعد قياس الوقت الذي يستغرقه منك المشي لمسافة كيلومتر.

4. يمكنك أيضاً تحديد ما إذا كنت تمشي بوتيرة «معتدلة الشدة» من خلال النظر في معدل ضربات قلبك، لأن المشي السريع هو في نهاية الأمر من نوع تمارين إيروبيك الهوائية. وتعرف جمعية القلب الأميركية نطاق الشدة المعتدلة لتمرين إيروبيك (سباحة، هرولة، مشي سريع، وغيره) على أنه الجهد البدني الذي يتم فيه استخدام العضلات، ليصل نبض قلبك ما بين 50 إلى 70 بالمائة من أقصى معدل لضربات قلبك.

وأقصى معدل لضربات قلبك يختلف وفق مقدار عمرك. وأقصى معدل لضربات قلب الشخص هو ناتج طرح مقدار عدد سنوات عمر الإنسان من رقم 220. والمطلوب أن يمارس المرء جهداً بدنياً يتراوح ما بين 50 إلى 70 بالمائة من أقصى معدل لضربات قلبه، ولفترة ما بين 20 إلى 30 دقيقة. أي بتلك الوتيرة المتوسطة الشدّة، وليس بوتيرة وسرعة أشدّ، يرتفع بها نبض القلب عالياً جداً دونما داعٍ.

ويمكنك استخدام كثير من الأدوات للعثور على معدل ضربات قلبك أثناء التمرين... من قياس نبضك يدوياً إلى استخدام تطبيق أو جهاز مراقبة النبض أو جهاز تتبع اللياقة البدنية أو الساعة الذكية أو جهاز مراقبة معدل ضربات القلب بحزام الصدر.

تحسين «تقنية» المشي

5. عندما تسأل: كيف أحسّن من قدرات المشي لديّ لكي يكون سريعاً بهيئة صحية؟ فإن الإجابة ببساطة، إنك إذا كنت ترغب في زيادة سرعة المشي السريع فعليك العمل على تحسين تقنية المشي لديك. إذ يمكن لكثير من الأشخاص زيادة سرعة مشيهم من خلال تحسين وضعية الجسم والخطوة وحركة الذراع. كما أن ارتداء الأحذية والملابس الرياضية المرنة التي تسمح بحرية الحركة، سيساعدك أيضاً على زيادة السرعة.

وعندما تتبنى ممارسة تقنية المشي السريع، يمكنك أن تتوقع رؤية زيادة تتراوح بين كيلومتر واحد إلى كيلومترين في الساعة. ويفيد مدربو المشي عادة بأن المرء غالباً ما يرى أن بإمكانه زيادة سرعة مشيه بشكل أكبر، بعد أن يتبني ممارسة تقنيات المشي السريع. ولذا، قد يحتاج الشخص إلى التباطؤ في البداية من أجل التأكد من أنه يمارس تقنية المشي الصحيحة للتسريع. ويمكن تقسيم هذه التقنية إلى جوانب تتعلق بوضعية الجسم، وبحركة الذراع، وبحركة الخطوة، وبسعة الخطوة «Stride».

وضعية الجسم أثناء المشي

6. بالنسبة لوضعية جسمك أثناء المشي، عليك أن تدرك أنها تؤثر على قدرتك على المشي بوتيرة متوسطة الشدة. وعدم ارتداء الأحذية المناسبة للمشي، يمكن أن يؤثر سلباً على المحاذاة المطلوبة للعمود الفقري أو يؤدي إلى وضعية سيئة لجسمك. ووضعية الجسم التي نتحدث عنها هي عبر النقاط التالية خلال المشي:

- لا تنحني للأمام أو للخلف

- اسحب بطنك نحو العمود الفقري. وحافظ على عضلات البطن مشدودة، ولكن ليس بشكل مفرط.

- استمر في التنفس بعمق عبر الأنف. لا تحبس أنفاسك.

- حافظ على اتجاه نظر عينيك للأمام، ولا تنظر إلى الأسفل. ركز على مسافة 6 أمتار أمامك.

- أرخِ فكك، لتجنب التوتر في رقبتك.

- شد كتفيك مرة واحدة واتركهما تهبطان وتسترخيان، مع إرجاع كتفيك قليلاً إلى الخلف. أي بمعنى إرخاء العنق والكتفين والظهر بشكل خفيف، وعدم الانتصاب بشدة.

- قف بشكل مستقيم دون تقوس ظهرك.

- يجب أن يكون رأسك مرفوعاً بحيث يكون ذقنك موازياً للأرض، ما يقلل الضغط على رقبتك وظهرك.

- يجب أن يظل رأسك مستوياً أثناء المشي. ويجب أن تتم كل الحركة من الكتفين إلى الأسفل.

حركات الذراعين والقدمين

7. بالنسبة لحركة الذراع أثناء المشي، عليك إدراك أن استخدام وضع الذراع الصحيح، وتحريكه أثناء المشي، يمكن أن يساعدك على المشي بشكل أسرع ويزيد من كثافة جهدك البدني، وأيضاً من استفادتك الصحية. وإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على تحسين حركة ذراعك:

- اثنِ ذراعيك بزاوية 90 درجة عند مفصل المرفق (الكوع).

- لا تحمل أي شيء في يديك أثناء المشي، مثل الهاتف - استخدم حامل الهاتف الجوال.

- حافظ على ذراعيك ومرفقيك قريبين من جسمك، بدلاً من الإشارة بها للخارج.

- حرّك ذراعيك في اتجاه معاكس لقدميك. وعندما تتحرك قدمك اليمنى للأمام، تتحرك ذراعك اليمنى للخلف وتتحرك ذراعك اليسرى للأمام.

- في الحركة الخلفية لذراعك، فكر في أنك ترغب في الوصول إلى محفظة في جيبك الخلفي. ولكن لا تبالغ فيها وتنتهي بالانحناء.

- يجب أن تكون حركة ذراعك في الغالب للأمام والخلف، وليس قطرياً للجوانب. ويجب أن تكون أيضاً في الغالب مستوية، دون أن تصل إلى ما بعد عظمة الصدر عندما تتحرك ذراعك للأمام.

المشي بـ«طريقة صحية» يتضمن اتخاذ المرء وضعية سليمة لأجزاء مختلفة من الجسم

8. بالنسبة لحركة القدم أثناء الخطوة، لاحظ أنه يمكنك تحسين سرعتك من الأرض إلى الأعلى، من خلال الانتباه إلى حركة قدمك أثناء المشي. ومع ذلك، إذا كنت تعاني من حالة طبية تؤثر على حركة قدمك وتجعل من الصعب عليك المشي بسلاسة، فتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الذي يمكنه تقديم المشورة لك بشأن ما هو الأفضل في حالتك. وحينها يمكنه إخبارك إذا كانت النصائح التالية تنطبق على حالتك أو إحالتك إلى معالج فيزيائي أو مهني يمكنه مساعدتك. قد يكون الحل بسيطاً مثل الأحذية المتخصصة، مثل أحذية المشي للأقواس العالية. وإليك الخطوات التالية:

- عند الهبوط بالقدم إلى الأرض، اضرب بكعبك أولاً، ثم دحرج كل خطوة من الكعب إلى أصابع القدم.

- قم بدفع قوي بقدمك وأصابع قدمك في نهاية خطوتك.

- إذا وجدت أن قدمك تصطدم بالأسفل دون أن تتدحرج خلال الخطوة، فمن المحتمل أنك ترتدي أحذية ذات نعل صلب. وانتقل إلى استخدام أحذية الجري أو أحذية الصالة الرياضية المرنة في مقدمة القدم.

9. هيئة خطوات المشي مهمة أيضاً. حاول أن تتخذ خطوات أكثر، ولكن بنفس «طول مسافة خطوتك» (Stride Length) الطبيعية. وذلك بدلاً من محاولة إطالة المسافة في كل خطوة من خطواتك. وعند رغبتك إضافة طول لمسافة خطوتك، يجب أن تكون تلك الزيادة خلفك. بمعنى، الموضع الأولى لموطأ قدمك يكون كالمعتاد، ولكن حافظ على إبقاء قدمك الخلفية على الأرض لفترة أطول وادفع بأصابع قدميك. ولذا، قاوم الرغبة في الإفراط في زيادة طول الخطوات إلى الأمام، عند محاولة المشي بشكل أسرع. يجب أن تقترب قدمك الأمامية من جسمك. ولاحظ ما إذا كنت تمد قدمك أمام جسمك أكثر من اللازم.