ما أسباب الالتهابات الحادة للثة؟

العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً

التهاب اللثة يؤدّي إلى تآكل الأنسجة الداعمة للأسنان (جامعة أوميو)
التهاب اللثة يؤدّي إلى تآكل الأنسجة الداعمة للأسنان (جامعة أوميو)
TT

ما أسباب الالتهابات الحادة للثة؟

التهاب اللثة يؤدّي إلى تآكل الأنسجة الداعمة للأسنان (جامعة أوميو)
التهاب اللثة يؤدّي إلى تآكل الأنسجة الداعمة للأسنان (جامعة أوميو)

أفادت دراسة سويدية بأنّ الأشخاص الذين يعانون التهاب اللثة الحاد يُظهرون تغيّرات في تركيزات البروتينات المختلفة في دمائهم.

وأوضح الباحثون في جامعة «أوميو» بالسويد أنّ هذه النتائج تمثّل خطوة مهمّة نحو البحث عن العلامات الحيوية لمرض التهاب اللثة، وفهم الأسباب الكامنة وراءه، وفق النتائج المنشورة، الجمعة، في دورية «دنتال ريسرتش».

والتهاب اللثة هو مرض مزمن يصيبها، ويُسبّب تهيّجاً وإحمراراً وتورُّماً ونزيفاً في أجزائها المحيطة بقاعدة الأسنان، نتيجة تراكم «البلاك»؛ وهو طبقة لزجة تتكوّن أساساً من البكتيريا.

ومع الوقت، يمكن أن تتصلّب الطبقات اللزجة، وتتحوّل إلى «جير»، وتسبّب تهيُّج أنسجة اللثة والتهابها، ومن ثمّ تنتج فجوات عميقة بين الأسنان واللثة، حيث تزدهر البكتيريا.

ويؤدّي التهاب اللثة إلى تآكل الأنسجة الداعمة للأسنان، وفي الحالات الحادة يمكن أن يؤدّي إلى فقدانها.

وغالباً يعاني المصابون بها أمراضاً أخرى، مثل القلب والروماتيزم، ولكن الآليات التي تربط هذه الأمراض ببعضها لا تزال غير واضحة.

وخلال الدراسة، أجرى الفريق تحليلاً لبيانات جُمعت من نحو 1000 شخص تردّدوا على عيادات الأسنان في مقاطعتي فاستربوتن وغافلبورغ بالسويد.

وبيّنت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يعانون التهاب اللثة يُظهرون تركيبة فريدة من البروتينات الالتهابية في دمائهم.

وعن أسباب الالتهابات، أشارت النتائج إلى أنّ المرض يرتبط بانخفاض كبير في مستويات بروتين يُدعى «EGF»، وهو أساسي لشفاء الجروح. كما تبيّن أنّ مستويات بروتين آخر مرتبط بأمراض القلب، هو «OLR-1» تكون أقل بشكل ملحوظ لدى المصابين بالتهاب اللثة مقارنةً بالأصحاء.

وأظهرت بحوث سابقة أنّ العامل الوراثي يلعب دوراً مهماً في التهاب اللثة، لكنّ الجينات المحدّدة المرتبطة بالمرض لا تزال غير معروفة.

ويعمل الباحثون حالياً على تحليل الحمض النووي للمشاركين لتحديد التغيّرات الجينية التي قد ترتبط بتطوّر المرض.

وقالوا إنه من خلال الجمع بين المؤشرات الجينية والبيولوجية، قد يصبح بالإمكان مستقبلاً التعرُّف على الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب اللثة الحاد. كما سيمكن هذا التقدُّم من تطوير علاجات مخصَّصة لإبطاء المرض، تستهدف العوامل المحدّدة التي تسهم في تطوره والمخاطر المرتبطة به.


مقالات ذات صلة

ابتكار رائد... ضمادة إلكترونية تمكِّنك من مراقبة صحتك عَبر «إصبعك»

صحتك قد تجعل التكنولوجيا الجديدة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو -الظاهرة في الصورة- من السهل إلى حد بعيد مراقبة العلامات الصحية الحيوية للمرضى (شيشاو دينغ)

ابتكار رائد... ضمادة إلكترونية تمكِّنك من مراقبة صحتك عَبر «إصبعك»

طور المهندسون في جامعة كاليفورنيا سان دييغو لفافة إلكترونية للأصابع، تراقب مستويات المؤشرات الصحية المهمة باستخدام العَرَق فقط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأضواء المستمرة في بعض الأماكن حول العالم تُعدّ ظاهرة شائعة (رويترز)

الإضاءة الليلية الشديدة تزيد خطر الإصابة بألزهايمر

أفادت دراسة أميركية بأن التعرض المُفرط للإضاءة الليلية يمكن أن يزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، خصوصاً لدى الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 65 عاماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مرض ضمور الشبكية الوراثي يؤدي إلى فقدان شديد للرؤية (جامعة أريزونا)

علاج جيني لفاقدي البصر يُحسّن الرؤية 10 آلاف ضعف

كشفت دراسة أميركية عن علاج جيني أظهر تحسّناً هائلاً في الرؤية لدى المصابين بحالة وراثية نادرة تُسبّب فقدان البصر منذ الطفولة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

العبث بأنفك قد يزيد من خطر إصابتك بألزهايمر

أشارت دراسة جديدة إلى أن العبث بالأنف (وضع الإصبع به) قد يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التعرض المطول لتلوث الهواء والضوضاء قد يزيد من خطر العقم (رويترز)

تلوث الهواء والضوضاء يزيدان خطر العقم

كشفت دراسة جديدة عن أن التعرض المطول لتلوث الهواء والضوضاء قد يزيد من خطر العقم.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

علاج مشكلات البصر قد يقلل احتمالات الإصابة بالخرف

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
TT

علاج مشكلات البصر قد يقلل احتمالات الإصابة بالخرف

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)
سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

تقول منظمة الصحة العالمية، إن هناك نحو 55 مليون شخص يعانون من الخرف على مستوى العالم، بينما تشير دراسة جديدة إلى أن ما يصل إلى 19 في المائة من حالات الخرف لدى كبار السن يمكن أن تُعزى إلى ضعف البصر. ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، خلصت الدراسة المنشورة في الدورية الطبية «Jama Ophthalmology» إلى أنه يمكن تجنب ما يصل إلى حالة واحدة من كل 5 حالات من الخرف لدى كبار السن إذا تم منع أو علاج مشكلات البصر. وقال الباحثون، الذين قاموا بالدراسة إن نسبة تسبب ضعف البصر في الإصابة بالخرف كبيرة وتستحق مزيداً من الفحص للوقاية من الخرف.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن نحو 5 في المائة من أسباب الخرف يمكن أن تُعزى إلى ضعف الرؤية عن بُعد، ونحو 10 في المائة إلى ضعف الرؤية القريبة، ونحو 15 في المائة إلى مشكلات في حساسية التباين (القدرة على التمييز بين الظل واللون).

وقال الباحثون إن 19 في المائة من حالات الخرف يمكن أن تُعزى إلى مشكلة واحدة على الأقل، مع ارتفاع الرقم بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 71 و79 عاماً. وأضافوا: «الأمر المهم هو أن أكثر من نسبة 90 في المائة من ضعف البصر يمكن الوقاية منها أو علاجها».

وقال البروفسور أنتوني خواجة، من جامعة كوليدج لندن، إن الدراسة تُضاف إلى الأدلة المتزايدة على أن علاج أو منع ضعف البصر قد يقلل من خطر الخرف. وشدد على أهمية إجراء فحوص العين.

سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

وذكر: «في المستقبل، قد تكون زيارة طبيب العيون أداة فحص فعالة ليس فقط لأمراض العيون، ولكن لأسباب أخرى شائعة للمرض، بما في ذلك الخرف، وأمراض القلب والأوعية الدموية».

ومع ذلك، حذّر الدكتور توماس ليتل جونز من جامعة أكسفورد من أن الدراسة لا يمكن أن تثبت أن مشكلات الرؤية تسبب الخرف؛ لأنها استندت إلى عدد صغير من الأشخاص في الولايات المتحدة، مما يعني أن النتائج قد لا تنطبق على نطاق أوسع.