اكتشاف ثوري قد يقود إلى إنتاج خلايا دم بشرية

سيساعد الاكتشاف على تطوير علاجات شخصية لمجموعة من أمراض الدم (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال)
سيساعد الاكتشاف على تطوير علاجات شخصية لمجموعة من أمراض الدم (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال)
TT
20

اكتشاف ثوري قد يقود إلى إنتاج خلايا دم بشرية

سيساعد الاكتشاف على تطوير علاجات شخصية لمجموعة من أمراض الدم (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال)
سيساعد الاكتشاف على تطوير علاجات شخصية لمجموعة من أمراض الدم (معهد مردوخ لأبحاث الأطفال)

حقق باحثون من معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا أول اختراق عالمي في مجال إنتاج خلايا جذعية دموية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في جسم الإنسان. وقد يؤدي هذا الاكتشاف قريباً إلى إنتاج علاجات مخصصة للأطفال المصابين بسرطان الدم، واضطرابات فشل نخاع العظم.

ووفق الباحثين، فقد تغلب البحث المنشور، الاثنين، في دورية «نيتشر بيوتكنولوجي»، على عقبة كبيرة كانت تحول دون إنتاج خلايا جذعية دموية بشرية، مما مكّن من إنتاج خلايا دم حمراء وخلايا دم بيضاء وصفائح دموية، تتطابق بشكل وثيق مع تلك الموجودة في الجنين البشري.

وهو ما علقت عليه إليزابيث نج، الأستاذة المساعدة في معهد أبحاث الأطفال في مردوخ: «الفريق حقق اكتشافاً مهماً في تطوير خلايا جذعية دموية بشرية، مما يمهد الطريق لاستخدام هذه الخلايا المزروعة في المختبر في عمليات زرع خلايا جذعية دموية ونخاع عظمي».

وأضافت في بيان منشور، الثلاثاء، على موقع المعهد أن «القدرة على أخذ أي خلية من مريض وإعادة برمجتها إلى خلية جذعية ثم تحويلها إلى خلايا دموية مطابقة خصيصاً لعملية الزرع سيكون لها تأثير هائل على حياة هؤلاء المرضى المعرضين للخطر».

وأوضحت أنه «قبل هذه الدراسة، لم يكن من الممكن تطوير خلايا جذعية دموية بشرية في المختبر، بحيث تكون قابلة للزرع لفشل نخاع العظم في إنتاج خلايا دموية صحية. لقد طورنا سير عمل جديد أنشأ خلايا جذعية دموية قابلة للزرع تعكس عن كثب تلك الموجودة في الجنين البشري». وتابعت: «الأمر المهم هو أنه يمكن إنشاء هذه الخلايا البشرية بالحجم والنقاء المطلوبين للاستخدام السريري».

وقام باحثو الدراسة بحقن فئران تعاني من نقص المناعة بخلايا جذعية دموية بشرية معدلة في المختبر. ووجدوا أن هذه الخلايا أصبحت نخاع عظم يقوم بالوظيفة المطلوبة منه بمستويات مماثلة لتلك التي شوهدت في عمليات زرع خلايا دم الحبل السري، وهو معيار للنجاح جرى التثبت منه من قبل.

كما وجد الباحثون أن الخلايا الجذعية المزروعة في المختبر يمكن تجميدها قبل زرعها بنجاح في الفئران. وهذا ما يحاكي عملية الحفاظ على خلايا جذعية دم المتبرع قبل زرعها في المرضى من البشر.

وقال إيد ستانلي، أستاذ معهد أبحاث الخلايا الجذعية إن «خلايا الدم الحمراء ضرورية لنقل الأكسجين، كما أن خلايا الدم البيضاء هي دفاعنا المناعي ضد أي خطر موجه ضد الجسم، بينما تسبب الصفائح الدموية التجلط لوقف أي نزيف»، مشدداً على أن فهم كيفية تطور هذه الخلايا ووظيفتها يشبه فك شفرة لغز معقد.

وأوضح أنه «من خلال إتقان تطبيقات الخلايا الجذعية التي تحاكي تطور خلايا الدم الجذعية الطبيعية الموجودة في أجسامنا، يمكننا فهم وتطوير علاجات شخصية - تتوافق مع كل مريض على حدة - لمجموعة من أمراض الدم، بما في ذلك سرطان الدم وفشل نخاع العظم».

وهو ما أكد عليه أندرو إليفانتي، أستاذ معهد أبحاث الخلايا الجذعية بالمعهد: «في حين أن عملية زرع الخلايا الجذعية في الدم كانت غالباً جزءاً رئيسياً من العلاج المنقذ للحياة لاضطرابات الدم لدى الأطفال، إلا أن جميع الأطفال لم يجدوا متبرعاً متطابقاً بشكل مثالي».

وأوضح: «يمكن للخلايا المناعية غير المتطابقة من عملية الزرع أن تهاجم أنسجة المتلقي، مما يؤدي إلى مرض شديد أو الوفاة». وأضاف: «تطوير خلايا جذعية دموية مخصصة ومحددة للمريض سيمنع هذه المضاعفات، ويعالج نقص المتبرعين، جنباً إلى جنب مع تحرير الجينوم البشري، يساعد كل ذلك في تصحيح الأسباب الكامنة وراء أمراض الدم».

واختتم البروفسور إليفانتي بقوله إن «المرحلة التالية، التي من المرجح أن تتم بتمويل حكومي، ستكون إجراء تجربة سريرية لاختبار سلامة استخدام خلايا الدم المزروعة في المختبر لدى البشر».


مقالات ذات صلة

استئصال الزائدة الدودية قد يحدّ من انتكاسات التهاب القولون التقرحي

صحتك يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وتقرحات بالأمعاء الغليظة والمستقيم (رويترز)

استئصال الزائدة الدودية قد يحدّ من انتكاسات التهاب القولون التقرحي

تشير دراسة جديدة إلى أن استئصال الزائدة الدودية قد يقلل خطر انتكاس التهاب القولون التقرحي لدى مرضى التهاب الأمعاء المزمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مركبات الأنثوسيانين في التوت الأزرق لا تُعزز المناعة فحسب بل تُثبط نمو خلايا سرطان الكبد في المختبر وفق دراسات مخبرية (رويترز)

10 أطعمة تُنقّي كبدك وتبعد عنه شبح الأمراض

الكبد هو محطة الجسم الحيوية التي تُنظِّم التمثيل الغذائي. إليكم 10 أطعمة ومشروبات ذات تأثيرات وقائية وعلاجية مذهلة للكبد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك د. شيويه تشن تشانغ والدكتورة آنا أنجيلوفا فولبوني (كلية كينغز لندن)

أسنان مزروعة في المختبر بديلة للحشوات

قفزة نوعية في مجال طب الأسنان تلوح في الأفق؛ إذ يمكن للسن المزروعة في المختبر، والمصنوعة من خلايا المريض نفسه، أن تندمج بسلاسة في الفك.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يحث الباحثون مُصنعي المراتب على ضرورة التحرك واتخاذ الخطوات المطلوبة لإيقاف هذا الضرر (معاهد الصحة الأميركية)

مواد كيماوية بالمراتب تضر أدمغة الأطفال

حذرت دراستان حديثتان من تأثيرات بالغة لمواد كيماوية تنبعث من المراتب على صحة الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تسلط الأبحاث الجديدة الضوء على دور اللقاحات وصحة القلب ومستويات الكولسترول وأنماط النوم في الوقاية من مرض الخرف (أ.ب)

4 عوامل تُقلل خطر الإصابة بالخرف

كشفت دراسات حديثة عن أربعة عوامل رئيسة تؤثر على خطر الإصابة بالخرف الذي يُصيب حالياً 57 مليون شخص عالمياً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

استئصال الزائدة الدودية قد يحدّ من انتكاسات التهاب القولون التقرحي

يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وتقرحات بالأمعاء الغليظة والمستقيم (رويترز)
يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وتقرحات بالأمعاء الغليظة والمستقيم (رويترز)
TT
20

استئصال الزائدة الدودية قد يحدّ من انتكاسات التهاب القولون التقرحي

يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وتقرحات بالأمعاء الغليظة والمستقيم (رويترز)
يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وتقرحات بالأمعاء الغليظة والمستقيم (رويترز)

تشير دراسة جديدة إلى أن استئصال الزائدة الدودية قد يقلل خطر انتكاس التهاب القولون التقرحي لدى مرضى التهاب الأمعاء المزمن.

يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وتقرحات في الأمعاء الغليظة والمستقيم، مصحوبة بإسهال وآلام في البطن. لا يوجد علاج شافٍ للمرض، فأعراضه تخفُّ وتعود للظهور على نحو متكرر، وقد تؤثر سلباً على جودة الحياة.

وأفادت الدراسة، المنشورة في دورية لانسيت لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، بأنه من المعتقد أن الزائدة الدودية تلعب دوراً في كل هذا من خلال إنتاج بروتينات التهابية تُحفز الجسم على إنتاج سلسلة من الاستجابات المناعية، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.

وشملت الدراسة 197 من المرضى البالغين الذين تلقّوا جميعاً الرعاية الطبية المعتادة، كما خضع نِصفهم لجراحة استئصال الزائدة الدودية.

وذكر الباحثون أنه بعد عام، بلغت معدلات الانتكاس 36 في المائة في مجموعة استئصال الزائدة الدودية، و56 في المائة في مجموعة الرعاية المعتادة.

بالإضافة إلى ذلك، انخفض عدد المرضى في مجموعة استئصال الزائدة الدودية الذين أصيبوا لاحقاً بدرجة أشدّ من المرض تتطلب العلاج بالعوامل الحيوية.

وكانت هناك مُضاعفات ما بعد الجراحة في خمس حالات من مجموعة الاستئصال، منها اثنتان صُنفتا على أنهما خطيرتان.

وبعد مراعاة عوامل الخطر الفردية للمرضى، انخفضت احتمالات الانتكاس، خلال الدراسة، بنسبة 35 في المائة مع استئصال الزائدة الدودية.

وكتب الباحثون: «يشير هذا الانخفاض الكبير إلى أن استئصال الزائدة الدودية قد يكون خياراً علاجياً إضافياً فعالاً للحفاظ على تراجع التهاب القولون التقرحي».

وتشير افتتاحية نُشرت مع الدراسة إلى أن تجربة منفصلة، ​​لا تزال جارية، تختبر فائدة استئصال الزائدة الدودية لدى المرضى الذين لم يتحسن لديهم التهاب القولون التقرحي.