الملح يزيد قدرات الخلايا المناعية المكافحة للسرطان

الملح يزيد من قدرة وفاعلية الخلايا المناعية المعزولة من المرضى لمكافحة السرطان (معهد هانز كنول)
الملح يزيد من قدرة وفاعلية الخلايا المناعية المعزولة من المرضى لمكافحة السرطان (معهد هانز كنول)
TT

الملح يزيد قدرات الخلايا المناعية المكافحة للسرطان

الملح يزيد من قدرة وفاعلية الخلايا المناعية المعزولة من المرضى لمكافحة السرطان (معهد هانز كنول)
الملح يزيد من قدرة وفاعلية الخلايا المناعية المعزولة من المرضى لمكافحة السرطان (معهد هانز كنول)

اكتشف باحثون في ألمانيا أن كلوريد الصوديوم، المعروف بملح الطعام، يمكن أن يزيد من قدرة وفاعلية الخلايا المناعية لمكافحة السرطان.

وأوضح الباحثون بمعهد «هانز كنول» أن هذا الاكتشاف يفتح المجال لاستخدام الملح على أنه محفز إيجابي لعلاج السرطان بالخلايا التائية في المستقبل، وفق النتائج المنشورة، في العدد الأخير من دورية «Nature Immunology».

والعلاج بالخلايا التائية، هو علاج مُبتكر للسرطان يعزز قدرة هذه الخلايا المناعية على اكتشاف الخلايا السرطانية والقضاء عليها.

ويعتمد العلاج على استخدام خلايا تائية معدَّلة وراثياً من جهاز المناعة الخاص بالمريض لتعزيز مكافحة الخلايا السرطانية.

وتُعزل هذه الخلايا من دم المريض، وتُعدل وراثياً في المختبر لتكون أكثر فاعلية، ثم يعاد حقنها في المريض لتدمر الخلايا السرطانية.

وتُظهر هذه التقنية نجاحاً في علاج سرطانات مثل الدم والأورام الليمفاوية، وتعد من التطورات الواعدة في العلاج المناعي.

ويعتمد نجاح هذه الطريقة على النشاط الأيضي للخلايا التائية، الذي عادةً ما يتعرض للقمع في البيئة المناعية المثبطة المحيطة بالورم. لذا، من المهم تحديد العوامل التي يمكنها التغلب على هذا القمع لمكافحة السرطان.

وخلال الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات متعددة لدراسة تأثير الصوديوم في تنظيم الجينات والعملية الأيضية للخلايا التائية، وعالجوا الخلايا التائية البشرية بالملح ثم زرعوها مع عينات من الأورام في المختبر. كما أجرى الفريق تجارب على الفئران المصابة بالسرطان باستخدام خلايا تائية مُعالَجة بالملح.

وأظهرت الدراسة أن زيادة تركيز الصوديوم في بيئة الخلايا التائية يُحسّن من قدرتها على القضاء على الخلايا السرطانية.

كما وجد الباحثون أن أورام سرطان الثدي تحتوي على تركيز أعلى من الصوديوم مقارنةً بالأنسجة السليمة، وأن الخلايا التائية تصبح أكثر فاعلية ضد الأورام عندما يكون تركيز الصوديوم في البيئة المحيطة مرتفعاً، مما يؤدي إلى استجابة مناعية أقوى وإطالة فترة بقاء المرضى على قيد الحياة.

وأظهرت النتائج أن الملح يُحسّن النشاط الأيضي للخلايا التائية عن طريق زيادة امتصاص السكر والأحماض الأمينية وبالتالي إنتاج الطاقة في الخلايا، كما أن الملح يساعد على حماية الخلايا التائية من التعب السريع، مما يعني أنها تظل قادرة على محاربة السرطان لفترة أطول.

ونتيجة لذلك، كانت الخلايا المناعية قادرة بشكل أفضل على القضاء على الخلايا السرطانية، حيث تقلصت أورام البنكرياس في الفئران بعد حقنها بالخلايا التائية المعالَجة بالملح.

لكنَّ الباحثين شددوا على أن النتائج لا تعني بالطبع أن يتناول مرضى السرطان كميات أكبر من الملح في نظامهم الغذائي لمحاربة الأورام، بل يتعلق الأمر فقط بتعريض الخلايا المناعية المعزولة من المرضى، لتركيز مرتفع من الملح خارج الجسم، ومن ثم تصبح نشطة جداً ضد الخلايا السرطانية بعد حقنها في المرضى مرة أخرى.


مقالات ذات صلة

دواء للسكري يقلل تأثيرات الأزمات القلبية

صحتك الأزمة القلبية حالة طارئة تتطلب علاجاً فورياً (جامعة أكسفورد)

دواء للسكري يقلل تأثيرات الأزمات القلبية

وجدت دراسة أميركية أن دواء للسكري أثبت فاعليته في تقليل تأثيرات الأزمات القلبية لدى المرضى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي نقص التمويل يحرم الملايين في اليمن من المساعدات (المجلس النرويجي للاجئين)

تحسن الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية

أظهرت دراسة أممية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، في مقابل زيادة في تدابير الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
صحتك يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق نصائح لإدارة القلق (رويترز)

كيف نتعايش مع القلق... 5 نصائح لتقبله

مواجهة القلق مباشرة والتعامل معه بشكل مختلف يمكن أن يغيرا حياتك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية، وسط هجوم روسي على أوكرانيا، بالقرب من الحدود الروسية في منطقة سومي، أوكرانيا، 16 أغسطس 2024 (رويترز)

تحليل إخباري ما أسباب ضعف استجابة الكرملين للتوغّل الأوكراني في كورسك الروسية؟

بعد 3 أسابيع من القتال في منطقة كورسك الروسية، لا تزال روسيا تعاني لطرد القوات الأوكرانية من هذه المنطقة، فما أسباب بطء الاستجابة الروسية للتوغّل الأوكراني؟

شادي عبد الساتر (بيروت)

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
TT

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية
إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين، وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة، لكن الآن، يُسبب لنا ضرراً لأننا، وفق موقع «ذا تلغراف»، نتناول منه نحو 8.4 غرام في اليوم، وهو أكثر من الحد الأقصى المسموح به، الذي يعادل ملعقة صغيرة واحدة (أي نحو 6 غرامات).

يسهم هذا الاستهلاك المرتفع في ارتفاع ضغط الدم، الذي يصيب واحداً من بين كل 3 أشخاص، ويزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، واكتشف العلماء الآن أنه يعرض سلامتنا للخطر من خلال اضطراب الأمعاء.

تقول الطبيبة، إميلي ليمينغ، عالمة الميكروبيوم (الميكروبات) واختصاصية التغذية، إن استهلاك كمية كبيرة من الملح تحدث خللاً في توازن الميكروبات في الأمعاء.

تشير إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة «نيتشر»، وشملت 12 مشاركاً تناولوا كبسولة يومية تحتوي على 6 غرامات من الملح إلى جانب نظامهم الغذائي المعتاد، ما رفع استهلاكهم اليومي من الملح إلى نحو 14 غراماً، إلى أن الميكروبات المفيدة «اللاكتوباسيلس» كانت قد اختفت.

عبوة ملح على طاولة الطعام (غيتي)

وتوضح إميلي ليمينغ: «هذا يعني أن بكتيريا الأمعاء أصبحت أقل قدرة على صنع جزيئات خاصة تُعرف باسم الأحماض الدهنية ذات السلسلة القصيرة التي تُساعد على خفض الالتهابات، واسترخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم».

وتشير الأبحاث أيضاً، وفقاً لموقع «ذا تلغراف»، إلى أن استهلاك كمية أكبر من الملح يؤدي لاختلال الشهية لأنه يتدخل في إطلاق هرمون «ببتيد شبيه بالغلوكاكون- 1» (GLP-1) وهو هرمون تنتجه الأمعاء بعد تناول الطعام لإطلاق الشعور بالشبع.

وتضيف ليمينغ: «هذه النتائج ترجح أن الأنظمة الغذائية الغنية بالملح قد تجعلنا أكثر جوعاً».

وتابعت: «هناك ارتباط مقلق بالسرطان أيضاً، فنحو 4 حالات من بين كل 10 حالات من سرطان المعدة تسببها العدوى ببكتيريا (الهليكوباكتر بيلوري). واستهلاك كميات زائدة من الملح يمكن أن يتلف طبقة المعدة، ما يجعلها أكثر عرضة لهذه العدوى».

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يجب التخلي تماماً عن الملح في نظامنا الغذائي.

إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

تقول ليمينغ: «الملح مهم لأنه يساعد عضلاتنا على العمل بشكل صحيح، ويتيح للأعصاب إرسال الإشارات، ويحافظ على توازن الماء والمعادن في أجسامنا».

ومع ذلك، تقدر أن الجسم يحتاج فقط إلى ربع ملعقة صغيرة (نحو 1.25 غرام) يومياً، والتي يحصل عليها معظم الأشخاص من نظامهم الغذائي دون وضع عبوة ملح على مائدة الطعام، حتى لو كانوا يتجنبون عموماً الأطعمة المعالجة.

كيفية تقليل استهلاك الملح

تقول إميلي ليمينغ: «أول خطوة هي استخدام كمية أقل من الملح أثناء الطهي، أو على طاولة العشاء وتعويض الطعم بإضافة الأعشاب والتوابل».

وينقل «ذا تلغراف» عن أبحاث، أن استخدام القرفة أو الثوم يساعد في خفض ضغط الدم، في حين يمكن للفلفل الحار والزنجبيل والروزماري أن تساعد في إدارة مستويات السكر في الدم. أو استخدام الملح قليل الصوديوم، الذي يُشبه مذاقه الملح العادي، لكن يحتوي على جزء بسيط من الصوديوم، وهو أحد العناصر الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

استخدام بديل الملح عند الطهي ارتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب (رويترز)

ويضيف: «مع ذلك، فإن هذه التغييرات ستقلل استهلاكك إلى حد معين فقط؛ إذ يتم تضمين نحو ثلاثة أرباع كمية الملح التي نستهلكها في نظامنا الغذائي مسبقاً في الأطعمة التي نشتريها. فيحتوي الكاتشب على نحو 0.3 غرام لكل جرعة، والبيتزا ما بين 2-4 غرامات، والخبز نحو 0.4 غرام لكل شريحة، والشوربة نحو 2.2 غرام لكل طبق».

وتقترح الطبيبة إميلي ليمينغ «النظر إلى المكتوب على ظهر عبوة المنتج، واختيار المنتجات ذات الكميات الأقل ملحاً». وكذلك توصي بأن يكون «نصف طبق وجبتي الغداء والعشاء من الخضراوات وتناول الفواكه مرتين يومياً على الأقل».

بائع يعرض العنب للبيع (إ.ب.أ)

وتشير إميلي ليمينغ إلى أن «بعض الأبحاث الحديثة سلطت الضوء على أن النسبة بين الصوديوم والبوتاسيوم قد تكون أكثر أهمية للصحة، من قياس مستويات الصوديوم وحدها». والبوتاسيوم، الذي يوجد في الموز والفطر والأفوكادو، يساعد في إزالة الملح من مجرى الدم.

وتختتم: «لذلك، فإن الأطعمة المخمرة لا تزال خياراً صحياً، رغم احتوائها على كميات عالية من الملح، لأنها غنية بالبوتاسيوم والألياف، إضافة إلى مواد نباتية ثانوية مفيدة أخرى».