ربع جيل «زد» يعاني من مشاكل صحية نفسية طويلة الأمد

ما يقرب من 50 % من الشباب قالوا إنهم سيكونون أكثر استعداداً للعودة إلى سوق العمل بشرط الحصول على الدعم النفسي (أ.ف.ب)
ما يقرب من 50 % من الشباب قالوا إنهم سيكونون أكثر استعداداً للعودة إلى سوق العمل بشرط الحصول على الدعم النفسي (أ.ف.ب)
TT

ربع جيل «زد» يعاني من مشاكل صحية نفسية طويلة الأمد

ما يقرب من 50 % من الشباب قالوا إنهم سيكونون أكثر استعداداً للعودة إلى سوق العمل بشرط الحصول على الدعم النفسي (أ.ف.ب)
ما يقرب من 50 % من الشباب قالوا إنهم سيكونون أكثر استعداداً للعودة إلى سوق العمل بشرط الحصول على الدعم النفسي (أ.ف.ب)

أظهرت أرقام جديدة أن ما يقرب من ربع جيل «زد» يدعي إصابته بحالات صحية نفسية طويلة الأمد، ما أدى إلى زيادة في البطالة، ويهدد بإفشال خطط وزيرة الخزانة البريطانية.

وبحسب صحيفة «تليغراف» البريطانية، كشف استطلاع أجرته شركة PwC أن أكثر من مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يعانون من مشاكل صحية نفسية، وهو ما يمثل 22 في المائة من فئة جيل «زد»، ويمثل ذلك تحدياً للحكومة الساعية لإعادة الشباب إلى سوق العمل.

ويبلغ العدد الحالي للأشخاص غير النشطين اقتصادياً (أي أنهم في سن العمل ولكنهم لا يعملون ولا يبحثون عن وظيفة) 9.4 مليون شخص، ارتفاعاً من 8.4 مليون قبل وباء «كوفيد».

وقال باريت كوبيليان، كبير الاقتصاديين في PwC UK، إن ريفيز ليس لديها فرصة لتحقيق أهدافها النمو، إلا إذا تمكنت من حل أزمة الصحة العقلية بين جيل «زد». وقال: «إذا أرادت الحكومة الجديدة تحقيق طموحاتها في النمو الاقتصادي، فستحتاج إلى التركيز على الشباب لتجنب التأثيرات طويلة المدى التي شعر بها العمال الشباب بعد الأزمة المالية لعام 2008».

ووفقاً لـPwC، فإن ما يقرب من 50 في المائة من الشباب غير النشطين قالوا إنهم سيكونون أكثر استعداداً للعودة إلى العمل إذا قدم أصحاب العمل المزيد من الدعم الصحي النفسي.

وبحسب البحث، يقول واحد من كل خمسة أشخاص إن حالته تمنعه ​​من متابعة مسيرته المهنية المفضلة.

ويضيف كوبيليان أن سوء الصحة يهدد أيضاً محاولة الحكومة لزيادة معدل العمالة، وقال: «سيكون من المستحيل عملياً رفع معدلات العمالة من المستوى الحالي البالغ 74 في المائة، إذا لم نتعامل مع القضايا الناشئة الجديدة مثل الصحة العقلية التي يبدو أنها أكثر انتشاراً بين طاقة عمل المستقبل».


مقالات ذات صلة

«فخ عاطفي»... خبير يكشف عن أكبر عائق أمام «العافية المالية»

يوميات الشرق إذا لم تتمكن من الاعتراف بأنك بحاجة إلى مساعدة مالية في المقام الأول فقد تتخذ خطوات خاطئة (إ.ب.أ)

«فخ عاطفي»... خبير يكشف عن أكبر عائق أمام «العافية المالية»

بغض النظر عن أهدافك النهائية، فمن الذكاء أن تهدف إلى «العافية المالية»، وهذا يعني أن تدير نفقاتك اليومية، وتحرز تقدماً نحو أهداف أكبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تسعى شركة «X» لتقديم خدمات شاملة تشمل التواصل الاجتماعي والمدفوعات  (د.ب.أ)

الآن يمكن تحويل الأموال بسرعة بين الحسابات الشخصية في تطبيق «إكس»

تتيح الخدمة إرسال واستقبال الأموال وشراء السلع وكسب الفوائد على الأرصدة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد جانب من برنامج الإرشاد الوظيفي لتعزيز قدرات أبناء المنطقة (المسؤولية الاجتماعية في نيوم)

​برامج ومبادرات تسرّع أعمال المنشآت الصغيرة في «نيوم» السعودية

اعتمدت «نيوم للمسؤولية الاجتماعية» برامج ومبادرات من شأنها تسريع أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال وأصحاب العمل الحر

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق عندما تكون لديك أموال فمن المهم أن تكون واعياً بشأن إنفاقك (رويترز)

الثروات لا تأتي بالصرف العشوائي... 4 أشياء لا ينفق المليونير العصامي أمواله عليها

عندما تتحدث إلى أصحاب الملايين الفعليين، تدرك أنه لا أحد يحتكم على مليون دولار عن طريق الإنفاق بشكل عشوائي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد تقدمت السعودية في محور كفاءة الأعمال من المرتبة الـ13 إلى المرتبة الـ12 (واس) play-circle 00:59

السعودية تتقدم إلى المركز الـ16 عالمياً في تقرير التنافسية لعام 2024

حققت السعودية المرتبة الـ16 عالمياً من أصل 67 دولة هي الأكثر تنافسية في العالم، بحسب تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الحمى المالطية... عدوى حيوانية شائعة

الحمى المالطية... عدوى حيوانية شائعة
TT

الحمى المالطية... عدوى حيوانية شائعة

الحمى المالطية... عدوى حيوانية شائعة

مرض البروسيلا أو الحمى المالطية، حسب التسمية القديمة، عدوى حيوانية المصدر تسببها بكتيريا البروسيلا (Brucellosis). وهو ينتقل من الحيوانات إلى البشر عن طريق تناول المنتجات الغذائية المصابة، وفي الأغلب الألبان، أو بسبب الاتصال المباشر بحيوان مصاب، أو عن طريق استنشاق الرذاذ.

وهو مرض قديم عُرف بأسماء مختلفة، مثل حمى مالطا (Malta fever) والبحر المتوسط والحمى المعوية المرتجعة (gastric remittent fever). وعلى الرغم من أن الإنسان ليس العائل الأساسي لهذه البكتيريا، فإن المرض لا يزال يمثل مصدر قلق كبير للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، ويُعد أكثر أنواع العدوى الحيوانية المنشأ شيوعاً.

ميكروب حيواني

ميكروب البروسيلا يوجد في الأعضاء التناسلية للحيوانات العائلة، ما يسبب لها الإجهاض والعقم، ولذلك يوجد بأعداد كبيرة في إفرازات هذه الحيوانات، مثل البول واللبن والسوائل الأخرى. وعلى الرغم من وجود عدة فصائل منه، لكنّ هناك 4 أنواع توجد في حيوانات معينة، مثل البقر والخنازير والأغنام والكلاب، فلها قدرة كبيرة على إصابة الإنسان.

طريقة العدوى: تتسبب البروسيلا في إصابة أكثر من نصف مليون شخص سنوياً على مستوى العالم على وجه التقريب. وفي الأغلب تحدث العدوى للأطفال من خلال تناول الألبان من دون غليها، واللحوم الملوثة واستنشاق الهواء الملوث بالميكروب. ومن الممكن أن يدخل الميكروب إلى جسم الإنسان من خلال الندوب والجروح في الجلد والأغشية المخاطية وملتحمة العين والجهاز الهضمي أيضاً، وليس على سطح الجلد السليم. والمرض موجود في جميع أنحاء العالم، وينتشر بشكل خاص في حوض البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي وشبه القارة الهندية وأجزاء من المكسيك وأميركا الجنوبية.

بمجرد دخولها إلى مجرى الدم، تمتلك البروسيلا قدرة فريدة على غزو خلايا مناعية معينة (cells phagocytic) وتستطيع البقاء على قيد الحياة داخل هذه الخلايا، من خلال إيجاد طريقة لتجنب عمل الجهاز المناعي. وهذه القدرة هي التي تجعل من البروسيلا مرضاً يمكن أن يصيب كل أعضاء الجسم تقريباً. وتتركز بشكل خاص في الطحال والكبد والغدد اللمفاوية ونخاع العظام، ويقوم الجسم بتكوين أجسام مضادة ضدها، تستخدم في تأكيد تشخيص الإصابة، ويمكن أن تلعب دوراً في المناعة طويلة الأمد لاحقاً.

الأعراض والمضاعفات

• الحالة المرضية: تبدأ الأعراض في الظهور بعد فترة من أسبوعين إلى شهر من التعرض للميكروب. وعلى الرغم من أن المظاهر السريرية تختلف بشكل كبير، فإن معظم الحالات في الأغلب تتضمن 3 أعراض رئيسية، هي ارتفاع درجة الحرارة وآلام أو التهاب المفاصل، مفصل الفخذ في الأغلب، وتضخم الكبد والطحال (hepatosplenomegaly). وفي بعض الأحيان، تظهر الأعراض على شكل حمى مجهولة المصدر بجانب آلام البطن وصداع وإسهال وطفح جلدي وتعرق ليلي وقيء وسعال والتهاب في البلعوم.

ومن بين الأعراض الشائعة لدى الأطفال: رفض تناول الطعام والإرهاق وضعف النمو. وعند الكشف الطبي على الطفل، باستثناء تضخم الكبد والطحال والتهاب المفاصل وارتفاع درجة الحرارة في الأغلب، لا يظهر الفحص الظاهري أي علامات أخرى.

في الحالات غير المعقدة من المرض، تتحسن أعراض الحمى والتعب وكثير من المظاهر الأخرى بسرعة مع الراحة في الفراش. وفي المقابل، يمكن للنشاط البدني أن يطيل من فترة المرض.

وعادة ما يحدث تحسن كبير في المرحلة الحادة من المرض في غضون بضعة أسابيع مع علاج بسيط للأعراض، وفي معظم الحالات يحدث شفاء كامل في فترة تتراوح بين شهرين و6 أشهر.

• تطور الحالة: بشكل عام، يتحسن معظم الحالات بشكل نهائي. وعلى الرغم من أن الأعراض الأولية للمرض يمكن أن تسبب تعباً شديداً للطفل، فإنه إذا تم علاجها بشكل مناسب خلال الأشهر القليلة الأولى، لا تترك أثراً يذكر، ولا تحدث انتكاسات وتقل احتمالية أن يصبح المرض مزمناً.

إلا أن المرض يمكن أن يتطور بشكل سيئ في حالة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب. لذلك، يجب أن يتم التعامل معهم بحرص واهتمام. ويمكن أن تستمر الأعراض لفترات طويلة في الأطفال الذين يعانون من قصور شديد في المناعة.

التشخيص والعلاج

• التشخيص: يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي للطفل، وهل تعرض للحيوانات بشكل مباشر أو غير مباشر، والسؤال عن تناول اللبن، وهل يتم تعقيمه عن طريق غليه أو بسترته أو يتم تناوله بشكل مباشر للأطفال الذين يقطنون في الأرياف، لأن الأعراض تتشابه مع كثير من الأمراض، مثل التهاب المفاصل ومتلازمة التعب المزمن عند المراهقين وحمى التيفويد. لذلك، فإن الاهتمام بالتاريخ المرضي يكون بداية الطريق للتوصل إلى تأكيد الإصابة.

وبالنسبة للتحاليل، يمكن عمل عدّ كامل لكريات الدم (CBC)، وفي 20 في المائة من الحالات يمكن أن تظهر قلة كريات الدم البيضاء (leukopenia) وكثرة الخلايا المناعية (lymphocytosis) وأنيميا. ويمكن عمل إنزيمات للكبد. ولتأكيد التشخيص يمكن أخذ عينة من النخاع العظمي (bone marrow biopsy) لعزل الميكروب.

• العلاج: الهدف من العلاج الطبي هو السيطرة على الأعراض في أسرع وقت ممكن، لمنع حدوث مضاعفات وانتكاسات، ويكون الخط الرئيسي في العلاج هو استخدام أكثر من عائلة من عائلات المضادات الحيوية لمنع تكرار الإصابة. وفي الأغلب، تكون عائلتا الدوكسيسيكلين والجنتاميسين. ويفضل أن يستمر العلاج لفترة تصل إلى 6 أسابيع لضمان عدم حدوث انتكاسة. وبالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات فإن إعطاء ريفامبين لمدة 6 أسابيع يكون هو الأفضل.

* استشاري طب الأطفال