يؤدي استخدام الأسبرين بشكل منتظم إلى إبعادك عن أطباء الأورام، على الأقل عندما يتعلق الأمر بسرطان القولون والمستقيم، وفقاً لدراسة جديدة. ويبدو أن الأشخاص الذين يتبعون أنماط حياة غير صحية يرون الفائدة الأكبر، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».
وسرطان القولون والمستقيم ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعاً فيما يرتبط بأمراض السرطان في جميع أنحاء العالم، تسبب بأكثر من 52 ألفاً و500 حالة وفاة في الولايات المتحدة وحدها عام 2023.
قد تكون أسباب سرطان القولون والمستقيم وراثية، ولكن يبدو أن بعض عوامل نمط الحياة تزيد أيضاً من المخاطر، بما في ذلك تناول نظام غذائي غير صحي، وعدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ، وشرب الكحول، والتدخين، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
بالإضافة إلى تبني أنماط حياة أكثر صحة، غالباً ما أوصى الأطباء بجرعات منخفضة من الأسبرين لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون. قدمت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأميركية توصية بالأسبرين في عام 2016، لكنها تراجعت عن ذلك في عام 2022، بسبب المخاوف من أنه قد يسبب النزف. قد ينجم عن الأسبرين أيضاً مشاكل في الجهاز الهضمي.
مع التغيير في التوصيات، قرر مؤلفو الدراسة الجديدة النظر فيما إذا كانت هناك أي مجموعات قد تستفيد أكثر من هذه الممارسة، ومن يستحق المجازفة بتناول الأسبرين.
بالنسبة للدراسة، التي نُشرت يوم الخميس في مجلة JAMA Oncology، فحص المؤلفون بيانات أكثر من 107 آلاف و655 شخصاً كانوا جزءاً من مجموعات بيانات كبيرة من المهنيين الطبيين.
تم تتبع المشاركين في الدراسة لمدة 10 سنوات على الأقل، وبالإضافة إلى مراقبتهم بحثاً عن سرطان القولون والمستقيم، تم إعطاؤهم استبيانات لتحديد مدى صحة أنماط حياتهم. قامت الاستبيانات بتقييم مؤشر كتلة الجسم، وتناول الكحول، والنظام الغذائي، وما إذا كانوا يدخنون، ومدى ممارستهم للتمارين الرياضية. تم اعتبار استخدام حبتين أو أكثر من الأسبرين العادي أو ست حبات أو أكثر من الأسبرين منخفض الجرعة أسبوعياً - استعمالاً منتظماً للأسبرين لغرض هذا البحث.
وجد أن المستخدمين المنتظمين لديهم خطر أقل بنسبة 18 في المائة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم مقارنة بغيرهم. كان المشاركون الذين تم تحديدهم على أنهم يتبعون نمط حياة أقل صحة أكثر استفادة، خصوصاً إذا كانوا يدخنون أو إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى من 25. يدل مؤشر كتلة الجسم الذي يتراوح بين 25 إلى 29.9 على زيادة في الوزن.
وقال الدكتور دانييل سيكافي، المؤلف الرئيسي للدراسة وطبيب الجهاز الهضمي في ماساتشوستس، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «تُظهر نتائجنا أن الأسبرين يمكن أن يخفض بشكل متناسب المخاطر المرتفعة بشكل ملحوظ لدى أولئك الذين لديهم عوامل خطر متعددة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم».
وتابع: «أما أولئك الذين يتمتعون بأسلوب حياة أكثر صحة، فلديهم خطر أساسي أقل للإصابة بسرطان القولون والمستقيم... وكانت فائدتهم من الأسبرين لا تزال بارزة، وإن كانت أقل وضوحاً».