بمعالجة 14 عامل خطر... نصف حالات الخرف يمكن منعها أو تأخيرها

نهج الوقاية من الخرف يجب أن يوجه نحو معالجة مستويات عوامل الخطر الـ14 في مرحلة مبكرة (رويترز)
نهج الوقاية من الخرف يجب أن يوجه نحو معالجة مستويات عوامل الخطر الـ14 في مرحلة مبكرة (رويترز)
TT

بمعالجة 14 عامل خطر... نصف حالات الخرف يمكن منعها أو تأخيرها

نهج الوقاية من الخرف يجب أن يوجه نحو معالجة مستويات عوامل الخطر الـ14 في مرحلة مبكرة (رويترز)
نهج الوقاية من الخرف يجب أن يوجه نحو معالجة مستويات عوامل الخطر الـ14 في مرحلة مبكرة (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن ما يقرب من نصف حالات الخرف في جميع أنحاء العالم يمكن منعها أو تأخيرها، محددة 14 عامل خطر للإصابة بالخرف بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وأضافت الدراسة التي نشرت، أمس (الأربعاء)، بمجلة «لانسيت» الطبية، عاملين جديدين إلى عوامل الخطر الـ12 التي يجب الانتباه إليها فيما يتعلق بالإصابة بمرض الخرف.

ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يعيشون مع الخرف على مستوى العالم ثلاث مرات تقريباً ليصل إلى 153 مليوناً بحلول عام 2050، ويحذر الباحثون من أن هذا يمثل تهديداً سريع النمو لأنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية. وتظهر الأبحاث أن التكاليف الصحية والاجتماعية العالمية المرتبطة بالخرف تتجاوز تريليون دولار (780 مليار جنيه إسترليني) سنوياً.

وقال الباحثون إن هناك أدلة جديدة تدعم إضافة فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، إلى قائمة عوامل الخطر المحتملة للإصابة بالخرف.

واستناداً إلى الأدلة المتاحة، تشير الدراسة إلى أن فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم يرتبطان بنحو 9 المائة من حالات الخرف.

ويضاف هذان العاملان إلى عوامل الخطر الـ12 التي حددتها مجلة «لانسيت» في عام 2020، والتي يرجعها الباحثون مجتمعة إلى نحو 36 في المائة من حالات الخرف.

وقالت «لانسيت» إن «نهج الوقاية يجب أن يوجه نحو معالجة مستويات عوامل الخطر الـ14 في مرحلة مبكرة والاستمرار في ذلك على مدى الحياة».

ويأتي فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول بجانب عوامل أخرى حُددت سابقاً وهي مستويات التعليم الأقل، وإصابة الرأس، وانخفاض النشاط البدني، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول، وارتفاع ضغط الدم، والبدانة، والسكري، وفقدان السمع، والاكتئاب، وندرة التواصل الاجتماعي، وتلوث الهواء.

وبحسب الدراسة، ينبغي لصناع السياسات إعطاء الأولوية للموارد اللازمة لتمكين الحد من المخاطر لمنع أو تأخير الخرف والتدخلات الرامية إلى تحسين الأعراض وحياة الأشخاص المصابين بالخرف وأسرهم.

وفي هذا المجال، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة البروفيسورة جيل ليفينغستون، إنه أصبح من الواضح بشكل متزايد أن هناك الكثير يتوجب على ملايين الأشخاص فعله لتقليل خطر الإصابة بالخرف.

وأضافت: «يعتقد كثير من الناس في مختلف أنحاء العالم أن الخرف أمر لا مفر منه، ولكنه ليس كذلك. وتخلص الدراسة إلى أنه يمكنك زيادة فرص عدم الإصابة بالخرف أو تأخير ظهوره بشكل كبير».

وأكدت أيضاً أهمية «أنه على الرغم من وجود أدلة أقوى لدينا الآن على أن التعرض للمخاطر لفترة أطول له تأثير أكبر، فليس من المبكر أبداً أو متأخراً جداً لاتخاذ إجراء».

وأشارت ليفينغستون إلى أن الناس في جميع مراحل حياتهم من الأطفال إلى كبار السن، يمكنهم اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بالمرض - الذي ليس له علاج - أو على الأقل صده حتى وقت لاحق في الحياة.

وتشير الدراسة إلى ضرورة الحفاظ على نظام غذائي صحي ونشاط العقل والجسم، وتجنب التدخين والإفراط في تناول الكحول، مما يساعد في الحد من احتمالات الإصابة بالخرف.


مقالات ذات صلة

هل النوم لمدة 6 ساعات كافٍ؟

صحتك النوم الجيد يُمكّن الأشخاص من الاستمتاع بصحة أفضل خلال حياتهم (رويترز)

هل النوم لمدة 6 ساعات كافٍ؟

يعاني البعض من الشعور بعدم الحصول على القدر الكافي من النوم رغم الاستغراق فيه لمدة 6 ساعات، ما يثير قلقهم بشأن حالتهم الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك 7 نقاط حول التعامل العلاجي مع حالات الأرق

7 نقاط حول التعامل العلاجي مع حالات الأرق

ضمن الجهود العلمية المشتركة، عرض باحثون من مركز الأبحاث بجامعة «لافال» بكندا، مجموعة المستجدات العلمية الحديثة حول إدارة معالجة حالات الأرق Insomnia.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية تنقذان مئات الآلاف من صغار الأطفال

الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية تنقذان مئات الآلاف من صغار الأطفال

يحتفل الوسط الطبي في دول العالم بفعالية الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية 2024

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك توجهات جديدة لفحص سرطان القولون والمستقيم

توجهات جديدة لفحص سرطان القولون والمستقيم

ربما حان الوقت لنطلق جميعاً زفرة ارتياح، أو على الأقل نشعر بالأمل؛ وذلك لأن عملية الكشف عن سرطان القولون والمستقيم ربما تصبح أسهل بكثير قريباً.

هايدي غودمان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك كيف تتعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

كيف تتعامل مع إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

مع تصاعد الأصوات التي تطالب بحظر استخدام المراهقين والأطفال، تحت سن 16 عاماً، وسائل التواصل الاجتماعي....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

استبدال هذه الأطعمة باللحوم المصنعة يقي من الخرف

اللحوم المصنعة تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم والدهون المشبعة (جامعة هارفارد)
اللحوم المصنعة تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم والدهون المشبعة (جامعة هارفارد)
TT

استبدال هذه الأطعمة باللحوم المصنعة يقي من الخرف

اللحوم المصنعة تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم والدهون المشبعة (جامعة هارفارد)
اللحوم المصنعة تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم والدهون المشبعة (جامعة هارفارد)

أثبتت دراسة أميركية أن استبدال المكسرات والبقوليات باللحوم المصنعة يقي من الخرف.

وأوضح الباحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد أن تناول اللحوم المصنعة يرفع من احتمالية الإصابة بالخرف، حسب نتائج الدراسة التي عُرضت، الأربعاء، أمام المؤتمر الدّولي لجمعية ألزهايمر في فيلادلفيا.

والخرف هو اضطراب عصبي يسبب تدهوراً مستمراً في القدرات العقلية، مما يؤثر على التفكير والذاكرة والقدرة على اتخاذ القرارات.

ويعاني الأشخاص المصابون بالخرف من صعوبة في أداء المهام اليومية ويواجهون تغييرات ملحوظة في السلوك والشخصية.

وأصبحت الدراسات التي تبحث في النظام الغذائي وخطر التدهور المعرفي محور اهتمام الباحثين.

وخلال الدراسة الجديدة، تابع الفريق 130 ألف شخص في الولايات المتحدة لمدة 43 عاماً، في دراسة طويلة الأمد، وفي المجمل ظهرت 11 ألفاً و173 حالة من الخرف بين المشاركين خلال فترة الدراسة.

وقدم المشاركون بيانات عن نظامهم الغذائي كل عامين إلى 5 أعوام، بما في ذلك عدد المرات التي يتناولون فيها اللحوم الحمراء المصنعة مثل الهوت دوغ، والنقانق، والسّلامي، ولحوم الساندويتشات الأخرى.

وسُئل المشاركون أيضاً عن استهلاكهم للمكسرات والبقوليات، بما في ذلك زبدة الفول السوداني، والفول السوداني، والجوز، والمكسرات الأخرى، والفاصوليا الخضراء، والبازلاء، وحليب الصويا، والتوفو. كما نظر الفريق إلى «الشيخوخة الإدراكية» لدى مجموعة فرعية من نحو 17500 مشارك في الدراسة.

ووجد الباحثون أن استبدال وجبة يومية من المكسرات أو الفاصوليا أو التوفو كل يوم بوجبة يومية واحدة من اللحوم الحمراء المصنعة، قد يقلّل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 23 في المائة، وتأخير تدهور القدرات العقلية بمتوسط قدره 1.37 سنة.

ووجدوا أيضاً، أن تناول ربع وجبة أو أكثر من اللحوم الحمراء المصنعة يومياً يزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 14 في المائة.

ووجد الباحثون كذلك، أن كل وجبة إضافية من اللحوم الحمراء المصنعة التي تُتناول يومياً ترتبط بتسريع الشيخوخة الإدراكية التي تشمل تراجع قدرات اللغة، والوظيفة التنفيذية، والمعالجة العقلية بنحو 1.6 عام. وارتبطت هذه الوجبة الإضافية اليومية أيضاً بتسريع الشيخوخة المعرفية للذاكرة اللفظية، وهي القدرة على تذكّر وفهم الكلمات والجمل، بنحو 1.7 عام، وفقاً لفريق البحث.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج تفيد بأن اللحوم المصنعة قد تكون ضارة للدماغ بسبب احتوائها على مواد حافظة مثل «نترات الصوديوم»، وقد ارتبطت أيضاً بزيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسّكري. كما تحتوي هذه اللحوم على مستويات عالية من الصوديوم والدّهون المشبعة، مما قد يسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن.