اضطراب أكل يتعلّق بتركيبة الطعام أو لونه أو رائحته... ماذا نعرف عن «أرفيد»؟

ما الفرق بين «أرفيد» والنزق بالطعام؟ (رويترز)
ما الفرق بين «أرفيد» والنزق بالطعام؟ (رويترز)
TT

اضطراب أكل يتعلّق بتركيبة الطعام أو لونه أو رائحته... ماذا نعرف عن «أرفيد»؟

ما الفرق بين «أرفيد» والنزق بالطعام؟ (رويترز)
ما الفرق بين «أرفيد» والنزق بالطعام؟ (رويترز)

يرهق بعض الأولاد والديهم عندما يتعلق الأمر بالطعام، فمنهم من لا يتناول إلا أصنافاً محددة جداً، وأحياناً لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة، ومهما حاول الأهل ترغيبهم أو ترهيبهم لتذوق أصناف جديدة يرفضون رفضاً قاطعاً.

ووفق تقرير لشبكة «سي إن إن»، عندما كانت هانا تبلغ من العمر 7 سنوات، أخبرت والديها أنها لا تريد أن تخاف من الطعام بعد الآن.

لقد توقفت عن الرغبة في الذهاب إلى فتيات الكشافة وحفلات أعياد الميلاد والمطاعم والاحتفالات العائلية وحتى مائدة العشاء. قالت والدتها ميشيل لـ«سي إن إن»، إن الطعام كان في كل مكان؛ ما سبّب لها كثيراً من القلق.

لاحظت ميشيل ذلك لأول مرة عندما حاولت تحويل الطفلة هانا من الحليب الصناعي إلى الحليب والمواد الصلبة، لكن هانا رفضت. في كثير من الأحيان، كانت تغلق شفتيها أو تبصق الطعام الذي قُدّم إليها.

مع تقدمها في السن، كانت لدى هانا قائمة تضم نحو خمسة أطعمة تأكلها، وكانت محددة.

وتبلغ هانا الآن 8 سنوات، وتتلقى العلاج من اضطراب تجنّب أو تقييد تناول الطعام، أو اضطراب الأكل التحسسي أو «أرفيد»(ARFID).

وشرحت كيت دانسي، المديرة السريرية لمركز اضطرابات الطعام: على عكس اضطرابات الأكل، مثل: فقدان الشهية أو الشره المرضي العصبي، لا يتعلّق بشكل الجسم أو حجمه.

وبدلاً من ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون اضطراب «أرفيد» محدودون للغاية في الأطعمة التي يشعرون بالأمان والراحة في تناولها، وفقاً لدانسي.

بالإضافة إلى كونهم من الأشخاص الذين «يصعب إرضاءهم»، فإن هذا الاضطراب يمكن أن يكون منهكاً، ويسبّب مشكلات صحية طويلة الأمد.

واضطراب «أرفيد» جديد، ولم يُضف إلا إلى الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، DSM - 5. في عام 2013. (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية هو الدليل الذي يستخدمه متخصصو الرعاية الصحية بوصفه دليلاً رسمياً في تشخيص الاضطرابات العقلية).

قال الدكتور ستيوارت موراي، الأستاذ المساعد في الطب النفسي: «أود أن أسمي (أرفيد) اضطراب الأكل الصامت، لأنه منتشر للغاية، ولكنه الأقل دراسة، والأقل اضطراباً الذي يجري الحديث عنه، وهو الأقل تمويلاً على مستوى البحث الفيدرالي».

إليك ما يريد الخبراء أن تعرفه عن «أرفيد»

ما «أرفيد»؟

وقال موراي إنه بدلاً من تقييد السعرات الحرارية أو المحتوى الغذائي، فإن الأشخاص الذين يعانون اضطراب «أرفيد» غالباً ما يحدون من طعامهم من خلال التفضيلات الحسية أو التركيبية.

وأضاف: «هذا هو المكان الذي يقيّد فيه الشخص عادة تنوع الطعام وحجمه، لأن لديه معتقدات منهكة بصورة لا تُصدق حول تركيبة الطعام. من الأمثلة على ذلك عدم تناول أي أطعمة ذات ملمس معين، أو رائحة معينة، أو نكهة معينة، أو حتى علامة تجارية معينة من الطعام».

وأعطى مثالاً بأنه في بعض الحالات، كان لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب «أرفيد» تجربة مؤلمة مع الطعام، مثل الاختناق؛ ما يدفعهم إلى مزيد من اليقظة عند تناول الطعام. وفي أحيان أخرى، يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة لديهم رغبة منخفضة في تناول الطعام وقلق شديد بشأنه.

وقال موراي إن الخوف من تغيير نوع الشخصية قد يُسهم أيضاً في ظهور أعراض «أرفيد».

هل «أرفيد» مثل النزق بالطعام؟

وفق دانسي فإن كثيراً من الأطفال انتقائيون، ويحاولون التوقف عن تناول بعض الخضراوات أو غيرها من الأطعمة، لكن هذا ليس مثل «أرفيد».

وأشارت إلى أن إحدى الطرق لاكتشاف الفرق هي مستوى الضعف والقلق الذي يأتي مع مواجهة طعام جديد.

وأضافت: «قد يتمكّن الشخص الذي يصعب إرضاءه من تناول طعام معين في طبقه، أو حتى تناول القليل منه، أما الشخص المصاب بـ(أرفيد) لن يتمكن من تناول أي شيء في الطبق إذا كان هناك طعام يُعدّ غير مقبول بالنسبة إليه».

وقالت دانسي إن الأمر لا يقتصر على حفنة من الأطعمة التي لن يأكلها الأشخاص المصابون بـ«أرفيد». وأضافت أنه في كثير من الأحيان، سيكون لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة قائمة تضم ما لا يقل عن 5 أو 10 أطعمة يشعرون بالراحة عند تناولها.

وشرح موراي أن اليقظة الأكبر بشأن التذوق قد تأتي أيضاً مع «أرفيد»، ويمكن لكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة معرفة الاختلافات الصغيرة، مثل ما إذا كانت العلامة التجارية لصلصة المعكرونة قد غُيّرت، وقال: «هذا في حد ذاته يمكن أن يكون منهكاً للآباء».

العلاقة الجيدة مع الطعام أمر أساسي

وقال موراي إن هذه الحالة تبدأ غالباً في مرحلة الطفولة، لكن «أرفيد» يمكن أن يؤثر في الأشخاص من جميع الأعمار. ويمكن للناس أن يواجهوا العواقب طوال حياتهم.

وقال: «يمكن للأطفال أن يسقطوا من منحنى نموهم بسرعة كبيرة، ويمكن أن تصبح غير متوازنة من الناحية الأيضية والغذائية بسرعة كبيرة، وبالتالي فإن التأثيرات الطبية عميقة جداً».

ولقد اختبرت هانا هذا قبل أن تبدأ العمل مع أحد متخصصي «أرفيد». وكانت تواكب النمو المتوقع وزيادة الوزن بالنسبة إلى عمرها. ولكن مع عدم وجود ما يكفي من الغذاء في نظامها، توقف نموها، على حد قول ميشيل.

وقال موراي إنه في بعض الحالات يمكن أن يؤدي تقييد تناول الطعام إلى فقدان الوزن أو دخول المستشفى.

ووفق دانسي: «في أي نوع من المشكلات النفسية، يكون (مؤشر المشكلة) دائماً عندما يؤثر في الطفل والأسرة»، وقالت: «عندما يكون التأثير كبيراً، عندها نشعر بالقلق».

ما نستطيع فعله

وقال موراي إنه على الرغم من أن الباحثين ما زالوا بحاجة إلى تعلّم كثير عن «أرفيد»، فإن هناك موارد متاحة، موضحاً أن «أول شيء يجب أن نعرفه هو أن التدخل المبكر أفضل؛ لأن قائمة الأطعمة المتجنّبة يمكن أن تتزايد بصفة كبيرة».

لا توجد بيانات كثيرة حول ما إذا كان الدواء مفيداً، ولكن العلاج -بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج السلوكي المعرفي- ساعد كثيراً من الأشخاص.

وشرح موراي أن علاج «أرفيد» يتضمّن عادة التعرض الموجه للأطعمة، حتى يتمكّن الشخص من إعادة تعلم الارتباطات مع تلك الأطعمة وعدم تجنبها في النهاية.

في المنزل، هناك أشياء يمكن للعائلات القيام بها لدعم طفل مصاب بـ«أرفيد» بصورة أفضل، مثل إعطاء الأولوية للتأكد من حصول الطفل على ما يكفي من السعرات الحرارية، قبل التركيز على توسيع التنوع، كما تقول الدكتورة نيكول ستيتلر، المديرة التنفيذية السريرية لخدمات التعافي من اضطرابات الأكل في «روجرز» للصحة السلوكية.

يمكنك أيضاً إعطاء طفلك أدوات مثل أجهزة ضبط الوقت أو التذكيرات المرئية لتناول الطعام، وتجربة «التسلسل الغذائي»، وهي استراتيجية تجمع بين الأطعمة الجديدة والأطعمة التي يعرف بالفعل أنه يحبها.

وأضاف موراي، بصفتنا عائلة ومقدمي رعاية لشخص مصاب بـ«أرفيد»، من المهم أن نتذكر أنهم لا يحاولون أن يكونوا متعنتين على الرغم من أنه قد يكون من المحبط أن تشعر بأن النجوم يجب أن تتماشى مع وقت تناول الطعام بسلاسة.

وقال: «إنه أمر محبط حقاً؛ لأن النجوم لا تصطف في معظم الأوقات، ولا أعرف الصيغة التي تجعله يأكل. ومع ذلك، فإنه أمر ضار حقاً لأي طفل يعاني أي اضطراب نفسي أن يشعر بالعقاب بسبب ذلك؛ لذلك من المهم حقاً عدم العقاب واعتماد موقف داعم بين الوالدين».

وقالت ميشيل إنه بعد خمسة أشهر من العلاج، تدفع هانا نفسها إلى تجربة أشياء جديدة في كثير من الأحيان وتناول ثلاث قضمات لمنحها فرصة كاملة.

وأكدت أن ثقتها بنفسها زادت، وأصبحت أكثر فضولاً، وزادت قائمة «الأطعمة الآمنة» الخاصة بها بمقدار 11 صنفاً.

وأضافت: «هدفنا هو إيصالها إلى مكان جيد... حتى تتمكن مع تقدّمها في السن، من الحصول على الأدوات التي تحتاج إليها».


مقالات ذات صلة

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

صحتك الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تأثيرات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

من المعروف أن النوم له فوائد صحية مذهلة ولكن ما مقدار النوم الذي يعد أكثر من اللازم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

كم ساعة تحتاجها أسبوعياً في التدريب لتحمي نفسك من «القاتل الصامت»؟

قالت دراسة جديدة إن الحفاظ على النشاط البدني أثناء مرحلة الشباب بمستويات أعلى من الموصى بها سابقاً قد يكون مهماً بشكل خاص لمنع ارتفاع ضغط الدم

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، وأكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي
TT

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

إجراء بسيط ينقذ الأطفال الخدج من الشلل الدماغي

تجدد النقاش الطبي في جامعة «بريستول» (University of Bristol) بالمملكة المتحدة حول إمكانية حماية الأطفال الخدج (المبتسرين) من المضاعفات الخطيرة للولادة المبكرة، أهمها على الإطلاق الشلل الدماغي (CP)، الذي يصيب الرضيع بالشلل في جميع أطراف جسده، ويلازمه طيلة حياته، وذلك باستخدام عقار بسيط هو «كبريتات الماغنسيوم» (magnesium sulphate) عن طريق التنقيط الوريدي.

والجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يُكلف أكثر من 5 جنيهات إسترلينية في الجرعة الواحدة بالمملكة المتحدة. لكن هذه الإجراء يجب أن يجري في المستشفى فقط، تحت رعاية طاقم مدرب من الأطباء والممرضين، وفي حالة تعميمه في المستشفيات حول العالم يمكن أن يوفر حماية لملايين الرضع.

مخاطر الولادة المبكرة

من المعروف أن الولادة المُبكرة تمثل نوعاً من الخطورة على حياة الرضع؛ لذلك يجري وضعهم في الحضانات حتى يكتمل نموهم. ومن أهم المخاطر التي يمكن أن تحدث لهم، مشكلات الجهاز العصبي، لعدم وصول الأوكسجين بشكل كافٍ للمخ، بجانب عدم نضج الجهاز العصبي، ما يمكن أن يؤدي إلى خلل في التوصيلات العصبية.

لذلك تُعد الفكرة المطروحة بمثابة نوع من الإنقاذ. وفي البداية طرحت نظرية استخدام هذا الدواء بعد ملاحظة فاعليته في منع حدوث الشلل الدماغي في الأطفال الخدج، حينما تم وصفه لإحدى السيدات الحوامل لغرض طبي آخر، ربما، مثلاً، لمنع التشنجات التي تحدث في تسمم الحمل، والتي تستلزم ضرورة الولادة المبكرة.

ثم جرت تجربة الدواء بشكل عشوائي على عدة سيدات، وجاءت النتائج مبشرة أيضاً، ثم نُشرت هذه التجارب في دراسة طبية عام 2009. وبعد الدراسة بدأ استخدام العلاج يزداد، ولكن ليس بالشكل الكافي لحماية السيدات في المملكة المتحدة.

تحمست إحدى طبيبات الأطفال وحديثي الولادة، وهي الدكتورة كارين لويت (Karen Luyt)، لهذه النظرية وقامت بتنفيذها على الأمهات اللاتي اضطررن للولادة قبل 30 أسبوعاً من الحمل، وفي بعض الأحيان 32 أسبوعاً تبعاً للحالة الطبية العامة للأم والجنين. وأوضحت الطبيبة أن الدواء أسهم في تقليل فرص حدوث الشلل الدماغي بنسبة بلغت 30 في المائة.

وفي عام 2014، اكتشفت أن الدواء، رغم فاعليته الأكيدة في حماية الرضع، لم يكن يستخدم على نطاق واسع في المملكة المتحدة؛ لذلك بدأت برنامجاً خاصّاً بإعطاء الدواء لكل السيدات اللاتي تنطبق عليهن الشروط، بمساعدة السلطات الصحية في كل المناطق. وأطلقت مع زملائها على هذا البرنامج عنوان: «منع الشلل الدماغي في الأطفال المبتسرين» (PReCePT)، على أن يكون هذا الإجراء نوعاً من الاختيار للأمهات، ولا يتم العمل به بشكل روتيني.

دواء لدرء الشلل الدماغي

مع الوقت والتجارب وصلت الخدمات الطبية لمعظم السيدات الحوامل اللائي لديهن مشاكل طبية يمكن أن تؤدي إلى الولادة المبكرة في جميع أجزاء المملكة بالفعل. والبرنامج جرى إدراجه في النظام الصحي البريطاني (NHS) في الوحدات الخاصة برعاية السيدات الحوامل والأمهات. وخلال الفترة من 2018 وحتى 2023 فقط، جرى إعطاء العلاج لما يزيد على 14 ألف سيدة في إنجلترا، ما أسهم في خفض معدلات الشلل الدماغي بنحو 385 حالة عن العدد المتعارف عليه لهذا الكم من السيدات.

والجدير بالذكر أن إحدى السيدات اللائي بدأت البرنامج من خلال استخدام الدواء أثناء فترة حملها، وتُدعى إيلي، لديها طفل ذكر بصحة جيدة في عمر الـ11 عاماً الآن.

دواء يُنظم سريان الدم إلى المخ والتحكم في التوصيلات العصبية الطرفية

قال الباحثون إن الآلية التي يقوم بها العلاج بمنع الشلل الدماغي غير معروفة تماماً، ولكن هناك بعض النظريات التي توضح لماذا يحمي الجهاز العصبي، وذلك عن طريق تنظيم ضغط الدم وسريانه إلى المخ بجانب التحكم في التوصيلات العصبية الطرفية التي تربط الأعصاب بالعضلات، وتتحكم في انقباضها (neuromuscular transmission) ما يمنع تلفها ويسمح لها بممارسة وظائفها بشكل طبيعي.

وأوضح الباحثون أن المشكلة في استخدام الدواء تكمن في الحالات غير المتوقعة؛ لأنه من المستحيل معرفة ميعاد الولادة بنسبة 100 في المائة، فبعض السيدات يلدن مبكراً، على الرغم من عدم وجود أي مشاكل طبية، بشكل غير متوقع تماماً لا يسمح بالتدخل أساساً. إضافة إلى أن بعض السيدات يشعرن بألم ولادة غير حقيقي قبل الميعاد الفعلي بفترة كبيرة، ويكون بمثابة إنذار كاذب، ومن ثم يلدن في الميعاد الفعلي للولادة.

وتبعاً للبيانات الخاصة بشبكة «فيرمونت أكسفورد» (Vermont Oxford Network) (منظمة غير ربحية عبارة عن تعاون 1400 مستشفى حول العالم بهدف تحسين العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة)، لا يجري استخدام الدواء حتى الآن بالشكل المناسب في العالم كله، بما فيه الدول المتقدمة، على الرغم من رخص ثمنه وفاعليته الكبيرة، وعلى وجه التقريب من بين جميع النساء اللاتي يجب أن يتناولن الدواء. وهناك نسبة لا تزيد على الثلثين فقط، يمكنهن الحصول عليه، وتقل النسبة في الدول الأكثر احتياجاً والأقل تقدماً على المستوى الصحي.

ويحاول الباحثون، بالتعاون مع المنظمات الصحية حول العالم، توفير الدواء لكل السيدات الحوامل اللاتي يمكن أن يلدن قبل الميعاد المحدد للولادة، بصفته نوعاً من الوقاية للرضع، وبطبيعة الحال يجب أن تكون هناك طواقم مدربة تتعامل مع هذا الإجراء بجدية.

وقال الباحثون إن مزيداً من الدراسات في المستقبل القريب يمكن أن يساعد في شيوع الاستخدام، خصوصاً إذا جرى التوصل لطريقة لإعطاء الدواء بخلاف التنقيط الوريدي، لأن ذلك يمكن أن يسهم في حماية الأطفال بالمناطق النائية التي لا توجد بها مستشفيات مركزية.

• استشاري طب الأطفال.