لماذا نتأخر عن مواعيدنا؟... 3 أسباب نفسية

فنيون يعملون على برج ساعة بارتفاع خمسة أقدام بشركة «إلكتريك تايم» في ميدفيلد بولاية ماساتشوستس (أرشيفية - رويترز)
فنيون يعملون على برج ساعة بارتفاع خمسة أقدام بشركة «إلكتريك تايم» في ميدفيلد بولاية ماساتشوستس (أرشيفية - رويترز)
TT

لماذا نتأخر عن مواعيدنا؟... 3 أسباب نفسية

فنيون يعملون على برج ساعة بارتفاع خمسة أقدام بشركة «إلكتريك تايم» في ميدفيلد بولاية ماساتشوستس (أرشيفية - رويترز)
فنيون يعملون على برج ساعة بارتفاع خمسة أقدام بشركة «إلكتريك تايم» في ميدفيلد بولاية ماساتشوستس (أرشيفية - رويترز)

لا أحد يحمل ضغينة لزميل أو صديق تأخر عن موعده خمس دقائق، لكن كثيرين يشعرون بالغضب إذا أدركوا أن التأخر عن المواعيد ينم عن عدم الاحترام.

لذلك يشعر كثيرون بالغضب إذا جرى التأخر عنهم إذا لم يكن هناك عذر جيد؛ مثل شيء خارج إرادتك، كالطريق والمواصلات؛ لأن الغضب الذي ينشأ عن التأخر في المواعيد معناه أن الشخص المتأخر يقول للآخر: «أنا أكثر أهمية منك»، أو حتى «أنا أقدم لك معروفاً من خلال حضوري».

وعدَّ تقرير لموقع «سيكولوجي توداي» أن «التأخر يُهين الآخرين، لكنه أيضاً يقوّض شخصية الشخص المتأخر؛ لأنه قد ينم عن نقص في الذكاء أو في معرفة الذات أو في قوة الإرادة أو التعاطف. على سبيل المثال، قد يكون الشخص المتأخر وضع أهدافاً غير واقعية، وأفرط في جدولة يومه، أو قلّل الوقت الذي يستغرقه السفر من مكان إلى آخر».

لكن هناك أيضاً بعض الأسباب الأكثر سوءاً للتأخر، عن مجرد الأداء المتوسط، بعضها ينطوي على الغضب والعدوان، والبعض الآخر خداع الذات.

التأخر بصفته سلوكاً عدوانياً

وبالنسبة للغضب والعدوان، فإن الأشخاص الغاضبين الذين يتصرفون بهدوء ولطف مُبالغ فيه تقريباً، قد يعبرون مع ذلك عن غضبهم، من خلال وسائل سلبية، مثل التأخر في الوقت.

وعدَّ التقرير أن التأخر، في كثير من الأحيان، على أساس متكرر وغير متوقع، يكون سلوكاً عدوانياً، إذ إن السلوك العدواني السلبي هو وسيلة للتعبير عن العدوان سراً، وذلك دون تكبد التكاليف العاطفية والاجتماعية الكاملة للعدوان العلني. ومع ذلك فهو يمنع تحديد المشكلة أو المشكلات الأساسية وحلّها، ويمكن أن يؤدي إلى قدر كبير من الانزعاج والاستياء لدى الشخص أو الأشخاص على الطرف المتلقي.

التأخر بصفته خداعاً للذات

ويُعد التأخر أيضاً شكلاً من أشكال خداع الذات، إذ إن الشخص المتأخر يشعر بأنه أكثر أهمية. ووفقاً للتقرير، فإن الشخص قد يتأخر لأنه يشعر بالنقص أو عدم الأهمية، ويكون التأخر وسيلة له لفرض نفسه على موقف ما، وجذب أقصى قدر من الاهتمام.

التأخر بصفته وسيلة للرفض

ويُعد التأخر عن المواعيد أيضاً وسيلة لإظهار عدم موافقتك على غرض الاجتماع، أو الاستياء من نتائجه المحتملة. ويكون التأخر عن المواعيد أيضاً شكلاً من أشكال الخوف من عواقب الاجتماع أو الموعد.

وليس بالضرورة أن يكون التأخير ذا مدلول نفسي، لكنه يمكن أن يكون تصرفاً من العقل اللاواعي، أو ما يسمى الحدس، لرفض المشاركة، فمثلاً يمكن أن يكون هناك اجتماع (أو حتى موعد لوظيفة) ليس هو الأفضل لوقتك، أو أنه سيعمل حتماً ضد مصلحتك الشخصية.


مقالات ذات صلة

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

صحتك كيف نحصل على أكبر قدر من العناصر الغذائية؟ (رويترز)

تناول الحديد مع الفيتامين «C»... كيف تدمج العناصر الغذائية لأكبر قدر من الاستفادة؟

من المهم جداً اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة والعناصر الغذائية، لكن كيفية تناول هذه العناصر الغذائية تلعب دوراً في الحصول على أكبر فائدة ممكنة منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

السمنة... تحديات صحية وحلول مبتكرة

تُعد السمنة من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث تتزايد معدلاتها بشكل ملحوظ في جميع أنحاء العالم، وتلقي بتأثيراتها السلبية على الصحة العامة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الخبر - المنطقة الشرقية)
صحتك فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

فوائد ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الأطفال الصغار

مع بدء العام الدراسي، سلط العلماء في جامعة فلوريدا أتلانتيك، الضوء على أهمية ألعاب المحاكاة في تنمية مهارات الطفل الإبداعية والفكرية في مرحلة ما قبل الدراسة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عضلات جسمك تؤلمك... 9 أسباب قد تغيب عنك

عند استخدام لغة الأرقام، فإن حالات آلام العضلات تمثل مشكلة صحية واسعة الانتشار.

د. عبير مبارك (الرياض)

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)
البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)
TT

أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة

البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)
البكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة تفاقم خطر سرطانات الرأس والرقبة (نيويورك لانغون هيلث)

كشفت دراسة أميركية أنّ أنواعاً من البكتيريا في الفم قد تفاقم خطر الإصابة بسرطانات الرأس والرقبة بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

وأوضح الباحثون أنّ بعض هذه البكتيريا مسؤولة عن التسبُّب بأمراض اللثة، وهي التهابات خطيرة قد تؤدّي إلى تأكّل عظام الفك والأنسجة المحيطة بالأسنان، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «JAMA Oncology».

ولطالما لاحظوا أنّ الأشخاص الذين يعانون سوء صحة الفم يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطانات الرأس والرقبة مقارنةً بمَن يتمتّعون بصحة فموية جيدة.

ورغم أنّ دراسات سابقة ربطت بعض أنواع البكتيريا في الفم بهذه السرطانات، فإنّ أكثر الأنواع البكتيرية تورطاً لم تكن واضحة حتى الآن.

وقاد فريق بحثي من جامعة «نيويورك لانغون هيلث» ومركز «بيرلماتر للسرطان» هذه الدراسة الجديدة، التي حلّلت التكوين الجيني للبكتيريا في الفم لدى أفراد أصحاء.

وكشفت دراسات سابقة عن وجود بعض أنواع البكتيريا في عيّنات أورام لأشخاص شُخِّصت إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة. وفي تقويم أُجري عام 2018، استكشف الباحثون كيف يمكن للميكروبات في أفواه الأشخاص الأصحاء أن تفاقم خطر الإصابة بالسرطان مع الوقت.

وأوضحوا أنّ الدراسة الجديدة تُعدّ الأكبر من نوعها؛ إذ اعتمدت على بيانات من 3 دراسات رئيسية تتبَّعت أكثر من 159 ألف أميركي لفهم تأثير العوامل الغذائية ونمط الحياة والتاريخ الطبي في تطوُّر السرطان.

وبعد تسجيل المشاركين، غسلوا أفواههم وقدَّموا عيّنات من اللعاب لتحليل الحمض النووي البكتيري والفطري منها. وقارن الباحثون الميكروبات الفموية لـ236 مريضاً شُخِّصت إصابتهم بسرطان الرأس والرقبة مع 458 مشاركاً آخرين لم يصابوا بهذا المرض، مع الأخذ في الحسبان العوامل المؤثرة، مثل العمر والعرق والتدخين واستهلاك الكحول.

ووجدوا أنّ 12 نوعاً من البكتيريا مرتبطة بخطر الإصابة بسرطان الرأس والرقبة. وقد ارتبطت هذه المجموعة بزيادة احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 30 في المائة. ومع إضافة 5 أنواع بكتيرية أخرى شائعة في أمراض اللثة، ارتفع الخطر الإجمالي إلى 50 في المائة.

وقال الباحثون إنّ نتائج دراستهم تضيف سبباً آخر للحفاظ على عادات صحية جيدة للفم. وقد لا يساعد تنظيف الأسنان بالخيط والفرشاة في الوقاية من أمراض اللثة فحسب، بل قد يسهم أيضاً في الحماية من سرطان الرأس والرقبة.

وأضافوا أنه بعد تحديد البكتيريا الرئيسية التي قد تسهم في هذا المرض، «نخطّط الآن لاستكشاف الآليات التي تسمح لها بذلك، وكيف يمكننا التدخُّل بفاعلية لتثبيطها». ولفت الفريق إلى أنّ عدد حالات سرطان الرأس والرقبة لا يزال نادراً نسبياً، وإنما المخاطر الإضافية المرتبطة بالبكتيريا الفموية تدعو للقلق، مما يعزّز أهمية الحفاظ على صحّة الفم.