لمرضى ألزهايمر... «نتائج واعدة» للرمّان على تخفيف الأعراض

الباحثون وجدوا أن هذه الفاكهة تحتوي على مادة تساعد على تعزيز الذاكرة واستعادة وظائف المخ

فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟ (أ.ف.ب)
فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟ (أ.ف.ب)
TT
20

لمرضى ألزهايمر... «نتائج واعدة» للرمّان على تخفيف الأعراض

فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟ (أ.ف.ب)
فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟ (أ.ف.ب)

أثبتت الأبحاث والدراسات علاقة تأثير النظام الغذائي على الإصابة بألزهايمر، لكن مؤخراً وجد الباحثون في جامعة كوبنهاغن والمعهد الوطني الأميركي للشيخوخة أن تناول مزيد من الرمان والفراولة والجوز يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة لدى مرضى ألزهايمر، وفق تقرير لـ«فوكس نيوز»، فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟

دور «يوروليثين أ» على ألزهايمر

تحتوي هذه الأطعمة على مادة تسمى «يوروليثين أ (urolithin A)»، وهو مركب تصنعه بكتيريا الأمعاء.

وقال فيلهلم بور، الأستاذ المشارك بقسم الطب الخلوي والجزيئي في كلية الطب بجامعة هارفارد: «تُظهر دراستنا على نماذج الفئران المصابة بمرض ألزهايمر أن مادة «اليوروليثين أ»؛ وهي مادة موجودة بشكل طبيعي في الرمان، يمكن أن تخفف مشاكل الذاكرة والعواقب الأخرى للخرف».

ولدى المرضى الذين يعانون أمراض التنكس العصبي، مثل مرض ألزهايمر، يواجه الدماغ صعوبة في إزالة الميتوكوندريا الضعيفة، التي تتراكم وتضعف وظائف المخ.

ووجد الباحثون أن «اليوروليثين أ» يزيل الميتوكوندريا الضعيفة من الدماغ، ومن ثم يستعيد الوظيفة الإدراكية.

ماذا عن الجرعة؟

ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة ألزهايمر والخرف. إلا أن الباحثين ليسوا متأكدين من مقدار المادة اللازمة لتحقيق نتائج إيجابية.

وقال بور: «ما زلنا لا نستطيع أن نقول أي شيء حاسم بشأن الجرعة، لكنني أتصور أنها أكثر من مجرد رمانة في اليوم». وأضاف: «ومع ذلك فإن المادة متوفرة بالفعل في شكل حبوب، ونحن نحاول حالياً العثور على الجرعة المناسبة».

وأشار إلى أنه يمكن استخدام «يوروليثين أ» بشكل مثالي بوصفه وسيلة آمنة للوقاية من الأمراض العصبية، موضحاً أن «ميزة تناول مادة طبيعية هي تقليل مخاطر الآثار الجانبية».

وتابع: «لقد كانت التجارب السريرية مع (يوروليثين أ) فعالة في علاج أمراض العضلات، والآن نحن بحاجة إلى النظر في مرض ألزهايمر».

واستناداً إلى «النتائج الواعدة»، التي ظهرت في نماذج الفئران، يخطط الباحثون لإجراء تجارب سريرية على البشر.

لم تشارك تانيا فرايريش، اختصاصية التغذية المسجلة في شارلوت بولاية نورث كارولينا، في الدراسة، ولكنها شاركت التعليقات على النتائج.

وقالت، لـ«فوكس نيوز»: «إن العلاج طويل الأمد بـ(اليوروليثين) أدى إلى تحسين كبير في التعلم والذاكرة ووظيفة الشم لدى الفئران».

وتابعت: «بوصفي اختصاصية تغذية، أوصي دائماً بأن يناقش الأشخاص أي مُكمل مع مقدم الرعاية الطبية الشخصي الخاص بهم قبل البدء به».

هل النتائج مؤكدة على مرضى ألزهايمر؟

وبما أن البحث لا يزال جديداً جداً، ولم يجرِ إجراؤه إلا على الفئران حتى الآن، فقد أشارت فرايريش إلى أن النتائج «لا يمكن استقراؤها على البشر بشكل مؤكَّد».

وأضافت: «بالتأكيد، أنصح أي شخص بأن إضافة الرمان والفراولة والجوز إلى النظام الغذائي فكرة رائعة. هذه أطعمة كاملة وغير معالَجة ومُغذّية جداً وتحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، وفي حالة الجوز، تحتوي على (أوميغا 3)».

ولفتت فرايريش إلى أنه من غير المرجح أن تسبب هذه الأطعمة أي ضرر، إذا جرى تناولها بكميات نموذجية، ما لم تكن هناك حساسية أو سبب محدد آخر لتجنبها.

تشمل الأطعمة الأخرى الموصَى بها لصحة الدماغ تناول كمية كافية من «الأوميغا 3» (السلمون، والجوز، وبذور الشيا، وبذور الكتان المطحونة، وزيت الزيتون)، والخضراوات الورقية الخضراء، والتوت، والبقوليات (الفاصوليا، والعدس، والحمص)، وفقاً لفرايريش.

كما نصحت خبيرة التغذية بأن الحفاظ على 150 دقيقة، على الأقل، من النشاط البدني أسبوعياً، والحفاظ على نشاط الدماغ من خلال الأنشطة والمشاركة المجتمعية، يمكن أن يساعدا أيضاً في تخفيف أعراض ألزهايمر.

وقالت إيرين بالينسكي-وايد، اختصاصية التغذية في نيوجيرسي ومؤلفة كتاب «Belly Fat Diet For Dummies»، والتي لم تشارك أيضاً في الدراسة، إن النتائج «الواعدة» تدعم الأبحاث الأخرى التي لحظت وجود علاقة بين الرمان ومرض السكري.

وأكدت، لـ«فوكس نيوز»: «يجب إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد المقدار المطلوب لتحقيق الفوائد المعرفية، لكن إضافة كميات صغيرة من الرمان إلى النظام الغذائي يمكن أن تكون مفيدة للصحة العامة».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

صحتك أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «هارت» الطبية أن زيادة سرعة المشي قد تقلل خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الذكاء الاصطناعي والمجهر الذري يرصدان سرطان الفم بدقة غير مسبوقة

الذكاء الاصطناعي والمجهر الذري يرصدان سرطان الفم بدقة غير مسبوقة

أداة مطورة للتشخيص الطبي

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
صحتك يُنصح بتقليل التعرّض للشاشات (جامعة ستانفورد)

مع تزايد تعرضنا للشاشات... كيف نحمي عيوننا من الإجهاد الرقمي؟

أصبح إجهاد العين الرقمي مشكلة صحية عامة بالغة الأهمية تُؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم مع تزايد اعتمادنا على الأجهزة الرقمية في العمل والتعليم والحياة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم صحة الفم لا تنحصر في تطابق الابتسامة مع معايير جمالية غير واقعية

صحة الفم لا تنحصر في تطابق الابتسامة مع معايير جمالية غير واقعية

الابتسامة انعكاس للصحة والثقة بالنفس والراحة النفسية

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
صحتك الخبراء ينصحون بعدم تناول الوجبة نفسها يومياً للحصول على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية (رويترز)

حمية الوجبة الواحدة يومياً... هل هي صحية؟ وما تأثيرها عليك؟

يُعدّ تفويت الوجبات بهدف إنقاص الوزن أسلوباً شائعاً، وفي السنوات الأخيرة، بالغ الأطباء وخبراء التغذية في الحديث عن الفوائد الصحية لهذه الحمية الغذائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)
أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)
TT
20

دراسة تكشف: عادة بسيطة قد تنقذ حياتك من أمراض القلب

أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)
أشخاص يسيرون في أحد شوارع تورنتو بكندا يوم 8 سبتمبر 2022 (رويترز)

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «هارت» الطبية أن زيادة سرعة المشي قد تقلل خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب بشكل كبير، حيث أظهرت النتائج أن المشي السريع يخفض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني (أشهر أنواع عدم انتظام ضربات القلب) بنسبة تصل إلى 46 في المائة.

اعتمد البحث على تحليل بيانات أكثر من 420 ألف مشارك في البنك الحيوي البريطاني، وتتبعت الدراسة المشاركين لمدة 13 عاماً. قُسِّمت سرعات مشي الأشخاص إلى ثلاث فئات: بطيئة (أقل من 4.8 كم/ساعة)، متوسطة (4.8–6.4 كم/ساعة)، وسريعة (أكثر من 6.4 كم/ساعة). ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يمشون بسرعة متوسطة أو عالية انخفضت لديهم مخاطر اضطرابات النظم القلبية بنسبة 35 في المائة و43 في المائة على التوالي مقارنة بمن يمشون ببطء، بينما انخفض خطر الرجفان الأذيني تحديداً بنسبة 46 في المائة لدى الفئة الأسرع، وفق ما نقلته صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وجدت الدراسة أن زيادة الوقت المخصص للمشي السريع أو المتوسط يرتبط بانخفاض خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب (أ.ب)
وجدت الدراسة أن زيادة الوقت المخصص للمشي السريع أو المتوسط يرتبط بانخفاض خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب (أ.ب)

وأوضحت الدراسة أن هذه الاضطرابات (مثل الرجفان الأذيني أو تباطؤ القلب) تزيد من احتمالات السكتة الدماغية وفشل القلب إذا تُركت دون علاج، مشيرةً إلى أن المشي السريع قد يحد من الالتهابات والسمنة، وهما عاملان رئيسيان وراء اختلال كهرباء القلب.

كما حللت البيانات المتعلقة بفترات المشي لدى 82 ألف مشارك، ووجدت أن زيادة الوقت المخصص للمشي السريع أو المتوسط يرتبط بانخفاض خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب بنسبة 27 في المائة. وأكد الفريق البحثي أن هذه أول دراسة تكشف الآليات البيولوجية (الأيضية والالتهابية) التي تربط بين سرعة المشي وصحة القلب، مما يعزز أهمية تضمين تمارين المشي السريع في التوصيات الوقائية.

هذه النتائج تقدم حلاً بسيطاً وفعالاً للحفاظ على صحة القلب، خصوصاً مع انتشار أمراض القلب بوصفها أحد الأسباب الرئيسية للوفاة عالمياً. فبخطوات أسرع، يمكن تحويل المشي اليومي من عادة روتينية إلى درع واقٍ لقلبك.