لمرضى ألزهايمر... «نتائج واعدة» للرمّان على تخفيف الأعراض

الباحثون وجدوا أن هذه الفاكهة تحتوي على مادة تساعد على تعزيز الذاكرة واستعادة وظائف المخ

فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟ (أ.ف.ب)
فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟ (أ.ف.ب)
TT

لمرضى ألزهايمر... «نتائج واعدة» للرمّان على تخفيف الأعراض

فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟ (أ.ف.ب)
فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟ (أ.ف.ب)

أثبتت الأبحاث والدراسات علاقة تأثير النظام الغذائي على الإصابة بألزهايمر، لكن مؤخراً وجد الباحثون في جامعة كوبنهاغن والمعهد الوطني الأميركي للشيخوخة أن تناول مزيد من الرمان والفراولة والجوز يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة لدى مرضى ألزهايمر، وفق تقرير لـ«فوكس نيوز»، فهل يصبح الرمان غذاء الدماغ الجديد؟

دور «يوروليثين أ» على ألزهايمر

تحتوي هذه الأطعمة على مادة تسمى «يوروليثين أ (urolithin A)»، وهو مركب تصنعه بكتيريا الأمعاء.

وقال فيلهلم بور، الأستاذ المشارك بقسم الطب الخلوي والجزيئي في كلية الطب بجامعة هارفارد: «تُظهر دراستنا على نماذج الفئران المصابة بمرض ألزهايمر أن مادة «اليوروليثين أ»؛ وهي مادة موجودة بشكل طبيعي في الرمان، يمكن أن تخفف مشاكل الذاكرة والعواقب الأخرى للخرف».

ولدى المرضى الذين يعانون أمراض التنكس العصبي، مثل مرض ألزهايمر، يواجه الدماغ صعوبة في إزالة الميتوكوندريا الضعيفة، التي تتراكم وتضعف وظائف المخ.

ووجد الباحثون أن «اليوروليثين أ» يزيل الميتوكوندريا الضعيفة من الدماغ، ومن ثم يستعيد الوظيفة الإدراكية.

ماذا عن الجرعة؟

ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة ألزهايمر والخرف. إلا أن الباحثين ليسوا متأكدين من مقدار المادة اللازمة لتحقيق نتائج إيجابية.

وقال بور: «ما زلنا لا نستطيع أن نقول أي شيء حاسم بشأن الجرعة، لكنني أتصور أنها أكثر من مجرد رمانة في اليوم». وأضاف: «ومع ذلك فإن المادة متوفرة بالفعل في شكل حبوب، ونحن نحاول حالياً العثور على الجرعة المناسبة».

وأشار إلى أنه يمكن استخدام «يوروليثين أ» بشكل مثالي بوصفه وسيلة آمنة للوقاية من الأمراض العصبية، موضحاً أن «ميزة تناول مادة طبيعية هي تقليل مخاطر الآثار الجانبية».

وتابع: «لقد كانت التجارب السريرية مع (يوروليثين أ) فعالة في علاج أمراض العضلات، والآن نحن بحاجة إلى النظر في مرض ألزهايمر».

واستناداً إلى «النتائج الواعدة»، التي ظهرت في نماذج الفئران، يخطط الباحثون لإجراء تجارب سريرية على البشر.

لم تشارك تانيا فرايريش، اختصاصية التغذية المسجلة في شارلوت بولاية نورث كارولينا، في الدراسة، ولكنها شاركت التعليقات على النتائج.

وقالت، لـ«فوكس نيوز»: «إن العلاج طويل الأمد بـ(اليوروليثين) أدى إلى تحسين كبير في التعلم والذاكرة ووظيفة الشم لدى الفئران».

وتابعت: «بوصفي اختصاصية تغذية، أوصي دائماً بأن يناقش الأشخاص أي مُكمل مع مقدم الرعاية الطبية الشخصي الخاص بهم قبل البدء به».

هل النتائج مؤكدة على مرضى ألزهايمر؟

وبما أن البحث لا يزال جديداً جداً، ولم يجرِ إجراؤه إلا على الفئران حتى الآن، فقد أشارت فرايريش إلى أن النتائج «لا يمكن استقراؤها على البشر بشكل مؤكَّد».

وأضافت: «بالتأكيد، أنصح أي شخص بأن إضافة الرمان والفراولة والجوز إلى النظام الغذائي فكرة رائعة. هذه أطعمة كاملة وغير معالَجة ومُغذّية جداً وتحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، وفي حالة الجوز، تحتوي على (أوميغا 3)».

ولفتت فرايريش إلى أنه من غير المرجح أن تسبب هذه الأطعمة أي ضرر، إذا جرى تناولها بكميات نموذجية، ما لم تكن هناك حساسية أو سبب محدد آخر لتجنبها.

تشمل الأطعمة الأخرى الموصَى بها لصحة الدماغ تناول كمية كافية من «الأوميغا 3» (السلمون، والجوز، وبذور الشيا، وبذور الكتان المطحونة، وزيت الزيتون)، والخضراوات الورقية الخضراء، والتوت، والبقوليات (الفاصوليا، والعدس، والحمص)، وفقاً لفرايريش.

كما نصحت خبيرة التغذية بأن الحفاظ على 150 دقيقة، على الأقل، من النشاط البدني أسبوعياً، والحفاظ على نشاط الدماغ من خلال الأنشطة والمشاركة المجتمعية، يمكن أن يساعدا أيضاً في تخفيف أعراض ألزهايمر.

وقالت إيرين بالينسكي-وايد، اختصاصية التغذية في نيوجيرسي ومؤلفة كتاب «Belly Fat Diet For Dummies»، والتي لم تشارك أيضاً في الدراسة، إن النتائج «الواعدة» تدعم الأبحاث الأخرى التي لحظت وجود علاقة بين الرمان ومرض السكري.

وأكدت، لـ«فوكس نيوز»: «يجب إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد المقدار المطلوب لتحقيق الفوائد المعرفية، لكن إضافة كميات صغيرة من الرمان إلى النظام الغذائي يمكن أن تكون مفيدة للصحة العامة».


مقالات ذات صلة

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

يوميات الشرق تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

أفادت دراسة أميركية بأن تعزيز الشعور بالامتنان يمكن أن يقلل من الرغبة في التدخين ويساعد على الانضمام إلى برامج الإقلاع عن التدخين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية مراد كوروم تسلم وزارة البيئة مجدداً من سلفه محمد أوزهسكي (حسابه على إكس)

​تركيا: تعديل حكومي محدود يشمل الصحة والبيئة

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تعديلاً محدوداً في حكومته بعد تكهنات شغلت الشارع خلال الأيام الماضية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق أطعمة الصويا تحتوي على مركبات تحسين الصحة العامة (جامعة هارفارد)

أطعمة الصويا تعزز التفكير والانتباه لدى الأطفال

أفادت دراسة أميركية بأن الأطفال في سن المدرسة، الذين يتناولون مزيداً من الأطعمة المحتوية على الصويا، يظهرون قدرات تفكير أفضل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هل تستطيع النساء الاستفادة من الفياغرا؟

هل تستطيع النساء الاستفادة من الفياغرا؟

الإثارة عند الإناث غالباً ما تكون «استجابة بيولوجية نفسية اجتماعية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم... قنبلة موقوتة للأطفال والمراهقين

ارتفاع ضغط الدم... قنبلة موقوتة للأطفال والمراهقين

خُمس التلاميذ الذكور والإناث مصابون بمرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

لماذا يصيبنا التوتر بسبب الرطوبة؟

رجل يمشي في ظل طقس تتخلله نسبة عالية من الرطوبة (رويترز)
رجل يمشي في ظل طقس تتخلله نسبة عالية من الرطوبة (رويترز)
TT

لماذا يصيبنا التوتر بسبب الرطوبة؟

رجل يمشي في ظل طقس تتخلله نسبة عالية من الرطوبة (رويترز)
رجل يمشي في ظل طقس تتخلله نسبة عالية من الرطوبة (رويترز)

فسَّر خبراء لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية السبب الذي يجعلنا نشعر بالتوتر والإرهاق في الأجواء الرطبة؛ حيث قالت منسقة البرامج العامة في هيئة الأرصاد الجوية الأميركية، جيسيكا لي، إنه كلما زادت سخونة الطقس، زادت قدرة الهواء على الاحتفاظ بالرطوبة، ولهذا السبب يمكن أن يكون يوم الصيف الحار أكثر لزوجة من صباح ضبابي في الربيع.

وأضافت أنه يمكن للرطوبة العالية أيضاً أن تمنع الجسم من التبريد بشكل فعال، مما يجعل الحرارة أكثر خطورة أيضاً.

ومن جانبه، قال أستاذ طب الطوارئ في جامعة بنسلفانيا، الدكتور أنتوني مازيو، إنه عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، فإنه يرسل خليطاً من الماء والملح إلى سطح بشرتك؛ حيث يخرج من المسام على شكل عرق؛ لكن العرق بحد ذاته ليس هو ما يبرد الجسم؛ إنها فيزياء التبخر.

وأضاف أن مشكلة الرطوبة العالية هي أن الهواء الممتلئ -أو شبه الممتلئ- بالرطوبة، يمنع العرق من التبخر بكفاءة، وعندما لا يتبخر العرق، لا يمكن لجسم أن يبرد، وعندما لا يتمكن من التبريد، يتعرق أكثر.

وذكر الدكتور راهول شارما، رئيس طب الطوارئ في كلية طب «وايل كورنيل» ومستشفى «نيويورك بريسبيتيريان»: «عندما يتبخر العرق، فإنه يزيل الحرارة من الجسم، ويتطلب العرق طاقة حتى يتبخر، وعندما يتبخر من جلدنا فإنه يأخذ تلك الطاقة من حرارة الجسم، مما يبردنا».

وأضاف أن الرطوبة العالية يمكن أن تسبب انقباض الشعب الهوائية، مما يعني ضيقاً بها، وهذا أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الربو.

وقال إن الهواء الرطب يحبس أيضاً المواد المسببة للحساسية والملوثات، وينمو العفن بسهولة أكبر في الظروف الرطبة. كل هذا يمكن أن يجعل التنفس أكثر صعوبة.

وأوضحت الدكتورة جوري أغاروال، الأستاذة المشاركة في الطب السريري، في كلية الطب بجامعة «ميامي ميلر»، أنه عندما لا يتبخر العرق بكفاءة، يجب أن يعمل الجسم بجهد أكبر ليظل بارداً، وهذا يمكن أن يسبب الإرهاق والضعف.

وقالت: «كلما زاد تعرقك أصبحت أكثر جفافاً، مما يزيد من إرهاقك»، وذكرت أن «آلية التبريد الأخرى التي يستخدمها جسمك تتضمن تحويل الدم الدافئ من الأعضاء الداخلية، بما في ذلك تلك الموجودة في الجهاز الهضمي. هذا يمكن أن يجعلك تشعر بالغثيان».

وللتغلب على الرطوبة، نصحت أغاروال بشرب الماء قبل أن تشعر بالعطش، فهذا يساعد على منع الجفاف الذي يأتي من التعرق أكثر من اللازم، لذا يمكن للمشروبات الرياضية والعصائر والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء أن ترطبك أيضاً.

وكذلك لفت الدكتور كايل إنفيلد، الأستاذ المساعد في الطب بجامعة فيرجينيا، إلى أن النشاط المكثف يمكن أن يجعل جسمك أكثر عرضة لارتفاع درجة الحرارة.

وقال: «إذا كنت تخطط للمشي مسافات طويلة، أو ركوب الدراجة فترة طويلة، أو أي تمرين شاق آخر، فقد يكون من المفيد إذا كانت لديك المرونة لممارسة التمارين في الهواء الطلق، في الصباح الباكر أو في المساء، عندما يكون الجو بارداً».