اختراق طبي... عقار جديد قد يوقف التهاب المفاصل الروماتويدي !

اختراق طبي... عقار جديد قد يوقف التهاب المفاصل الروماتويدي !
TT

اختراق طبي... عقار جديد قد يوقف التهاب المفاصل الروماتويدي !

اختراق طبي... عقار جديد قد يوقف التهاب المفاصل الروماتويدي !

قد يكون عقار جديد علاجا لالتهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

والدواء المستخدم بالفعل لتخفيف بعض الأعراض المؤلمة لالتهاب المفاصل الروماتويدي قد يكون فعالًا أيضًا في منعه من التطور منذ البداية؛ ما قد ينقذ الملايين من الناس من هذه الحالة المنهكة. والدواء المعني هو «أباتاسيبت»، وهو جزء من تجربة تم إعدادها لاختبار فعاليته وسلامته؛ وشمل ذلك 213 مريضًا معرضين لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي في المستقبل، بناءً على الأعراض المبكرة مثل آلام المفاصل.

وبالنسبة للمرحلة (2 ب) من التجربة السريرية، تم اختيار 110 مشاركين عشوائيًا لإعطائهم «أباتاسيبت»؛ حيث تم إعطاء 103 مشاركين علاجًا وهميًا لمدة عام، مع متابعة تقدم المتطوعين لمدة 12 شهرًا أخرى؛ فكانت النتائج مهمة؛ إذ انه بعد السنة الأولى، أصيب 29 % من مجموعة الدواء الوهمي بالتهاب المفاصل الروماتويدي، مقارنة بـ 6 % فقط من مجموعة (أباتاسيبت). وبعد السنة الثانية، ارتفعت هذه الإحصائيات إلى 37% في مجموعة الدواء الوهمي و25% في مجموعة أباتاسيبت.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور أندرو كوب طبيب الروماتيزم بجامعة كينغز كوليج بالمملكة المتحدة الذي قاد الدراسة «هذه أكبر تجربة للوقاية من التهاب المفاصل الروماتويدي حتى الآن، والأولى التي تظهر أن العلاج المرخص للاستخدام في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي فعال أيضًا في منع ظهور المرض لدى الأشخاص المعرضين للخطر».مضيفا «يمكن أن تكون النتائج الأولية أخبارًا جيدة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل حيث نظهر أن الدواء لا يمنع ظهور المرض أثناء مرحلة العلاج فحسب، بل يمكنه أيضًا تخفيف الأعراض مثل الألم والتعب». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن مجلة «لانسيت» العلمية المرموقة.

ويحدث التهاب المفاصل الروماتويدي بسبب مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجته الجسم. فيما يعمل «الأباتاسيبت» عن طريق تثبيط استجابة الخلايا التائية، التي تلعب دورًا رئيسيًا في جهاز المناعة.

وفي حين أن النتائج واعدة وتظهر بعض الأدلة على وجود تأثير دائم، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة.

وفي هذا الاطار، غطت التجربة عامين فقط، لذلك من الممكن أن يؤدي عقار «أباتاسيبت» إلى تأخير التهاب المفاصل بدلاً من منعه؛ حيث تشير البيانات إلى أن علاج أباتاسيبت بعد 12 شهرًا قد يكون مطلوبًا للحفاظ على فعاليته مع مرور الوقت؛ وفق الباحثين الذين ذهبوا الى القول «لا يزال يتعين تقييم الإدارة المتقطعة على فترات».

وقد أفيد بأن الدواء يمكن أن تكون له آثار جانبية خفيفة، بما في ذلك الغثيان والإسهال.

جدير بالذكر، ان التهاب المفاصل الروماتويدي هو مرض مزمن يمكن أن يكون مؤلمًا للغاية لأولئك الذين يعانون منه. وبينما لا نزال في المراحل الأولى من هذا البحث، فإن الأمل هو أن (الأباتاسيبت) والأدوية المشابهة له يمكن أن تمنع في النهاية المزيد من المعاناة.

ويخلص كوب الى القول «لا توجد حاليًا أدوية متاحة تمنع هذا المرض الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالشلل. وخطواتنا التالية هي فهم الأشخاص المعرضين للخطر بمزيد من التفصيل حتى نتمكن من التأكد تمامًا من أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي يتلقون الدواء».


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)
الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)
TT

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)
الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، يقول العلماء إن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية يتطوران بوتيرة سريعة، لدرجة أن تطوير «أقراص مكافحة الشيخوخة» قد يكون مسألة سنوات قليلة فقط.

ويعد جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون»، وبيتر ثيل المؤسس المشارك لشركة «باي بال»، وسام ألتمان مؤسس «تشات جي بي تي»، من بين أحدث الشخصيات في سلسلة طويلة من أباطرة المال الأميركيين الذين وضعوا جزءاً من ثرواتهم في مجال الطب التجديدي والتكنولوجيا الحيوية.

ويُقال إن بيزوس استثمر 3 مليارات دولار، في شركة التكنولوجيا الحيوية «ألتوس لابز» (Altos Labs) التي شارك في تأسيسها مع الملياردير الروسي يوري ميلنر في عام 2021.

ووظفت الشركة الناشئة علماء بارزين للبحث في كيفية عكس عملية الشيخوخة، ومتابعة ما تسمى تقنية إعادة البرمجة البيولوجية، والتي من شأنها أن تسمح للعلماء بتجديد الخلايا في المختبر.

وتتشابه أهداف «ألتوس لابز» مع أهداف شركة «كاليكو لابز» (Calico Labs)، التي أطلقها المؤسس المشارك لشركة «غوغل» لاري بيغ في عام 2013، للتركيز على طول العمر وإعادة برمجة وتجديد الخلايا.

إنهم ليسوا المليارديرات الوحيدين الذين يسعون إلى مكافحة الشيخوخة: فقد استثمر بيتر ثيل، المؤسس المشارك لـ«باي بال»، في مؤسسة «ميثوسيلاه» التي تصف نفسها بأنها «مؤسسة خيرية طبية غير ربحية تركز على إطالة عمر الإنسان الصحي، من خلال جعل عمر التسعين هو عمر الخمسين الجديد».

ومن بين أهداف «ميثوسيلاه» ابتكار تقنيات قادرة على تطوير أعضاء وأوعية دموية وعظام جديدة، وإزالة «الهياكل البيولوجية المدمرة» من الجسم، وإجراء مزيد من الدراسات حول علم الوراثة فوق الجينية، وإعادة الإدراك والقدرات البدنية لكبار السن.

وفي أبريل (نيسان) من العام الماضي، تم الكشف عن أن مؤسس «تشات جي بي تي»، سام ألتمان، قام بتمويل شركة «Retro BioScience» الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، بمبلغ 180 مليون دولار.

وحسب موقعها على الإنترنت، تركز شركة «Retro BioScience» على «إعادة برمجة الخلايا»، وتتعهد بإطالة عمر الإنسان لمدة 10 سنوات.

ويقول تقرير «نيويورك بوست» إن المليارديرات ورجال الأعمال يسعون إلى تطوير حبوب لزيادة متوسط ​​العمر المتوقع، من خلال جعل خلايا الجسم أصغر سناً، وخالية من الأمراض لفترة أطول.

وقال فيل كلياري، مؤسس مجموعة «SmartWater Group»: «بمعدل تطور التكنولوجيا الحالي، لن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن تصبح عقاقير إطالة العمر متاحة بحُرية، لأولئك الذين يستطيعون تحمل تكلفتها».

لكن كلياري قال إن أباطرة وادي السيليكون يجب أن «يتوقفوا عن لعب دور الإله» في سباقهم للتغلب على الموت، واصفاً السعي وراء هذا الأمر بأنه «مدفوع بالأنا» وبأنه يخاطر بخلق كوكب من «الزومبي الأنيقين الأغنياء».

وأضاف كلياري، مؤلف كتاب «إكسير»، وهي رواية تستكشف العواقب المدمرة لأدوية إطالة العمر على المجتمع: «إن حبة الدواء التي تبقي الناس على قيد الحياة، حتى لبضعة عقود، من شأنها أن تخلق عالماً غير عادل وغير منصف، مليئاً بالزومبي الأنيقين الأثرياء، أغلبهم من البيض من الطبقة المتوسطة، والذين يستطيعون تحمل تكاليف شراء هذه الأدوية في المقام الأول».

وتابع: «بدلاً من إطالة عمر النخبة الغنية، سيكون من الأفضل للمليارديرات إنفاق أموالهم على 5 ملايين طفل في العالم يموتون من الجوع، ومن أسباب أخرى يمكن الوقاية منها وعلاجها كل عام».

ويموت نحو 100 ألف شخص كل يوم بسبب أمراض مرتبطة بالسن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وفي حين أن الشيخوخة نفسها لا تقتل الناس بشكل مباشر، فإن كبار السن معرضون لخطر الإصابة بكثير من الأمراض القاتلة، مثل الألزهايمر وأمراض القلب والسرطان.