مرض الذئبة... نهج جديد للعلاج

يمكن تعديل الخلايا لقمع ما يتسبَّب به

الإناث أكثر عرضة للإصابة بـ«الذئبة» (آن سبلاش)
الإناث أكثر عرضة للإصابة بـ«الذئبة» (آن سبلاش)
TT

مرض الذئبة... نهج جديد للعلاج

الإناث أكثر عرضة للإصابة بـ«الذئبة» (آن سبلاش)
الإناث أكثر عرضة للإصابة بـ«الذئبة» (آن سبلاش)

توصّل باحثون أستراليون إلى نهج علاجي جديد، هو الأول من نوعه في العالم، قد يشكّل العلاج الفعّال لمرض الذئبة على المدى الطويل.

وأوضحوا أنّ هذا العلاج يُركز على إصلاح الخلل المُسبِّب لمرض الذئبة، عبر إعادة برمجة الخلايا المعيبة لدى المرضى، باستخدام جزيئات وقائية من أشخاص أصحاء؛ ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز».

والذئبة مرض مناعي ذاتي مزمن، يحدث عند مهاجمة الجهاز المناعي لأنسجة الجسم وأعضائه، ويمكن أن يؤثّر في أي جزء، ويُسبّب التهاباً وألماً وتلفاً للأعضاء، بما فيها المفاصل والجلد والكلى.

ويُصاب نحو واحد من كل 1000 أسترالي به، وهناك 9 من كل 10 مصابين بمرض الذئبة من الإناث، لا سيما من سنّ 15 إلى 45 عاماً.

أمراض المناعة الذاتية

يمتلك البشر بروتينات معيّنة يمكن للجهاز المناعي مهاجمتها، لكن هذا لا يحدث عند الأصحاء بسبب وجود خلايا خاصة تُسمّى «الخلايا التائية المنظّمة» أو «T-regs»، تحمي من أمراض المناعة الذاتية، وهي غير موجودة لدى المصابين بمرض الذئبة وأمراض المناعة الذاتية الأخرى.

لذلك ركّز الفريق في النهج العلاجي الجديد، على أخذ خلايا الدم من مريض الذئبة، وتعديلها في المختبر، لاستعادة هذا التأثير الوقائي الذي تتيحه «الخلايا التائية المنظّمة»، ثم إعادتها إلى المريض مرة أخرى.

وباستخدام هذه الخلايا المأخوذة من الأصحاء، أثبت الفريق أنّ العلاج الجديد يستعيد الجانب الوقائي لجهاز المناعة، عبر كبح المناعة الذاتية عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم، ويكون سبباً في حدوث الذئبة.

وأثبتوا أنّ هذا النهج أوقف تطوّر التهاب الكلية الذئبي بشكل كامل، من دون استخدام الأدوية المُثبطة للمناعة المعتادة، والضارّة؛ وهذا يشبه إعادة ضبط جهاز المناعة غير الطبيعي إلى حالته الصحية.

قمع سبب المرض

من جانبه، يقول الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة موناش بأستراليا، البروفسور جوشوا أوي لـ«الشرق الأوسط»: «النتيجة الرئيسية هي أننا تمكنا من إثبات مفهوم أنه يمكننا تعديل الخلايا من مرضى الذئبة لقمع سبب المرض، وقد فعلنا ذلك بالحصول على خلايا مناعية للمريض، واختبرنا فاعلية هذه الخلايا المُعّدلة في نماذج ما قبل السريرية للمرض».

ويضيف أنّ «أهمية هذه الدراسة تكمن في إظهارها أنه بإمكاننا الآن تطوير علاج قائم على الخلايا يستهدف بدقة سبب المرض، ويستطيع تحسين العلاجات الحالية لمرض الذئبة بشكل كبير».

ويوضح أنّ الخطوات التالية للفريق تتمثّل في إجراء أول تجربة سريرية على الإنسان في غضون عامين، مشيراً إلى أنه يمكن أيضاً تطبيق هذا الشكل الجديد من العلاج على عدد من أشكال أمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، ومرض السكري من النوع الأول، والتصلّب المتعدّد.


مقالات ذات صلة

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية»: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة

طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)
طفل مصاب بجدري القردة يتلقى الرعاية الصحية (أ.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة.

وعقدت لجنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية اجتماعاً طارئاً في جنيف، اليوم الجمعة، لتقرير ما إذا كان فيروس جدري القردة «إمبوكس» لا يزال يمثل أزمة صحية عالمية.

وتجتمع اللجنة، التي تضم نحو 12 خبيراً مستقلاً، كل ثلاثة أشهر، بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية، في أغسطس (آب) الماضي، حالة طوارئ صحية بسبب انتشار فيروس جدري القردة في القارة الأفريقية.

وتبحث اللجنة حالياً في سبل مواجهة سلالة جديدة من الفيروس تسمى «كليد 1 بي»، انتشرت من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد تكون أكثر خطورة ومُعدية بشكل أكبر.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه جرى رصد أكثر من 50 ألف حالة مشتَبه بها من جدري القردة في البلدان الأفريقية، هذا العام، مع أكثر من 1800 حالة وفاة. ومن بين الإصابات جرى اكتشاف 12 ألف حالة في المختبرات.

وتعتزم منظمة الصحة العالمية تقديم تفاصيل حول نتائج مشاورات اللجنة، مساء اليوم الجمعة.