أدوية ضعف الانتصاب مرتبطة بانخفاض خطر الألزهايمر

الألزهايمر هو اضطراب في الدماغ يتسم بحدوث تغيرات تسهم في تقلص وموت الخلايا (رويترز)
الألزهايمر هو اضطراب في الدماغ يتسم بحدوث تغيرات تسهم في تقلص وموت الخلايا (رويترز)
TT

أدوية ضعف الانتصاب مرتبطة بانخفاض خطر الألزهايمر

الألزهايمر هو اضطراب في الدماغ يتسم بحدوث تغيرات تسهم في تقلص وموت الخلايا (رويترز)
الألزهايمر هو اضطراب في الدماغ يتسم بحدوث تغيرات تسهم في تقلص وموت الخلايا (رويترز)

ربطت دراسة بريطانية بين الأدوية المستخدمة لعلاج ضعف الانتصاب وانخفاض خطر الإصابة بمرض الألزهايمر. وأوضح الباحثون المشاركون في الدراسة التي نشرت نتائجها الاثنين بدورية «نيورولوجي»، أن أدوية علاج ضعف الانتصاب تعمل على توسيع الأوعية الدموية للسماح بتدفق مزيد من الدم، وتم تطويرها لأول مرة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

وأشارت الدراسة إلى أن الألزهايمر هو اضطراب في الدماغ نتيجة ترسبات لبعض البروتينات، مما يسهم في تقلص وموت بعض الخلايا في المخ، ويعتبر الألزهايمر السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالخَرَف؛ وهو تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية، ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه.

وركَّزت الدراسة على بحث العلاقة المحتملة بين أدوية ضعف الانتصاب، مثل «الفياغرا»، وانخفاض خطر الإصابة بمرض الألزهايمر؛ حيث تساعد تلك الأدوية على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، مما يقلل من تراكم لويحات بروتين الأميلويد، وهي علامة مميزة لمرض الألزهايمر.

وشملت الدراسة 269 ألفاً و725 مشاركاً من الذكور، بمتوسط عمر 59 عاماً، تم تشخيص إصابتهم حديثاً بضعف الانتصاب.

ولم يكن لدى المشاركين أي مشكلات في الذاكرة أو التفكير في بداية الدراسة، وبعد متابعتهم لمدة 5 سنوات في المتوسط، قارنت الدراسة حالة 55 في المائة من المشاركين الذين يتناولون أدوية ضعف الانتصاب مع 45 في المائة ممن لم يتناولوا تلك الأدوية، وخلال الدراسة، أصيب 1119 شخصاً بمرض الألزهايمر من الجانبين.

وبعد حساب العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على معدل مرض الألزهايمر، مثل: العمر، والتدخين، واستهلاك الكحول، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا أدوية ضعف الانتصاب كانوا أقل عرضة للإصابة بالألزهايمر، بنسبة 18 في المائة، مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا هذه الأدوية.

وكان الارتباط أقوى لدى أولئك الذين صدرت لهم أكبر عدد من الوصفات الطبية خلال فترة الدراسة.

من جانبها، رأت الباحثة الرئيسية للدراسة، من جامعة كوليدج لندن بالمملكة المتحدة، الدكتورة روث براور، أن «هذه النتائج مشجعة وتتطلب مزيداً من البحث».

وأضافت على موقع الجامعة: «على الرغم من أننا نحرز تقدماً في العلاجات الجديدة لمرض الألزهايمر، والتي تعمل على إزالة لويحات الأميلويد في الدماغ لمن هم في المراحل المبكرة من المرض، فإننا بحاجة ماسة إلى علاجات يمكن أن تمنع أو تؤخر تطور المرض».

وتابعت بأن «هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج، ومعرفة مزيد عن الفوائد والآليات المحتملة لهذه الأدوية، والنظر في الجرعة المثالية، وتحديد ما إذا كانت هذه النتائج تنطبق على النساء أيضاً».


مقالات ذات صلة

​«الكوليرا» يتفشّى بشكل «مخيف» في مناطق سيطرة الحوثيين

العالم العربي بفضل الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة حققت الصحة العالمية نجاحات كبيرة في اليمن (الأمم المتحدة)

​«الكوليرا» يتفشّى بشكل «مخيف» في مناطق سيطرة الحوثيين

كشفت منظمة الصحة العالمية عن انتشار مخيف لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بشمال اليمن وقالت إن عدد الإصابات المسجلة تقترب من 100 ألف حالة.

محمد ناصر (تعز)
صحتك أدوية (رويترز)

«مزيج مدمر للصحة»… احذر تناول أدوية معينة خلال موجات الحرارة

يزيد الطقس الحار هذا الصيف من خطر الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، ويهدد الصحة من خلال تضخيم الآثار الجانبية لكثير من الأدوية شائعة الاستخدام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)

دراسة أميركية: دواء «أوزيمبيك» مرتبط بتراجع معدلات الخرف

ارتبط دواء «أوزيمبيك» الذي تنتجه شركة «نوفو نورديسك إيه / إس» بتراجع معدلات الخرف ومجموعة من المشكلات العقلية الأخرى، وفق ما ذكرته دراسة لجامعة أكسفورد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك سلس البول الإجهادي يشير إلى فقدان التحكُّم في المثانة (جامعة يوتا)

دواء جديد لعلاج السلس البولي لدى النساء

أفادت دراسة يابانية بأنّ دواء تجريبياً أظهر فاعلية وأماناً في علاج النساء المصابات بالسلس البولي الإجهادي. ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق شارك في الدراسة العديد من المراكز البحثية الأميركية (مونت سيناي)

علاج واعد يجدد خلايا الأنسولين بالجسم

أعلن فريق من الباحثين عن نجاح مزيج مركب يعمل على تجديد خلايا بيتا البشرية المنتجة للأنسولين، مما يوفر علاجاً جديداً محتملاً لمرض السكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أجهزة تتبّع اللياقة البدنية تفيد مرضى القلب

يستطيع جهاز مؤلّف من سوار معصم وهاتف ذكي تتبّع النشاط البدني بدقة عالية (جامعة برمنغهام)
يستطيع جهاز مؤلّف من سوار معصم وهاتف ذكي تتبّع النشاط البدني بدقة عالية (جامعة برمنغهام)
TT

أجهزة تتبّع اللياقة البدنية تفيد مرضى القلب

يستطيع جهاز مؤلّف من سوار معصم وهاتف ذكي تتبّع النشاط البدني بدقة عالية (جامعة برمنغهام)
يستطيع جهاز مؤلّف من سوار معصم وهاتف ذكي تتبّع النشاط البدني بدقة عالية (جامعة برمنغهام)

وجد فريق بحثي من جامعة برمنغهام في إنجلترا، أن أجهزة التتبّع القابلة للارتداء، توفّر معلومات مفيدة سريرياً للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب، وأن مراقبة معدل ضربات القلب والنشاط البدني باستخدام تلك الأجهزة، نجح في متابعة مدى الاستجابة لعلاجَين مخصصَين للرجفان الأُذيني وفشل القلب.

وبحثت الدراسة المنشورة، الاثنين، في دورية «نيتشر ميديسين» (Nature Medicine) ما إذا كان جهاز تتبّع اللياقة البدنية والهاتف الذكي المتوفران تجارياً على نطاق واسع، يمكنهما مراقبة الاستجابة للأدوية بشكل مستمر، وتوفير معلومات سريرية مشابهة للتقييم الشخصي في المستشفى.

وبالفعل، أظهرت النتائج أن الأجهزة القابلة للارتداء، التي تتألف من سوار معصم وهاتف ذكي متصل بالإنترنت، استطاعت جمع كمية هائلة من البيانات، حول الاستجابة لدواءين مختلفَين موصوفَين كجزء من تجربة سريرية، تمت بتمويل من المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR) في إنجلترا.

وهو ما علّق عليه البروفيسور ديباك كوتيشا، من معهد علوم القلب والأوعية الدموية بجامعة برمنغهام، والمؤلف الرئيسي للدراسة قائلاً: «يستخدم الناس في جميع أنحاء العالم الأجهزة القابلة للارتداء بشكل متزايد في حياتهم اليومية؛ للمساعدة في مراقبة نشاطهم البدني وحالتهم الصحية. وتُظهر هذه الدراسة إمكانية استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة لتقييم استجابة المرضى للعلاج، والمساهمة الإيجابية في رعايتهم».

وأضاف على موقع الجامعة: «من المتوقّع أن يتضاعف معدل انتشار أمراض القلب، مثل الرجفان الأُذيني وفشل القلب، خلال العقود القليلة المقبلة، مما سيشكّل عبئاً كبيراً على المرضى، بالإضافة إلى تكلفة كبيرة للرعاية الصحية. وتُعدّ هذه الدراسة بمنزلة عرض مثير لكيفية دعم التكنولوجيا لطرق جديدة؛ للمساعدة في علاج المرضى بشكل أفضل».

واستخدم الفريق البحثي تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ للمساعدة في تحليل أكثر من 140 مليون نقطة بيانات لمعدل ضربات القلب لدى 53 فرداً، على مدى 20 أسبوعاً، ووجدوا أن كلاً من «الديجوكسين» و«حاصرات بيتا»، كان لهما تأثير مماثل على معدل ضربات القلب، حتى بعد الأخذ في الاعتبار الاختلافات في النشاط البدني.

وقام باحثو الدراسة بتطوير شبكة معلوماتية، تأخذ في الاعتبار المعلومات المفقودة لتفادي النظرة المُفرِطة في التفاؤل لتدفق البيانات القابلة للارتداء.

وباستخدام هذا النهج الجديد، وجد الفريق أن الأجهزة القابلة للارتداء كانت معادلة للاختبارات القياسية، المستخدَمة غالباً في المستشفيات والتجارب السريرية، التي تستهلك وقت الموظفين والكثير من الموارد.

وكان متوسط عمر المشاركين في الدراسة 76 عاماً، ما يسلّط الضوء على القيمة المستقبلية المتوقعة لهذه التقنيات، في رصد وتتبّع الحالة البدنية والصحية للأفراد، بغضّ النظر عن أعمارهم، أو مدى خبرتهم في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة.