التداوي بالأعشاب يزداد في الأردن منذ كورونا

أشخاص يشترون من محل لبيع «أدوية أعشاب» في يونيو 2023 (رويترز)
أشخاص يشترون من محل لبيع «أدوية أعشاب» في يونيو 2023 (رويترز)
TT

التداوي بالأعشاب يزداد في الأردن منذ كورونا

أشخاص يشترون من محل لبيع «أدوية أعشاب» في يونيو 2023 (رويترز)
أشخاص يشترون من محل لبيع «أدوية أعشاب» في يونيو 2023 (رويترز)

ما أن يطرق فصل الشتاء الأبواب حتى تبدأ أم العبد بتحضير وصفات الأعشاب التي ترفع المناعة لمحاربة أمراض هذا الموسم وخاصة أنها تفضل العلاجات الطبيعية ولا تحبذ تناول الأدوية وتبقيها الخيار الأخير.

وتقول أم العبد، وهي في الخمسينات من العمر وأم لخمسة أبناء وطلبت عدم ذكر اسمها بالكامل، إنها اعتادت منذ سنوات التعامل مع محل عطارة قديم قريب من مسكنها بالعاصمة الأردنية عمان لتجهيز الأعشاب الطبيعية مثل البابونج واليانسون والكركم المجفف وأوراق الجوافة والزنجبيل لاستخدامها في فصل الشتاء، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتضيف «ليس فقط في الشتاء نعتمد على الأعشاب... يوميا أتناول أنا والأولاد خلطة أعشاب للقولون كل مساء قبل النوم لأنها تريح الأمعاء بدلا من تناول الأدوية الطبية».

وترى أم العبد أن جائحة كورونا أثبتت للعالم كله ضرورة التحصن وتقوية المناعة بمواد طبيعية تحديدا بعد الخوف من العلاجات واللقاحات «التي لها أثار جانبية على جسم الإنسان».

من جانبها، تقول منال ياسين (44 عاما) إنها تبحث دائما عن الوصفات الطبيعية على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا المجرب منها والتي حصلت على تعليقات جيدة ومديح من العديد من الناس.

وتضيف منال «أحرص دائما على التعامل مع عطار محترف وله خبرة كي يفيدني ويجيبني على أي سؤال وإذا كان هناك آثار جانبية متوقعة للأعشاب والزيوت التي أطلبها».

بدورها، تقول منال أبو كف (50 عاما) وهي صاحبة محل للعطارة جنوب العاصمة عمان، إنها ورثت المهنة من والدها «الذي أحب تلك الصنعة وتعلمها منذ الصغر» وكان يقرأ ويتعلم الوصفات قبل أن يفتح قبل نحو 20 عاما محلا متخصصا ببيع الأعشاب.

وتضيف أنها الآن هي المسؤولة عن المحل، الذي كتب على بابه عبارة «نستطيع أن نوفر لكم الأعشاب النادرة»، ويساعدها زوجها وأبناؤها في بيع الأعشاب والوصفات للناس.

وتقول «أصبح هناك وعي أكبر عند الناس بفوائد الأعشاب لتكون بديلا عن العلاجات الطبية وخاصة بعد جائحة كورونا واقتناع الناس بجودة الوصفات الطبيعية بدلا من اللقاحات».

وتؤكد أبو كف على أن لكل فصل أعشابا خاصة به تحرص على توفيرها بكميات كبيرة سواء من تجار جملة محليين أو عن طريق الاستيراد من الخارج.

وتشير إلى أن من الأعشاب النادرة التي يطلبها الزبائن «عين الجرادة» لأمراض الجهاز التنفسي، ونبتة «الأليرزا» لأمراض الكلى، وبذور «الكعيب» لأمراض الكبد.

وتؤكد أبو كف أن العطارة تحتاج إلى خبرة وأنه «لا يجوز وصف أي عشبة فقط لمجرد أن نسمع عنها ونجربها لأن هناك أعشابا سامة».

من جانبه، يقول محمود مقبل صاحب محل للعطارة إنه أحب المهنة وبدأ تعلمها منذ أكثر من 12 عاما بقراءة الكتب والمجلات والاستماع لخبرة الكبار بالعمر الذي لديهم باع طويل في هذا المجال.

ويضيف مقبل أن «الإقبال على الطب البديل مرتفع ولكنه زاد بشكل ملحوظ منذ جائحة كورونا وخاصة مع ظهور وصفات طبيعية لزيادة المناعة ضد الفيروسات».

ويؤكد على أن أسعار الأعشاب الطبيعية متفاوتة حسب ندرتها وتوفرها ولكن جميعها تعتبر في متناول جميع الطبقات.

بدوره، يقول الدكتور بسام الحجاوي استشاري الأوبئة إنه عادة في حالات الأوبئة المستجدة «التي لا يتوفر لها علاج أو لقاحات تحدث شائعات ولغط حول التعامل معها مثلما حدث في جائحة كورونا وتظهر نظرية المؤامرة وتخوف الناس من العلاجات الكيميائية».

ويضيف الحجاوي أنه رغم أن منظمة الصحة العالمية قالت إن الجائحة انتهت فإنها مستمرة مع وجود المتحورات الجديدة من الفيروس «لذلك عادت الشائعات للظهور والتخوف من اللقاحات».

ولا ينكر الحجاوي أن العديد من الأدوية لها مكونات من الطبيعة أصلا ولكن يتم تصنيعها بطرق علمية مدروسة.

لكن مع ذلك يرى أن الأطباء لا يمكنهم اعتماد وصفات الطب البديل أو التداوي بالأعشاب لأنها لم تحصل على موافقة المؤسسة العامة للغذاء والدواء في الأردن.

يقول الحجاوي «الغريق يتعلق بقشة... فإذا سمع المريض أو قرأ عن وصفة أعشاب ساعدت غيره يلجأ لها دون التفكير في العواقب أو الآثار الجانبية ودون استشارة اختصاصي».


مقالات ذات صلة

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية منتخب الأردن اكتفى بالتعادل مع الكويت (الاتحاد الأردني)

«تصفيات المونديال»: الكويت تحبط الأردن بالتعادل

فرّط منتخب الأردن في تقدمه بهدف رائع ليزن النعيمات، بعدما سجل محمد دحام في الشوط الثاني ليتعادل 1 - 1 مع مضيفه الكويت.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
المشرق العربي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال افتتاح أعمال دورة جديدة للبرلمان الاثنين (رويترز)

عبد الله الثاني يفتتح أعمال البرلمان مشدداً على «السلام العادل»

شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أن مستقبل بلاده «لن يخضع لسياسات لا تُلبي مصالحه»، وقال إن «السلام العادل هو السبيل لرفع الظلم عن الفلسطينيين».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي ملك الأردن عبد الله الثاني (رويترز)

في خطاب العرش... ملك الأردن يؤكد التمسك بالسلام العادل «لرفع الظلم التاريخي» عن الفلسطينيين

أكد ملك الأردن خلال خطاب العرش، في افتتاح الجلسة الأولى لمجلس الأمة اﻟ20، الاثنين، أن «السلام العادل والمشرف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي» عن الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (عمّان)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)
تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)
TT

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)
تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

وحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد أُجريت الدراسة على 20 مشاركاً بمتوسط ​​عمر 23 عاماً، تمت مطالبتهم بالخضوع لجلسة يومية مدتها 5 دقائق في «غرفة التحفيز بالتبريد»، وهي غرفة تشبه «الساونا»، ولكن درجة حرارتها تكون على النقيض منخفضة للغاية؛ حيث قد تصل إلى «-90 درجة مئوية».

واستمرت التجربة لمدة 5 أيام.

وخلال الليل، تم تزويد المتطوعين بمجموعة متنوعة من أجهزة استشعار الدماغ والقلب لمراقبة النشاط البيولوجي وقياس جودة النوم. كما طُلب منهم الإجابة عن استبيان في اليوم التالي حول نومهم.

بالإضافة إلى زيادة مدة النوم وجودته، وجد الباحثون أيضاً تحسّناً في الحالة المزاجية للمشاركين، وانخفاضاً في مستويات القلق لديهم. وكانت الفوائد ملحوظة بصفة خاصة بالنسبة إلى النساء.

وقال عالم الحركة أوليفييه دوبوي من جامعة مونتريال في كندا، الذي شارك في الدراسة: «لم تكن استجابات النساء والرجال متطابقة. وهذا يشير إلى أنه يجب تعديل جرعة البرد وفقاً للجنس، على الرغم من أن هذا يتطلّب مزيداً من الدراسات».

إلا أن الباحثين أقروا ببعض القيود على دراستهم، من بينها قلة حجم العينة، وعدم توصلهم إلى السبب الذي يربط بين البرد الشديد وتحسين جودة النوم، مؤكدين الحاجة إلى دراسات مستقبلية لتوسيع هذه النتائج.

وسبق أن وجدت الدراسات السابقة أن التحفيز بالتبريد لكامل الجسم يمكن أن يهدّئ القلب بعد ممارسة التمارين، ويقلّل الالتهاب، ويحسّن الصحة العامة.