دراسة تحذر من اتباع الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً

النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)
النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)
TT

دراسة تحذر من اتباع الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً

النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)
النظام الغذائي النباتي قد يضر بصحة الحوامل وأجنتهن (أ.ب)

حذرت دراسة جديدة من اتباع النساء الحوامل نظاماً غذائياً نباتياً، مشيرة إلى أنه قد يتسبب في عدم حصولهن على ما يكفي من العناصر الغذائية اللازمة لأجسامهن.

ووفق صحيفة «تلغراف» البريطانية، فقد وجدت الدراسة؛ التي استكشفت مستويات الفيتامينات لدى 1729 امرأة، أن كثيراً من النساء الحوامل يعانين من نقص الفيتامينات الشائعة الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان مثل فيتامين «د»، وفيتامين «ب12»، وكذلك حمض الفوليك والريبوفلافين.

ويساعد حمض الفوليك وفيتامين «ب12» على منع العيوب الخلقية لدى الأجنة، بينما يعزز فيتامين «د» صحة العظام والأسنان والعضلات.

أما الريبوفلافين فيدعم نمو العظام والعضلات والأعصاب عند الأطفال في الرحم.

ووجد الباحثون أن أكثر من 90 في المائة من النساء اللاتي اتبعن نظاماً غذائياً نباتياً كانت لديهن مستويات منخفضة من واحد أو أكثر من هذه الفيتامينات.

وبعد ذلك، تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين: الأولى مكونة من 870 امرأة، والثانية من 859 امرأة.

وتلقت كلتا المجموعتين مكملات تحتوي على 400 مليغرام من حمض الفوليك، و12 مليغراماً من الحديد، و150 مليغراماً من الكالسيوم، و150 مليغراماً من اليود، و720 مليغراماً من الـ«بيتا كاروتين».

ومع ذلك، فقد أعطى الباحثون المجموعة الثانية مكملات أخرى تضمنت 1.8 مليغرام من الريبوفلافين، و2.6 مليغرام من فيتامين «ب6»، و5.2 مليغرام من فيتامين «ب12»، و10 مليغرام من فيتامين «د»، و10 مليغرام من الزنك.

وجمع الفريق عينات دم من المشاركات جميعاً خلال مختلف مراحل الحمل، وبعد 6 أشهر من ولادة أطفالهن.

وقال الباحثون إن المجموعة الثانية التي تلقت مكملات إضافية «عولجت بشكل ملحوظ من نقص الفيتامينات لديها خلال الحمل وبعده».

وقال البروفيسور كيث غودفري، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الأوبئة في جامعة ساوثهامبتون البريطانية: «دعوة بعض العلماء لتقليل اعتمادنا على اللحوم ومنتجات الألبان لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفر من المرجح أن يؤدي إلى استنفاد الأمهات الحوامل من العناصر الغذائية الحيوية؛ الأمر الذي يمكن أن تكون له آثار سلبية دائمة على الأطفال الذين لم يولدوا بعد».

ولفت غودفري إلى أن تناول مكملات فيتامين «ب» و«د» على وجه الخوص يخفض خطر الولادة المبكرة إلى النصف، ويقلل أيضاً من معدلات نزف ما بعد الولادة.


مقالات ذات صلة

علاج سريع وفعّال لفقر الدم عند الحوامل

صحتك فقر الدم يعد مشكلة شائعة تسبب مشاكل صحية خطيرة للأمهات وأطفالهن (جامعة تكساس أيه آند إم)

علاج سريع وفعّال لفقر الدم عند الحوامل

أظهرت دراسة سويدية، أن دواء «فيريك كربوكسي مالتوز» الذي يُعطى عن طريق الوريد يعمل بسرعة وفاعلية أكبر في علاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد لدى النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك في هذه الصورة التي قدمتها ليز كراستيل عالمة الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في إيرفين... تحمل هنا ابنها حديث الولادة في مايو 2020 (أ.ب)

بطرق لا تحصى... علماء يظهرون كيف يغيّر الحمل الدماغ

حصلت عالمة الأعصاب ليز كراستيل على فرصة فريدة لرؤية كيف تغير دماغها أثناء الحمل.

«الشرق الأوسط»
يوميات الشرق تقدم الدراسة مزيداً من الأدلة على فائدة تناول الأسماك بانتظام أثناء الحمل (جامعة ناغويا)

4 فوائد لتناول الأسماك أثناء الحمل

أظهرت نتائج دراسة حديثة أن تناول أي كمية من الأسماك أثناء الحمل ارتبط بانخفاض خطر تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD) بنحو 20 في المائة، خصوصاً لدى المواليد الإناث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك «التدخين الخفيف» قبل الحمل يمكن أن يسبب «مشاكل صحية كبيرة» للمولود الجديد (رويترز)

حتى قبل الحمل... «سيجارة واحدة» قد تسبب مشاكل خطيرة للمولود

حذرت دراسة جديدة من أن «التدخين الخفيف» - الذي يُعرَّف بأنه تدخين سيجارة أو اثنتين فقط في اليوم - قبل الحمل يمكن أن يسبب «مشاكل صحية كبيرة» للمولود الجديد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق زيادة مستويات هرمون التوتر أثناء الحمل تضر بصحة الجنين (جامعة واشنطن)

توتر الحمل يترك آثاراً في شعر الأطفال

اكتشف باحثون في جامعة واشنطن الأميركية علاقة بين توتر الأم أثناء الحمل وزيادة مستويات الكورتيزول أو هرمون التوتر في شعر الأطفال الصغار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

باحثة تحذّر من إساءة استخدام العلاجات المضادة للبدانة ومن اعتبارها «أدوية سحرية»

صناديق من عقارَي «أوزمبيك» و«مونجارو» لعلاج السكري من النوع الثاني ومعالجة السمنة في 29 مارس 2023 (رويترز)
صناديق من عقارَي «أوزمبيك» و«مونجارو» لعلاج السكري من النوع الثاني ومعالجة السمنة في 29 مارس 2023 (رويترز)
TT

باحثة تحذّر من إساءة استخدام العلاجات المضادة للبدانة ومن اعتبارها «أدوية سحرية»

صناديق من عقارَي «أوزمبيك» و«مونجارو» لعلاج السكري من النوع الثاني ومعالجة السمنة في 29 مارس 2023 (رويترز)
صناديق من عقارَي «أوزمبيك» و«مونجارو» لعلاج السكري من النوع الثاني ومعالجة السمنة في 29 مارس 2023 (رويترز)

رغم شعبيتها الكبيرة، يتعيّن عدم التعاطي مع الجيل الجديد من العلاجات المضادة للبدانة على أنها «أدوية سحرية»، كما «يجب عدم تناولها بتاتاً لأسباب تجميلية»، وفق ما حذّرت سفيتلانا مويسوف، وهي من العلماء الذين ساعدوا في تطوير هذه العلاجات.

وحصلت مويسوف، إلى جانب باحثَين آخرَين هما جويل هابنر ولوته بييري كنودسن، الخميس، على «جائزة لاسكر» المرموقة التي غالباً ما تُعدّ مؤشراً محتملاً لجوائز نوبل، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقد ساعد الباحثون الثلاثة في إحداث ثورة في إدارة البدانة، وهو مرض مزمن وآفة حقيقية للصحة العامة، من خلال المساهمة في اكتشاف وتطوير أدوية تسمح بإنقاص الوزن بشكل كبير.

«أوزمبيك»، و«ويغوفي»، و«مونجارو»، و«زيباوند»... أدوية كثيرة مخصصة لعلاج البدانة أو السكري من النوع الثاني (ارتفاع في معدلات السكر في الدم يرتبط في كثير من الأحيان بالوزن الزائد)، حققت شعبية كبيرة، لدرجة أنها باتت تُستخدم أحياناً لخسارة بضعة كيلوغرامات زائدة.

وشدّدت سفيتلانا مويسوف (76 عاماً) على أن «النجاح الكبير يكمن في القدرة على علاج البدانة، وهذا ما يجب أن نلتزم به»، مستذكرة الآثار الجانبية لهذه الأدوية، خصوصاً على الجهاز الهضمي.

وفي تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، روت هذه الكيميائية وشريكها في الجائزة، جويل هابنر، عقوداً من الأبحاث اللازمة لتطوير هذه العلاجات.

وقال هابنر: «عندما تكون باحثاً، فإن التوصل إلى اكتشاف يساعد الناس هو حلم»، مشيراً إلى أن هذه التطورات العلمية تسهم في زيادة الإدراك بأن «البدانة مرض في الأيض، وليست مشكلة في قوة الإرادة».

اكتشاف غير مقصود

تعود فاعلية هذه الأدوية الجديدة إلى كونها تحاكي هرموناً تُفرزه الأمعاء يُسمى «جي إل بي -1 (GLP-1)».

وكان جويل هابنر، وهو اختصاصي في الغدد الصماء في «مستشفى ماساتشوستس العام»، أول مَن اكتشف وجود هذه الهرمون، لأول مرة لدى الأسماك في عام 1982.

وحددت سفيتلانا مويسوف التسلسل النشط لـ«GLP-1»، وأظهرت وجوده في الأمعاء وصنعت شكلاً نقياً منه.

ثم أظهرت، بالتعاون مع آخرين، أن «GLP-1» يحفّز إفراز الإنسولين من البنكرياس، ما يساعد على خفض مستويات الغلوكوز في الدم.

وتستذكر مويسوف أنها أيقنت على الفور «أنه سيكون علاجاً جيداً لمرض السكري».

لكن في ذلك الوقت، لم يكن أحد قد شكّ بعد في فائدة ذلك ضد البدانة.

ويقول جويل هابنر، البالغ 87 عاماً، «لم نكن نأخذ فقدان الوزن في الاعتبار»، لأن البدانة لم تكن مشكلة كبيرة في ذلك الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، في الثمانينات، «لم يكن هناك دليل علمي على أن الهرمونات تنظم الوزن»، وفق سفيتلانا مويسوف، وهي أستاذة مشاركة في جامعة روكفلر مولودة في يوغوسلافيا.

ومن باب المصادفة البحتة، في أثناء إجراء تجارب سريرية كبيرة، أدرك العلماء أن المرضى الذين تناولوا العلاج كانوا يفقدون الوزن.

وقد توصل الباحثون تدريجياً إلى اكتشاف حاسم أدركوا من خلاله أن «GLP-1» يبطئ إفراغ المعدة، ولكنه يعمل أيضاً في الدماغ، ما يؤثر على الشعور بالشبع.

فوائد أخرى

سارعت شركات الأدوية إلى الإفادة من الاكتشاف. ولدى مجموعة «نوفو نورديسك» الصيدلانية، تغلبت الباحثة لوته بييري كنودسن على تحدٍ كبير تمثّل في أن «GLP-1» يختفي في غضون دقائق في الجسم.

وقد عملت على تطوير تقنيات لجعل هذه الهرمونات تعمّر لفترة أطول في الجسم... في البداية لمدة يوم، ثم لأسبوع.

وتمت الموافقة على أول دواء للمجموعة الدنماركية يحتوي على نظير «GLP-1» لأول مرة في عام 2010 في الولايات المتحدة ضد مرض السكري من النوع الثاني، ثم في عام 2014 ضد البدانة (تحت اسم ساكسيندا).

وتوالت المصادقات على هذه العلاجات التي استحالت مصدر إيرادات طائلة لشركات الأدوية.

ومن جانبه، طوّر المختبر الأميركي «إيلاي ليلي» جزيئاً يجمع بين «GLP-1» وهرمون آخر في الجهاز الهضمي، الذي يمكن، بحسب سفيتلانا مويسوف، أن يقلل من الآثار الجانبية.

وتقول مويسوف: «قد نصل إلى جيل جديد يجمع بين هرمونات مختلفة»، مضيفة «(أوزمبيك) ليس بالضرورة الحل النهائي»، لكنه «مهّد الطريق».

وثمة آفاق واعدة للمستقبل ترتبط بالتأثيرات المحتملة لـ«GLP-1» على مجموعة من الأمراض الأخرى. وقد جرى الترخيص بالفعل لأحد الجزيئات بوصفه علاجاً لنوبات القلب والأوعية الدموية.

لكن الباحثين يستكشفون عديداً من السبل الأخرى، وسط دراسات كثيرة، ويشمل ذلك حالات بينها توقف التنفس في أثناء النوم، والإدمان، وأمراض الكلى والكبد أو حتى أمراض الأعصاب (مرض باركنسون، ومرض ألزهايمر).

يقول جويل هابنر: «إنه أمر استثنائي»، مشيراً على وجه الخصوص إلى عمل «GLP-1» في الدماغ.

بالنسبة إلى سفيتلانا مويسوف، يمهد «GLP-1» الطريق لفكرة أن الدواء ليس مخصصاً لمرض واحد فقط.

وتقول: «حتى الآن، كان يقال إن الدواء الواحد يعالج مرضاً واحداً»، أما «اليوم فنرى أن (GLP-1) لديه مجموعة واسعة من الفوائد الصحية».