اكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة... التغير المناخي يهدد صحة الأطفال والمراهقين

تغير المناخ يلعب دوراً رئيسياً في التأثير على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين (أ.ف.ب)
تغير المناخ يلعب دوراً رئيسياً في التأثير على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين (أ.ف.ب)
TT

اكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة... التغير المناخي يهدد صحة الأطفال والمراهقين

تغير المناخ يلعب دوراً رئيسياً في التأثير على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين (أ.ف.ب)
تغير المناخ يلعب دوراً رئيسياً في التأثير على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين (أ.ف.ب)

يمكن أن يلعب تغير المناخ دوراً رئيسياً في التأثير على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين، وفقاً لتقرير جديد صادر عن «الجمعية الأميركية للطب النفسي».

ويوثّق التقرير، الذي جرت كتابته، بالتعاون مع «منظمة الدفاع عن المناخ (ecoAmerica)»، كيف يمكن للأحداث البيئية المرتبطة بتغير المناخ، بما في ذلك الكوارث الطبيعية، والحرارة الشديدة، وسوء نوعية الهواء، أن تؤدي إلى إثارة أو تفاقم مشكلات الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين، وفقاً لما نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

ويقول التقرير إن الكوارث الطبيعية يمكن أن تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة في هذه المجموعات، في حين أن المشكلات طويلة المدى، مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، وسوء نوعية الهواء، يمكن أن تزيد من مخاطر القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والضعف الإدراكي.

وكتب الدكتور دينيس بي ستول، كبير مديري علم النفس التطبيقي بـ«الجمعية الأميركية للطب النفسي»، والذي شارك في كتابة التقرير: «يوثّق تقريرنا الأضرار النفسية التي تحدث، الآن، للأطفال والمراهقين في بلادنا بسبب تغير المناخ. هذه ليست قضية يمكننا الانتظار وحلّها في وقت لاحق. بوصفنا مجتمعاً، يجب علينا أن نتحرك الآن».

من جهتها، قالت الدكتورة سو كلايتون، أستاذة علم النفس بكلية ووستر، والتي شاركت أيضاً في كتابة التقرير، إن الأطفال أكثر عرضة لعواقب الصحة العقلية الناتجة عن تغير المناخ؛ لأنهم قد لا يمتلكون استراتيجيات التكيف التي يمتلكها الكبار.

أطفال لدى خليج مانيلا يبحثون في بقايا خلفها إعصار هايما في أكتوبر 2016 (أ.ف.ب)

وأضافت: «أيضاً إذا تعرّض أحد الوالدين للتوتر بسبب المصاعب المرتبطة بحدث بيئي، مثل الحرارة الشديدة، أو حرائق الغابات، فقد يؤثر ذلك على الصحة العقلية لأطفالهم. إن التعرض للصدمة في سن مبكرة يمكن أن تكون له آثار على الصحة العقلية والرفاهية تستمر مدى الحياة».

ويقول التقرير إن عواقب الصحة العقلية تبدأ، حتى قبل ولادة الطفل، مشيراً إلى أن تعرُّض الأجنة قبل الولادة للكوارث الطبيعية ودرجات الحرارة المرتفعة وتلوث الهواء، يمكن أن يزيد من خطر إصابتهم بمجموعة متنوعة من المشكلات السلوكية والتنموية، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، وتأخر النمو، وانخفاض ضبط النفس، والاضطرابات النفسية.

وقالت كلايتون إن هذه العواقب يمكن أن تؤثر على تطور الجهاز العصبي، وغالباً ما تكون غير قابلة للعلاج.

وأشار الباحثون إلى أن الأطفال والمراهقين حول العالم لا يعانون من هذه الآثار الضارة لتغير المناخ بالمستوى نفسه أو الطريقة نفسها، مؤكدين أن أولئك المنتمين لمجتمعات مهمَّشة أو منخفضة الدخل هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات الصحة العقلية، مقارنة بغيرهم.


مقالات ذات صلة

تغير المناخ يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار وأعاصير أكثر شدة

بيئة الأمواج تتكسر على ساحل بلدة سانشا مع اقتراب الإعصار جايمي في نينغدي بمقاطعة فوجيان - الصين - 25 يوليو 2024 (رويترز)

تغير المناخ يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار وأعاصير أكثر شدة

قال علماء في بحث نُشر اليوم الجمعة إن تغير المناخ يُحدث تغييرات في أنماط هطول الأمطار حول العالم، وهو ما قد ينجم عنه أيضاً اشتداد قوة الأعاصير والعواصف المدارية

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
بيئة غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية وباء الحرارة الشديدة (أ.ف.ب)

غوتيريش يحذر من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الخميس من أن البشرية ضحية «وباء من الحرارة الشديدة»، داعياً إلى اتخاذ إجراءات للحد من تأثيرات موجات الحر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
بيئة الميكروبات الموجودة داخل لحاء الأشجار أو في الخشب نفسه تزيل غاز الميثان وكذلك ثاني أكسيد الكربون (أ.ف.ب)

دراسة: لحاء الشجر يمكنه إزالة غاز الميثان من الغلاف الجوي

وجدت دراسة حديثة أن لحاء الأشجار يمكن أن يزيل غاز الميثان من الغلاف الجوي، مما يوفر فائدة إضافية في معالجة تغيُّر المناخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة مارة يحملون مظلات يسيرون تحت أشعة الشمس القوية في معبد سينسوجي حيث أصدرت الحكومة اليابانية تنبيهات من ضربة شمس في 39 محافظة من محافظات البلاد البالغ عددها 47 محافظة... الصورة في طوكيو، اليابان 22 يوليو 2024 (رويترز)

21 يوليو هو اليوم الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم

أظهرت بيانات أولية نشرها الثلاثاء مرصد كوبرنيكوس المناخي الأوروبي أن يوم 21 يوليو (تموز) كان اليوم الأكثر سخونة على الإطلاق على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مصر تستبعد حدوث تسونامي (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف)

معهد الفلك المصري يحسم الجدل بشأن «تسونامي المتوسط»

حسم معهد الفلك المصري الجدل بشأن الإشاعات التي جرى تداولها حول «تسونامي المتوسط» مع تكرار ظاهرة انحسار المياه على شواطئ عدة بالبحر المتوسط.

أحمد عدلي (القاهرة)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
TT

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)
الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

أوضح الباحثون بقيادة المركز الألماني لأبحاث السرطان، أن هذا البرنامج أدى إلى تحسن ملحوظ في جودة الحياة، وتراجع كبير في التعب، وفق النتائج التي نشرت، الخميس، في دورية «Nature Medicine».

وسرطان الثدي النقيلي، أو المتقدم، هو نوع من السرطان ينتشر من الثدي إلى أجزاء أخرى في الجسم، ويتضمن انتشار الخلايا السرطانية إلى العظام والرئتين والكبد والدماغ، ويحدث هذا الانتشار عندما تنتقل الخلايا السرطانية من الورم الأصلي في الثدي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وتعد المحافظة على جودة الحياة أو تحسينها وتخفيف التعب أهدافاً مهمةً في رعاية مرضى السرطان، إذ يؤثر المرض نفسه وعلاجاته على جودة الحياة، كما يعاني العديد من المرضى من متلازمة التعب، التي تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والعقلي المستمر.

وشملت الدراسة 355 امرأة ورجلين مصابين بسرطان الثدي النقيلي في ألمانيا، وقسموا إلى مجموعتين، الأولى انخرطت في البرنامج التدريبي، الذي شمل جلستين أسبوعياً على مدى 9 أشهر، فيما لم تشارك المجموعة الأخرى في البرنامج.

وتضمن البرنامج التدريبي الفردي تحت إشراف علاجي تمارين لتعزيز التوازن وقوة العضلات والقدرة على التحمل.

وحصل جميع المشاركين في الدراسة على توصيات أساسية لممارسة الرياضة، وتم تزويدهم بجهاز تتبع النشاط لتسجيل مقدار التمرين الذي قاموا به في حياتهم اليومية.

وجرى سؤال المشاركين عن جودة حياتهم باستخدام استبيان موحد يأخذ في الاعتبار الجوانب البدنية والعقلية والعاطفية لجودة الحياة في بداية الدراسة، وبعد 3 و6 و9 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى الباحثون استبياناً موحداً لتقييم أعراض التعب، وتم اختبار اللياقة البدنية في البداية، وفي فواصل زمنية مدتها 3 أشهر باستخدام جهاز الدراجة الثابتة.

ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى انخفضت لديها الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

وأدى البرنامج التدريبي المنظم إلى تحسين ملحوظ في جودة الحياة وانخفاض كبير في التعب، حيث انخفضت شكاوى مثل الألم وضيق التنفس بشكل ملحوظ خلال فترة الدراسة. وكانت نتائج اختبار اللياقة البدنية في مجموعة التدريب أفضل من مجموعة التحكم.

وقال الباحثون إن النساء المصابات بالسرطانات المتقدمة مثل سرطان الثدي النقيلي، اللاتي يتلقين العلاج طويل الأمد، يمكن أن يستفدن بشكل كبير من إدارة الأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج بشكل جيد.

وأضافوا أن التأثيرات الإيجابية المشجعة للغاية للبرنامج التدريبي يمكن أن تجعل مرضى سرطان الثدي المتقدم يعيشون حياة أفضل ويتمتعون بلياقة بدنية أكبر.