تمارين التنفس لخفض ضغط الدم

خطوات بسيطة وأجهزة مساعدة

تمارين التنفس لخفض ضغط الدم
TT

تمارين التنفس لخفض ضغط الدم

تمارين التنفس لخفض ضغط الدم

يتنفس الشخص العادي 22 ألف مرة في اليوم ما بين شهيق وزفير من دون جهد أو تفكير.

لكنْ ثمة شيئ هنا يستحق التأمل؛ هو أن ممارسة التنفس البطيء والعميق لبضع دقائق فقط في اليوم يمكن أن يخفض ضغط الدم، ويحتمل أن يقلل قراءة الرقم الأول (الأعلى) لضغط الدم الانقباضي بما يصل إلى 10 نقاط (المتوسط المثالي 80/ 120 ملم زئبق).

التنفس لتخفيف ضغط الدم

تقول الدكتورة كيمبرلي باركس، طبيبة القلب بمستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «يجب على أي شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى (stage 1 hypertension)، المحددة بقراءات الضغط الانقباضي من 130 إلى 139 ملم زئبق، أن يعلم أن تمارين التنفس وسيلة فعالة لخفض ضغط الدم من دون دواء».

وتضيف أنه بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من ضغط دم مرتفع (elevated blood pressure) (قراءة انقباضية من 120 إلى 129)، فإن التنفس العميق يمكن أن يساعدهم على تجنب ارتفاع ضغط الدم في المستقبل.

جهاز «تعزيز قوة عضلات الشهيق»

فوائد التنفس العميق

بالنسبة إلى البالغين في حال الراحة، يتراوح معدل التنفس الطبيعي بين 12 و18 نفساً في الدقيقة. عادة ما يُعرَّف التنفس البطيء على أنه في أي مكان من 6 إلى 10 أنفاس في الدقيقة، ويتميز بفترة زفير بطيئة وطويلة.

عندما تستنشق ببطء، ينقبض الحجاب الحاجز (الحاجز العضلي القوي الذي يفصل صدرك عن بطنك) ويهبط إلى أسفل. ويؤدي توسيع رئتيك بالكامل إلى تحفيز «العصب المبهم (vagus nerve)»، الذي يمتد من الدماغ إلى القولون. ويعمل هذا على تنشيط استجابة «الاسترخاء والهضم (rest and digest)» لجهازك العصبي، لتعطي كمية الهواء الكبيرة في الرئتين كمية أكسجين إضافية لجسمك ودماغك، مما يعمل على إطلاق مواد كيميائية حميدة تسمى «الإندورفين (endorphins)»، ويخفض مستويات هرمون التوتر المسمى «الإبينفرين (epinephrine)».

في أثناء الزفير، يضغط الحجاب الحاجز للخلف لأعلى على رئتيك. وعندما ينتقل الدم من رئتيك، يرتفع ضغط الدم قليلاً. ولمواجهة هذا الارتفاع، يقوم جهازك العصبي تلقائياً بخفض معدل ضربات القلب وتوسيع الأوعية الدموية، وهو مثال آخر على استجابة «الاسترخاء والهضم». وتعمل إطالة الزفير على الاستفادة من هذه الاستجابة.

ما الدليل؟

تناول مقال تحليلي نشر في مجلة «Frontiers in Physiology» بتاريخ 25 يناير (كانون الثاني) 2023 آثار تمارين التنفس المختلفة على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. من بين 20 دراسة تضمنها التحليل، كان هناك 17 انخفاضاً موثقاً في كل من ضغط الدم الانقباضي والانبساطي (الانبساطي هو الرقم الثاني في قراءة الضغط 120/80). تباينت الدراسات على نطاق واسع من حيث المدة وعدد المرات ونوع تمارين التنفس التي أداها المشاركون، لذلك؛ فإن من الصعب تقديم وصفة طبية واحدة محددة.

لكن من المحتمل أن يكون أي نوع من ممارسة التنفس مفيداً، وفق الدكتورة باركس؛ إذ إنها تفضل تقديم خيارات عدة لمرضاها، حيث تقول: «أقول لهم: إليكم طرقاً عدة يمكنكم عبرها بدء ممارسة التنفس، فأي منها يبدو أفضل بالنسبة إليك؟»

اقتراحات لتمارين التنفس

وفيما يلي الاقتراحات التي تقدمها:

* عند التنفس عُدّ الأنفاس: حاول العد حتى 5 في أثناء التنفس عبر أنفك، ثم الزفير 5 مرات. تقول الدكتورة باركس: «ضم شفتيك كما لو كنت تطفئ الشموع على كعكة عيد ميلاد؛ لأن هذا يساعد على إبطاء الزفير». يمكنك أيضاً محاولة حبس أنفاسك بعد فترة الاستنشاق.

وهناك تمرين واحد مشترك يتضمن الاستنشاق وعدّ 4 عدّات، ومسك النفس لـ7 عدّات، والزفير لـ8 عدات، ويمكنك تغيير العد كما يحلو لك.

قد تكون التمارين الصوتية والمرئية مفيدة، ويمكنك البحث على الإنترنت عن تمارين التنفس التوضيحية، أو قم بتنزيل أحد التطبيقات المجانية الكثيرة المتاحة للاستخدام على الهاتف الذكي أو الساعة الذكية.

* إطالة التنفس: ينجذب بعض الناس إلى تقنية «pranayama» القديمة (كلمة من مقطعين تعني إطالة التنفس). تأتي هذه الممارسة، التي تجري غالباً في إطار اليوغا، بأشكال مختلفة. يحتوي موقع «هارفارد هيلث بابليشنغ (Health Publishing's website)» على عروض فيديو: يمكنك، على سبيل المثال، زيارة موقع www.health.harvard.edu/alternate-nostril-breath.

التنفس الموجه بالأجهزة

بالنسبة إلى أولئك الذين يجدون الممارسات التي ترتكز على التأمل أمراً غريباً للغاية، فإن استخدام جهاز قد يكون أكثر جاذبية، وفق الدكتورة باركس.

يستخدم تمرين «تعزيز قوة عضلات الشهيق Inspiratory muscle strength training (IMST)» جهازاً صغيراً محمولاً يوفر مقاومة خلال الشهيق والزفير. يمكنك شراء الجهاز عبر الإنترنت مقابل أقل من 20 دولاراً. في عام 2021، أظهرت دراسة جيدة نشرت في «مجلة جمعية القلب الأميركية» أن القيام بـ«تمرين تعزيز قوة عضلات الشهيق (IMST)» وتكراره 30 نفساً فقط في اليوم، لمدة 6 أيام في الأسبوع، من شأنه أن يخفض ضغط الدم الانقباضي بمعدل 9 نقاط بعد 6 أسابيع.

وهناك خيار أكثر تفصيلاً معتمد من «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية يسمى «Resperate» يباع على الإنترنت بسعر 350 دولاراً أميركياً. يتضمن الجهاز حزاماً للصدر مع جهاز استشعار لمراقبة نمط التنفس الخاص بك. ما عليك إلا تتبع الإشارات الموسيقية عبر سماعات الرأس لإبطاء تنفسك تدريجياً.

* «رسالة هارفارد للقلب» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

صحتك هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

هل يمكن الوقاية من النوع الأول للسكري؟

من المعروف أن مرض السكري من النوع الأول يُعد أشهر مرض مزمن في فترة الطفولة. لكن يمكن حدوثه في أي فترة عمرية.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

5 أعضاء مستهدفة بالضرر لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم

إحدى الحقائق التي يجدر ألّا تغيب بأي حال من الأحوال عن مرضى ارتفاع ضغط الدم، هي أن المشكلة الرئيسية طويلة الأمد لارتفاع ضغط الدم

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك جهاز قياس مستوى السكر بالقرب من أنواع الغذاء الصحي (غيتي)

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

يعاني نحو 98 مليون أميركي -أكثر من واحد من كل ثلاثة- من حالة «ما قبل السكري» (مقدمات السكري - prediabetes)

ماثيو سولان (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الدكتور هاني جوخدار وكيل وزارة الصحة لـ«الصحة العامة» في السعودية (الشرق الأوسط)

السعودية تدفع لتنفيذ منهجية موحدة لـ«مقاومة مضادات الميكروبات» في العالم

كشف المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات تحت شعار «من الإعلان إلى التنفيذ»، عن تأثير مقاومة «الوباء الصامت» على الاقتصاد.

إبراهيم القرشي (جدة)

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
TT

السموم... مورد الطبيعة المخفي لعلاج الأمراض وتطوير الأدوية

علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)
علبة من دواء «أوزيمبيك» (رويترز)

أصبحت سموم الحيوانات أحد المفاتيح الرئيسية لاكتشاف علاجات طبية جديدة، متجاوزة الحدود التقليدية للعلوم والأبحاث. فقد أدّى اكتشاف السموم الموجودة في حيوانات، مثل: سحالي جيلا، وثعابين الكوبرا، وقواقع المخروط، إلى ثورة في مجال الأدوية، خصوصاً في معالجة أمراض، مثل: السكري، والسمنة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك».

ففي ثمانينات القرن الماضي، بدأ الطبيب الشاب جان بيار روفمان رحلة علمية غير متوقعة بدرس سموم الحيوانات في مختبر أمراض الجهاز الهضمي التابع للمعهد الوطني للصحة. ومن خلال التعاون مع الكيميائي جون بيسانو، توصل إلى اكتشاف مذهل عن سم سحالي جيلا -وهي نوع من السحالي الصحراوية التي تعيش في أميركا الشمالية- الذي أظهر نتائج واعدة لعلاج مرض السكري. هذا السم يحتوي على جزيء يُدعى «إكسيندين - 4»، الذي يعمل مثيلاً طبيعياً لهرمون «GLP - 1»، وهو هرمون يحفّز إنتاج الإنسولين في الجسم.

أدى هذا الاكتشاف إلى تطوير عقار «بييتا» الذي حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء عام 2005 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. وفي السنوات التي تلت ذلك، لاحظ الأطباء أن المرضى الذين يستخدمون «بييتا» يفقدون الوزن؛ مما أُلهم لتطوير أدوية مثل: «أوزيمبيك» و«ويغوفي» اللذين حققا نجاحاً كبيراً في خفض الوزن.

لم يكن سم سحالي جيلا وحده محور الاهتمام، فقد استخدم العلماء سم أفعى برازيلية في الستينات لتطوير عقار «كابتوبريل» لخفض ضغط الدم، واستُخدم سم قواقع المخروط في تسكين الآلام الشديدة من خلال عقار «زايكونوتايد» الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء في 2004.

يصف العلماء السموم بأنها الجيش السويسري للطبيعة؛ حيث تحتوي على «بيبتيدات» وأحماض أمينية دقيقة يمكنها التأثير بدقة في مستقبلات الخلايا. وبفضل التقدم التكنولوجي، يمكن استخراج هذه السموم ودراستها بكميات قليلة جداً؛ مما يوفّر قاعدة بيانات ضخمة لجزيئات قد تصبح أساساً لأدوية جديدة.

ولكن مع كل هذا التطور، لا تزال هناك تحديات بيئية كبيرة تواجه الباحثين. التغير المناخي والتدمير البيئي يهددان وجود بعض الأنواع السامة، مثل قواقع المخروط التي تعتمد عليها الأبحاث الطبية؛ مما يجعل العثور على هذه الكائنات والحفاظ على تنوعها البيولوجي ضرورة ملحة لتحقيق اكتشافات مستقبلية.

وختم التقرير بقوله، إن السموم توفّر إمكانات هائلة لتطوير علاجات جديدة، ويعد الباحثون أن فهم هذه الموارد الطبيعية النادرة ليس فقط مفتاحاً لتحسين الصحة البشرية، بل إنه تذكير بأهمية حماية البيئة التي توفّر هذه الاكتشافات الثمينة.