«الغذاء والدواء» الأميركية تجيز لقاحات مُحدَّثة لـ«كوفيد-19»

تُظهر هذه الصورة التي قدمتها شركة «فايزر» في سبتمبر 2023 قوارير جرعة واحدة من لقاح كوفيد المحدث الخاص بالشركة للبالغين (أ.ب)
تُظهر هذه الصورة التي قدمتها شركة «فايزر» في سبتمبر 2023 قوارير جرعة واحدة من لقاح كوفيد المحدث الخاص بالشركة للبالغين (أ.ب)
TT

«الغذاء والدواء» الأميركية تجيز لقاحات مُحدَّثة لـ«كوفيد-19»

تُظهر هذه الصورة التي قدمتها شركة «فايزر» في سبتمبر 2023 قوارير جرعة واحدة من لقاح كوفيد المحدث الخاص بالشركة للبالغين (أ.ب)
تُظهر هذه الصورة التي قدمتها شركة «فايزر» في سبتمبر 2023 قوارير جرعة واحدة من لقاح كوفيد المحدث الخاص بالشركة للبالغين (أ.ب)

وافقت الولايات المتحدة أمس الاثنين على لقاحات محدثة لـ«كوفيد-19»، على أمل تعزيز الحماية ضد أحدث سلالات هذا الفيروس وتخفيف أي ارتفاع في الإصابات في الخريف والشتاء، وفقا لـ«أسوشييتد برس».

ويتيح القرار الذي أصدرته «إدارة الغذاء والدواء» الأميركية، أحدث الجرعات من شركتي «موديرنا» و«فايزر» وشريكتها «بايونتيك» أمام معظم الأميركيين حتى لو لم يحصلوا على لقاح ضد فيروس كورونا من قبل، فيما يعتبر جزءا من التحول لمعالجة المتحورات الخريفية لـ«كوفيد-19» تماما مثل الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي.

إلى ذلك، من المقرر أن تصدر لجنة استشارية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصيات اليوم (الثلاثاء)، بشأن من يحتاج أكثر إلى اللقاحات المحدثة. يمكن أن تبدأ التطعيمات في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ويمكن إعطاء لقاح «كوفيد-19» ولقاح الإنفلونزا في نفس الزيارة.

لقاح كورونا المحدث من شركة «فايزر» (أ.ب)

وقالت شركة «نوفافاكس»، وهي الشركة الثالثة التي تقدم لقاح «كورونا»، إن لقاحها المحدث لا يزال قيد المراجعة من قبل إدارة الغذاء والدواء.

وتزايدت حالات دخول المستشفيات بسبب «كوفيد-19» منذ أواخر الصيف، على الرغم من أنها بفضل المناعة الدائمة من التطعيمات والعدوى السابقة، لم تكن بنفس القدر الذي كانت عليه في هذا الوقت من العام الماضي.

لكن الحماية تتضاءل بمرور الوقت، وينتج فيروس كورونا باستمرار متغيرات جديدة يمكنها تتهرب من المناعة السابقة.

ومر عام منذ آخر مرة تم فيها تحديث اللقاحات، ولم يتلق هذا التحديث السابق سوى نحو 20 في المائة من البالغين.

وقال الدكتور بيتر ماركس، رئيس إدارة اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في بيان: «يبقى التطعيم أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة والحماية المستمرة من العواقب الوخيمة لـ«كوفيد-19»، بما في ذلك العلاج في المستشفى والوفاة. نحن نشجع بشدة أولئك المؤهلين على التفكير في الحصول على التطعيم».

تماماً مثل التطعيمات السابقة، فإن جولة الخريف متاحة للبالغين والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 6 أشهر. قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية إنه بدءاً من سن الخامسة، يمكن لمعظم الأشخاص الحصول على جرعة واحدة حتى لو لم يحصلوا على لقاح «كوفيد-19» في السابق.

وقد يحتاج الأطفال الأصغر سناً إلى جرعات إضافية اعتماداً على تاريخ إصابتهم بعدوى «كوفيد-19» وتطعيماتهم.

من الواضح أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لا تصف هذه الجولة الأخيرة بأنها معززة ولكنها تعتبر أنه لقاح تم تحديثه ليتناسب بشكل أفضل مع الفيروس المنتشر حالياً.

وتستهدف الوصفة الجديدة متغيراً من نوع أوميكرون يُسمى« XBB.1.5»، ليحل محل اللقاحات المركبة القديمة التي تجمع بين الحماية ضد سلالة فيروس كورونا الأصلية وإصدار أقدم من أوميكرون.

وعلى الرغم من أن هذا المتغير لم يعد هو السائد، فقد قررت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أنه قريب بدرجة كافية من سلالات فيروس كورونا المسببة لمعظم أمراض «كوفيد-19» اليوم لتوفير حماية مشتركة جيدة. مثل الإصدارات السابقة، من المتوقع أن تكون أكثر حماية ضد أسوأ عواقب فيروس كورونا بدلاً من العدوى الخفيفة.

ولكن في حين أن قرار إدارة الغذاء والدواء يسمح باستخدام اللقاحات المحدثة على نطاق واسع، فإن مركز السيطرة على الأمراض سيقرر مدى قوة حث المجموعات المختلفة على الحصول عليها.

وقال المسؤولون الفيدراليون إن اللقاحات ستظل مجانية لمعظم الأميركيين من خلال التأمين الخاص أو الرعاية الطبية. ولكن بالنسبة للأشخاص غير المؤمن عليهم أو الذين لا يتمتعون بتغطية تأمينية كافية، تعمل مراكز السيطرة على الأمراض مع الإدارات الصحية والعيادات وبعض الصيدليات لتوفير جرعات مجانية مؤقتاً.


مقالات ذات صلة

عدوى «كورونا» الشديدة قد تؤدي لالتهاب في «مركز التحكم» بالدماغ

صحتك طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)

عدوى «كورونا» الشديدة قد تؤدي لالتهاب في «مركز التحكم» بالدماغ

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى «كورونا» الشديدة يمكن أن تتسبب في التهاب في «مركز التحكم» في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو (أ.ف.ب)

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

كشف الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو أنه كاد يموت في عام 2020، إثر إصابته بفيروس «كورونا»، قائلاً إنه «لم يكن لديه نبض» عدة دقائق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس كورونا أدى إلى انخفاض مستمر في الذاكرة والإدراك (أ.ف.ب)

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

وجدت دراسة فريدة من نوعها أن فيروس كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك لعدد من الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)

العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

أفادت دراسة أميركية بأنّ العاملين من المنزل يشعرون بالضيق ويتوقون إلى ماضٍ متخيَّل لِما قبل انتشار وباء «كوفيد–19»، حيث كانوا يشعرون بالاستقرار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل دون إبر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أمس (الجمعة) على أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

عدوى «كورونا» الشديدة قد تؤدي لالتهاب في «مركز التحكم» بالدماغ

طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)
طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)
TT

عدوى «كورونا» الشديدة قد تؤدي لالتهاب في «مركز التحكم» بالدماغ

طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)
طبيب يفحص أشعة على المخ لأحد المرضى (أرشيف - رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى «كورونا» الشديدة يمكن أن تتسبب في التهاب في «مركز التحكم» في الدماغ؛ مما يؤدي إلى تلف قد يفسِّر ضيق التنفس، والتعب، والقلق طويل الأمد الذي يعاني منه بعض المرضى.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أظهرت فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي عالية الدقة التي أُجريت على 30 شخصاً تم إدخالهم المستشفى؛ بسبب «كورونا» في وقت مبكر من الوباء قبل التوصل إلى لقاحات للفيروس، علامات التهاب في جذع الدماغ، وهو هيكل صغير ولكنه بالغ الأهمية يحكم وظائف الجسم التي تدعم الحياة مثل التنفس ومعدل ضربات القلب وضغط الدم.

ولفت الباحثون إلى أن التلف والتشوهات المرتبطة بالالتهاب في جذع الدماغ بدأت بعد أسابيع عدة من دخول المرضى المستشفى، وكان الضرر لا يزال واضحاً في الفحوص بعد أكثر من 6 أشهر.

وقالت الدكتورة كاتارينا روا، عالمة الأعصاب في جامعة كمبردج والمؤلفة الأولى للدراسة: «تشير نتائجنا إلى أن عدوى (كورونا) الشديدة يمكن أن تثير رد فعل مناعياً يؤدي إلى التهاب جذع الدماغ، ويتسبب الضرر الناتج عن ذلك في أعراض يمكن أن تستمر لأشهر بعد خروج المريض من المستشفى».

ولفتت روا إلى أنها وزملاءها استخدموا أجهزة تصوير بالرنين المغناطيسي بقوة 7 تسلا لتصوير أدمغة المرضى، مشيرة إلى أن هذه الأجهزة كشفت عن تفاصيل دقيقة جداً عن الالتهابات والتشوهات في أنسجة جذع الدماغ.

أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

وبالإضافة للمشكلات الجسدية، يسهم تلف جذع الدماغ أيضاً في مشكلات الصحة العقلية التي يواجهها بعض المرضى بعد الإصابة بـ«كورونا». ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة «Brain»، فإن المرضى الذين شملتهم الدراسة، كانت لديهم مستويات عالية من الاكتئاب والقلق.

وسبق أن ذكرت دراسة نُشرت عام 2022 أن أعراض «كورونا» الحادة قد تؤدي إلى شيخوخة الدماغ.

كما أشارت دراسات سابقة إلى أن الإصابة بأعراض حادة لفيروس «كورونا» قد تتسبب في ضباب الدماغ، أو فقدان الذاكرة، أو السكتة الدماغية، أو الهذيان، أو الغيبوبة.