«تجويع البكتيريا» يحمي الأمعاء من أمراض خطيرة

عبر حرمانها من «حمض سكري»

حماية الأمعاء بتجويع البكتيريا المسببة لأمراض (بابلك دومين)
حماية الأمعاء بتجويع البكتيريا المسببة لأمراض (بابلك دومين)
TT

«تجويع البكتيريا» يحمي الأمعاء من أمراض خطيرة

حماية الأمعاء بتجويع البكتيريا المسببة لأمراض (بابلك دومين)
حماية الأمعاء بتجويع البكتيريا المسببة لأمراض (بابلك دومين)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة كولومبيا البريطانية، أن حمض «السياليك» السكري، الذي يشكل جزءاً من طبقة المخاط المعوية الواقية، يغذي البكتيريا المسببة للأمراض في الأمعاء.

وتشير النتائج المنشورة (الاثنين) في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، إلى هدف علاجي محتمل عبر تجويع البكتيريا المعوية، المسببة لمجموعة من الأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض التهاب الأمعاء ومرض الاضطرابات الهضمية ومتلازمة القولون العصبي ومتلازمة الأمعاء القصيرة.

يقول بروس فالانس، الأستاذ في قسم طب الأطفال في جامعة كولومبيا البريطانية، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «في المستقبل، يمكننا استهداف هذا السكر، أو كيف تشعر به مسببات الأمراض، للوقاية من مرض مهم سريرياً».

وتتزايد الأمراض الالتهابية مثل مرض التهاب الأمعاء لدى الأطفال، وبسبب أن جهاز المناعة لديهم غير ناضج، يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأمعاء البكتيرية.

وسعى فالانس وفريقه، بما في ذلك المؤلف الرئيسي وطالب الدراسات العليا بجامعة كولومبيا البريطانية، كياوتشو ليانغ، وشريك أبحاث جامعة كولومبيا البريطانية، هونغ بينغ يو، إلى فهم ما يمكّن هذه البكتيريا المسببة للأمراض من البقاء والتوسع داخل أمعائنا.

وبالنسبة للدراسة، قام الباحثون بدراسة مرض جرثومي معوي يصيب الفئران (Citrobacter rodentium)، وهو يستخدم لنمذجة العدوى بالإشريكية القولونية البشرية، واكتشف الفريق أن البكتيريا لها جينات تشارك في استهلاك حمض «السياليك» السكري، وعندما تتم إزالة هذه الجينات، يضعف نمو البكتيريا.

وكشفت التحقيقات الإضافية أنه عند تناول السكريات، أنتجت البكتيريا نوعين من بروتينات «الفوعة» الخاصة التي تساعد البكتيريا على عبور طبقة المخاط في القولون والالتصاق بالخلايا الظهارية الكامنة، وتكشف النتائج كيف يمكن للبكتيريا أن تتغير بمرور الوقت وتؤدي في الواقع إلى تفاقم المرض.

يقول فالانس: «قد تكون العناصر الغذائية المحددة مثل حمض (السياليك) أو السكريات الأخرى بمثابة نقطة الضعف التي يمكن استهدافها لإزالة البكتيريا الخطرة من الأمعاء، عبر ابتكار طرق جديدة تعمل على تجويعها، وحرمانها من هذا الغذاء».

من جانبه، يقول خالد أبو الفتوح، المدرس بكلية الصيدلة بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة)، إن «نهج (تجويع البكتيريا) المقترح في الدراسة، يمكن أن يوفر طريقاً جديداً لمواجهة مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية».

وبينما تسعى الفرق البحثية إلى العثور على مضاد حيوي جديد أو تطوير مضادات حيوية قديمة بتقنيات «النانو»، فإن الحل المقترح في الدراسة يمثل طريقاً ثالثاً، لحل المشكلة.

وتتسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية فيما يقرب من 1.3 مليون حالة وفاة سنوياً في جميع أنحاء العالم، وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية.


مقالات ذات صلة

7 عادات بسيطة لتجديد نشاطك والتخلص من الإرهاق

صحتك صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)

7 عادات بسيطة لتجديد نشاطك والتخلص من الإرهاق

قدم خبراء لصحيفة إندبندنت البريطانية عادات صحية يمكن ممارستها بسهولة تساعد على تجديد النشاط والتخلص من الإرهاق.  

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 5 حقائق طبية عن التهابات المسالك البولية لدى النساء

5 حقائق طبية عن التهابات المسالك البولية لدى النساء

ألم التبول الحارق يمكن أن يجعل الذهاب إلى الحمام أمراً مزعجاً، وقد لا يطاق، للمرأة عند إصابتها بالتهابات المسالك البولية.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك اللقاح والفحص المبكر يقلّلان الإصابات بسرطان عنق الرحم

اللقاح والفحص المبكر يقلّلان الإصابات بسرطان عنق الرحم

يناير (كانون الثاني) شهر التوعية بسرطان عنق الرحم، يُحتفى به سنوياً لتسليط الضوء على هذا المرض الذي يُعد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء حول العالم.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك حالة مَرضية صامتة تصيب الكبد... تهدد القلب

حالة مَرضية صامتة تصيب الكبد... تهدد القلب

يعاني عدد كبير من الأميركيين حالة مَرضية خطيرة محتملة تتميز بتراكم الدهون داخل الكبد.

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك هناك نوع من الصفراء ينتجه الكبد قد يكون المفتاح السري لإطالة العمر (أرشيف - أ.ف.ب)

الكبد قد يحمل المفتاح السري لإطالة العمر

وجد علماء صينيون أن نوعاً من الصفراء ينتجه الكبد قد يكون المفتاح السري لإطالة العمر.

«الشرق الأوسط» (بكين)

7 عادات بسيطة لتجديد نشاطك والتخلص من الإرهاق

صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
TT

7 عادات بسيطة لتجديد نشاطك والتخلص من الإرهاق

صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)
صعود السلالم يرتبط بتقليل خطر الوفاة (رويترز)

قدم خبراء لصحيفة «إندبندنت» البريطانية عادات صحية يمكن ممارستها بسهولة تساعد على تجديد النشاط والتخلص من الإرهاق.

وقالت الصحيفة إن الكثير من الناس يخططون لتطبيق قرارات لتعزيز الصحة في هذا الوقت من بداية العام، ولكن ماذا لو تم التركيز بدلاً من السعي إلى تغييرات جذرية على تبني عادات صغيرة يمكن أن تتطور بمرور الوقت؟

وذكرت أن خبراء نصحوا بمجموعة من العادات البسيطة والصحية التي يمكن وضعها بسهولة في الروتين اليومي في عام 2025:

1- اخرج لمدة 15 دقيقة

يغري الطقس البارد بعدم الخروج من المنزل والبقاء في الداخل، لكن الخروج كل يوم مفيد للجسم والعقل.

وتقول مدربة التنمية البشرية نيكولا هندرسون: «الشعور بالهواء النقي والرياح والأمطار يعمل على تقليل مشاعر التوتر والقلق، ويمكن أن يعزز إبداعك، إنها تجربة محفزة للجسم والعقل ويمكن أن تساعد في تجنب الشعور بالركود وانخفاض الحالة المزاجية».

الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية (رويترز)

2- اصعد السلالم

يعد صعود السلالم بدلاً من المصعد عادة بسيطة ولكنها فعالة لتعزيز صحة القلب.

ويقول الدكتور فرحان شهيد، استشاري أمراض القلب في مستشفى هاربورن: «تعمل هذه العادة البسيطة على زيادة ضخ الدم في قلبك وتعزيز لياقة القلب والأوعية الدموية، ووضع هدف مثل المشي 10000 خطوة يومياً سيساعد في تحسين ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يحسن في النهاية صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل».

3- تجنب هاتفك لمدة ساعة في الصباح

تقول مدربة التنمية البشرية جيس باركنسون: «تجاهل هاتفك عندما تستيقظ، فمن السهل جداً الوصول إلى هواتفنا عندما نستيقظ ولكن هذا يمكن أن يكون له تأثير حقيقي على شعورنا في بداية اليوم».

وأضافت: «يمكن أن يؤدي تصفح الهاتف إلى إثارة التوتر مما يتسبب في ارتفاع مستويات الكورتيزول وفي الصباح نريد أن يحدث هذا ببطء وبشكل طبيعي».

4- تمارين التنفس اليومية

ضع تمارين التنفس اليومية في روتينك الصباحي أو المسائي، وتقول هيلين ويلز، المعالجة النفسية في مركز داون للصحة وإعادة التأهيل في تايلاند، إن «إحدى التقنيات الرائعة هي التنفس (4-7-8): استنشق بهدوء من خلال أنفك لمدة أربع ثوانٍ، واحبس أنفاسك لمدة سبع ثوانٍ، ثم ازفر ببطء من خلال فمك لمدة ثماني ثوانٍ، حيث تعمل على تهدئة العقل وتقليل القلق وإعادة ضبط جهازك العصبي».

وأضافت: «هذه عادة بسيطة يمكنك القيام بها في أي مكان سواء في الصباح أو قبل النوم أو في أثناء اللحظات العصيبة وتساعد في تعزيز التركيز والتوازن العاطفي».

التنفس العميق يعزز قدرة الجسم على حرق الدهون (أ.ف.ب)

5- احمل معك زجاجة ماء في جميع الأوقات

تقول باركنسون: «الحفاظ على رطوبة الجسم أمر مهم لأجسامنا وأفضل ما يمكن أن تفعله أن تحمل معك زجاجة ماء طوال اليوم لتذكيرك بشرب الماء خاصة إذا كنت تمارس الرياضة بشكل متكرر».

6- اكتب الأشياء التي تشعر بالامتنان لها

اكتب الأشياء التي تشعر بالامتنان لها للمساعدة في تحويل تركيزك مما يحدث بشكل خاطئ إلى ما يحدث بشكل صحيح.

الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)

7- حدد وقتاً لتصفح الهاتف قبل النوم

تنصح هندرسون بأن تكون أكثر اتساقاً مع نومك، وحُدّ من وقت تصفح الهاتف قبل النوم، واذهب إلى الفراش قبل النوم بـ15 دقيقة وقم بنشاط مثل القراءة أو التنفس البطيء أو التأمل.

وقالت: «النوم الجيد يعيد التوازن في الجسم والعقل، ويحسن الحالة المزاجية والطاقة بشكل عام».