دراسة جديدة تسبر خفايا ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج

دراسة جديدة تسبر خفايا ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج
TT

دراسة جديدة تسبر خفايا ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج

دراسة جديدة تسبر خفايا ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج

وجدت أبحاث جديدة أجراها باحثون بمعهد «سميدت» للقلب في سيدارز سيناي نُشرت بمجلة «Hypertension»، أن انتشار «aRH» (ارتفاع ضغط الدم المقاوم الظاهر) كان أقل في عينة العالم الحقيقي مما تم الإبلاغ عنه سابقًا، ولكنه لا يزال متكررًا نسبيًا؛ ما يؤثر على واحد تقريبًا من كل 10 مرضى بارتفاع ضغط الدم.

فمن خلال تحليلهم، تعلم الباحثون أيضًا أن المرضى الذين يعانون من aRH المدار جيدًا كانوا أكثر عرضة للعلاج بأدوية شائعة تسمى مضادات مستقبلات القشرانيات المعدنية أو MRA.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال الدكتور جوزيف إيبينجر الأستاذ المساعد بطب القلب بمعهد سميدت للقلب المؤلف المقابل للدراسة ان «ارتفاع ضغط الدم الواضح المقاوم أكثر شيوعًا مما يتوقعه الكثيرون. لقد تعلمنا أيضًا أن هناك اختلافات كبيرة بين المعرضين لخطر كبير في كيفية معالجة مقدمي الرعاية لارتفاع ضغط الدم، ما يدل على الحاجة إلى توحيد الرعاية»، وذلك وفقما ذكر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي.

واستندت نتائج الدراسة الجديدة إلى تصميم فريد من نوعه؛ استخدم البيانات التي تم إنشاؤها سريريًا من السجلات الصحية الإلكترونية لثلاث مؤسسات رعاية صحية كبيرة ومتنوعة جغرافيًا.

ومن بين 2.420.468 مريضًا تم تحليلهم في الدراسة، كان 55 % يعانون من ارتفاع ضغط الدم. ومن بين مرضى ارتفاع ضغط الدم هؤلاء ، 8.5 % ، أو 113992 فردًا، استوفوا معايير الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم.

وحسب إيبينجر، قبل التشخيص، يجب على المهنيين الطبيين أولاً استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى لارتفاع ضغط دم المريض؛ قد تشمل هذه الأسباب عدم الالتزام بالأدوية أو الاختيار غير المناسب للأدوية أو ارتفاع ضغط الدم الاصطناعي في عيادة الطبيب (المعروف باسم ارتفاع ضغط المعطف الأبيض).

وأفاد إيبينجر مدير التحليلات السريرية بمعهد سميدت للقلب «تخبرنا كميات كبيرة من البيانات أن المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، مقارنةً بأولئك الذين يعانون من أشكال ارتفاع ضغط الدم غير المقاومة، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية». موضحا «ان لتحديد هؤلاء المرضى والأسباب المحتملة لارتفاع ضغط الدم لديهم أهمية متزايدة». مبينا «يجب على مقدمي الخدمة أن يضعوا في اعتبارهم أنه في حال تناول أربعة أو أكثر من الأدوية الخافضة للضغط للسيطرة على ضغط دم المريض، يجب عليهم التفكير في تقييم الأسباب البديلة لارتفاع ضغط الدم أو إحالة المرضى إلى أخصائي. وبالمثل، يجب على المرضى الاعتماد على مقدمي الخدمات الطبية لمساعدتهم على التغلب على المرض المعقد، بما في ذلك إجراء محادثة حول استراتيجيات تذكر تناول أدويتهم ومعالجة الآثار الجانبية المحتملة للعلاج».


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل
TT

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل

كشفت أحدث دراسة هولندية تناولت التغذية الصحية للحوامل عن الآثار الإيجابية الكبيرة لنوعية الغذاء أثناء الحمل على صحة الأم والأطفال، ليس فقط على المدى القصير (أي فترة الحمل) لضمان ولادة رضيع سليم مكتمل النمو من دون مشاكل طبية، ولكن لدورها المهم لاحقاً في نمو المخ وزيادة معدلات ذكاء الأطفال، حينما تتراوح سنهم بين 10 و14 عاماً.

ونُشرت هذه الدراسة في «المجلة الأميركية للتغذية السريرية» (The American Journal of Clinical Nutrition) في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي.

التغذية في أول 1000 يوم

من المعروف أن مخ الجنين ينمو بسرعة كبيرة أثناء شهور الحمل والمراحل المبكرة من الطفولة، ما يتطلب ضرورة التغذية الصحية الكافية لإمداده بالطاقة الكبيرة التي يحتاجها. ولذلك تُعد التغذية السليمة خلال أول 1000 يوم من حياة الطفل أمراً بالغ الأهمية للتطور الإدراكي، وفي المقابل يمكن أن يؤدي سوء التغذية أثناء الحمل إلى الإضرار بالنمو العصبي والتطور المعرفي وحدوث تغييرات دائمة في خلايا المخ.

بيانات غذائية للحوامل والأمهات

أجرى الباحثون الهولنديون دراسة كبيرة على مجموعة من النساء الحوامل اللاتي ولدن في الفترة بين أبريل (نيسان) 2002 ويناير (كانون الثاني) 2006، وشملت الدراسة البيانات الغذائية الكاملة لما يزيد على 6 آلاف سيدة. وأيضاً وزَّعوا استبياناً على الأمهات يتعلق بنوعية النظام الغذائي لكل منهن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لمعرفة القيمة الغذائية لجميع الأطعمة التي يتناولنها.

وقام العلماء بتثبيت كل العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة، مثل: سن الأم، وعرقها، ودخلها المادي، ومستوى التعليم، وحالتها النفسية، وأيضاً مدة الرضاعة الطبيعية.

وشمل الاستبيان جميع العناصر الغذائية تقريباً، وقام العلماء بإعطاء درجات لتقييم جودة النظام الغذائي، بداية من الصفر وحتى 15 درجة، تبعاً للمقاييس الغذائية في هولندا؛ حيث تشير الدرجات الأعلى إلى أنظمة غذائية تحتوي على طعام صحي، بينما تشير الدرجات الأقل إلى تدني القيمة الغذائية للطعام.

عناصر مفيدة لمخ الأطفال

ولاحظ الباحثون أن الدرجات الأعلى ارتبطت بتناول العناصر المفيدة، مثل الألياف والخضراوات والفاكهة، وفي المقابل ارتبطت الدرجات الأقل بالمكونات الضارة، مثل الدهون المشبعة والسكريات المخلقة.

كذلك قام العلماء بعمل أشعات رنين مغناطيسي على المخ (MRI) للمواليد؛ حيث تم تقسيمهم إلى 3 مجموعات: الأولى أُجري الرنين لهم حينما كانوا في سن العاشرة، وعددهم 2223، والمجموعة الثانية كانوا في سن الرابعة عشرة وعددهم 1582، والمجموعة الأخيرة تم عمل أشعة الرنين لهم في سن 10 و14 عاماً معاً، وبلغ عددهم 872 طفلاً. وتضمنت الأشعة قياس حجم المخ لكل طفل، ومقارنته بالنسب العالمية، بما في ذلك المادة البيضاء والمادة الرمادية white matter and gray matter (الأنسجة المكونة لخلايا المخ). كما خضع الأطفال لأربعة اختبارات لقياس معدل الذكاء بناءً على سرعة التفكير والذاكرة والمنطق والفهم.

جودة غذاء الأم ومعدل الذكاء

وجد الباحثون أن جودة النظام الغذائي للأم أثناء الحمل انعكست بالإيجاب على مخ الأطفال، بداية من المراحل الأولى للحمل؛ حيث كان حجم مخ الجنين أكبر وأكثر تعقيداً. وبعد الولادة في سن الثامنة كان معدل الذكاء نحو 102 (أعلى من المتوسط) وذلك في وجود نظام غذائي متوسط. وكان حجم المخ أكبر من المقاييس العالمية، ونفس الأمر تكرر في سن العاشرة والرابعة عشرة، وتطورت القدرات الإدراكية والمعرفية.

وتُعد هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر ارتباطاً طويل الأمد بين نوعية النظام الغذائي قبل الولادة، وشكل morphology المخ حتى بداية مرحلة المراهقة، وتوضح الأهمية الكبيرة للغذاء الصحي للأم أثناء فترة الحمل على المخ والجهاز العصبي من الناحية العضوية والوظيفية.