فيروس «الإيدز» قد يكون كامناً في الدماغ

الخلايا الدبقية المناعية يمكن أن تكون مخزناً لفيروس الإيدز (بابلك دومين)
الخلايا الدبقية المناعية يمكن أن تكون مخزناً لفيروس الإيدز (بابلك دومين)
TT

فيروس «الإيدز» قد يكون كامناً في الدماغ

الخلايا الدبقية المناعية يمكن أن تكون مخزناً لفيروس الإيدز (بابلك دومين)
الخلايا الدبقية المناعية يمكن أن تكون مخزناً لفيروس الإيدز (بابلك دومين)

توصلت دراسة جديدة نشرتها، الجمعة، دورية «التحقيقات السريرية»، إلى أن الخلايا الدبقية -وهي خلايا مناعية متخصصة ذات عمر طويل في الدماغ- يمكن أن تعمل كمستودع فيروسي مستقر لفيروس نقص المناعة البشرية الكامن، المسبب لمرض «الإيدز».

وكجزء من دورة حياته، يُدخل فيروس نقص المناعة البشرية، نسخة من الحمض النووي الخاص به في الخلايا المناعية البشرية، ويمكن لبعض هذه الخلايا المناعية المصابة حديثاً الانتقال إلى حالة كامنة نائمة لفترة طويلة من الزمن.

وعلى الرغم من أن العلاجات الحالية، مثل العلاج المضاد للفيروسات القهقرية (ART)، يمكن أن تمنع الفيروس من التكاثر بشكل أكبر، فإنها لا تستطيع القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية الكامن الذي يمكن أن ينتعش من الكمون، ويعيد إشعال تقدم عدوى فيروس نقص المناعة البشرية إلى التسبب في مرض «الإيدز».

وخلال الدراسة الجديدة التي قادها باحثون من جامعة نورث كارولاينا للرعاية الصحية بأميركا، تم التوصل إلى أن الدماغ يمكن أن يكون مستودعاً للفيروس، عبر «الخلايا الدبقية».

وللتوصل لهذه النتيجة، درس الفريق البحثي أدمغة قرود المكاك المصابة بفيروس نقص مناعة القرود (SIV)، وهو فيروس مرتبط ارتباطاً وثيقاً بفيروس نقص المناعة البشرية، للحصول على فهم أفضل لكيفية استخلاص وتنقية الخلايا القابلة للحياة من أنسجة دماغ الرئيسيات.

واستخدم الباحثون تقنيات الفصل الفيزيائي والأجسام المضادة لإزالة الخلايا الدبقية، وباستخدام هذه التقنيات وجد الباحثون الفيروس في عينات تم التبرع بها من قبل الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، والذين تم تسجيلهم في دراسة «ذا لاست جيفت» في جامعة كاليفورنيا.

وتضم هذه الدراسة الأشخاص الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية، ويتناولون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، ولكنهم يعانون من أمراض قاتلة أخرى، ووافقوا على الاستفادة من أجسامهم لتعزيز مشروع بحوث فيروس نقص المناعة البشرية.

والآن بعد أن علم الباحثون أن فيروس نقص المناعة البشرية الكامن يمكن أن يلجأ إلى الخلايا الدبقية الصغيرة في الدماغ، فإنهم يفكرون الآن في خطط لاستهداف هذا النوع من المستودعات.

ويقول ويانغ تانغ، الأستاذ المساعد في قسم الأمراض المعدية بجامعة نورث كارولاينا للرعاية الصحية، والباحث الرئيسي بالدراسة، إنه «نظراً لأن فيروس نقص المناعة البشرية الكامن في الدماغ يختلف اختلافاً جذرياً عن الفيروس في الأطراف، يعتقد الباحثون أنه قد تكيف مع خصائص خاصة ليتكاثر في الدماغ».



دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان
TT

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل، وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان، حسبما أفادت به صحيفة «الغارديان».

وكشف العلماء في مستشفى «جاي وسانت توماس» وكلية «كينغز» في لندن، عن أن هذه البكتيريا تلعب دوراً حاسماً في تحسين نتائج المرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق.

وفقاً للدراسة، الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق ويحتوي سرطانهم على بكتيريا «الفوسوباكتيريوم»، لديهم نتائج أفضل بشكل ملحوظ.

وأوضح الدكتور ميغيل ريس فيريرا، المؤلف الرئيسي للدراسة والمستشار في سرطان الرأس والعنق، «أن وجود هذه البكتيريا داخل السرطان يمكن أن يساهم في تدمير الخلايا السرطانية».

وأشار فيريرا إلى أن الفريق كان مفاجأً بشدة لاكتشاف أن «الفوسوباكتيريوم»، الذي يوجد عادة في الفم، يمتلك القدرة على قتل بعض أنواع السرطان في مزرعة الخلايا.

وأضاف: «نكتشف حالياً الآليات البيولوجية الدقيقة وراء هذا الارتباط، ونتطلع إلى نشر ورقة بحثية جديدة قريباً».

تفاصيل الدراسة وأهميتها

قام العلماء بنمذجة لتحديد البكتيريا المثيرة للاهتمام لمزيد من التحقيق، ثم درسوا تأثير البكتيريا على الخلايا السرطانية في المختبر. كما قاموا بتحليل بيانات 155 مريضاً بسرطان الرأس والعنق من قاعدة بيانات أطلس جينوم السرطان، ووجدوا أن هناك تقليلاً بنسبة 70 في المائة إلى 99 في المائة في عدد الخلايا السرطانية القابلة للحياة بعد الإصابة ببكتيريا «الفوسوباكتيريوم».

تأثيرات إيجابية غير متوقعة

في بداية الدراسة، توقع الأكاديميون نتائج مختلفة؛ نظراً لربط «الفوسوباكتيريوم» سابقاً بتقدم سرطان الأمعاء، ولكنهم وجدوا أن وجود هذه البكتيريا في سرطانات الرأس والعنق كان مرتبطاً بتقليص بنسبة 65 في المائة من خطر الوفاة.

وقال فيريرا: «كان اكتشافاً مذهلاً عندما وجدنا أن هذه البكتيريا تقتل السرطان بسرعة كبيرة في غضون بضعة أيام».

آفاق جديدة للعلاج

يأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى توجيه العلاج وتحسينه للمرضى الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق، وأعرب الخبراء عن أملهم في أن يساهم هذا الاكتشاف في تطوير علاجات جديدة وفعالة لسرطان الرأس والعنق، خصوصاً مع التقدم العلاجي المحدود في هذا المجال خلال السنوات الـ20 الماضية.

ويعد هذا الاكتشاف خطوة هامة نحو فهم أفضل لعلاقة البكتيريا بالسرطان وتطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة هذا المرض الخطير وتحسين فرص البقاء للمرضى.