هل تُضعف المشروبات الغازية العظام؟

الأنواع الحاوية الكافيين تزيد من هشاشتها

هل تُضعف المشروبات الغازية العظام؟
TT

هل تُضعف المشروبات الغازية العظام؟

هل تُضعف المشروبات الغازية العظام؟

س: هل المشروبات الغازية تسحب الكالسيوم من العظام؟ هل يزيد ذلك من خطر الإصابة بهشاشة العظام؟ هل يفاقم تناول تلك المشروبات حالة جرى تشخيص إصابتها بهشاشة العظام؟

المشروبات والهشاشة

ج: أفضل إجابة عن أسئلتك يمكنني طرحها هي «ربما»؛ إذ ربط عدد من الدراسات بين تناول المشروبات الغازية وهشاشة العظام.

تناولت بيانات من «دراسة فرامنغهام لهشاشة العظام» استهلاك المشروبات الغازية من قبل أكثر من 1400 امرأة و1100 رجل. ووجدت الدراسة أن النساء اللواتي تناولن أكثر أنواع الكولا احتواءً على الكافيين كان لديهن أقل كثافة في العظام. ولوحظ التأثير الأكبر بين أولئك اللواتي يتناولن ثلاثة مشروبات أو أكثر من مشروبات الكولا المحتوية على الكافيين يومياً، بينما كان التأثير أضعف بالنسبة للمشروبات الغازية غير الكولا وغير المحتوية على الكافيين. ولم يلحظ القائمون على الدراسة أي صلة بين أي من هذه المشروبات وصحة العظام لدى الرجال.

وتوصلت دراسات أحدث إلى استنتاجات مماثلة. مثلاً، وجدت إحدى الدراسات معدل أعلى من كسور العظام بين المراهقين الذين تناولوا المشروبات الغازية مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوها. ووجدت دراسة أخرى أنه من بين النساء بعد سن اليأس، هناك ثمة صلة بين النساء اللاتي يتناولن أكثر من مشروبين غازيين يومياً، وزيادة خطر الإصابة بكسر في عظام الفخذ.

ومع ذلك، لا أحد يعرف ما إذا كانت هناك علاقة سببية حقيقية بين المشروبات الغازية وضعف العظام. ثمة شيء آخر عن متناولي هذه المشروبات قد يفسر ذلك. على سبيل المثال، ربما يمارس شاربو الصودا تمارين أقل ويدخنون أكثر من أولئك الذين لا يتناولون المشروبات الغازية بانتظام، ويمكن لمثل هذه الاختلافات أن تؤدي إلى مزيد من هشاشة العظام بين شاربيها.

خطوات الوقاية

إلا أنه إذا كانت ثمة صلة مباشرة، فهناك عدد من التفسيرات المحتملة:

* قد يتناول متناولو هذه المشروبات كمية أقل من الحليب، أو يتناولون كميات أقل من الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم.

* قد يمنع الفوسفات الموجود في المشروبات الغازية أو يبطئ من امتصاص الكالسيوم (على الرغم من أن المشروبات لا «تسرب» بالضرورة الكالسيوم خارج العظام).

* الكافيين الموجود في المشروبات الغازية قد يضعف العظام عن إعاقة النمو والتحسن بمرور الوقت.

إلى أن نعرف المزيد، أعتقد أنه من المنطقي للأشخاص المصابين بهشاشة العظام الحدّ من المشروبات الغازية. ومن غير المحتمل أن يتسبب التقليل في ضرر، بل على العكس، سيساعد في التحسن. وتشمل الخطوات الأخرى التي يمكنك اتخاذها ما يلي:

* الحصول على ما يكفي من الكالسيوم: 1000 إلى 1200 ملغم في اليوم.

* الحصول على ما يكفي من فيتامين دي: 800 إلى 1000 وحدة في اليوم.

* ممارسة كثير من التمارين التي تعتمد على تحمل الوزن، مثل المشي.

* تناول الأدوية لبناء العظام، مثل أليندرونات (Fosamax) أو ريسيدرونات (Actonel)، طبقاً لما يحدده طبيبك.

* الامتناع عن التدخين.

* الامتناع عن تناول كثير من الكحوليات.

* الحد من استخدام الأدوية (مثل الكورتيكوستيرويدات) التي يمكن أن تقلل من قوة العظام.

تحدث إلى طبيبك حول صحة عظامك وما يمكنك فعله للحفاظ على صحة عظامك. قد يشمل ذلك تغيير ما تشربه.

• منشورات هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال
TT

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص. وأوضحت أن قضاء وقت من دون حركة كافية لفترة أكثر من 6 ساعات يومياً، يمكن أن يسبب زيادة في ضغط الدم الانقباضي (الخارج من البطين الأيسر- systolic blood pressure) بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية، وذلك في الفترة العمرية من الطفولة، وحتى بداية مرحلة البلوغ.

الخمول ومؤشرات الأمراض

أجريت الدراسة بالتعاون بين جامعتي «بريستول» و«إكستر» في المملكة المتحدة، وجامعة «شرق فنلندا»، ونُشرت في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي، في مجلة «الهزال وضمور العضلات» (Journal of Cachexia, Sarcopenia and Muscle). وأكدت أن النشاط والخمول يلعبان دوراً رئيسياً في تنظيم الضغط؛ حيث يساهم الخمول وعدم الحركة في رفع ضغط الدم، بينما يساهم النشاط البدني الخفيف بشكل يومي في خفض الضغط. وفي الماضي وقبل التقدم التكنولوجي المعاصر، ولأن الأطفال كانوا في نشاط مستمر، كان ارتفاع ضغط الدم من الأمور شديدة الندرة في الأطفال.

قام الباحثون بمتابعة 2513 طفلاً من دراسة خاصة بجامعة «بريستول» على أطفال التسعينات من القرن الماضي، وتمت المتابعة من سن 11 إلى 24 عاماً. وركَّز الباحثون على الأطفال الذين قضوا تقريباً 6 ساعات يومياً من دون أي نشاط يذكر، ثم 6 ساعات يومياً في ممارسة تمارين خفيفة (LPA)، وأخيراً نحو 55 دقيقة يومياً في نشاط بدني يتدرج من متوسط إلى قوي (MVPA)، وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة والشباب قضوا 9 ساعات يومياً في حالة خمول، ثم 3 ساعات يومياً في التمارين الخفيفة، ونحو 50 دقيقة يومياً في تمارين متوسطة إلى قوية.

تم أخذ عينات دم بعد فترة صيام لعدة ساعات للأطفال بشكل متكرر، لتثبيت العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ارتفاع ضغط الدم، مثل قياس مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، والكوليسترول عالي الكثافة (HDL)، والدهون الثلاثية (TG)، وأيضاً تم قياس منحنى الغلوكوز لكل 3 شهور (hba1c) في الدم، وكذلك هرمون الإنسولين، ودلالات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein)، وقاموا بقياس معدل ضربات القلب.

بعيداً عن التحاليل الطبية، قام الباحثون برصد بقية العوامل المؤثرة في ارتفاع ضغط الدم، وتم سؤال الأطفال عن التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بجانب الحالة الاقتصادية والاجتماعية للعائلة، وحالة الطفل النفسية، وتعامل العائلة معه، وأيضاً نوعية الغذاء، وهل تحتوي على دهون أم لا، واستخدام ملح الطعام باعتدال. وبالنسبة للمراهقين والبالغين تم سؤالهم عن حالة التدخين، بالإضافة إلى قياس كتلة الدهون في الجسم، وكذلك الكتلة العضلية.

ضغط الدم في الأطفال

قال العلماء إن الدراسة الحالية تُعد أكبر وأطول دراسة متابعة في العالم، لرصد العلاقة بين حجم النشاط البدني ومستوى ضغط الدم في الأطفال والمراهقين، وصولاً لمرحلة البلوغ. وحتى تكون الدراسة معبرة عن التغيرات الطبيعية التي تحدث للضغط في المراحل العمرية المختلفة، قام الباحثون بقياس ضغط الدم بعد فترات الخمول والتمرينات الخفيفة ومتوسطة الشدة، في عمر الحادية عشرة (نهاية فترة الطفولة) وفي عمر الخامسة عشر (فترة المراهقة والتغيرات الهرمونية) وأخيراً في عمر الرابعة والعشرين (مرحلة البلوغ).

وجد الباحثون أن متوسط ضغط الدم في مرحلة الطفولة كان 106/ 56 ملِّيمتراً زئبقياً، وبعد ذلك ارتفع إلى 117/ 67 ملِّيمتراً زئبقياً في مرحلة الشباب. ويرجع ذلك جزئياً -في الأغلب- إلى النمو الفسيولوجي الطبيعي المرتبط بالسن، وأيضاً ارتبطت الزيادة المستمرة في وقت الخمول من سن 11 إلى 24 عاماً بزيادة ضغط الدم الانقباضي في المتوسط بمقدار 4 ملِّيمترات زئبقية.

لاحظ الباحثون أن المشاركة في التمرينات الخفيفة بانتظام من الطفولة وحتى البلوغ، ساهمت في خفض مستوى الضغط الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية تقريباً. وفي المقابل تبين أن ممارسة التمرينات الشاقة والقوية لم تساهم في خفض الضغط بعكس المتوقع، وذلك لأن زيادة حجم الكتلة العضلية ارتبط بزيادة الدم المتدفق إليها، مما سبب زيادة طفيفة في ضغط الدم، ما يوضح الأهمية الكبرى للنشاط البدني الخفيف بانتظام؛ لأنه يُعد بمثابة وقاية من خطر ارتفاع ضغط الدم.

النشاط البدني الخفيف المنتظم يقي من خطره

أكد الباحثون أن أي فترة صغيرة في ممارسة النشاط الحركي تنعكس بالإيجاب على الطفل. وعلى سبيل المثال عندما استُبدلت بعشر دقائق فقط من كل ساعة تم قضاؤها في حالة خمول، فترة من التمرينات الخفيفة (LPA) في جميع مراحل النمو من الطفولة إلى مرحلة الشباب، انخفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 3 ملِّيمترات زئبقية، وضغط الدم الانبساطي بمقدار ملِّيمترين زئبقيين، وهو الأمر الذي يُعد نوعاً من الحماية من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية؛ لأن خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملِّيمترات زئبقية فقط يقلل بنسبة 10 في المائة من الذبحة الصدرية وجلطة المخ.

من المعروف أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير تفيد باحتمالية حدوث 500 مليون حالة مرضية جديدة من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني بحلول عام 2030، ونصف عدد هذه الحالات بسبب ارتفاع ضغط الدم. ونصحت المنظمة بضرورة ممارسة النشاط البدني الخفيف لمدة 3 ساعات على الأقل يومياً، للحماية من الإصابة بضغط الدم، وأيضاً لأن هذه التمرينات بمثابة علاج للضغط العالي للمرضى المصابين بالفعل. وأكدت أن النشاط البدني لا يشترط وقتاً أو مكاناً معيناً، مثل المشي لمسافات طويلة، وركوب الدراجات، وحتى القيام بالأعمال المنزلية البسيطة.

* استشاري طب الأطفال