اعتماد أول جل جيني لعلاج مرض الفراشة النادر

اعتماد أول جل جيني لعلاج مرض الفراشة النادر
TT

اعتماد أول جل جيني لعلاج مرض الفراشة النادر

اعتماد أول جل جيني لعلاج مرض الفراشة النادر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على علاج جيني لانحلال البشرة الفقاعي الحثلي المعروف أيضًا باسم «مرض الفراشة».

وأعلنت الإدارة يوم (الجمعة) الماضي، أن جل العلاج الجيني الجديد هو أول علاج معتمد على الإطلاق لأشد أشكال «مرض الفراشة»، وهي حالة نادرة ومؤلمة من تقرحات الجلد.

فانحلال البشرة الفقاعي الحثلي (DEB) هو حالة وراثية تجعل الجلد عرضة للبثور والجروح المزمنة المؤلمة. فتزيد الجروح من مخاطر العدوى التي تهدد الحياة وتشوهات الأطراف وسرطان الجلد المسمى «سرطان الخلايا الحرشفية».

وأنه بسبب طفرة جينية، لا يستطيع المرضى صنع نوع معين من الكولاجين في بشرتهم. وعادة ما يقوم هذا الكولاجين بترسيخ طبقات مختلفة من الجلد مع بعضها البعض وبالتالي يمنعها من الاحتكاك ببعضها البعض وتظهر البثور.

والعلاج الجيني المعتمد حديثًا المسمى «Vyjuvek» (الاسم العام beremagene geperpavec)، يعمل عن طريق توصيل نسخ عاملة من جين الكولاجين المعيب مباشرة إلى خلايا المرضى.

والعلاج نفسه عبارة عن جل يحتوي على نسخة من فيروس قرحة البرد (فيروس الهربس البسيط 1) الذي تم تعديله بحيث لا يمكنه التكاثر في الخلايا البشرية ويحمل نسختين من جين الكولاجين: COL7A1، وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي.

العلاج الجيني: ما هو وكيف يعمل؟

تم اختبار فعالية الجل في تجربتين سريريتين ضمتا معًا ما يقرب من 40 شخصًا بالغًا وأطفالًا لديهم الشكل السائد أو المتنحي من DEB، والذي يسبب الأخير أعراضًا أكثر حدة بكثير من السابق. وفي كلتا التجربتين، حسن الجل بشكل ملحوظ من معدل إغلاق جروح المرضى، مقارنةً بالهلام الوهمي. كما ساعد العلاج أيضًا في منع الجلد من التقرح فورًا مرة أخرى؛ حيث ظلت النسخ العاملة من COL7A1 معلقة في خلايا الجلد لبعض الوقت. فيما تضمنت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا الحكة والقشعريرة والاحمرار والطفح الجلدي والسعال وسيلان الأنف.

ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء. فان أول طفل في المملكة المتحدة يتلقى العلاج الجيني لاضطراب وراثي قاتل أصبح الآن «سعيدًا وبصحة جيدة».

كما تمت الموافقة على جل العلاج الجيني للاستخدام لمرضى DEB الذين لا تقل أعمارهم عن 6 أشهر؛ إذ يمكن تطبيق العلاج من قبل أخصائي الرعاية الصحية إما في العيادة أو في منزل المرضى؛ وحتى الآن، لم يكن لدى الأطباء والممرضات أي وسيلة لوقف ظهور البثور والجروح على جلد المريض المصاب بالضمور ، وكل ما يمكنهم فعله هو إعطاء ضمادات وانتظار بثور جديدة من غير ان يكون لهم حول أو قوة.

ويبين قائد التجربة الدكتور م. بيتر مارينكوفيتش مدير عيادة الأمراض الجلدية بجامعة ستانفورد للرعاية الصحية أستاذ الأمراض الجلدية المساعد بكلية الطب بجامعة ستانفورد، في بيان «لأن الدواء آمن وسهل التطبيق مباشرة على الجروح، فإنه لا يتطلب الكثير من التكنولوجيا الداعمة أو الخبرة المتخصصة، ما يجعله سهل الوصول حتى للمرضى الذين يعيشون بعيدًا عن المراكز المتخصصة».

وكان مارينكوفيتش قد صرح سابقا بأن هناك علاجات تجريبية لـ EB تتضمن ترقيع الجلد والخلايا الجذعية المهندسة؛ وهي بالطبع أكثر بكثير من وضع هلام موضعي على الجلد.


مقالات ذات صلة

4 أمور يفعلها أطباء الأورام بانتظام لتقليل خطر الإصابة بالسرطان

صحتك البالغون الذين يمارسون نشاطاً بدنياً لديهم «خطر أقل بكثير» للإصابة بأنواع السرطان الشائعة (رويترز)

4 أمور يفعلها أطباء الأورام بانتظام لتقليل خطر الإصابة بالسرطان

يتم تشخيص أكثر من مليوني حالة سرطان جديدة كل عام في الولايات المتحدة، ويعد السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة في البلاد، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» الصحي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الباحثون لم يجدوا فوائد صحية للوقوف لفترات طويلة لكنهم أكدوا أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب (رويترز)

هل تقف لفترات طويلة؟ دراسة قد تدفعك لتغيير نمط حياتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن الوقوف على المدى الطويل لا يحسن صحة القلب والأوعية الدموية مقارنة بالجلوس وقد يزيد في الواقع من خطر الإصابة بمشاكل الدورة الدموية.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)
يوميات الشرق ثمة دائماً مَن يُصغي (الجمعية)

«مقعد متحدِّث» للدعم النفسي في بريطانيا

رُكِّب «مقعدٌ متحدِّثٌ» بميناء بريستول في بريطانيا؛ للتشجيع على خوض محادثات تتعلّق بالصحة العقلية، أملاً في الحؤول دون وقوع حوادث انتحار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك «ملتقى الصحة العالمي» يستعرض الفرص الواعدة للاستثمار في القطاع بالسعودية (واس)

رحلة التحول الصحي السعودي في ملتقى عالمي

يشهد «ملتقى الصحة العالمي»، الذي تستضيفه الرياض خلال الفترة بين 21 و23 أكتوبر الحالي، تحت شعار «استثمر في الصحة»، استعراض مستجدات القطاع، ومناقشة أبرز موضوعاته.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك السعودية على أبواب ثورة في التشخيص الطبي المتقدم

السعودية على أبواب ثورة في التشخيص الطبي المتقدم

يشهد القطاع الصحي في العالم تطوراً ملحوظاً، مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي السريع والابتكارات المستمرة في مجالات التشخيص والعلاج.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (الرياض)

تأثير قوي... كيف تُساعد الموسيقى المصابين بالخرف؟

الموسيقى تقلل من قلق المرضى واكتئابهم وتحسن رفاهيتهم عبر تعزيز القدرة على التكيّف (رويترز)
الموسيقى تقلل من قلق المرضى واكتئابهم وتحسن رفاهيتهم عبر تعزيز القدرة على التكيّف (رويترز)
TT

تأثير قوي... كيف تُساعد الموسيقى المصابين بالخرف؟

الموسيقى تقلل من قلق المرضى واكتئابهم وتحسن رفاهيتهم عبر تعزيز القدرة على التكيّف (رويترز)
الموسيقى تقلل من قلق المرضى واكتئابهم وتحسن رفاهيتهم عبر تعزيز القدرة على التكيّف (رويترز)

تُعدّ الموسيقى من المكونات الأساسية التي تُضيف نكهة مميزة على حياتنا اليومية، سواء كانت ترفع معنوياتنا، أو تدفعنا للركض بشكل أسرع، أو تهدئتنا للنوم، ويمكننا جميعاً أن ندرك قوتها؛ لذا فلا عجب أنها تُستخدم بشكل كبير في العلاج الطبي.

وإضافة إلى إثبات فائدتها الكبيرة في علاج السرطان، وإدارة الألم المزمن، وحتى مساعدة الدماغ على التعافي بعد السكتة الدماغية، فقد حقق الباحثون أيضاً خطوات كبيرة في استخدام الموسيقى لمساعدة المرضى المصابين بالخرف، وفقاً لموقع «ساينس أليرت».

فالموسيقى تُقلل من قلق المرضى واكتئابهم، وتحسن رفاهيتهم، من خلال تعزيز القدرة على التكيف والتعامل مع الشدائد أو الإجهاد.

وقد يكون للعلاج بالموسيقى في شكل عزف أو غناء أو استماع إليها تأثير إيجابي وقوي أيضاً على الوظيفة الإدراكية، خصوصاً لكبار السن، الذين يعانون من الخرف أو مشاكل الذاكرة.

الموسيقى والدماغ

قبل نحو عقد من الزمان، اكتشف الباحثون أنه عندما يستمع الناس إلى الموسيقى، تشارك مناطق متعددة من الدماغ في معالجتها، وقد شملت هذه المجالات المنطقة الحوفية (التي تعالج العواطف والذاكرة)، والإدراكية (التي تشارك في الإدراك والتعلُّم ورد الفعل) والمناطق الحركية (المسؤولة عن الحركة الطوعية).

كما أظهرت الأبحاث أن الموسيقى قد تساعد في تجديد الدماغ واتصالاته. ويدور عدد من أسباب الخرف حول موت الخلايا في الدماغ، ما يزيد من احتمالية أن تساعد الموسيقى الأشخاص المصابين بالخرف، عن طريق إصلاح أو تقوية الاتصالات العصبية والخلايا التالفة.

مع ذلك، لا تؤثر كل أنواع الموسيقى على الدماغ، فقد ثبت أن الموسيقى المألوفة والمفضلة لها التأثير الأكبر على الطريقة التي نشعر بها، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالذاكرة والعواطف.

ويعود ذلك إلى أن الاستماع إلى أغانينا المفضلة يفرز هرمونات الشعور بالسعادة التي تمنحنا الإحساس بالمتعة. فيمكن أن تكون القوائم المنظمة للموسيقى المفضلة هي المفتاح لمساعدتنا على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية.

وهذا ينطبق على مرض ألزهايمر وأشكال أخرى من الخرف، لأن الباحثين اكتشفوا أن أجزاء الدماغ المرتبطة بالذكريات الموسيقية تتأثر بهذه الحالات بشكل أقل من مناطق أخرى من الدماغ. وهذا يفسر سبب الاحتفاظ بالذكريات والتجارب المرتبطة بالموسيقى المفضلة غالباً للأشخاص الذين يعانون من المرض.

وفي دراسة صغيرة أجراها معهد «كامبريدج» لأبحاث العلاج بالموسيقى، أظهر العلماء مدى التأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه الاستماع إلى الموسيقى على الأشخاص المصابين بالخرف.

وقد أظهر هذا أن الاستجابات الجسدية للأشخاص تتأثر بالسمات الموسيقية مثل الإيقاع والترتيب. كما يتغير معدل ضربات قلبهم عندما يغنون مع الموسيقى، أو عندما يبدأون في تذكر الذكريات أو القصص القديمة أثناء الاستماع إلى أغنية أو التفكير في الموسيقى.

وتُعدّ هذه التغييرات مهمة؛ لأنها توضح كيف تؤثر الموسيقى على الحركة والعواطف واستعادة الذاكرة.

وأظهرت الدراسات أيضاً أنه أثناء وبعد الاستماع إلى الموسيقى، عانى المصابون بالخرف سلوكاً عدوانياً أقل، وتحسن مزاجهم العام. كما أنهم احتاجوا إلى أدوية أقل عندما كانوا يستمعون إلى الموسيقى بانتظام.