طوّر باحثون من المعهد الوطني للتكنولوجيا الحيوية الزراعية والغذائية في الهند مكمّلاً غذائياً ثلاثي المفعول قادراً على علاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد بفاعلية، مع الحفاظ على صحة الأمعاء.
وأوضح الباحثون أن هذا المكمل يمكنه تجنيب مرضى فقر الدم الأعراض الجانبية المزعجة المرتبطة بالمكملات التقليدية. ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية الجمعية الكيميائية الأميركية (ACS).
ويُعاني الملايين حول العالم فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وهي حالة شائعة تنتج عن انخفاض كمية الحديد الضرورية لتكوين الهيموغلوبين؛ البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين داخل خلايا الدم الحمراء. وعندما يقل الحديد، يعجز الجسم عن إنتاج عدد كافٍ من هذه الخلايا، مما يؤدي إلى الإرهاق و«الدوخة» وشحوب البشرة، وقد تظهر أعراض أخرى مثل تساقط الشعر وضعف التركيز والرغبة غير الطبيعية في تناول الثلج. وغالباً ما يحدث النقص نتيجة سوء التغذية أو فقدان الدم المزمن أو زيادة احتياجات الجسم، كما في حالات الحمل.
ورغم أن مكملات الحديد الفموية تُعد العلاج الأكثر شيوعاً، فإن الجسم لا يمتص سوى كمية محدودة منها، بينما يؤدي الحديد المتبقي في الأمعاء إلى التهابات واضطرابات هضمية بسبب تأثيره على توازن البكتيريا النافعة.
وللتغلب على هذه المشكلة، طوّر الفريق البحثي تركيبة مبتكرة تجمع بين ثلاثة مكونات فعّالة هي: الحديد لتعويض النقص في الدم، و«البروبيوتيك» وهي كائنات حية دقيقة محدَّدة غالباً ما تكون بكتيريا أو خميرة تساعد الجسم على هضم الطعام، لدعم توازن الميكروبيوم المعوي، بالإضافة إلى «البريبايوتكس» وهي ألياف غذائية نباتية تعمل كغذاء لهذه البكتيريا النافعة لتساعدها على النمو والتكاثر وتحسين نشاطها.
واختبر العلماء المكمّل الجديد في تجارب مخبرية وعلى فئران مصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وجاءت النتائج بعد أسبوعين مبشّرة للغاية، إذ أظهر العلاج، استعادة مستويات الهيموغلوبين في الدم إلى المعدلات الطبيعية، وتحسين امتصاص الحديد دون تراكمه في الأمعاء، وإعادة تنشيط الجينات المسؤولة عن نقل الحديد داخل خلايا الدم الحمراء، بالإضافة إلى غياب علامات الالتهاب في القولون، واستعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة في الأمعاء.
وأكد الباحثون أن هذه التركيبة تمثّل نهجاً جديداً لتوصيل الحديد عبر مواد حيوية آمنة، ما يسهم في تحسين التغذية والصحة العامة على المدى الطويل.
وأشاروا إلى أن هذا المكمّل قد يُحدث نقلة نوعية في علاج فقر الدم عالمياً، خصوصاً في الدول النامية، إذ يجمع بين الفاعلية العالية والأمان الهضمي، مما قد يعزّز التزام المرضى بالعلاج ويحدّ من الأعراض الجانبية الشائعة.
