«الغذاء والدواء الأميركية» تحذر من منتجين للاستنشاق معتمدين على الأمونيا

«الغذاء والدواء الأميركية» تحذر من منتجين للاستنشاق معتمدين على الأمونيا
TT

«الغذاء والدواء الأميركية» تحذر من منتجين للاستنشاق معتمدين على الأمونيا

«الغذاء والدواء الأميركية» تحذر من منتجين للاستنشاق معتمدين على الأمونيا

حذرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، يوم (الاثنين) الماضي، من أن العديد من منتجات الاستنشاق غير المعتمدة التي يتم تسويقها «لتعزيز اليقظة وزيادة الطاقة» تحتوي في الغالب على الأمونيا، وهو غاز سام يمكن أن يتسبب في بعض الأحيان بأعراض شديدة عند استنشاقه؛ «فاستنشاق الأمونيا يمكن أن يؤدي بسرعة إلى تهيج العين والأنف والحلق والسعال وانقباض مجرى الهواء»؛ كما جاء في التحذير، الذي أكد «تلقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تقارير عن أحداث سلبية مثل ضيق التنفس والنوبات والصداع النصفي والتقيؤ والإسهال والإغماء من المستهلكين الذين استخدموا منشطات غير معتمدة تسمى نشوق الأنف»، وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وأصدرت الإدارة تحذيرها الخاص بسلامة المستهلك بعد إرسال خطاب إلى شركة تصنيع المنتجات «Nose Slap LLC» في 24 أبريل (نيسان) الماضي.
وتذكر رسالة التحذير أن السعوطين اللذين يتم بيعهما على موقع الشركة على الويب كلاهما ليس موافقا مع متطلبات FDA.
وحسب الرسالة، حيث تم الإعلان عن «Nose Slap» و «Soul Slap» كبدائل معززة للطاقة للسكر والكافيين كما هو ملاحظ على موقع الشركة على الإنترنت؛ غير أن كلا المستنشقين يحتويان على الأمونيا.
جدير بالذكر، توصف هذه المنتجات على وجه التحديد بأنها أملاح ذات رائحة قوية للغاية. وبشكل عام، تعمل ما يسمى بـ«أملاح الشم» عن طريق استخدام الأمونيا لتهييج الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي العلوي وتحفيز منعكس الاستنشاق. وهذا المنعكس، بدوره، يغير تنفس الشخص ويزيد من تدفق الأكسجين وتبادل الغازات في رئتيه ما قد يزيد من اليقظة؛ فهذه المنتجات تستخدم للوقاية من الإغماء أو علاجه، لكن لم يعد الأطباء يستخدمونها بانتظام؛ وقد يقتصر استخدامها على الرياضيين في محاولة لتحسين الأداء، رغم وجود أدلة قليلة تدعم ذلك.
ومع ذلك، تعتبر هذه الأملاح ذات الرائحة آمنة نسبيًا؛ لكن استنشاق الأمونيا بشكل متكرر أو بجرعات عالية ضار بالصحة.
ومرة أخرى، نظرًا لعدم الموافقة على المنتجين «Nose Slap» و «Soul Slap» لا تستطيع إدارة الغذاء والدواء الأميركية ضمان جودة المنتجات أو سلامتها، وفق قولها.
واعتمادًا على الجرعة المستنشقة، يمكن للأمونيا أن تحرق أنسجة الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية؛ حيث تسبب تورما وتراكم السوائل في الرئتين. كما تسبب «تدمير مجرى الهواء ما يؤدي إلى ضائقة تنفسية أو فشل». إضافة إلى الأعراض المذكورة سابقًا، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
أيضا يلاحظ مركز السيطرة على الأمراض أن أولئك الذين ينجون من استنشاق تركيزات عالية جدًا من الأمونيا يمكن أن يتعرضوا لتلف طويل الأمد في الرئة، وإذا دخلت المادة الكيميائية في العين، فإنها يمكن أن تلحق الضرر بالقرنية وتؤدي في بعض الأحيان إلى العمى.
ومما جاء في بيان التحذير «شجعت إدارة الغذاء والدواء (FDA) المتخصصين في الرعاية الصحية والمستهلكين على الإبلاغ عن الأحداث السلبية أو مشاكل الجودة مع Nose Slap أو Soul Slap لبرنامج MedWatch للإبلاغ عن الأحداث الضارة؛ حيث صرحت بأنه لم يتم إثبات أن هذه المنتجات آمنة أو فعالة للاستخدامات المقصودة. فقد يؤدي فشل الشركة بتصحيح الانتهاكات على الفور إلى اتخاذ إجراءات قانونية بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، مصادرة المنتج وإصدار أمر قضائي».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».