كشف تفاصيل خلل مناعي يسبب «الربو»

الكشف عن خلل مناعي يسبب الربو (شاترستوك)
الكشف عن خلل مناعي يسبب الربو (شاترستوك)
TT

كشف تفاصيل خلل مناعي يسبب «الربو»

الكشف عن خلل مناعي يسبب الربو (شاترستوك)
الكشف عن خلل مناعي يسبب الربو (شاترستوك)

كشف فريق بحثي أميركي عن تفاصيل خلل في نظام الاتصالات البيولوجية بالجهاز المناعي يعد مسؤولاً عن «الربو».

ويمتلك الجهاز المناعي نظام اتصالات بيولوجي، وهو بروتينات صغيرة تعرف باسم «إنترلوكينات» ترسل إشارات بين خلايا الدم البيضاء في كريات الدم البيضاء للتحكم في دفاعها ضد العدوى، ويعد بروتين «الإنترلوكين 6»، أحد الوسطاء الرئيسيين للالتهاب، ويمكنه، حسب الحاجة، تحفيز جهاز المناعة للهجوم على مسببات الأمراض.

وخلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «المناعة الخلوية والجزيئية»، رصد الباحثون من جامعة ألاباما في برمنغهام، طفرات تعوق إشارات بروتين «الإنترلوكين 6»، بما يمكن أن يسبب الربو، فكما أن اختلال توازن «الإنترلوكين 6»، سواء بالزيادة أو النقصان يسبب المرض، فإن الطفرات التي تعوق إشاراته يمكن أن تكون ضارة أيضاً، كما كشفت الدراسة.

ومن خلال التجارب التي أجريت بالدراسة، وجد الباحثون أن فقدان إشارات «الإنترلوكين 6»، يتسبب في زيادة التهابات الخلايا المناعية، المعروفة باسم «الخلايا التائية المساعدة 2» وهي خلايا ذات أهمية كبيرة، حيث تعمل مثل الجنرالات، حيث تأمر الخلايا المناعية الأخرى بالعمل.

واستخدم الفريق البحثي في تجاربه نموذجاً لفأر مصاب بالتهاب مجرى الهواء التحسسي، الناجم عن الحساسية التي يسببها غبار المنزل، حيث تلقت الفئران مسببات الحساسية داخل الأنف لمدة ثلاثة أيام، ثم تعرضت مرة أخرى لمسببات الحساسية بعد أسبوعين لإحداث رد فعل تحسسي، وفي التجارب، استخدم الباحثون الخلايا التائية من خلفيات وراثية مختلفة واستخدموا أيضاً مثبطات بيولوجية مختلفة، مثل الأجسام المضادة ضد الإنترلوكين أو مستقبلات الإنترلوكين.

ووجد الباحثون أن إشارات «الإنترلوكين 6» في الخلايا التائية الخاصة بمسببات الحساسية كانت ضرورية لقمع التهابات «الخلايا التائية المساعدة 2».

وتقول بياتريس ليون، الأستاذ المساعد في قسم علم الأحياء الدقيق، والباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره السبت الموقع الإلكتروني لجامعة ألاباما: «توفر بياناتنا نظرة ثاقبة للعمليات المناعية وراء الاستجابة غير الصحية لـ(الخلايا التائية المساعدة 2) في المرضى الذين يعانون من إشارات (الإنترلوكين 6) المعيبة أو المعرضين لعوامل بيئية تؤدي إلى انخفاض تخليق تلك الإشارات».

وتضيف أن «فهم كيفية إسهام (الإنترلوكين 6) في قمع الحساسية قد يوفر استراتيجيات جديدة للوقاية من المرض».


مقالات ذات صلة

هل يسبب تناول الفاكهة بكثرة مشكلات صحية؟

صحتك لا تسبب زيادة تناول الفاكهة أي خطر على الصحة (إ.ب.أ)

هل يسبب تناول الفاكهة بكثرة مشكلات صحية؟

عادةً يُنصح بالاعتماد على الفاكهة مصدراً طبيعياً للسعرات الحرارية، والألياف، ومجموعة كبيرة من العناصر الغذائية، ولكن هل هناك ما يسمى «الإفراط في تناول الفاكهة»؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك اختبار قياس مستوى السكر بالدم (إ.ب.أ)

كم مرة يجب إجراء فحص مستويات السكر في الدم؟

سؤال شائع خاصة بين الأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثاً بالسكري، ويعد اختبار نسبة السكر في الدم مفيداً لمعرفة مدى تأثير الوجبات والأنشطة البدنية على مستويات السكر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك كشفت دراسات بما في ذلك دراسة في المجلة البريطانية للتغذية أن الألياف من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء (رويترز)

عنصر غذائي مُهمَل يُحارب السرطان وأمراض القلب والسكري

يعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف خطوة سهلة وفعّالة لتحسين الصحة والوقاية من الأمراض، مما يوفر حماية ضد بعض الأمراض الأكثر فتكاً في العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تقاعس الحكومات عن معالجة أزمة البدانة المتزايدة خلال السنوات الثلاثين الفائتة أدى إلى ارتفاع مثير للقلق في أعداد المتضررين (رويترز)

دراسة جديدة تحذر من مرض السمنة وانتشاره عالمياً

توصَّلت دراسة إلى أنَّ تفشياً عالمياً غير مسبوق لزيادة الوزن والبدانة، سيطول 6 من كل 10 بالغين، وطفلاً أو مراهقاً واحداً من كل 3، بحلول عام 2050.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأشخاص الذين يتناولون عقاقير مثل «أوزامبيك» وجدوا أن عملية فقدان الوزن لديهم تصبح أبطأ ​​مع مرور الوقت (رويترز)

لفقدان الوزن أسرع... علماء يتوصلون إلى طريقة لتسريع عملية التمثيل الغذائي

يصبح فقدان الوزن أكثر صعوبة بعد نقطة معينة خلال اتباعك للأنظمة الغذائية الصحية لأن تقليل السعرات الحرارية بشكل مفرط يمكن أن يدفع جسمك إلى «وضع المجاعة».

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

دراسة جديدة تحذر من مرض السمنة وانتشاره عالمياً

تقاعس الحكومات عن معالجة أزمة البدانة المتزايدة خلال السنوات الثلاثين الفائتة أدى إلى ارتفاع مثير للقلق في أعداد المتضررين (رويترز)
تقاعس الحكومات عن معالجة أزمة البدانة المتزايدة خلال السنوات الثلاثين الفائتة أدى إلى ارتفاع مثير للقلق في أعداد المتضررين (رويترز)
TT

دراسة جديدة تحذر من مرض السمنة وانتشاره عالمياً

تقاعس الحكومات عن معالجة أزمة البدانة المتزايدة خلال السنوات الثلاثين الفائتة أدى إلى ارتفاع مثير للقلق في أعداد المتضررين (رويترز)
تقاعس الحكومات عن معالجة أزمة البدانة المتزايدة خلال السنوات الثلاثين الفائتة أدى إلى ارتفاع مثير للقلق في أعداد المتضررين (رويترز)

توصَّلت دراسة إلى أنَّ تفشياً عالمياً غير مسبوق لزيادة الوزن والبدانة، سيطول 6 من كل 10 بالغين، وطفلاً أو مراهقاً واحداً من كل 3 بحلول عام 2050، في حال لم تتخذ الحكومات إجراءات مهمة وفورية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

تتضمَّن هذه الدراسة التي نُشرت اليوم (الثلاثاء) في مجلة «ذي لانسيت» بيانات من 204 دول ومناطق في العالم، وتستند إلى أرقام من «غلوبال بوردن أوف ديسيس»، وهو برنامج كبير تموّله مؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، يهدف إلى تجميع البيانات الصحية من معظم البلدان.

يشير معدو الدراسة إلى أنّ تقاعس الحكومات عن معالجة أزمة البدانة وزيادة الوزن المتزايدة خلال السنوات الثلاثين الفائتة، أدى إلى ارتفاع مثير للقلق في أعداد الأشخاص المتضررين. وبين عامي 1990 و2021، زاد هذا العدد 3 مرات تقريباً لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم على 25 عاماً؛ إذ أصبح 2.11 مليار بعدما كان 731 مليوناً، وارتفع أكثر من الضعف لدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و24 عاماً؛ إذ انتقل من 198 إلى 493 مليوناً.

وتضيف الدراسة: «من دون إصلاح عاجل للسياسات وإجراءات ملموسة، من المتوقع أن يعاني 60 في المائة من البالغين أو 3.8 مليار شخص، ونحو ثلث (31 في المائة) الأطفال والمراهقين أو 746 مليوناً، من زيادة في الوزن أو بدانة بحلول عام 2050».

ولمواجهة «أحد أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين»، ينبغي اعتماد خطط عمل خمسية (2025- 2030) مع تدابير رئيسية: تنظيم الإعلانات المتعلقة بالأطعمة الفائقة المعالجة، ودمج بنية تحتية رياضية وملاعب في المدارس، وتشجيع الرضاعة الطبيعية والوجبات الغذائية المتوازنة بدءاً من الحمل، ووضع سياسات تغذية متكيفة مع كل بلد، وفق مُعدِّي الدراسة.

نافذة عمل قصيرة

ويقول مؤلفو الدراسة: «في عام 2050، سيكون شخص من الفئات العمرية الصغيرة من كل 3 يعانون البدانة أو 130 مليوناً، يعيشون في منطقتين: شمال أفريقيا، والشرق الأوسط، تليهما أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، مع عواقب صحية واقتصادية واجتماعية خطرة».

ومن المتوقع أن تزيد البدانة لدى الشباب بنسبة 121 في المائة على مستوى العالم، مع ما مجموعه 360 مليون طفل ومراهق يعانون البدانة المفرطة بحلول عام 2050. وأول المتضررين، مع زيادة حادة متوقعة من 2022 إلى 2030 على مستوى العالم، هم الصبيان الذين تتراوح سنهم بين 5 و14 سنة. ففي عام 2030، يُتوقَّع أن يكون عدد الأشخاص الذين يعانون البدانة المفرطة في هذه الفئة (16.5 في المائة) أكبر من معدل صغار السن الذين يعانون وزناً زائداً (12.9 في المائة).

وسيؤدي تفشي البدانة إلى زيادة الضغط على النظم الصحية التي تواجه صعوبات أصلاً، وتحديداً في البلدان المنخفضة الموارد؛ إذ يُفترض في عام 2050 أن يصبح عمر نحو ربع البالغين الذين يعانون من البدانة المفرطة في مختلف أنحاء العالم 65 عاماً أو أكثر.

وتقول الدكتورة جيسيكا كير من معهد مردوخ للأبحاث المتعلقة بالأطفال في أستراليا، وأحد المعدين الرئيسيين للدراسة: «ينبغي أن تكون الوقاية من البدانة من أبرز السياسات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل».

وتدعو إلى «التزام سياسي أقوى بكثير» لصالح «استراتيجيات عالمية تعمل على تحسين تغذية الناس ونشاطهم البدني وبيئة عيشهم»، معتبرة أن نافذة العمل قصيرة.

يحتاج الأطفال والمراهقون الذين يعانون زيادة في الوزن بمعظم أنحاء أوروبا وجنوب آسيا إلى استراتيجيات وقائية، في حين أن هناك حاجة إلى تدخل عاجل لعدد كبير من الفتيات المراهقات اللواتي يقتربن من البدانة في أميركا الشمالية وأستراليا وأوقيانوسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.

ويعيش أكثر من نصف البالغين الذين يعانون زيادة في الوزن أو بدانة راهناً في 8 دول فقط: الصين (402 مليون)، والهند (180 مليوناً)، والولايات المتحدة (172 مليوناً)، والبرازيل (88 مليوناً)، وروسيا (71 مليوناً)، والمكسيك (58 مليوناً)، وإندونيسيا (52 مليوناً)، ومصر (41 مليوناً)، وفق بيانات عام 2021.