«لوفتهانزا» تلغي رحلات الطيران إلى طهران لدواعٍ أمنية

روسيا نصحت مواطنيها بالامتناع عن السفر للشرق الأوسط

طائرات متوقفة تديرها شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» في مطار برلين (أ.ف.ب)
طائرات متوقفة تديرها شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» في مطار برلين (أ.ف.ب)
TT

«لوفتهانزا» تلغي رحلات الطيران إلى طهران لدواعٍ أمنية

طائرات متوقفة تديرها شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» في مطار برلين (أ.ف.ب)
طائرات متوقفة تديرها شركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا» في مطار برلين (أ.ف.ب)

مددت شركة الخطوط الجوية الألمانية لوفتهانزا، الخميس، تعليق رحلاتها إلى طهران بسبب الوضع في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد حالة تأهب تحسباً لانتقام إيراني محتمل على خلفية غارة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على قنصلية إيرانية في سوريا.

وأثارت وكالة أنباء إيرانية مزيداً من التوتر لفترة وجيزة عندما نشرت تقريراً باللغة العربية على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يفيد بإغلاق المجال الجوي فوق طهران بالكامل لإجراء تدريبات عسكرية. وحذفت الوكالة التقرير بعد ذلك، ونفت أن تكون قد نشرت شيئاً من هذا القبيل.

وتتوخى دول في المنطقة والولايات المتحدة حالة تأهب قصوى، وتستعد لهجوم محتمل من جانب إيران رداً على ما يُعتقد أنه قصف إسرائيلي بالطائرات الحربية للقنصلية الإيرانية في سوريا في أول أبريل (نيسان).

وقررت «لوفتهانزا» تعليق رحلاتها من وإلى طهران حتى 13 أبريل على الأرجح بزيادة يومين عن موعد أعلنته سابقاً.

وقال متحدث باسم الشركة إنها قررت عدم تشغيل رحلة من فرنكفورت إلى طهران في مطلع هذا الأسبوع لتجنب وضع تضطر فيه أطقم الشركة للبقاء ليلاً في طهران، حسب «رويترز».

«لوفتهانزا» والخطوط الجوية النمساوية التابعة لها هما الشركتان الغربيتان الوحيدتان اللتان تسيّران رحلات دولية إلى طهران، والتي تقدم خدماتها في الغالب شركات طيران تركية وشرق أوسطية.

وقالت الخطوط الجوية النمساوية، المملوكة لشركة «لوفتهانزا»، والتي تسيّر رحلات من فيينا إلى طهران 6 مرات أسبوعياً، إنها لا تزال تخطط لتسيير رحلة الخميس، لكنها تعدل التوقيت لتجنب التوقف أثناء الليل.

ولم تصدر بعد تصريحات من شركات الطيران الدولية الأخرى التي تسير رحلات إلى طهران. ويعد المجال الجوي الإيراني أيضاً طريقاً رئيسية لمرور رحلات شركتي طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية إلى أميركا الشمالية.

وسبق أن أسقط «الحرس الثوري» الإيراني طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية في الثامن من يناير (كانون الثاني) 2020 بعد قليل من إقلاعها من مطار طهران في وقت تصاعد فيه التوتر بين طهران وواشنطن بشأن مقتل العقل المدبر للعمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيّرة في مطار بغداد.

وفي وقت لاحق، قالت طهران إن إسقاط الطائرة الأوكرانية كان «خطأً كارثياً» من قوات كانت في حالة تأهب قصوى. وقدمت السلطات روايات متباينة، منها اعتقاد العسكريين المشرفين على الرادار الإيراني أن الطائرة صاروخ «كروز» أميركي. كما طرحت إمكانية اختراق الرادار الإيراني.

ورداً على مقتل سليماني، أطلقت القوات الإيرانية صواريخ على قواعد عسكرية تضم قوات أميركية في العراق في الثالث من يناير .

وبموازاة القلق الذي بدا على حركة الطيران الدولي، نصحت وزارة الخارجية الروسية المواطنين الروس، الخميس، بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط، خصوصاً إلى إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية. وقالت الوزارة: «الوضع المتوتر في منطقة الشرق الأوسط لا يزال مستمراً». وأصدرت الخارجية الروسية هذه النصائح لأول مرة في أكتوبر (تشرين الأول) عندما حثت الروس على عدم زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد هجوم حركة (حماس) على إسرائيل. وأضافت: «الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذلك في منطقة الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، لا يزال غير مستقر». وتابعت: «نوصي المواطنين الروس بشدة بالامتناع عن السفر إلى المنطقة، خصوصاً إلى إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية، إلا في حالات الضرورة القصوى». وقالت روسيا إن الوضع الأمني في الأردن لا يزال مستقراً. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، الأربعاء، نقلاً عن مصادر أمنية أميركية وإسرائيلية أن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون أن ثمة هجمات كبيرة وشيكة ستنفذها إيران أو جماعات متحالفة معها في المنطقة بصواريخ أو طائرات مسيّرة على أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل.


مقالات ذات صلة

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

شؤون إقليمية رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها الربع السنوي في فيينا play-circle 01:24

دول غربية تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب «فوراً»

دعت دول غربية إيران إلى «تدمير اليورانيوم 60 % فوراً»، فيما رجحت تقارير أن يصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد إيران غداً الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)
محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)
TT

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)
محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

اندلعت أعمال عنف وصدامات بين الشرطة ومحتجين، على خلفية عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيَّيْن بدلاً منهما.

وقالت وزارة الداخلية التركية إنه تم وقف رئيسَيْ بلدية تونجلي، جودت كوناك، المنتمي إلى حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد، وبلدية أوفاجيك، التابعة لها، مصطفى صاريغول، المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، بعدما حُكم عليهما بالحبس بسبب عضويتهما في منظمة إرهابية (حزب العمال الكردستاني).

وأصدر والي تونجلي قراراً بحظر التجمعات في المناطق المفتوحة والمسيرات وإلقاء البيانات الصحافية في المدينة لمدة 10 أيام اعتباراً من الجمعة، وصدر قرار مماثل من والي إلازيع المجاورة بالحظر لمدة 7 أيام اعتباراً من السبت.

إدانة بالإرهاب وعزل

وحكم على رئيسي البلديتين، الخميس، بالحبس لمدة 6 سنوات و3 أشهر لكل منهما بتهمة الإرهاب والانتماء إلى حزب العمال الكردستاني. وتم فرض حظر السفر الدولي عليهما؛ حيث طلب اعتقالهما في القضية المنظورة بالمحكمة الجنائية في تونجلي منذ عام 2022.

رئيس بلدية تونجلي المعزول جودت كوناك (إكس)

وأفادت وزارة الداخلية التركية، في بيان، ليل الجمعة - السبت، بأنه تم تعيين والي تونجلي، بولنت تكبيك أوغلو، ليحل محل كوناك، وحاكم منطقة أوفاجيك، حسين شامل سوزين، ليحل محل صاريغول، الذي انتُخِب لرئاسة البلدية للمرة الثانية على التوالي في الانتخابات المحلية التي أُجريت في 31 مارس (آذار) الماضي.

رئيس بلدية أوفاجيك التابعة لتونجلي المعزول مصطفى صاريغول (إكس)

وكانت ممارسة عزل رؤساء البلديات المنتخبين وتعيين أوصياء بدلاً منهم تقتصر، في العقد الماضي، على الأحزاب المؤيدة للأكراد، التي تتهمها السلطات بالارتباط بـ«حزب العمال الكردستاني» المصنّف لدى تركيا وحلفائها الغربيين منظمة إرهابية، الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد الدولة التركية منذ عام 1948.

والجديد أن ممارسة العزل وتعيين الأوصياء امتدت إلى رؤساء البلديات المنتخبين من حزب الشعب الجمهوري، بعد اتهامات من الرئيس رجب طيب إردوغان للحزب بـ«السير مع الإرهابيين».

ومع عزل كوناك وصاريغول، يرتفع عدد البلديات التي تم تعيين أوصياء عليها، منذ الانتخابات المحلية في مارس، إلى 7 بلديات. وكان أول من تم عزلهم رئيس بلدية هكاري محمد صديق كوشو، من الحزب الكردي، في 3 يونيو (حزيران)، قبل أن يتم اعتقال رئيس بلدية إسنيورت، وإقالة رؤساء بلديات ماردين، أحمد تورك، وبطمان، غولستان شونوك، وهالفيتي، محمد كارايلان.

ممارسة متكررة

وتسبب اعتقال وعزل رؤساء 4 بلديات، خلال الشهرين الحالي والماضي، في احتجاجات واسعة بتركيا وإدانات من مجلس أوروبا ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان والديمقراطية.

احتجاجات على عزل رؤساء البلديات المنتخبين وتعيين أوصياء بدلاً منهم (موقع حزب الشعب الجمهوري المعارض)

وعقب إعلان عزل كوناك وصاريغول، تجمع المواطنون حول مقر بلدية تونجلي احتجاجاً على تعيين وصيّ عليها، وتدخلت قوات الأمن، وفرضت طوقاً حولها لمنعهم من اقتحامها، ووقعت صدامات بين الجانبين، واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

وأضرم محتجون غاضبون النار في الشوارع، وتحولت المنطقة المحيطة بالبلدية إلى ما يشبه ساحة معركة.

المعارضة تتحدى الحظر

وقررت أحزاب المعارضة تحدي قرار الحظر، وتوافد رؤساء حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب وفروعه، ونوابه في البرلمان، على تونجلي، لتنظيم مسيرة إلى البلدية، وشكل حزب الشعب الجمهوري وفداً من نوابه للبرلمان للمشاركة في المسيرة.

ووصف رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، عبر حسابه في «إكس»، قرار عزل رئيسَي البلديتين بأنه «سرقة للإرادة الوطنية بشكل فاضح»، لافتاً إلى أن جنازة حضرها رئيس بلدية أوفاجيك، مصطفى صاريغول، عام 2012، أصبحت موضوعاً لدعوى قضائية في عام 2022، واعتُبِرت جريمة في عام 2024.

وأعلن أوزال في تغريدة لاحقة أنه ستتم دعوة 414 رئيس بلدية للاجتماع في مقر حزب الشعب الجمهوري الرئيسي بأنقرة، في 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، لإعلان مواجهة الوصاية وهجمات الحكومة على بلديات المعارضة الواحدة تلو الأخرى.

متظاهرون يحاولون اقتحام حاجز للشرطة حول بلدية تونجلي (إكس)

وقال حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، في بيان، إن «الحكومة تقضي على إرادة الشعب خطوة بخطوة، وإن الانقلاب الذي تنفذه، عبر سياسة الوصي، لن يخيف حزبنا أو يثني الناس عن خياراتهم السياسية».

شجار مع وزير الداخلية

كان وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا، كشف، خلال مناقشة موازنة وزارته في البرلمان الخميس، أنه تم منح 176 إذناً بالتحقيق، من أصل 1701 شكوى مقدمة بشأن البلديات، منها 59 من حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، و58 من حزب الشعب الجمهوري، و21 من حزب الحركة القومية، و7 من حزب الجيد، و10 من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب. وأكد أنه «لن يتم السماح بأن تتحول البلديات إلى خدمة الإرهاب بدلاً من خدمة الشعب».

نواب من حزب الشعب الجمهوري المعارض أثناء منعه من دخول قاعة اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي (إعلام تركي)

واندلع شجار بين نواب حزب الشعب الجمهوري، الذين أرادوا الاحتجاج على تعيين أوصياء على 4 بلديات، خصوصاً بلدية إسنيورت، ونواب حزب العدالة والتنمية، أثناء دخول الوزير يرلي كايا إلى غرفة اجتماع اللجنة.

وقال نواب حزب الشعب الجمهوري إنهم لم يكونوا بصدد منعه نهائياً من دخول قاعة الاجتماع، وإنما أرادوا أن يجرِّب الوزير شعور عدم القدرة على دخول مؤسسة عامة، ولو لفترة قصيرة، في إشارة إلى منع الوصي على بلدية إسنيورت نواب الحزب وأعضاء مجلسها من دخول مبناها.