مخاوف في إيران من مواجهة مباشرة مع أميركا أو إسرائيل

عبداللهيان: سنتصرف بالتناسب مع أمننا الوطني والإقليمي والتطورات

إيراني يمر من أمام جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران اليوم (أ.ف.ب)
إيراني يمر من أمام جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران اليوم (أ.ف.ب)
TT

مخاوف في إيران من مواجهة مباشرة مع أميركا أو إسرائيل

إيراني يمر من أمام جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران اليوم (أ.ف.ب)
إيراني يمر من أمام جدارية على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران اليوم (أ.ف.ب)

تخشى أطراف في إيران من دخول البلاد في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، إذا ما توسعت جبهات الحرب التي تدور رحاها في قطاع غزة.

وصعّد المسؤولون الإيرانيون انتقاداتهم الحادّة للإدارة الأميركية مع اقتراب الحرب في قطاع غزة من نهاية أسبوعها الرابع، محذّرين من توسع جبهات الحرب. ومنذ الأيام الأولى ألقى المسؤولون الإيرانيون الكرة في ملعب المجموعات المسلَّحة التي تربطها صلات وثيقة بإيران، في سوريا والعراق ولبنان.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن بلاده تسلمت رسائل أميركية تطالب إيران بضبط النفس، وتؤكد أن واشنطن لا تريد الحرب مع إيران.

وأورد موقع «الخارجية» الإيرانية عن عبداللهيان قوله، لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن «الأميركيين طرف في الحرب عملياً بوقوفهم إلى جانب إسرائيل». وأضاف: «ندرك أن أميركا لا تريد اتساع الحرب، بل تسعى إلى تكثيفها».

وجاءت أقوال عبداللهيان في سياق حواره مع مراسِلة صحيفة «نيويورك تايمز»، عندما زار نيويورك، الأسبوع الماضي. وقالت الصحيفة الأميركية إن النص الذي نشرته «الخارجية» الإيرانية باللغة الفارسية لم يتضمن بعض الأسئلة. ولم تعلّق الصحيفة على أسباب امتناعها عن نشر الحوار، أو ما إذا كان سيُنشر في وقت لاحق.

ونفى عبداللهيان، في الحوار، أن تكون طهران المزوِّد الأساسي لترسانة «حزب الله»، و«حماس»، و«الجهاد الإسلامي»، بما في ذلك طائرات مسيَّرة وصواريخ، وقال إن تلك الجماعات «تصنع أسلحتها منذ سنوات». وشدّد على أن هجوم «حماس»، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «قرار فلسطيني بالكامل».

وأوضح الوزير الإيراني ما قصده من تحذيراته بخروج الأوضاع عن السيطرة، وتفجُّر برميل البارود في المنطقة، والأيدي على الزناد. وقال: «إذا لم يتوصل الحل السياسي إلى نتيجة، واستمرت الهجمات الإسرائيلية، وبطبيعة الحال، قضية فلسطين حساسة جداً في منطقتنا... يوثر ذلك على القرارات التي تُتخذ في المنطقة، بما في ذلك الجهات الفاعلة واللاعبون الإقليميون». وقال: «وصلت المنطقة إلى نقطة الغليان، ومن الممكن أن تصل نقطة الانفجار في أية لحظة»، معرباً عن اعتقاده أن هناك القليل من الوقت والفرص للتوصل إلى حل سياسي ووقف الحرب، إن لم يكن الأمر كذلك، فإن انفجار برميل البارود هذا قد يكون أمراً لا مفرّ منه، وفقاً لـ«الخارجية» الإيرانية.

ووجّه عبداللهيان توصية إلى «البيت الأبيض» بأن يسعى وراء وقف الحرب، إذا لم يرغب باتساعها في المنطقة. وأضاف: «إذا كانوا يسعون إلى زيادة حِدة الحرب في المنطقة، فعليهم أيضاً تحمُّل المسؤولية».

وأجاب عبداللهيان عن استهداف القوات الأميركية، واحتمال اندلاع مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة. وقال إن الجماعات التي أُنشئت لمواجهة «داعش» في سوريا والعراق «ستتخذ القرار ضد أي تحرك يهدد أمنها في المنطقة».

وأضاف: «كل جهدنا يركز على الحل السياسي للفلسطينيين، وما سيكون الوضع عليه في المنطقة، ستتخذ الدول قراراتها بالتناسب مع الظروف الجديدة، وستعلن في الوقت المناسب».

وسُئل عبداللهيان ثانية حول ما إذا كانت إيران ستدخل الحرب، قال: «ما نقوله يصبُّ في مصلحة المنطقة وجميع اللاعبين، التركيز على الحل السياسي، ووقف المجازر بحق الفلسطينيين، لكن عندما تخرج المنطقة عن السيطرة، سيؤثر ذلك على الأمن الإقليمي والأمن الوطني لكل الكيانات السياسية في المنطقة، وكل كيان سيتخذ القرار الذي يتناسب مع مصلحته».

وقال عبداللهيان: «إيران ستتصرّف في إطار أمنها الوطني والإقليمي أولاً، وبالتناسب مع التطورات ثانياً». وأضاف: «لا نرى توسع الحرب في مصلحة أي طرف، إذا واصلت أميركا سياستها الخاطئة، فإن هناك إمكانية لفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل وتوسيع الحرب في المنطقة، وستتحمل أميركا تبِعاتها».

تحرك الوكلاء

وبشأن احتمال دخول «حزب الله» الحرب، أجاب عبداللهيان: «حقيقة كيف تتصرف مجموعات المقاومة هي أمر تقرره بنفسها، وليس لدينا أي تدخُّل فيها، نحن لا نأمر جماعات المقاومة، إنهم يقررون بالتناسب مع المصالح والتطورات».

ودافع عبداللهيان عن تحركات مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، في المنطقة، وقال: «إنه يبذل جهداً من أجل السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة، ونحن أصدقاء الجماعات التي تواجه ظاهرة الاحتلال والإرهاب».

وقال: «من الأساس تعبير أن هذه الجماعات تحارب بالوكالة أو تخوض حرباً بالوكالة، تعبير خاطئ تماماً».

على نقيض ذلك، قال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد صدر، إن تقديرات إسرائيلية تشير إلى أن «حزب الله (اللبناني) أقوى 100 مرة من حماس». وأضاف: «هذا يعني أن حزب الله، أحد وكلاء إيران، لديه القوة».

وقال صدر، وهو دبلوماسي مخضرم كان مرشحاً لتولي منصب وزير الخارجية عدة مرات، لصحيفة «شرق» الإيرانية، إن «إسرائيل تخشى القتال مباشرة مع إيران، وتريد إشراك أميركا في هذه الحرب؛ لأنها تعلم أنه دون قوة أميركا لا يمكنها القتال ضد إيران».

لكنه أعرب عن اعتقاده بأن حكومة بايدن «لم تسقط بعدُ في فخ حكومة نتنياهو، ولا تريد مواجهة إيران».

ولفت صدر إلى أن إسرائيل «سعت دائماً إلى توجيه ضربة مُميتة لإيران، لكنها تعلم أنها لا تملك إمكانية المواجهة العسكرية، فهي تبحث عن أساليب أخرى».

وأشار صدر إلى استهداف إسرائيل المنشآت النووية العراقية، و«عدم ردّ صدام حسين»، قائلاً: «إنْ أقدموا على تلك الإجراءات إزاء إيران، فمن المؤكد ستقابَل بأقوى ردّ منا».

ولم يستبعد صدر أن تعود إيران وأميركا إلى طاولة المفاوضات النووية، في ظل الأوضاع الحالية التي تشهدها المنطقة. وصرح: «في الوقت الحالي، أزمة غزة في ذروتها، والجرائم الإسرائيلية تستحوذ على جميع الأجواء السياسية والدولية، من الأفضل التباطؤ في العودة إلى طاولة المفاوضات».

شبح الحرب

والأربعاء، قال وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا آشتياني، إن «إسرائيل فوجئت من ثلاثة مستويات: استراتيجية، وتكتيكية، وعملياتية». وأضاف: «مثل هذا النظام بهذا القدر من المباغتة، يمكن القول إنه في طور الانهيار... هذا يُظهر أن كل مزاعمهم وقدراتهم الدفاعية والاستخباراتية كانت مجرد خدعة، لقد وقعوا في مستنقع، ولا يمكنهم ترميم صورتهم أو الخروج من هذا المستنقع».

كذلك رأى أن الأميركيين أيضاً «وقعوا في هذا المستنقع». وقال: «الأميركيون سادة الأخطاء في الحسابات الاستراتيجية، من المؤكد سيتلقّون ضربة».

بدورها، أوردت صحيفة «سازندكي» عن الرئيس السابق حسن روحاني قوله لمجموعة من الناشطين السياسيين، إن «شبح الحرب يخيّم على المنطقة أكثر من أي وقت مضى»، مضيفاً أن «الأيام والأسابيع والشهور المقبلة مصيرية لإيران والمنطقة». 

ودعا روحاني إلى «اليقظة» لإبعاد شبح الحرب عن إيران. وقال: «أبعد ظل الحرب عن بلدنا عدة مرات بعد حرب الثمانينات (مع العراق) بسبب تدبير وقرار المرشد (خامنئي)». 

ولفت روحاني إلى أن إيران وأميركا اقتربتا من الحرب في ثلاث مناسبات، خلال حكومته السابقة: «عندما أسقطت إيران مسيَّرة أميركية من طراز (آر كيو -4 غلوبال هوك)، في 20 يونيو (حزيران) 2019، بصاروخ أرض جو قرب مضيق هرمز». وقال: «تبادلت رسائل مختلفة، وجرى منع وقوع حرب بشكل محسوب». والمرة الثانية عندما تعرضت منشآت «أرامكو» لهجوم. وقال: «الأميركيون وجّهوا التهمة إلينا». وفي المرة الثالثة، عندما وجّهت أميركا ضربة جوية قضت على قاسم سليماني، العقل المدبر لعمليات «الحرس الثوري» في الخارج. وقال روحاني: «كان يجب أن نردَّ على جريمة أميركا، وكانوا يقولون إنهم يهاجمون 52 موقعاً، إذا ما تعرضت قواتهم لهجوم، لكننا استهدفنا عين الأسد وفق خطة مدروسة». وأضاف: «في المجموع تخطينا ثلاث مراحل من وقوع الحرب مع أميركا». 

تحذير لخامنئي

 في هذه الأثناء، أصدر سياسيون وناشطون في المجتمع المدني بياناً يحذّرون المرشد الإيراني علي خامنئي من جرّ البلاد إلى حرب عبر اتخاذ «سياسات مغامِرة وغير حكيمة وغير وطنية».

وقال البيان، الذي وقّعه نحو 80 ناشطاً، إن الهجوم على إيران «ليس له أي تأثير سوى تدمير البلاد، وتعزيز الاستبداد الحاكم، وتكريس سياسات قمع المجتمع المدني والسياسي، وتقلص المائدة الصغيرة لأغلب الشعب الإيراني».

ونأى هؤلاء بأنفسهم عن «السياسة المدمرة والمعادية للوطنية والخيالية، والمثيرة للانقسام»، وقالوا إنه «لا يحقّ لخامنئي تجاهل إرادة غالبية الشعب الإيراني، وأن يعطي الأولوية لأوهامه حول المنطقة، وما هو أسوأ من ذلك، تحريك جبهة الوكلاء المسمّاة بجبهة المقاومة للدخول في الصراعات الحالية، والأكثر خطورة الدخول المباشر في هذه الصراعات»، محذّرين من أن «خطر فرض الحرب قريب من الشعب الإيراني».


مقالات ذات صلة

أميركية الصنع... ماذا نعرف عن مروحية رئيسي؟

شؤون إقليمية مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)

أميركية الصنع... ماذا نعرف عن مروحية رئيسي؟

لقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومرافقوهما حتفهم على أثر تحطم المروحية التي كانت تُقلّهم في شمال غربي إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)

تقرير: هل يشعل غياب رئيسي صراعاً على السلطة في إيران؟

كان رجال الدين المحافظون يأملون في استخدام رئيسي لتعزيز مصالحهم. وكذلك فعل العسكريون في الحرس الثوري الإيراني، وكل منهما حاول تعزيز سلطته بالبلاد.

ماري وجدي (القاهرة)
شؤون إقليمية كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مقربا من قائد فيلق القدس والذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية (أ.ف.ب)

كان مقرباً من سليماني... من هو وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان؟

أعلنت إيران وفاة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان اليوم (الاثنين) مع الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث مروحية في شمال غربي البلاد. فماذا نعرف عنه؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية صورة من فيديو نشره «الهلال الأحمر الإيراني» لرجال الإنقاذ وهم ينتشلون الجثث في موقع تحطم مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)

شاهد... نقل جثمان الرئيس الإيراني من موقع تحطم مروحيته

أظهرت لقطات فيديو لأفراد من فِرق الإنقاذ تتبع «الهلال الأحمر الإيراني» صباح الاثنين انتشال جثة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وثمانية أشخاص آخرين.

يسرا سلامة (القاهرة)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)

«ذا أتلانتيك»: من المستفيد من غياب رئيسي؟

هل كانت وفاة رئيسي مجرد حادث أم تم اغتياله عن عمد؟

ماري وجدي (القاهرة)

أميركية الصنع... ماذا نعرف عن مروحية رئيسي؟

مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)
مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)
TT

أميركية الصنع... ماذا نعرف عن مروحية رئيسي؟

مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)
مروحية «بيل 212» التي كان يستقلها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان قبل سقوطها غرب إيران (إيرنا - رويترز)

لقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ومرافقوهما، حتفهم على أثر تحطم المروحية التي كانت تُقلّهم في شمال غربي إيران، أمس الأحد.

وذكرت شبكة «يورونيوز» الأوروبية، في تقرير لها، اليوم، أن الطائرة المحطمة هي مروحية من طراز «بيل 212» (BELL 212)، وهي أميركية الصنع وتستخدمها عدة دول لأغراض أمنية وعسكرية ومدنية.

ووفق تقرير «يورونيوز»، تُعدّ المروحية «بيل 212» متوسطة الحجم، وهي ذات شفرتين بدأ إنتاجها بواسطة شركة «بيل تكسترون» في ولاية تكساس الأمريكية، وحلّقت لأول مرة عام 1968. ونقلت الشرطة الأميركية مصنع طائراتها إلى مقاطعة كيبيك في كندا عام 1988، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وهي تتسع لـ15شخصاً، بينهم قائد الطائرة، وتبلغ مساحتها الداخلية ستة أمتار مكعبة، ويمكنها نقل حمولة تصل إلى 2268 كيلوجراماً. وتعمل المروحية «بيل 212» بمحركين، ويمكنها التحليق باستخدام محرك واحد، في حال وقوع أي أضرار بالآخر.

وبدأ إنتاج الطائرة بناء على طلب لتزويد الجيش الكندي بها، قبل أن يبدأ الجيش الأميركي استخدامها. وبدأ استخدامها لأغراض مدنية في بداية سبعينات القرن الماضي، وجرى تطويرها لدعم الحفر البحري للشركات العاملة بمجال الطاقة والنفط في النرويج.

وتستخدم المروحية «بيل 212» في القطاعات العسكرية والأمنية والمدنية وعمليات الإنقاذ البحري وإمدادات القطب الشمالي. وتبلغ سرعتها 260 كيلومتراً في الساعة، ويمكنها التحليق لمسافة 980 كيلومتراً.

وسلَّم سلاح الجو الإيراني هذه المروحيات إلى «الهلال الأحمر الإيراني» بعد تهالكها وصعوبة صيانتها بسبب العقوبات الأميركية.

واشترت إيران مروحيات «بيل 212» قبل الثورة التي شهدتها إيران عام 1979.

وإلى جانب إيران، تستخدم قطاعات عسكرية وأمنية حكومية في كندا والولايات المتحدة الأميركية والبوسنة والهرسك وكرواتيا وكولومبيا وغرينلاند واليابان ومقدونيا الشمالية وصربيا وسلوفينيا وتايلاند، الطائرة، وفق تقرير «يورونيوز».


تقرير: هل يشعل غياب رئيسي صراعاً على السلطة في إيران؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
TT

تقرير: هل يشعل غياب رئيسي صراعاً على السلطة في إيران؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)

قبل ثلاث سنوات، عندما فاز إبراهيم رئيسي بالرئاسة الإيرانية في انتخابات وصفها الكثيرون بـ«المزورة»، اعتقد بعض الإيرانيين أن ذلك كان بمثابة نقطة انطلاق إلى منصب أكبر، وهو منصب «المرشد الأعلى».

ويبلغ المرشد الحالي علي خامنئي، من العمر 85 عاماً، وبعد وفاته؛ كان من المؤكد أن رئيسي كان سيحاول أن يحل محله، وفقاً لما ذكرته مجلة «إيكونوميست».

لكن يبدو أن القدر كان له رأي آخر، وبدلاً من أن يساهم فوز رئيسي بالرئاسة في دفعه لتولي منصب المرشد الأعلى، فقد كلفه حياته.

ومن نواحٍ عديدة، كان رئيسي شخصية صورية، حيث كان ينظر إلى خامنئي على أنه الحاكم الفعلي للبلاد. لكن رغم ذلك، فإن موت الرئيس الإيراني سيهز السياسة الإيرانية بكل تأكيد. فهو سيجبر النظام على العثور على رئيس جديد في وقت قصير، وفي ظل ظروف صعبة وتحديات كثيرة تمر بها البلاد.

لقد كان رئيسي مرشحاً توافقياً مثالياً لنظام متحيز. ولا يمكن لأحد أن يشكك في مؤهلاته المتشددة، حيث لُقب بـ«جزار طهران»، وقد كان أحد «الفرسان الأربعة» في «فرقة الموت» الذين نفذوا أوامر مؤسس النظام الديني في إيران ومرشده الأول روح الله الخميني في أكبر موجة إعدامات استهدفت نحو 3800 سجين سياسي أكثرهم دون سن 25 سنة عام 1988.

صراع داخلي

وفقاً لتقرير «إيكونوميست»، كان رجال الدين المحافظون يأملون في استخدام رئيسي لتعزيز مصالحهم. وكذلك فعل العسكريون في الحرس الثوري الإيراني، وكل منهما كان يحاول تعزيز سلطته في البلاد وسيطرته عليها.

ويبدو أن الحرس الثوري الإيراني يمر بمرحلة صعود سياسي كبيرة، حيث أصبح نفوذه قوياً وملموساً، ويمكن رؤية ذلك جلياً في هجوم إيران الأخير وغير المسبوق على إسرائيل.

فالشهر الماضي، شنت إيران أول هجوم مباشر في تاريخها على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنّح ومسيّرة، وذلك رداً على ضربة جوية دمّرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، وأسفرت عن مقتل سبعة من مسؤولي «الحرس الثوري» الإيراني على رأسهم القيادي محمد رضا زاهدي قائد تلك القوات في سوريا ولبنان، واتُهمت إسرائيل بتنفيذها.

ومع ذلك، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن «الحرس الثوري» سيرغب في اختيار الرئيس الإيراني المقبل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن شاغل هذا المنصب يتعرض للوم المستمر من قبل الجمهور بسبب الوضع الاقتصادي البائس لإيران.

إيراني يقرأ خبر تحطم مروحية رئيسي في إحدى الصحف (أ.ف.ب)

لكن دور «الحرس الثوري» يمكن أن يركز على صراع آخر للسلطة، التي ينظر إليها على أنها السلطة الحقيقية في البلاد، وهي سلطة المرشد الأعلى.

فقبل وفاة رئيسي، اعتقد الإيرانيون أن هناك مرشحين رئيسيين فقط لتولي منصب المرشد الأعلى بعد وفاة خامنئي وهما الرئيس الإيراني الراحل، ومجتبى خامنئي، نجل المرشد.

ومع ذلك، لم يكن لأي من هذين المرشحين الأوفر حظاً تقدم واضح في هذا الشأن، حيث لم يكن رئيسي يحظى بشعبية، وكان مجتبى يمثل انتقالاً وراثياً للسلطة في نظام وصل إلى السلطة عن طريق الإطاحة بالملكية الوراثية.

وبعد موت رئيسي، يبدو أن مجتبى لديه طريق واضح للوصول إلى منصب المرشد الأعلى خلفاً لوالده، وهو الاعتماد على الحرس الثوري الإيراني للتصدي لأي رد فعل عنيف مناهض لتوليه المنصب، وهذا بدوره يمكن أن يعزز دور الحرس الثوري الإيراني داخل النظام.

وقد تتطور إيران من نظام عسكري ديني هجين إلى نظام عسكري أكثر. وقد يعني ذلك أن الدولة ستكون أقل تشدداً من الناحية الدينية داخلياً، لكنه يعني أيضاً أنها ستواجه المزيد من العداء في الخارج بسبب اشتداد نفوذ الحرس الثوري.

تداعيات كبيرة

وقال جويل روبين، نائب مساعد وزير الخارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما، لمجلة «نيوزويك»: «إن مقتل رئيسي والوفد المرافق له سيكون له تداعيات كبيرة داخل إيران وخارجها».

وتابع: «هذا لأن رئيسي تم اختياره من قبل المرشد الأعلى، الشخص الذي يتولى المسؤولية في نهاية المطاف في إيران، ليس فقط رئيساً ولكن أيضاً وريثاً محتملاً له. إن خسارة رئيسي من شأنها أن تضع القيادة الإيرانية في حالة من الاضطراب، في الوقت الذي تزداد فيه تحركاتها الداخلية والخارجية عدوانية».

ومن جهته، قام الكاتب والباحث تريتا بارسي بتحليل اثنين من التحديات المباشرة التي سيواجهها النظام الإيراني بعد مقتل رئيسي.

وقال بارسي: «التحدي الأول هو أنه سيتعين إجراء انتخابات جديدة في غضون 50 يوماً. وسيكون ذلك صعباً للغاية لأن النظام لا يحظى بشعبية كبيرة وقد شهدنا نسبة إقبال منخفضة قياسية في الانتخابات البرلمانية».

وأضاف بارسي أن التحدي الثاني سيكون الشكوك في فكرة أن الحادث قد يكون مدبراً، وذلك في ظل عدم ثقة عدد كبير من المواطنين في الحكمة الإيرانية والمرشد الأعلى.


«قيز قلعة سي»... السد الذي «تسبّب» في مقتل رئيسي

رئيسي وعلييف خلال زيارة موقع السد على الحدود بين البلدين (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)
رئيسي وعلييف خلال زيارة موقع السد على الحدود بين البلدين (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)
TT

«قيز قلعة سي»... السد الذي «تسبّب» في مقتل رئيسي

رئيسي وعلييف خلال زيارة موقع السد على الحدود بين البلدين (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)
رئيسي وعلييف خلال زيارة موقع السد على الحدود بين البلدين (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)

بعد ساعات من الغموض لمتابعة مصير الرئيس الإيراني ومرافقيه، على أثر سقوط مروحيته في منطقة جبلية، قرب حدود أذربيجان، أمس الأحد، عثرت فِرق البحث، في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين، على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التي سقطت وهي تُقلّ رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، بعد عمليات بحث مكثفة، خلال الليل، في ظروف جوية صعبة بالغة البرودة. وكان رئيسي في زيارة للحدود الأذربيجانية، أمس الأحد، لافتتاح سد «قيز قلعة سي»؛ وهو مشروع مشترك بين الدولتين.

المروحية التي تُقلّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وهي تقلع من الحدود الإيرانية مع أذربيجان بعد افتتاح سد قيز قلاسي في أرس (أ.ف.ب)

الزيارة الأخيرة

وفي صباح أمس الأحد، وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مطار تبريز؛ للمشاركة بمراسم تدشين حفل افتتاح مشروع جسر العبور بين طريق آراس والسكك الحديدية، كجزء من الممر الشرقي الغربي الذي يربط كلاله في مدينة جُلفا بأذربيجان الشرقية مع كلاله بجمهورية أذربيجان، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي خلال اجتماع مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف (يسار) على الحدود في شمال غربي إيران أمس (الرئاسة الإيرانية)

وذلك بحضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف مراسم تدشين «قيز قلعة سي»، وهذا هو السد الحدودي المشترك الثالث بين إيران وأذربيجان، وقام مهندسون إيرانيون ببناء السد المذكور.

وجرى توقيع اتفاقية التعاون المشترك بشأن مواصلة البناء والتشغيل المشترك لسديْ «خدا آفرين»، و«قيز قلعة سي»، ومحطات الطاقة التي تقع على نهر أرس الحدودي المشترك بين إيران وجمهورية أذربیجان منذ نحو 9 سنوات.

سد قيز قلعة سي

يُعرَف سد «قيز قلعة سي» بأنه أكبر مشروع للمياه في المناطق الحدودية الشمالية الغربية لإيران، ومن المتوقع أن ينظم 2 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.

يقع السد في منطقة خودا عفارين، بمقاطعة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران، بسعة 62 مليون متر مكعب، وسيوفر المياه لشبكات الري والصرف في مقاطعة خودا عفارين، كما جرى تصميم محطة للطاقة الكهرومائية مقترنة بالسد، لتوليد 270 ميغاوات في الساعة من الكهرباء سنوياً، وفقاً لما ذكرته وكالة «تسنيم» الإيرانية.

سد «قيز قلعة سي» (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)

يُذكر أن أهم أهداف إنشاء هذا السد هو السيطرة على الفيضانات، وتوفير مياه الشرب والزراعة والبيئة، بالإضافة إلى استغلال القدرات المشتركة للجانبين لتطوير التعاون، وفقاً لتصريحات وزير الطاقة الإيراني، علي أكبر محرابيان.

العلاقات بين إيران وأذربيجان

البلدان لديهما مصالح مائية مشتركة على نهر أرس الحدودي، وقد أدى هذا النهر إلى تطوير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الخمسين سنة الماضية، ويُعدّ رمزاً للتعاون والصداقة والشريان الحيوي لسكان الحدود، وفقاً لتصريحات سابقة لوزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان. وفي تصريحاته الأخيرة، قال رئيسي: «إن نهر أرس كان دائماً همزة الوصل بين شعبيْ أذربيجان وإيران».

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف (وكالة الأنباء الحكومية الأذربيجانية)

وأضاف: «علاقتنا مع أذربيجان أكثر من مجرد جارة، بل هي علاقة قرابة، وهذه العلاقة متجذرة في معتقدات البلدين، وتاريخنا وحضارتنا وخلفيتنا مرتبطة ببعضها البعض»، مضيفاً: «هذه العلاقة القلبية بين البلدين غير قابلة للكسر. وسوف تزداد هذه العلاقات يوماً بعد يوم».

تعازي بعث الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، رسالة تعزية إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته، وغيرهما من المرافقين لهما في حادث تحطم مروحية.وأفادت وكالة "أذرتاج" الرسمية الأذربيجانية للأنباء، بأن رسالة التعزية جاء فيها : "نشعر بصدمة شديدة بسبب الحادث المأساوي لجمهورية إيران الإسلامية وشعبها - وفاة رئيس جمهورية إيران إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ومرافقين لهما في حادث تحطم طائرة هليكوبتر. وفقد الشعب الإيراني في شخص الرئيس، رجل دولة بارزا خدم بلاده بإخلاص طوال حياته. ستبقى ذكراه العزيزة حية في قلوبنا دائما".وتقدم علييف باسمه وبالنيابة عن الشعب الاذربيجاني، بخالص تعازيه لخامنئي وأسر وأقارب الضحايا والشعب الإيراني أعرب عن مشاركته حزنهم.ونقلت وكالة أنباء "أذرتاج" عن بيان نشرته وزارة الخارجية الأذربيجانية على منصة "إكس"، جاء فيه: "لقد شعرنا بحزن عميق إزاء النبأ الرهيب عن وفاة رئيس جمهورية إيران إبراهيم رئيسي ووزيرالخارجية حسين أمير عبداللهيان والحاكم العام لمحافظة أذربيجان الشرقية مالك رحمتي وإمام تبريز محمد علي هاشم، وغيرهم من المرافقين لهم أثناء حادث تحطم المروحية".وأضاف: "نقدم خالص تعازينا لأسر وأقارب جميع الذين لقوا حتفهم خلال الحادث المأساوي. وفي هذا اليوم المرير، تقف أذربيجان متضامنة مع جمهورية إيران الشقيقة والصديقة".


كان مقرباً من سليماني... من هو وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان؟

كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مقربا من قائد فيلق القدس والذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية (أ.ف.ب)
كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مقربا من قائد فيلق القدس والذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية (أ.ف.ب)
TT

كان مقرباً من سليماني... من هو وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان؟

كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مقربا من قائد فيلق القدس والذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية (أ.ف.ب)
كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مقربا من قائد فيلق القدس والذي قُتل في العاصمة العراقية عام 2020 بضربة أميركية (أ.ف.ب)

أعلنت إيران وفاة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان اليوم (الاثنين) مع الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث مروحية في شمال غربي البلاد. وكان عبداللهيان مدافعاً عن السياسة الإيرانية المناهضة للغرب، وبخاصة إسرائيل.

وعيّن رئيسي هذا الدبلوماسي البالغ 60 عاماً في أغسطس (آب) 2021. وكانت أمامه مهمة صعبة تتمثّل في شغل هذا المنصب خلفاً لمحمد جواد ظريف الذي تولاه بين عامَي 2013 و2021.

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يصل لإلقاء خطاب حول هجوم على إسرائيل أمام السفراء الأجانب في طهران في 14 أبريل الماضي (إ.ب.أ)

وكان عبداللهيان دبلوماسياً بارزاً ونشطاً يتحدث الإنجليزية بطلاقة ووجهاً معروفاً لدى الأوساط الدولية، واسماً محنّكاً أدار السياسة الخارجية لإيران.

قدّم التلفزيون الإيراني الرسمي عبداللهيان على أنه «دبلوماسي مرموق من محور المقاومة» الذي تقوده طهران ويضمّ فصائل مناهضة لإسرائيل، مثل حزب الله اللبناني وحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين، ومجموعات عراقية مسلحة.

ونعاه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في تغريدة عبر «إكس»، واصفاً إياه بـ«الأخ».

ووصفت الخارجية الروسية عبداللهيان بأنه «صديق حقيقي وجدير بالثقة»، ووصفته مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وفقاً لبيان الخارجية الروسية بأنهما «وطنيان حقيقيان دافعا بقوة عن مصالح بلدهما».

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في طهران يونيو 2022 (أ.ف.ب)

وقال عبداللهيان يوم تعيينه إن هذه المجموعات هي «حليفة إيران» و«تعزيزها على جدول أعمال الحكومة»، حسبما رصد تقرير لوكالة «الصحافة الفرنسية».

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة في مايو الماضي (أ.ف.ب)

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة في أكتوبر (تشرين الأول)، كثّف رحلاته إلى المنطقة.

في (أبريل) (نيسان)، دافع عن الهجوم الإيراني على إسرائيل والذي نفّذ بأكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ، رداً على غارة جوية دمرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق ونسبتها طهران إلى إسرائيل. وقال إن الرد الإيراني نفّذ «في إطار الدفاع المشروع والقانون الدولي».

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال جلسة لمجلس الأمن في نيويورك أبريل الماضي (إ.ب.أ)

وبعد ذلك، قلّل عبداللهيان من أهمية التقارير التي أفادت بأن إسرائيل نفّذت ضربة انتقامية على محافظة أصفهان في وسط إيران، قائلاً إنها تبدو كأنها «لعبة أطفال».

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد (سانا - أ.ف.ب)

خلال مسيرته المهنية، كان أمير عبداللهيان معروفاً بعلاقاته الوطيدة مع «الحرس الثوري»، وكان من الدبلوماسيين المحسوبين على اللواء قاسم سليماني، قائد العمليات الخارجية في الحرس، والذي قضى بضربة أميركية في بغداد مطلع 2020 .

من الخارجية وإليها

منذ ثلاث سنوات، عمل أمير عبداللهيان لمحاولة تقليل عزلة إيران على الساحة الدولية والحد من تأثير العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني.

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال توقيع اتفاق ثنائي مع كوبا وجواره الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 20 مايو الماضي (إ.ب.أ)

وفي هذا السياق، شارك في تحسين العلاقات مع الدول العربية المجاورة لإيران، كما درس عبداللهيان المولود عام 1964 في مدينة دامغان شرق طهران، العلاقات الدولية في جامعة طهران عام 1991. وعمل في العراق بين عامَي 1997 و2001 وفي البحرين بين عامَي 2007 و2010.

حسين أمير عبداللهيان مسؤول وزارة الخارجية الإيرانية المعني بالعراق حينها يتحدث خلال مؤتمر صحافي في السفارة الإيرانية في بغداد 6 أغسطس 2007 (أ.ف.ب)

ومنذ 2011، تولى منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وبقي فيه مع وزيرين مختلفين هما علي أكبر صالحي (في الحكومة الثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد)، وظريف (في حكومة الرئيس حسن روحاني الأولى).

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في لقاء في ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

لكن ظريف استبعده من المنصب في 2016، في خطوة لقيت انتقادات واسعة من التيار المحافظ حيال روحاني ووزيره.

بعد ذلك، رفض تولي منصب سفير في سلطنة عمان، وفق وكالة «إيسنا»، وانتقل للعمل كمعاون خاص لرئيس مجلس الشورى (البرلمان) للشؤون الدولية، قبل أن يعود إلى الخارجية في 2021.

شارك أمير عبداللهيان في جهود استئناف المفاوضات حول ملف برنامج إيران النووي بعد انهيار الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في العام 2015 والذي يقيّد نشاطات طهران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، وذلك بعد انسحاب واشنطن منه بقرار من الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018.

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال مؤتمر صحافي في سوريا أبريل الماضي (إ.ب.أ)

وحسين أمير عبداللهيان، كان متزوجاً وله طفلان، كما أنه له عدة مؤلفات، ومن بين الكتب التي ألفها حسين أمير عبداللهيان كتب «استراتيجية الاحتواء المزدوج الأميركية»، و«الديمقراطية المتضاربة للولايات المتحدة الأميركية في العراق الجديد»، و«عدم كفاءة خطة أميركا الكبرى للشرق الأوسط»، و«صباح الشام»، وفقا لوكالة «مهر» الإيرانية.


غالانت لسوليفان: ملتزمون بتوسيع نطاق عملية رفح البرية

مستشار البيت الأبيض جاك سوليفان (رويترز)
مستشار البيت الأبيض جاك سوليفان (رويترز)
TT

غالانت لسوليفان: ملتزمون بتوسيع نطاق عملية رفح البرية

مستشار البيت الأبيض جاك سوليفان (رويترز)
مستشار البيت الأبيض جاك سوليفان (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، لمستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم الاثنين، إن إسرائيل تعتزم توسيع اجتياحها العسكري لمدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، من قبل، من مغبّة تنفيذ عمل عسكري كبير في رفح؛ لما قد يتسبب فيه ذلك من سقوط عدد كبير من المصابين والقتلى من المدنيين. وتصف إسرائيل رفح، المتاخمة للحدود المصرية، بأنها آخِر معقل لحركة «حماس» التي تدير قطاع غزة، وتسعى إسرائيل لتقويض قدرتها على القتال والحكم في الحرب الدائرة منذ أكثر من سبعة أشهر. وبعد خلاف استمر لأسابيع وبشكل علني مع واشنطن بشأن الخطوة، أمرت إسرائيل مدنيين فلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح، في السادس من مايو (أيار)، وبدأت عمليات توغل بجنود ودبابات. وأضاف، في بيان أصدره مكتب غالانت عما قاله خلال الاجتماع مع سوليفان: «ملتزمون بتوسيع نطاق العملية البرية في رفح لحين تحقيق هدف تفكيك (حماس) واستعادة الرهائن».

وتعتقد إسرائيل أن عشرات الرهائن محتجَزون في رفح. وعبّرت قوى غربية ومصر عن قلقها بشأن مصير مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين المحتمين في رفح، رغم ما أصدرته إسرائيل من تطمينات بشأن ضمانات إنسانية. وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، اليوم الاثنين، أن تقديراتها تشير إلى فرار نحو 810 آلاف من رفح، منذ السادس من مايو، وهو ربما يشكل أكثر من نصف سكان المدينة وقت الحرب. ولم يصدر حتى الآن تعليق من الولايات المتحدة على محادثات سوليفان مع غالانت.

وقال البيان الصادر من مكتب غالانت إنه «قدَّم لمستشار الأمن القومي سوليفان التدابير التي نفّذتها إسرائيل من أجل إجلاء السكان من منطقة رفح، ومن أجل ترتيب استجابة إنسانية مناسبة». وتقول إسرائيل إن قواتها في رفح اكتشفت عشرات الأنفاق القادمة من سيناء، في تصريح تسبَّب في إحراج محتمل للقاهرة، لكن الهيئة العامة المصرية للاستعلامات رفضت تلك التصريحات ذات الصلة بالتهريب عبر الحدود إلى غزة، ووصفتها بأنها «مزاعم إسرائيلية كاذبة».


شاهد... نقل جثمان الرئيس الإيراني من موقع تحطم مروحيته

صورة من فيديو نشره «الهلال الأحمر الإيراني» لرجال الإنقاذ وهم ينتشلون الجثث في موقع تحطم مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)
صورة من فيديو نشره «الهلال الأحمر الإيراني» لرجال الإنقاذ وهم ينتشلون الجثث في موقع تحطم مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)
TT

شاهد... نقل جثمان الرئيس الإيراني من موقع تحطم مروحيته

صورة من فيديو نشره «الهلال الأحمر الإيراني» لرجال الإنقاذ وهم ينتشلون الجثث في موقع تحطم مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)
صورة من فيديو نشره «الهلال الأحمر الإيراني» لرجال الإنقاذ وهم ينتشلون الجثث في موقع تحطم مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)

أظهرت لقطات فيديو لأفراد من فِرق الإنقاذ، تتبع «الهلال الأحمر الإيراني»، صباح الاثنين، انتشال جثة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وثمانية أشخاص آخرين كانوا في المروحية التي تحطمت، الأحد، في شمال غربي البلاد.

أفراد إنقاذ يحملون جثامين في موقع تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)

وتُظهر اللقطات، التي بثّتها وسائل إعلام إيرانية، فِرق الإنقاذ في منطقة جبلية يكتنفها الضباب بشمال غربي إيران، وهي تحمل جثامين كل من كانوا على المروحية برفقة رئيسي.

وأعلن رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، بير حسين كوليوند، عبر التلفزيون الرسمي: «نحن ننقل جثث الشهداء إلى تبريز»؛ مركز محافظة أذربيجان الشرقية حيث وقع الحادث، معلناً انتهاء عمليات البحث.

صورة من فيديو نشره «الهلال الأحمر الإيراني» يُظهر رجال الإنقاذ في موقع تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)

كان نائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية، محسن منصوري، قد أكد، صباح اليوم الاثنين، مصرع رئيسي بتحطم مروحيته التي فُقدت، أمس، في منطقة جبلية، قرب الحدود مع أذربيجان.

صورة من فيديو نشره «الهلال الأحمر الإيراني» لرجال الإنقاذ وهم ينتشلون الجثث في موقع تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)

وكان المرشد الإيراني على خامنئى قد أصدر، اليوم الاثنين، أوامره بإعلان حالة الحداد في البلاد لمدة خمسة أيام، في أعقاب وفاة رئيسي. وكان خامنئي قد أعلن، في وقت سابق، اليوم الاثنين، تكليف النائب الأول للرئيس، محمد مخبر، بأعمال الرئاسة.


إيران تشيّع رئيسي ومرافقيه غداً... وخامنئي يكلف مخبر مهام «الرئاسة»

النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر (أ.ف.ب)
النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر (أ.ف.ب)
TT

إيران تشيّع رئيسي ومرافقيه غداً... وخامنئي يكلف مخبر مهام «الرئاسة»

النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر (أ.ف.ب)
النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر (أ.ف.ب)

بعد ساعات قليلة على إعلان مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقية إثر سقوط مروحيتهم، ظُهر أمس (الأحد)، بدأت السلطات الرسمية في طهران، اليوم، باتخاذ خطوات عملية لترتيب انتقال السلطة على مستويي رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية. ويأتي ذلك تزامناً مع إعلان مسؤول إيراني، اليوم، أن مراسم تشييع جثامين الرئيس ومرافقيه ستقام غداً في مدینة تبريز.

وكلّف المرشد علي خامنئي، اليوم، النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر بتولي مهام الرئاسة. وقال: «التزاماً بالمادة الـ131 من الدستور، يتولى مخبر رئاسة السلطة التنفيذية»، لافتاً الى أنه يتوجب عليه، بحسب القوانين النافذة، العمل مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لإجراء انتخابات رئاسية جديدة «في مهلة أقصاها 50 يوماً».

كما عيّن مجلس الوزراء الإيراني، اليوم، نائب وزير الخارجية علي باقري كني وكيلا لأعمال وزارة الخارجية حسبما ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، وذلك بعد وفاة حسين أمير عبداللهيان في حادث تحطم المروحية.

ويأتي ذلك مع إعلان مسؤول إيراني، اليوم، أن مراسم تشييع جثامين الرئيس ومرافقيه ستقام غداً في مدینة تبريز، عاصمة محافظة أذربیجان الشرقية بشمال غربي إيران، وذلك بعد إعلان خامنئي الحداد العام لمدة خمسة أيام.

ونقلت «إرنا» عن مدير عام الشؤون السياسية والانتخابات والتقسيمات الوطنية بالمحافظة حسن حقیقیان القول إن الجثامين توجد في منطقة ورزقان ويجري نقلها حالياً إلى تبريز، مشيراً إلى أنه عرض الجثامين على الطب الشرعي.

وذكر التلفزيون الإيراني، اليوم، أن رؤساء السلطات الثلاث في البلاد عقدوا اجتماعاً استثنائياً كان فيه مخبر ممثلاً للسلطة التنفيذية: وقال مخبر: «سنسير على درب الرئيس رئيسي في إنجاز المهمة الموكلة دون خلل».

والسلطات الثلاث التي أشار لها التلفزيون هي «التشريعية» و«القضائية» و«التنفيذية».

وقال المجلس الاستراتيجي الإيراني للعلاقات الخارجية، اليوم، إن مسار السياسة الخارجية للبلاد سيستمر «بكل قوة بتوجيهات» من خامنئي.


«ذا أتلانتيك»: من المستفيد من غياب رئيسي؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
TT

«ذا أتلانتيك»: من المستفيد من غياب رئيسي؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)

انتهت حالة الغموض التي لفَّت مصير الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إثر سقوط طائرة هليكوبتر ظهر أمس أقلته برفقة عدد من المسؤولين في شمال غربي البلاد بعد إعلان مقتله وكل من كانوا على متنها.

وأكد نائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية محسن منصوري، اليوم (الاثنين)، مقتل رئيسي، وجميع مرافقيه، إثر تحطم الهليكوبتر في منطقة جبلية قرب الحدود مع أذربيجان، وسط ظروف جوية سيئة.

فهل كانت وفاة رئيسي مجرد حادث أم أنه تم اغتياله عن عمد؟

بحسب مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية، فإن إيران، المنعزلة دولياً، تعاني من مشاكل كبيرة في بنيتها التحتية وإمكانياتها فيما يخص مجال الطائرات. وفي الأعوام السابقة، لقي قادة ومسؤولون عسكريون بارزون حتفهم في حوادث مماثلة.

إبراهيم رئيسي (إ.ب.أ)

وكانت مروحية رئيسي تمر عبر منطقة جبلية ضبابية وعرة في شمال غربي إيران. وأفادت الحكومة الإيرانية أن الجهود المبذولة لتحديد موقع التحطم أعاقها الضباب والرياح والأمطار الغزيرة، ونشرت لقطات لطواقم الإنقاذ وهي تهرع عبر الضباب. فربما كانت وفاة رئيسي مجرد حادث.

ومع ذلك، فهناك شكوك واسعة تحيط بالحادث حيث يظن الكثيرون أنه «اغتيال مدبر».

لكن في هذه الحالة من سيستفيد سياسياً من وفاة رئيسي؟

* إسرائيل

جاء الحادث بعد شهرين من شن إيران أول هجوم مباشر في تاريخها على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنّح ومسيّرة، وذلك رداً على ضربة جوية دمّرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، وأسفرت عن مقتل سبعة من مسؤولي «الحرس الثوري» الإيراني على رأسهم القيادي محمد رضا زاهدي قائد تلك القوات في سوريا ولبنان، واتُهمت إسرائيل بتنفيذها.

وكان رد إسرائيل الأولي على الهجوم المباشر غير المسبوق على أراضيها ضعيفاً للغاية لدرجة أنه يمكن وصفه بأنه «رد رمزي»، حيث شنت إسرائيل هجوماً بطائرات مسيَّرة على قاعدة جوية وموقع نووي بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد.

وبحسب مجلة «التايم» الأميركية، فإن موقع الحادث يشجع على الشكوك حول تورط إسرائيل في مقتل رئيسي. فقد سقطت مروحية الرئيس الإيراني في غابة جبلية بالقرب من الحدود مع أذربيجان، وهي الدولة الأقل ودية بين جيران إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع إسرائيل، ولها تاريخ في التعاون مع الموساد.

* مجتبى نجل علي خامنئي

ينظر إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على أنه الحاكم الفعلي للبلاد.

وظل نجله، مجتبى خامنئي، في الظل لفترة طويلة، ولا يُعرف سوى القليل عن سياسات أو آراء الرجل البالغ من العمر 54 عاماً. إلا أن غالبية الإيرانيين كانوا ينظرون له ولرئيسي على أنهما المرشحان الوحيدان لخلافة المرشد الأعلى الحالي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمام صورة للمرشد الأعلى علي خامنئي (أ.ف.ب)

وعندما توفي مؤسس النظام الديني في إيران ومرشده الأول «روح الله الخميني»، في عام 1989، حل خامنئي محله بعد إبرام اتفاق غير مكتوب مع زميله رجل الدين علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي تولى الرئاسة بعد ذلك، تم بموجبه تعديل الدستور بسرعة لمنح المزيد من الصلاحيات للرئيس. إلا أنه من الواضح أن رفسنجاني ندم على الاتفاق بعد ذلك، حيث تم تهميشه سياسياً من قبل خامنئي قبل وفاته في عام 2017 بعد تعرضه لأزمة قلبية، فيما يعتبره الكثيرون في إيران «وفاة مشبوهة».

وبحسب «ذا أتلانتيك»، فإن هذه القصة تزيد من الشكوك الخاصة بتورط خامنئي في وفاة رئيسي.

* محمد باقر قاليباف

رئيس البرلمان الإيراني، والذي قاد عدة محاولات للوصول إلى كرسي الرئاسة في إيران.

وتحدثت «ذا أتلانتيك» مع مسؤول مقرب من قاليباف عن العواقب السياسية لحادث مقتل رئيسي، ليجيب على الفور بأن «قاليباف سيكون الرئيس الجديد».

وكان قاليباف، الذي يراه الكثيرون تكنوقراطياً أكثر من كونه آيديولوجياً، قائداً في «الحرس الثوري الإيراني» خلال الحرب الإيرانية العراقية، ومن المرجح أن يحظى بدعم ملحوظ في حال ترشحه.

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي يتحدث مع محمد باقر قاليباف (الرئاسة الإيرانية)

وتميزت فترة ولايته الطويلة رئيس بلدية طهران (2005-2017) بدرجة من الكفاءة وقدر كبير من الفساد. وقد سلط أعداؤه السياسيون الضوء مؤخراً على حالات فساد مرتبطة به وبعائلته. وأخبر مسؤول مقرب من الرئيس السابق روحاني «ذا أتلانتيك» أن «مشكلة قاليباف هي أنه يريد تولي رئاسة إيران أكثر من اللازم. والجميع يعلم أنه ليس لديه أي مبادئ وسيفعل أي شيء من أجل السلطة».


«حماس» و«حزب الله» و«الحوثي» تنعى رئيسي

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان (أ.ف.ب)
TT

«حماس» و«حزب الله» و«الحوثي» تنعى رئيسي

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان (أ.ف.ب)

نعى «حزب الله» اللبناني، اليوم الاثنين، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه الذين لقوا حتفهم على أثر تحطم مروحية، ووصفه بـ«الأخ الكبير ‏والسند القوي».

وفي بيان صحافي، اليوم، أوردته «الوكالة الوطنية للإعلام»، تقدَّم «حزب الله» بـ«أحرِّ التعازي ومشاعر المواساة بفقدهم»، موجهاً التعزية للمرشد الإيراني علي خامنئي، ومسؤولي الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني، وكذلك إلى مسلمي وأحرار العالم. ‏وأضاف: «لقد عرفنا الرئيس عن قرب منذ زمن طويل، فكان أخاً كبيراً ‏وسنداً قوياً ومدافعاً صلباً عن قضايانا وقضايا الأمة؛ وفي مقدمتها القدس وفلسطين، ‏وحامياً لحركات المقاومة ومجاهديها في جميع مواقع المسؤولية التي تولّاها، كما ‏كان خادماً مخلصاً وصادقاً لشعب إيران العزيز».

وأشار إلى أن «حسين أمير عبداللهيان في جميع مواقع ‏المسؤولية، وآخِرها في وزارة الخارجية، كان الوزير الحاضر النشيط والمُضحّي وحامل ‏الراية في جميع المحافل السياسية والدبلوماسية في العالم».

منذ اندلاع الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، قام أمير عبداللهيان بزيارات عديدة إلى المنطقة خصوصاً إلى لبنان وسوريا، في حين تُقدّم طهران نفسها على أنها الداعم الأول لـ«حماس». وأعلن كل من لبنان وسوريا الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام.

من جانبها، قالت حركة «حماس»، في بيان لها، اليوم: «نعرب عن مشاركتنا الشعب الإيراني الشقيق مشاعر الحزن والألم، وعن تضامننا الكامل في هذا الحادث الأليم والمُصاب الجلل، الذي أودى بحياة ثُلة من خيرة القيادات الإيرانية التي كانت لها مسيرة حافلة في نهضة إيران، ومواقف مُشرّفة في دعم قضيتنا الفلسطينية، ومساندة نضال شعبنا المشروع ضد الكيان الصهيوني، ودعمها المقدَّر للمقاومة الفلسطينية». وأضاف البيان: «نحن على ثقة بأن إيران ستكون قادرة - بحول الله - على تجاوز تداعيات هذا الفقد الكبير، فالشعب الإيراني العزيز يملك مؤسسات عريقة قادرة على التعامل مع هذه المحنة الشديدة».

وتعرضت مروحية رئيسي والوفد المرافق له لحادث، ما أدى إلى قيامها «بهبوط اضطراري» في محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي إيران.

من جهته قال محمد علي الحوثي، عبر موقع «إكس»: «تعازينا الحارّة للشعب الإيراني وللقيادة الإيرانية في الرئيس رئيسي والوفد المرافق، ونسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب.

وبدوره، عبّر الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل عسكريّة عراقية موالية لإيران، عن تعازيه لقادة إيران، معتبراً أن رئيسي «لطالما أعلن أن العراق وإيران شعب واحد ولا يمكن الفراق بينهما»، حسب ما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».


ما نعرفه عن حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)
TT

ما نعرفه عن حادث تحطم مروحية الرئيس الإيراني

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (أ.ف.ب)

نعت وسائل إعلام إيرانية، صباح اليوم الاثنين، الرئيس إبراهيم رئيسي، غداة تحطم المروحية التي كانت تُقلّه مع مسؤولين آخرين، في منطقة جبلية بشمال غربي إيران، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفيما يأتي ما نعرفه عن هذا الحادث حتى الآن:

ما الذي حدث؟

أفادت وكالة «مهر» بأن «السيد إبراهيم رئيسي استُشهد» مع الوفد المرافق له، والذي كان يضم على وجه الخصوص وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان. ونقلت وسائل إعلام أخرى الأمر نفسه.

ووزّعت جمعية «الهلال الأحمر» الإيرانية لقطات تُظهر رصد حطام الطائرة، عبر طائرة مُسيّرة. وبدا الحطام متناثراً على مساحة غير واسعة عند سفح جبليّ في منطقة ذات كثافة حرجية خضراء.

وذكر التلفزيون أنه «عند العثور على المروحيّة، لم تكن هناك أيّ علامة على أن ركّاب المروحيّة أحياء».

وكان رئيس جمعية «الهلال الأحمر»، بير حسين كوليوند، قد أعلن، في وقت سابق، العثور على موقع تحطم المروحية، مؤكداً أن فرق الإنقاذ تتحرك نحوها. وأضاف: «الوضع ليس جيداً».

وكان التلفزيون الرسمي قد أفاد، أمس، بأن «حادثاً وقع للمروحية التي كانت تُقلّ الرئيس» بمنطقة جلفا، الواقعة في منطقة جبلية وعرة وحرجية.

وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي، للتلفزيون الرسمي، الأحد، إن المروحية نفّذت «هبوطاً صعباً».

كانت المروحية ضمن قافلة من ثلاث مروحيات تنقل الوفد الرئاسي. وهبطت المروحيتان الأخريان بسلام في تبريز؛ المدينة الكبيرة في شمال غربي البلاد، لكن ليس المروحية التي كان فيها رئيسي (63 عاماً).

وقع الحادث، وفق السلطات، في غابة دزمار، قرب مدينة فرزغان.

وقبيل الحادث، افتتح الرئيس الإيراني سدّاً في محافظة أذربيجان الشرقية، برفقة نظيره الأذربيجاني إلهام علييف، على الحدود بين البلدين.

من كان في الطائرة؟

وفق وكالة أنباء «إرنا» الرسمية، فإنه، بالإضافة إلى الرئيس، كانت المروحية تُقلّ خصوصاً وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز؛ آية الله علي آل هاشم.

كيف تعاملت السلطات مع الحادث؟

فور وقوع الحادث، انطلقت عمليات بحث مكثّفة، شمال غربي إيران.

ووفق وكالة «إرنا»، شارك 73 فريقاً في عمليات البحث والإنقاذ، مستخدمين الكلاب المدرّبة والطائرات المُسيّرة.

وأعلنت تركيا إرسال 32 عامل إنقاذ، و6 مركبات إلى إيران؛ للمشاركة في عمليات البحث. وقالت وكالة الإغاثة والطوارئ الحكومية «آفاد» إنه «جرى إرسال 32 عنصراً متخصصاً في البحث والإنقاذ الجبلي وستّ مركبات» من مركزي فان وأرضروم في شرق تركيا، مشيرة إلى أن طهران طلبت أيضاً مروحية مجهزة لعمليات البحث الليلية.

بدورها، أفادت وكالة أنباء الأناضول التركية بأن وزارة الدفاع في أنقرة «خصّصت مُسيرة أقينجي ومروحية مزوَّدة بتقنية الرؤية الليلية من طراز كوغار، للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ عن مروحية الرئيس الإيراني».

وبثّ التلفزيون الرسمي صوراً لعدد من عناصر «الهلال الأحمر» الإيراني يسيرون وسط ضباب كثيف في مناطق جبلية، ويستخدمون مركبات وسيارات رباعية الدفع تتقدم على طرق ضيقة موحلة.

ماذا يحصل في حال وفاة رئيسي؟

نعى عدد من وسائل الإعلام الإيرانية رئيسي، صباح اليوم.

وبموجب الدستور، يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية؛ وهو محمد مخبر، مهامّه في حال الوفاة، على أن تجرى انتخابات رئاسية جديدة في غضون 50 يوماً.

وغادر مخبر، مساء أمس، طهران متجهاً إلى تبريز، برفقة عدد من الوزراء، وفق متحدث باسم الحكومة.

ولقي حادث المروحية اهتماماً دولياً، وهو محط متابعة في عواصم القرار.

وأعلن مسؤول أميركي أن الرئيس جو بايدن «أُحيط علماً» بالحادث الذي تعرضت له مروحية رئيسي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «تتابع من كثب» التقارير الواردة بشأن الحادث.