مصافي التكرير الأميركية تُعيد مليارات الدولارات إلى المساهمين

على الرغم من تراجع أرباح الربع الأول

مصفاة «ماراثون بتروليوم» في أناكورتس واشنطن الولايات المتحدة (رويترز)
مصفاة «ماراثون بتروليوم» في أناكورتس واشنطن الولايات المتحدة (رويترز)
TT

مصافي التكرير الأميركية تُعيد مليارات الدولارات إلى المساهمين

مصفاة «ماراثون بتروليوم» في أناكورتس واشنطن الولايات المتحدة (رويترز)
مصفاة «ماراثون بتروليوم» في أناكورتس واشنطن الولايات المتحدة (رويترز)

أعادت شركات الوقود الأميركية الكبرى مليارات الدولارات إلى المساهمين في الربع الأول وعززت برامج إعادة شراء الأسهم، حتى مع تراجع هوامش التكرير عن مستوياتها القياسية الأخيرة، وانخفاض معدلات الاستخدام.

وحققت ثلاث من أكبر مصافي النفط المستقلة في الولايات المتحدة – «ماراثون بتروليوم» و«فليبس 66» و«فالرو إينرجي» - أرباحاً معدلة مجمعة قدرها 2.39 مليار دولار، وأعادت 5.5 مليار دولار إلى المساهمين من خلال إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح في الربع الأول، وفقاً لحسابات «رويترز».

ويقارن ذلك بالمبلغ الذي تمت إعادته والبالغ 6.6 مليار دولار خلال نفس الربع من العام الماضي، عندما بلغ إجمالي الأرباح 7.75 مليار دولار.

وقال المدير التنفيذي في «تي بي إتش آند كو»، ماثيو بلير، إن المصافي تستفيد من سيولتها النقدية لتغطية عمليات إعادة الشراء، وإعادة رأس المال إلى المساهمين. وأضاف أن العديد من الشركات لديها سيولة نقدية فائضة بسبب محدودية الإنفاق على مشاريع النمو.

وحتى مع انخفاض الأرباح على أساس سنوي، استجاب المستثمرون بشكل إيجابي لاستراتيجية إعادة رأس المال الخاصة بهم، والتي دفعت بها «وول ستريت» في السنوات الأخيرة بعد ضعف العائد في القطاع.

وارتفعت أسهم «فالرو» بأكثر من 21 في المائة منذ بداية العام، بينما ارتفعت أسهم «ماراثون» بنسبة 18 في المائة تقريباً. ويقارن ذلك بزيادة قطاع الطاقة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 11.70 في المائة حتى الآن هذا العام.

وقال مدير محفظة كبير في شركة إدارة الاستثمار «تورتيز»، بريان كيسنس، في مقابلة: «كانت هوامش التكرير أضعف قليلاً على أساس سنوي، لكن مصافي التكرير لا تزال تحقق أرباحاً كبيرة لدرجة أنها تستطيع دفع توزيعات أرباح كبيرة».

وتراجعت هوامش التكرير عن ذروتها التي وصلت إليها بعد غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، وسط ارتفاع القدرة العالمية على التكرير، مما أدى إلى انخفاض أسعار الوقود.

ودفعت شركة «ماراثون» 2.5 مليار دولار إلى مساهميها خلال الربع الأول، وعززت ترخيص إعادة الشراء بمقدار 5 مليارات دولار إضافية رغم تعرضها لضربة بسبب ضعف الهوامش ونشاط التحول الكبير في منشآتها. وتمتلك الشركة ما يقرب من 8.8 مليار دولار متاحة بموجب تفويضات إعادة شراء الأسهم.

وكانت قدرة استخدام النفط الخام لشركة «ماراثون» 82 في المائة خلال الربع الأول، بانخفاض 9 في المائة عن الربع السابق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ماراثون»، مايكل هينيغان، للمستثمرين خلال مكالمة أرباح الشركة في أبريل (نيسان): «نعتقد أن إعادة شراء الأسهم منطقية بسعر السهم الحالي».

وتبلغ أسهم «ماراثون» حالياً نحو 173 دولار للسهم، انخفاضاً من أعلى مستوى لها عند 219 دولار في أبريل.

وأعلنت شركة «إتش إف سنكلير» ومقرها دالاس، تكساس، عن برنامج جديد لإعادة شراء الأسهم بقيمة مليار دولار بعد تجاوز توقعات أرباح الربع الأول، بينما أعادت شركة «فالرو» 1.4 مليار دولار إلى المساهمين في الربع الأول.

توقعات الطلب

قال مسؤولون تنفيذيون إن مصافي التكرير الأميركية لديها توقعات مواتية للسوق مع خروجها من الصيانة الموسمية، وإنتاج المزيد من الوقود لموسم القيادة الصيفي المقبل.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في توقعاتها الشهرية لشهر مايو (أيار) إنه من المتوقع أن يرتفع تشغيل المصافي من متوسط 15.4 مليون برميل يومياً في الربع الأول إلى 16.2 مليون برميل في الربع الثالث.

وقال هينيغان: «في أعمالنا المحلية وأعمال التصدير، نشهد طلباً ثابتاً على أساس سنوي على البنزين، ونمواً في وقود الديزل، ووقود الطائرات»، مضيفاً أنه من المتوقع أن يستمر الطلب العالمي على النفط في تسجيل أرقام قياسية في المستقبل المنظور.

وبالنسبة لهذا العام، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يرتفع الاستهلاك العالمي من النفط والوقود السائل بنحو مليون برميل يومياً هذا العام إلى 102.9 مليون برميل يومياً.

وتراجعت هوامش ربح الديزل في الأشهر الأخيرة مع قيام مصافي التكرير في أنحاء العالم بتعزيز إمداداتها، واعتدال الطقس في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وتباطؤ النشاط الاقتصادي، مما أدى إلى تراجع الطلب.

وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة «فيليبس 66» بريان مانديل «أسعار الديزل في حالة تنافس... لكننا بناؤون»، في إشارة إلى هيكل السوق الذي يشير إلى وفرة المعروض.

وأضاف: «نعتقد أن السوق ستعود».


مقالات ذات صلة

ارتفاع اليورو المفاجئ يضاعف أوجاع الشركات الأوروبية من الرسوم

الاقتصاد عملات اليورو أمام مخطط الأسهم في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

ارتفاع اليورو المفاجئ يضاعف أوجاع الشركات الأوروبية من الرسوم

شهد اليورو ارتفاعاً غير متوقَّع منذ إعلان الرئيس الأميركي فرض رسوم جمركية كبيرة، وهو ما من المرجح أن يقتطع نقطتين مئويتين على الأقل من أرباح الشركات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مدينة الملك عبد الله الاقتصادية التي تطورها «إعمار المدينة الاقتصادية» (واس)

«إعمار المدينة الاقتصادية» السعودية تبرم اتفاقيات نهائية ملزمة لإعادة جدولة تسهيلاتها المصرفية

أعلنت شركة «إعمار المدينة الاقتصادية» السعودية إبرام اتفاقيات نهائية ملزمة لإعادة جدولة تسهيلاتها المصرفية التجارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر يتابع شاشة التداول في السوق المالية السعودية بالرياض (أ.ف.ب)

3 بنوك سعودية تسجل نمواً متفاوتاً في الربع الأول من 2025

حققت 3 من أبرز البنوك السعودية نمواً في أرباحها الفصلية خلال الربع الأول من عام 2025، بدعم من تحسن دخل العمليات وزيادة صافي الدخل من العمولات الخاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

تراجع أرباح «مجموعة تداول السعودية» 40 % بالربع الأول

تراجع صافي أرباح شركة «مجموعة تداول السعودية القابضة» بنسبة 40.2 % تقريباً خلال الربع الأول من العام الحالي ليصل إلى 120.5 مليون ريال (32 مليون دولار)

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد شعار «ألفابت» على شاشة في سوق «ناسداك ماركت سايت» بنيويورك (أ.ب)

أرباح قوية من «ألفابت» تُنعش أسهمها مع تنامي أثر الذكاء الاصطناعي

قفزت أسهم «ألفابت» 4 في المائة بعد تقرير أرباح قوي أظهر أن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي تعزز نمو إيراداتها الإعلانية، مبددةً مخاوف المنافسة والرسوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

صندوق النقد الدولي يعقد مؤتمراً حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القاهرة

شعار صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق)
شعار صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق)
TT

صندوق النقد الدولي يعقد مؤتمراً حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القاهرة

شعار صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق)
شعار صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق)

يعقد صندوق النقد الدولي مؤتمره السنوي الأول للبحوث الاقتصادية حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في القاهرة، حيث يهدف إلى إنشاء منتدى للحوار حول القضايا الاقتصادية المُلحة، وتعزيز البحث الأكاديمي المُوجه نحو السياسات، والمُصمم خصوصاً لتلبية احتياجات المنطقة وتحدياتها الفريدة.

وقال مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الدكتور جهاد أزعور، والمستشار الاقتصادي ومدير إدارة الأبحاث في صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه غورينشاس، في بيان، إن الصدمات العالمية تُفاقم من حدة العوامل الإقليمية، مما يُؤدي إلى بيئة اقتصادية غير مستقرة للغاية في اقتصادات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كذلك، تُغير الصراعات والتوترات التجارية وتقلب أسعار السلع الأساسية وتغير الظروف المناخية والتحولات في مجال الطاقة والتقدم التكنولوجي السريع؛ المشهد الاقتصادي للمنطقة، مُشكلةً تحدياتٍ جسيمة، ولكنها تُتيح في الوقت نفسه فرصاً لإصلاحاتٍ جريئةٍ تحمي استقرار الاقتصاد الكلي، وتبني المرونة، وترفع مستويات المعيشة للجميع. يُعد البحث الاقتصادي أمراً أساسياً لتوفير تحليلاتٍ موثوقةٍ وتطوير استجاباتٍ سياسيةٍ عمليةٍ ومبتكرة، وفق البيان.

وأشار البيان إلى أن صندوق النقد الدولي سيُنظم لهذا الغرض مؤتمراً سنوياً للبحوث الاقتصادية حول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالشراكة مع جامعاتٍ رائدةٍ في المنطقة.

ويهدف المؤتمر إلى إنشاء منتدى للحوار حول القضايا الاقتصادية المُلحة، وتعزيز البحث الأكاديمي المُوجه نحو السياسات، والمُصمم خصوصاً لتلبية احتياجات المنطقة وتحدياتها الفريدة. كما سيوفر منصةً لتبادل الأفكار والرؤى للأكاديميين والباحثين وصانعي السياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحول العالم.

وسيُنظم المؤتمر الافتتاحي، بعنوان «توجيه السياسات الاقتصادية الكلية والهيكلية في ظل المشهد الاقتصادي العالمي المتغير»، بالتعاون مع كلية «أنسي ساويرس» لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية بالقاهرة، يومي 18 و19 مايو (أيار) 2025. وسيتضمن عروضاً تقديمية وحلقات نقاش يقدمها كبار الاقتصاديين وصانعي السياسات.