إردوغان يتعهد بتنفيذ رؤية «قرن تركيا» في ولايته الثالثة

هاجم المعارضة... وانتقد محاولات التدخل الغربي في الانتخابات

إردوغان لدى إلقائه كلمة خلال حفل التنصيب في القصر الرئاسي (رويترز)
إردوغان لدى إلقائه كلمة خلال حفل التنصيب في القصر الرئاسي (رويترز)
TT

إردوغان يتعهد بتنفيذ رؤية «قرن تركيا» في ولايته الثالثة

إردوغان لدى إلقائه كلمة خلال حفل التنصيب في القصر الرئاسي (رويترز)
إردوغان لدى إلقائه كلمة خلال حفل التنصيب في القصر الرئاسي (رويترز)

تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالعمل بكل عزيمة من أجل تنفيذ رؤية «قرن تركيا»، خلال ولايته الثالثة الممتدة 5 سنوات. وأعلن إردوغان، الذي دشّن ولايته الجديدة في حكم تركيا رسمياً (السبت) بعد أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان، وضع خطة خمسية للمئوية الثانية للجمهورية التركية، يكمل فيها العمل الذي أنجزه في الـ21 عاماً الماضية.

وأقام إردوغان، في القصر الرئاسي في بيشتبه، حفل استقبال للضيوف المشاركين من أنحاء العالم، حضره 78 من القادة والوزراء والمسؤولين الدوليين، بينهم 21 رئيس دولة، و13 رئيس وزراء، إلى جانب وزراء ورؤساء منظمات دولية.

ونيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله في حفل تنصيب الرئيس التركي. ونقل وزير الخارجية تهنئة وتحيات خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للرئيس التركي، وتمنياتهما لحكومة وشعب تركيا الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.

هجوم على المعارضة

إردوغان وزوجته لدى وصولهما إلى حفل التنصيب (رويترز)

بعد أدائه اليمين الدستورية، هاجم إردوغان المعارضة، مؤكداً أنها لم تفلح في تحقيق أي نجاح على الرغم من «الافتراءات والأكاذيب» التي لجأت إليها في مدة الانتخابات، وأنها معارضة ضعيفة تركز على «الحسابات الصغيرة». وقال إن انتخابات جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في 28 مايو (أيار) الماضي انتهت باختياره من جانب الشعب رئيساً لتركيا مرة أخرى، بأوسع مشاركة حققت رقماً قياسياً جدّد عبرها أكثر من 27 مليون مواطن ثقتهم به. وقال: «تجلت الإرادة الوطنية في صناديق الاقتراع مرتين»، بينما كانت المعارضة تتحدث عن أنه ديكتاتور يمارس حكم الفرد. كما أعلن أنه «بانتهاء الانتخابات، بدأ (قرن تركيا) وفتحت أبواب نهضة بلادنا».

وتابع إردوغان: «سنبدأ حملة نفير عام لمد جسور الأخوة بين شعبنا؛ لذا أدعو المعارضة لإغلاق أجواء المنافسة، وأدعو الصحافيين والكتّاب ووسائل الإعلام القريبة منها إلى ترك الانتقادات والتشكيك، والعمل من منطلق التوحد من أجل بناء المستقبل». وأضاف: «سنحتضن 85 مليون مواطن تركي في ولاياتنا الـ81 دون تمييز بسبب آرائهم السياسية، وبلا انتقام أو تصفية حسابات».

وعبّر إردوغان عن شكره لكل مواطن تركي صوّت له ومنحه الثقة لتحمُل المسؤولية في السنوات الخمس المقبلة، وعزّز الديمقراطية التركية بالذهاب إلى صناديق الاقتراع بأعداد قياسية. كما توجه بالشكر إلى المواطنين في المناطق المنكوبة بكارثة زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، وعبّر عن احترامه لهم لدفاعهم عن إرادتهم.

ووجّه الشكر إلى الرؤساء وممثلي الدول والمنظمات الذين حرصوا على الحضور ومشاركته الفرحة بعد الانتخابات، قائلاً: «لن ننسى أبداً دعم أولئك الذين يقفون إلى جانبنا».

دستور جديد

جانب من زيارة إردوغان إلى ضريح أتاتورك في أنقرة (إ.ب.أ)

قال إردوغان إنه لن ينسى محاولات التدخل في الانتخابات والعملية الديمقراطية في تركيا من جانب الغرب. وأضاف أن نتائج الانتخابات أكدت رغبة الشعب التركي في مواصلة الطريق معه، لافتاً إلى عقد أول اجتماع لحكومته الجديدة الثلاثاء لوضع رؤية «قرن تركيا» موضع التنفيذ.

كما كشف أن حكومته ستستحدث دستوراً مدنياً جديداً، «يسقط عهد الوصاية والقومية الإلزامية وعروض الحماية». وقال: «سنعزز ديمقراطيتنا بدستور جديد حر ومدني وشامل، ونتحرر من الدستور الحالي الذي كان ثمرة لانقلاب عسكري».

ولمح إردوغان إلى استمرار برنامجه الاقتصادي غير التقليدي الذي تسبب في حدوث مشكلات اقتصادية وأزمات على مدى 5 سنوات. فقال: «سنواصل تنمية البلاد عبر الاستثمار والتوظيف والإنتاج والفائض الحالي». وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد إردوغان تصميمه على تطبيق «مبدأ السلام في الوطن.. السلام في العالم»، الذي وضعه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، من خلال توسيع مجال تأثير «الدبلوماسية التركية الريادية والإنسانية». كما تعهد بالعمل بكل قوة لحماية مجد جمهورية تركيا، وزيادة سمعتها على مدى السنوات الخمس القادمة.

اليمين الدستورية

إردوغان في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي (إ.ب.أ)

أدى إردوغان اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الثالثة في جلسة عامة عقدها البرلمان برئاسة أكبر الأعضاء سناً، رئيس «حزب الحركة القومية» دولت بهشلي. وبدأت مراسم أداء اليمين بتسليم بهشلي «مضبطة الرئاسة» الصادرة من المجلس الأعلى للانتخابات، والتي تتضمن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت جولة الإعادة فيها الأحد الماضي إلى إردوغان.

وأقسم إردوغان على حماية تركيا وسيادتها ووحدتها واستقلالها والعمل بحيادية. وبعد أداء اليمين، توجّه إردوغان إلى ضريح أتاتورك، حيث وضع إكليلاً من ورود القرنفل على شكل علم تركيا. وتلا كلمة سجلها في سجل الزائرين لضريح أتاتورك، تعهد فيها بمواصلة العمل بكل عزيمة من أجل تنفيذ رؤية «قرن تركيا»، مؤكداً أن الانتخابات الأخيرة فتحت أمام الشعب أبواب مرحلة جديدة. وقال: «بصفتي الرئيس الثالث عشر للجمهورية، سأواصل الدفاع عن الأخوة الأبدية لأبناء شعبنا، والعمل على نمو بلادنا والنهوض بدولتنا». وجدد تعهده بـ«مداواة جراح ضحايا الزلزال».

تحديات كبيرة

جانب من جلسة أداء اليمين الدستورية في البرلمان التركي (أ.ف.ب)

وانتُخب إردوغان لولاية ثالثة وأخيرة يوم الأحد الماضي، بحصوله على 52.18 في المائة من الأصوات، وحصول منافسه مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، على 47.82 في المائة. ولا يحق لإردوغان، بموجب الدستور المعدل عام 2017، أن يخوض الانتخابات مرة أخرى.

وبلغت نسبة المشاركة في جولة الإعادة 84.15 في المائة؛ إذ أدلى 54 مليوناً و23 ألفاً و601 ناخب، داخل وخارج البلاد، بأصواتهم لانتخاب رئيس البلاد. وحصل إردوغان على 27 مليوناً و834 ألفاً و589 صوتاً، وحصل كليتشدار أوغلو على 25 مليوناً و504 آلاف و724 صوتاً.

ويواجه إردوغان تحديات كبيرة في ولايته الثالثة، أهمها التراجع الاقتصادي الشديد، وارتفاع التضخم والأسعار، وتهاوي الليرة التركية إلى مستويات قياسية، وضعف الاحتياطي الأجنبي، فضلاً على علاقات متوترة مع الغرب، حيث لوحظ ضعف مستوى التمثيل الغربي في مراسم التنصيب.


مقالات ذات صلة

تركيا: مصرع وإصابة 18 شخصاً في انفجار بمصنع للذخيرة

شؤون إقليمية دمار أحدثه الانفجار بمصنع المتفجرات في باليكسير غرب تركيا الثلاثاء (رويترز)

تركيا: مصرع وإصابة 18 شخصاً في انفجار بمصنع للذخيرة

لقي 11 شخصاً مصرعهم وأصيب 7 آخرون، الثلاثاء، جراء انفجار وانهيار جزئي في مصنع لإنتاج الذخيرة والمتفجرات في ولاية باليكسير، غرب تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعاد الجدل حول الدستور الجديد لبلاده (الرئاسة التركية)

إردوغان يشعل الجدل مجدداً حول إعداد دستور جديد لتركيا

أعاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الدستور الجديد إلى أجندة البلاد بعدما تراجع الجدل حوله في الفترة الأخيرة موجها انتقادات للمعارضة بسبب رفض دعوته لوضع الدستور.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مظاهرة لأنصار أوجلان في تركيا للمطالبة بالإفراج عنه (أرشيفية - رويترز)

تركيا: انطلاق لقاءات مع أوجلان في سجنه خلال أيام بموافقة إردوغان

أعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد في تركيا أن لقاءات مع زعيم حزب العمال الكردستاني السجين مدى الحياة عبد الله أوجلان ستنطلق هذا الأسبوع.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال متحدثاً خلال فعالية في أنقرة الاثنين وإلى جانبه رئيس بلديتها منصور ياواش (موقع الحزب)

تراشق حاد بين إردوغان والمعارضة حول سوريا

تشهد الساحة السياسية جدلا متصاعدا حول التطورات الأخيرة في سوريا بالتزامن مع إرسال فريق من 80 شخصا، سيبدأ على الفور أعمال بحث في سجن صيدنايا عبر أجهزة متطورة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مساعي ترشيح إردوغان لرئاسة تركيا للمرة الرابعة تفجر جدلاً واسعاً (الرئاسة التركية)

اشتعال المناقشات حول الدستور وحل المشكلة الكردية في تركيا

أشعلت محاولات حزب «العدالة والتنمية» وحليفه «الحركة القومية» لفتح الطريق أمام الرئيس رجب طيب إردوغان للترشح لرئاسة تركيا مجدداً، نقاشاً حاداً داخل البرلمان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

فريق تفاوض إسرائيلي يعود من قطر لإجراء «مشاورات داخلية» بشأن الرهائن

امرأة تظهر أمام صور لرهائن إسرائيليين في غزة (رويترز)
امرأة تظهر أمام صور لرهائن إسرائيليين في غزة (رويترز)
TT

فريق تفاوض إسرائيلي يعود من قطر لإجراء «مشاورات داخلية» بشأن الرهائن

امرأة تظهر أمام صور لرهائن إسرائيليين في غزة (رويترز)
امرأة تظهر أمام صور لرهائن إسرائيليين في غزة (رويترز)

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن فريق تفاوض إسرائيلياً سيعود إلى إسرائيل، مساء اليوم (الثلاثاء)، من قطر لإجراء «مشاورات داخلية» بشأن صفقة الرهائن بعد محادثات مهمة على مدى أسبوع بشأن غزة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأعلن نتنياهو أمام أعضاء الكنيست، أمس (الاثنين)، أنه تم إحراز «بعض التقدم» في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الرهائن في غزة بعد أكثر من 14 شهراً من الحرب مع حركة «حماس». وجاءت تصريحاته أمام البرلمان بعد يومين على إعلان 3 فصائل فلسطينية، في بيان مشترك نادر من نوعه، بأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بات «أقرب من أي وقف مضى». جرت في الأيام الأخيرة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و«حماس» بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في الدوحة، عزّزت الآمال حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق.