«مزرعة السلاحف»... شعرية البحث عن الطمأنينة

فاز بجائزة أفضل ديوان فصحى في معرض القاهرة للكتاب

«مزرعة السلاحف»... شعرية البحث عن الطمأنينة
TT

«مزرعة السلاحف»... شعرية البحث عن الطمأنينة

«مزرعة السلاحف»... شعرية البحث عن الطمأنينة

يعبر ديوان «مزرعة السلاحف» للشاعر المصري عيد عبد الحليم، الفائز بجائزة أفضل ديوان شعر فصحى في الدورة الأخيرة لمعرض القاهرة للكتاب، عن حالة شعورية واحدة، وموقف فكري منسجم، رغم تعدد قصائده، فرغم تنوعها تبدو مرتبطة بخيط جامع يضمها معاً، هو البحث عن الطمأنينة الغائبة، في مواجهة تسيد الصراعات والحروب والدماء. هذه الثنائية بتنويعاتها تبدو حاضرة على مدار الديوان، ولكل طرف من طرفي الثنائية رموزه وتمثيلاته، فالطمأنينة يمثلها الموتى، والأب الغائب، والشاعر الراحل محمد عفيفي مطر، الذي يهديه الشاعر آخر قصيدة في الديوان، وهي قصيدة تتفاعل وتتقاطع في كل تفاصيلها مع سيرة مطر وأشهر قصائده، في حين أن أهم تمثيلات الطمأنينة في الديوان يتمثل في السلاحف وعالمها البسيط الواضح، وما يحكمه من بطء متولد عن هذه الطمأنينة، فالسلاحف في اطمئنانها لا تجد ما يستدعي التسابق والتناحر والسرعة. إن عين الشاعر -هنا- ترى الجانب الإيجابي في بطء السلاحف، وتتلقاه بوصفه مرادفاً لطمأنينة قارة في وعي مفردات هذا العالم، بل إن هذا البطء نفسه يكون سبيلاً للنجاة، يقول:

«السلاحف

تعرف أن الطمأنينة

التي تكمن في جوف المحيطات

مرهونة بعدالة التوزيع

وحكمة الحياة

التي لم يلوثها بشر

في الأعماق».

فعالم الماء وأعماق المحيطات يبدو -رغم ما يعرف عنه من صراع القروش والحيتان- أكثر طمأنينة من عوالم البشر، حيث القروش الحقيقية بكل دمويتها، ومن ثم فإن عالم المحيطات حيث السلاحف أكثر قدرة على إقامة العدالة في الأعماق، هناك حيث لم يصل تلوث البشر ليدمر تلك البيئة الفطرية، ويفقدها قوانينها وطمأنينتها. ويواصل الشاعر تصوير عالم السلاحف، ويقدمه كأنه جنة إذا قورن بعالم الإنسان المعاصر:

«فأنت في مزرعة السلاحف

ترى الخيال

يمشي على قدمين،

تحدثه كطفل،

وتستمع إليه

كشيخ مجرِّب،

بعيداً عن نوافذ الجيران،

أو تنصت الرقباء».

يستحضر هذا الديوان الصادر عن دار «عناوين» حضور الطمأنينة كل ما يتعلق بالجمال: الخيال، وبراءة الطفولة، وحكمة الشيخوخة، والحرية المتخلصة من كل رقابة أو قيد. ولا تتوقف الطمأنينة عند عوالم السلاحف والمحيطات فقط، ففي قصيدة «غرفة لا ترى البحر» نرى تمثيلاً آخر، لكنه من عوالم السماء هذه المرة:

«تقيم فيها ممالك

أبادت أباطرتها

وغنت لشجرة كافور

زرعها صبية طيبون

اشتروا الحياة

بحفنة تراب

من أرض تؤمن

بأن الماء ينبع من سماء

لم تلوثها الحروب

التي يشعلها المرتزقة

من أجل الاستيلاء على الشجر

الذي ينبت في القلب».

فإذا كان عالم البحار هو مكمن الطمأنينة والطفولة والبراءة، فإن عوالم السماء لا تختلف عنها كثيراً، وفي الحالين، فإن تلوث هذه العوالم يكون على يد البشر، فتجار الحروب لديهم القدرة على تلويث البحار والسماء، وسرقة الخضرة من القلوب الندية. ومن ثم فالديوان في بحثه عن هذه الطمأنينة المفقودة لا يبتغي تمجيد العوالم البعيدة، بقدر ما تسعى الذات الشاعرة لتعرية الواقع وكشفه، ومحاولة البحث عن ملاذ ومهرب من خشونة العالم، وما يمور به من صراعات، حتى لو كان هذا الملاذ في زمن بعيد، مثل زمن الطفولة التي تسعى الذات الشاعرة لاستعادته بكل تفاصيله الحميمة الدافئة، وربما الساذجة أيضاً، فهذه السذاجة قرينة البراءة والطمأنينة والخيال، حيث لا حسابات معقدة، وحيث الخيال المنطلق المحلق:

«تمنيت أن تعيش

في الممالك التي رسمتها

في كراسة الرسم

في المرحلة الابتدائية

لكن كلما كبرت عاماً

ازدادت الحروب».

هنا، تكتشف الذات الشاعرة أن الزمان والمكان، كليهما، يتواطأ ضدها، فالممالك البعيدة في السماء والبحر لا مكان فيهما لها، والزمن القديم الدافئ لا يمكن استعادته أو تثبيته، ومن ثم فالهروب إلى هذه العوالم الافتراضية يفقد نجاعته، ولم يعد ملاذاً محتملاً، بل مجرد نماذج لعوالم طوباوية، تتباهى بأنها العالم المثالي الذي لا يمكن تحقيقه في الواقع، ويواجه الشاعر نفسه بحقيقة أن «الطمأنينة غدت طريحة الفراش من زمن طويل»، مصوراً ما يمور به العالم من دماء -مادية ورمزية- تلطخ كل التفاصيل من حوله، فثمة «دم على المائدة، دم على الكرسي، دم في الحقل المجاور للبيت، دم يملأ قمصان العائلة، وأنا هارب إلى المدينة البعيدة»، وهو هنا يعتمد جمالياً على تقنيات المشهد السينمائي، إذ يصور كل تفاصيل الأمكنة من حوله تصويراً كابوسياً، والذات الشاعرة تبدو ضئيلة وهشة، ومذعورة كفأر وقع في مصيدة دموية قاسية، تحيط به من كل جانب، وهو يحاول الفرار إلى المدينة البعيدة، وهي أقرب إلى مدينة خيالية، ربما مدينة السلاحف في البحار، أو مدينة الممالك البعيدة في السماء، بعد أن امتلأت مدينته الواقعية «بالجرذان، وعششت فيها الثعابين»، والجرذان والثعابين هنا هم البشر الذين يترصدون لبراءة الذات الشاعرة ويحاصرونها بسمومهم لينالوا منها.

في ظل هذه الرؤية التي تصطدم بمواضعات الواقع وقوانينه، تبحث الذات عن ملاذها في الشعر والفن، وتنتقل لمقاربة عوالم الخيال، لتعيش في دفء القصيدة، وقصائد الشعراء الآخرين، كعالم افتراضي يحميها من حروب العالم وصراعاته، ومن ثم، لم يكن غريباً حضور عوالم الشعراء والمثقفين الذين يعانون قسوة العالم وغياب الطمأنينة عن أرواحهم، إذ بدا طبيعياً حضور كافكا وكفافيس وإليوت أسلافاً للذات الشاعرة، سبق لهم خوض نفس المعاناة، ووجدوا ملاذهم في الخيال والكتابة، بل وكانوا يثأرون في كتاباتهم من قسوة العالم، ويفضحون تشوهاته ولا إنسانيته. وإلى جوار هذه النماذج من أدباء العالم، يحضر الشعراء المصريون في قصيدة «البكاء في حضرة العائلة»، في دلالة واضحة على صلة القرابة بين الذات الشاعرة وأسلافها، حتى أنهم جميعاً أقرب إلى عائلة بديلة عن العائلة البيولوجية الطبيعية فهم أقرب إليه من قرابة الدم، لهم نفس الغايات والأحلام، ويعيشون المعاناة نفسها. ويجعل أجيال شعراء السبعينات والثمانينات والتسعينات يصطفون على قارعة الطريق، وفي مقابله على الجانب الآخر «يجلس مشعلو الحرائق يحتسون الماء المثلج، ويداعبون رغوة البيرة بالقهقهات»، وتمعن الذات الشاعرة في تعميق المفارقة بين نمطين من رؤية العالم تجعلهما في جبهتين متقابلتين بشكل واضح، جبهة الشعراء الحالمين بمدينة فاضلة، وجبهة المنتفعين من مشعلي الحرائق وتجار الحروب، مستكملاً رسم الفوارق بين العالمين:

«الشعراء يستبدلون زهرة

ببقايا ظل هارب

بينما بائع الروبابيكيا

مالك العمارات

يتبول في النهر

ويسمي الأشجار جحيماً

ويترك للشعراء مشاكسة المرايا المغبشة».

وبالطبع لا تخفى الحمولات الآيديولوجية والموقف الاجتماعي الذي تنطلق منه الذات الشاعرة، المسكونة بالقضايا الكبرى عن العالم والسلام والطمأنينة والعدالة، ونشوء طبقة جديدة في ظل توحش الرأسمالية لا تكتفي بما تجنيه من أرباح على جثث الآخرين، بل تمعن في تلويث كل شيء، البحر والسماء والنهر، وتسخر من الحالمين، ممارسة ضدهم عنفاً رمزياً واضحاً، والأخطر أنها قادرة على تلويث كل القيم وتفخيخها، فالجبهة التي بها رأسمالي واحد من العهد الجديد هو بائع روبابيكيا قادرة على هزيمة الجبهة التي يصطف فيها ثلاثة أجيال من الشعراء الذين لا يزالون يحلمون بعالم سعيد، وطمأنينة لن تتحقق سوى في فضاء القصيدة.


مقالات ذات صلة

الروائي الكويتي هيثم بودي: «الملاحم» الخليجية كنز لم يكتشف بعد

ثقافة وفنون هيثم بودي

الروائي الكويتي هيثم بودي: «الملاحم» الخليجية كنز لم يكتشف بعد

تختزن في ذاكرتنا بالخليج العديد من السنوات الصعبة، التي لم تجد تصويراً مناسباً لها في الأعمال الأدبية، سنوات عرفت باسم المرض؛ كسنوات الجدري والطاعون والكوليرا،…

ميرزا الخويلدي (الكويت)
ثقافة وفنون الفن روح لا تموت

الفن روح لا تموت

كتب ليوناردو دافنشي عبقري الفنون الكلاسيكية ذات مرة: «الجسد الجميل يفنى، لكن العمل الفني الجميل لا يموت».

خالد الغنامي
ثقافة وفنون أر.إس . توماس

وصايا الشعراء... خرائط لمجاهيل القصيدة

نصائح الأدباء الذين أمضوا زمناً طويلاً في ممارسة الكتابة الإبداعية إلى الأجيال الشابة السالكة دروبَ الأدب حديثاً، في مؤداها، حديث الذات المرتد إلى تجربة...

كاظم الخليفة
ثقافة وفنون «سيرة الفيض العبثية»... الرواية بوصفها تأريخاً اجتماعياً

«سيرة الفيض العبثية»... الرواية بوصفها تأريخاً اجتماعياً

في روايته الأحدث «سيرة الفيض العبثية»، الصادرة عن دار «الفرجاني» في القاهرة، يسعى الروائي الليبي صالح السنوسي لتأريخ مرحلة تاريخية ممتدة في سيرة منطقة «الفيض»

عمر شهريار
ثقافة وفنون رواية عن الزنازين السورية

رواية عن الزنازين السورية

في عمله الروائي الجديد «جدران تنزف ضوءاً»، ينقل الكاتب السوري الكردي ماهر حسن القارئ إلى قلب الزنازين السورية، حيث يتحول المكان الضيق إلى عالم متكامل

«الشرق الأوسط» (برلين)

كونان أوبراين يتسلم «جائزة مارك توين للفكاهة»

كونان أوبراين (أ.ب)
كونان أوبراين (أ.ب)
TT

كونان أوبراين يتسلم «جائزة مارك توين للفكاهة»

كونان أوبراين (أ.ب)
كونان أوبراين (أ.ب)

في ليلةٍ سخر فيها أشخاص عدة من كون هذه آخر جائزة لمارك توين على الإطلاق، حرص الفائز كونان أوبراين على أن يُختتم الحفل في مركز «جون إف كيندي للفنون الأدائية» بنهايةٍ رائعة.

وقد تسلم أوبراين الجائزة عن مجمل أعماله الكوميدية ليلة الأحد، ولم يفته أن يتحدث عن الاضطرابات التي تُخيم على مستقبل المركز الثقافي في واشنطن.

وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنه تم اختيار أوبراين، البالغ من العمر 61 عاماً، ليكون الفائز السادس والعشرين بـ«جائزة مارك توين» في منتصف يناير (كانون الثاني)، أي قبل نحو ثلاثة أسابيع من الانقلاب الذي أحدثه الرئيس دونالد ترمب على «مركز كيندي» بإقالة الرئيسة ديبورا روتر، التي شغلت المنصب لفترة طويلة، ورئيس مجلس الإدارة ديفيد روبنشتاين. أقال ترمب مجلس الأمناء واستبدل بهم موالين له انتخبوه رئيساً.

ونقلت الوكالة مقتطفات من كلمة الفائز أوبراين شكر فيها رئيس مجلس الإدارة المُقال روبنشتاين والرئيسة السابقة للمركز وروتر بشكل خاص؛ ما أثار تصفيقاً حاراً، وكذلك أشاد بموظفي «مركز كيندي» الذين، كما قال، كانوا «قلقين بشأن ما قد يحمله المستقبل». وأضاف أن مثال حياة مارك توين ومسيرته المهنية كان لهما صدى خاص في هذه اللحظة من التاريخ الأميركي. وقال أوبراين: «كان توين يكره المتنمرين... وكان يتعاطف بشدة مع الضعفاء. أحب توين أميركا، لكنه كان يعلم أنها تعاني عيوباً عميقة». ثم خرج شخص مقلداً لمارك توين من بين الجمهور. وبعد نقاش حاد مع أوبراين، انضم إليه على المسرح ورقص الاثنان ببطء لبعض الوقت. ثم انضم إليهما اثنا عشر مُقلداً آخرون لتوين، بالإضافة إلى آدم ساندلر، الحائز سابقاً «جائزة توين»، لتقديم أداء صاخب لأغنية نيل يونغ «روكين إن ذا فري وورلد» (ترجح في العالم الحر). اختتمت تلك النهاية الموسيقية ليلةً خيّم فيها غموض مصير «مركز كيندي» نفسه.

وذكرت الممثلة الكوميدية نيكي غلاسر قبل الحفل: «أعتقد أنه من الجنون عدم التطرق إلى المشكلة الجوهرية. الأمر واضحٌ الليلة. هذه الليلة تدور حول كونان، لكن يمكن أن يكون كلاهما». بمجرد بدء الاحتفالات، مازح أوبراين ستيفن كولبير قائلاً إن «مركز كيندي» قد أعلن عن عضوين جديدين في مجلس الإدارة: بشار الأسد، الرئيس السوري المخلوع، وسكيليتور، الشرير الخارق الخيالي. وأضاف جون مولاني مازحاً أن المبنى بأكمله سيُعاد تسميته قريباً بـ«جناح روي كوهن» تيمّناً بأحد مرشدي ترمب. وأطلقت سارة سيلفرمان الكثير من النكات عن ترمب، التي كانت بذيئةً جداً بحيث لا يمكن نشرها. وعند إعلان ترمب عن تغييرات «مركز كيندي»، نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن أولئك الذين طُردوا «لا يشاركوننا رؤيتنا لعصر ذهبي في الفنون والثقافة». يبقى أن نرى كيف ستتشكل هذه الرؤية، لكن ترمب تحدث عن رغبته في حجز المزيد من عروض برودواي هناك وطرح فكرة تكريم «مركز كيندي» للممثل سيلفستر ستالون والمغني وكاتب الأغاني بول أنكا. ودخل أوبراين، الذي لم تكن شخصيته الكوميدية سياسية بشكل خاص في هذه الدوامة.

وكان معروفاً عن أوبراين ميله إلى السخرية من نفسه، لكنه انخرط أيضاً في قضايا مجتمعية حساسة في بعض الأحيان. وقفز أوبراين إلى دائرة الضوء من الغموض شبه الكامل في عام 1993 عندما تم اختياره ليحل محل ديفيد ليترمان مقدماً لبرنامج «ليت نايت» على الرغم من عدم امتلاكه خبرة كبيرة أمام الكاميرا. وكان المحرر السابق لصحيفة «هارفارد لامبون» قد أمضى السنوات السابقة كاتباً في برنامجي «ساترداي نايت لايف» و«ذا سيمبسونز»، حيث ظهر أمام الكاميرا فقط كومبارساً خلفياً في مشاهد «ساترداي نايت لايف». واستمر في تقديم برنامج «ليت نايت» لمدة 16 عاماً، وهي مدة أطول من أي مقدم آخر. وتم اختيار أوبراين لاحقاً ليحل محل جاي لينو مقدماً لبرنامج «ذا تونايت شو»، لكن هذه التجربة انتهت بفشل علني. بعد سبعة أشهر، أعاد المسؤولون التنفيذيون في NBC تكليفه برنامجاً جديداً من شأنه أن يعيد برنامج «ذا تونايت شو». لكن أوبراين رفض قبول هذه الخطوة؛ ما أدى إلى خلاف علني انتهى بدفع ملايين الدولارات لأوبراين وموظفيه لمغادرة الشبكة في أوائل عام 2010. استمر أوبراين في تقديم برنامج حواري آخر على قناة الكابل TBS، بينما أطلق بودكاست وبرامج سفر ناجحة.

حظيت سلسلة رحلاته «كونان أوبراين يجب أن يرحل» بإشادة شعبية ونقدية، مع اقتراب موسم ثانٍ. وقد لاقى عرضه الأخير في حفل توزيع جوائز الأوسكار استحساناً كبيراً لدرجة أن المنتجين أعلنوا عن إعادته العام المقبل. عقب استيلاء ترمب على «مركز كيندي»، أعلن الكثير من الفنانين، بمن فيهم منتجو «هاميلتون» والممثلة والكاتبة إيسا راي، عن إلغاء عروضهم في المكان. واختار آخرون الأداء مع التعبير عن آرائهم المعارضة من على المسرح.

أعلن أوبراين مازحاً أن «مركز كيندي» قبل عضوين جديدين في مجلس الإدارة: بشار الأسد، الرئيس السوري المخلوع، وسكيليتور، الشرير الخارق الخيالي