«مزرعة السلاحف»... شعرية البحث عن الطمأنينة

فاز بجائزة أفضل ديوان فصحى في معرض القاهرة للكتاب

«مزرعة السلاحف»... شعرية البحث عن الطمأنينة
TT
20

«مزرعة السلاحف»... شعرية البحث عن الطمأنينة

«مزرعة السلاحف»... شعرية البحث عن الطمأنينة

يعبر ديوان «مزرعة السلاحف» للشاعر المصري عيد عبد الحليم، الفائز بجائزة أفضل ديوان شعر فصحى في الدورة الأخيرة لمعرض القاهرة للكتاب، عن حالة شعورية واحدة، وموقف فكري منسجم، رغم تعدد قصائده، فرغم تنوعها تبدو مرتبطة بخيط جامع يضمها معاً، هو البحث عن الطمأنينة الغائبة، في مواجهة تسيد الصراعات والحروب والدماء. هذه الثنائية بتنويعاتها تبدو حاضرة على مدار الديوان، ولكل طرف من طرفي الثنائية رموزه وتمثيلاته، فالطمأنينة يمثلها الموتى، والأب الغائب، والشاعر الراحل محمد عفيفي مطر، الذي يهديه الشاعر آخر قصيدة في الديوان، وهي قصيدة تتفاعل وتتقاطع في كل تفاصيلها مع سيرة مطر وأشهر قصائده، في حين أن أهم تمثيلات الطمأنينة في الديوان يتمثل في السلاحف وعالمها البسيط الواضح، وما يحكمه من بطء متولد عن هذه الطمأنينة، فالسلاحف في اطمئنانها لا تجد ما يستدعي التسابق والتناحر والسرعة. إن عين الشاعر -هنا- ترى الجانب الإيجابي في بطء السلاحف، وتتلقاه بوصفه مرادفاً لطمأنينة قارة في وعي مفردات هذا العالم، بل إن هذا البطء نفسه يكون سبيلاً للنجاة، يقول:

«السلاحف

تعرف أن الطمأنينة

التي تكمن في جوف المحيطات

مرهونة بعدالة التوزيع

وحكمة الحياة

التي لم يلوثها بشر

في الأعماق».

فعالم الماء وأعماق المحيطات يبدو -رغم ما يعرف عنه من صراع القروش والحيتان- أكثر طمأنينة من عوالم البشر، حيث القروش الحقيقية بكل دمويتها، ومن ثم فإن عالم المحيطات حيث السلاحف أكثر قدرة على إقامة العدالة في الأعماق، هناك حيث لم يصل تلوث البشر ليدمر تلك البيئة الفطرية، ويفقدها قوانينها وطمأنينتها. ويواصل الشاعر تصوير عالم السلاحف، ويقدمه كأنه جنة إذا قورن بعالم الإنسان المعاصر:

«فأنت في مزرعة السلاحف

ترى الخيال

يمشي على قدمين،

تحدثه كطفل،

وتستمع إليه

كشيخ مجرِّب،

بعيداً عن نوافذ الجيران،

أو تنصت الرقباء».

يستحضر هذا الديوان الصادر عن دار «عناوين» حضور الطمأنينة كل ما يتعلق بالجمال: الخيال، وبراءة الطفولة، وحكمة الشيخوخة، والحرية المتخلصة من كل رقابة أو قيد. ولا تتوقف الطمأنينة عند عوالم السلاحف والمحيطات فقط، ففي قصيدة «غرفة لا ترى البحر» نرى تمثيلاً آخر، لكنه من عوالم السماء هذه المرة:

«تقيم فيها ممالك

أبادت أباطرتها

وغنت لشجرة كافور

زرعها صبية طيبون

اشتروا الحياة

بحفنة تراب

من أرض تؤمن

بأن الماء ينبع من سماء

لم تلوثها الحروب

التي يشعلها المرتزقة

من أجل الاستيلاء على الشجر

الذي ينبت في القلب».

فإذا كان عالم البحار هو مكمن الطمأنينة والطفولة والبراءة، فإن عوالم السماء لا تختلف عنها كثيراً، وفي الحالين، فإن تلوث هذه العوالم يكون على يد البشر، فتجار الحروب لديهم القدرة على تلويث البحار والسماء، وسرقة الخضرة من القلوب الندية. ومن ثم فالديوان في بحثه عن هذه الطمأنينة المفقودة لا يبتغي تمجيد العوالم البعيدة، بقدر ما تسعى الذات الشاعرة لتعرية الواقع وكشفه، ومحاولة البحث عن ملاذ ومهرب من خشونة العالم، وما يمور به من صراعات، حتى لو كان هذا الملاذ في زمن بعيد، مثل زمن الطفولة التي تسعى الذات الشاعرة لاستعادته بكل تفاصيله الحميمة الدافئة، وربما الساذجة أيضاً، فهذه السذاجة قرينة البراءة والطمأنينة والخيال، حيث لا حسابات معقدة، وحيث الخيال المنطلق المحلق:

«تمنيت أن تعيش

في الممالك التي رسمتها

في كراسة الرسم

في المرحلة الابتدائية

لكن كلما كبرت عاماً

ازدادت الحروب».

هنا، تكتشف الذات الشاعرة أن الزمان والمكان، كليهما، يتواطأ ضدها، فالممالك البعيدة في السماء والبحر لا مكان فيهما لها، والزمن القديم الدافئ لا يمكن استعادته أو تثبيته، ومن ثم فالهروب إلى هذه العوالم الافتراضية يفقد نجاعته، ولم يعد ملاذاً محتملاً، بل مجرد نماذج لعوالم طوباوية، تتباهى بأنها العالم المثالي الذي لا يمكن تحقيقه في الواقع، ويواجه الشاعر نفسه بحقيقة أن «الطمأنينة غدت طريحة الفراش من زمن طويل»، مصوراً ما يمور به العالم من دماء -مادية ورمزية- تلطخ كل التفاصيل من حوله، فثمة «دم على المائدة، دم على الكرسي، دم في الحقل المجاور للبيت، دم يملأ قمصان العائلة، وأنا هارب إلى المدينة البعيدة»، وهو هنا يعتمد جمالياً على تقنيات المشهد السينمائي، إذ يصور كل تفاصيل الأمكنة من حوله تصويراً كابوسياً، والذات الشاعرة تبدو ضئيلة وهشة، ومذعورة كفأر وقع في مصيدة دموية قاسية، تحيط به من كل جانب، وهو يحاول الفرار إلى المدينة البعيدة، وهي أقرب إلى مدينة خيالية، ربما مدينة السلاحف في البحار، أو مدينة الممالك البعيدة في السماء، بعد أن امتلأت مدينته الواقعية «بالجرذان، وعششت فيها الثعابين»، والجرذان والثعابين هنا هم البشر الذين يترصدون لبراءة الذات الشاعرة ويحاصرونها بسمومهم لينالوا منها.

في ظل هذه الرؤية التي تصطدم بمواضعات الواقع وقوانينه، تبحث الذات عن ملاذها في الشعر والفن، وتنتقل لمقاربة عوالم الخيال، لتعيش في دفء القصيدة، وقصائد الشعراء الآخرين، كعالم افتراضي يحميها من حروب العالم وصراعاته، ومن ثم، لم يكن غريباً حضور عوالم الشعراء والمثقفين الذين يعانون قسوة العالم وغياب الطمأنينة عن أرواحهم، إذ بدا طبيعياً حضور كافكا وكفافيس وإليوت أسلافاً للذات الشاعرة، سبق لهم خوض نفس المعاناة، ووجدوا ملاذهم في الخيال والكتابة، بل وكانوا يثأرون في كتاباتهم من قسوة العالم، ويفضحون تشوهاته ولا إنسانيته. وإلى جوار هذه النماذج من أدباء العالم، يحضر الشعراء المصريون في قصيدة «البكاء في حضرة العائلة»، في دلالة واضحة على صلة القرابة بين الذات الشاعرة وأسلافها، حتى أنهم جميعاً أقرب إلى عائلة بديلة عن العائلة البيولوجية الطبيعية فهم أقرب إليه من قرابة الدم، لهم نفس الغايات والأحلام، ويعيشون المعاناة نفسها. ويجعل أجيال شعراء السبعينات والثمانينات والتسعينات يصطفون على قارعة الطريق، وفي مقابله على الجانب الآخر «يجلس مشعلو الحرائق يحتسون الماء المثلج، ويداعبون رغوة البيرة بالقهقهات»، وتمعن الذات الشاعرة في تعميق المفارقة بين نمطين من رؤية العالم تجعلهما في جبهتين متقابلتين بشكل واضح، جبهة الشعراء الحالمين بمدينة فاضلة، وجبهة المنتفعين من مشعلي الحرائق وتجار الحروب، مستكملاً رسم الفوارق بين العالمين:

«الشعراء يستبدلون زهرة

ببقايا ظل هارب

بينما بائع الروبابيكيا

مالك العمارات

يتبول في النهر

ويسمي الأشجار جحيماً

ويترك للشعراء مشاكسة المرايا المغبشة».

وبالطبع لا تخفى الحمولات الآيديولوجية والموقف الاجتماعي الذي تنطلق منه الذات الشاعرة، المسكونة بالقضايا الكبرى عن العالم والسلام والطمأنينة والعدالة، ونشوء طبقة جديدة في ظل توحش الرأسمالية لا تكتفي بما تجنيه من أرباح على جثث الآخرين، بل تمعن في تلويث كل شيء، البحر والسماء والنهر، وتسخر من الحالمين، ممارسة ضدهم عنفاً رمزياً واضحاً، والأخطر أنها قادرة على تلويث كل القيم وتفخيخها، فالجبهة التي بها رأسمالي واحد من العهد الجديد هو بائع روبابيكيا قادرة على هزيمة الجبهة التي يصطف فيها ثلاثة أجيال من الشعراء الذين لا يزالون يحلمون بعالم سعيد، وطمأنينة لن تتحقق سوى في فضاء القصيدة.


مقالات ذات صلة

روائي فرنسي يواجه روبوت الذكاء الاصطناعي... والنتيجة مذهلة

ثقافة وفنون هيرفي لوتوليي والآلة التي هزمته

روائي فرنسي يواجه روبوت الذكاء الاصطناعي... والنتيجة مذهلة

مباراة من نوع جديد قد تشّكل منعطفاً تاريخياً كتلك التي جمعت لاعب الشطرنج العالمي كاسباروف بآلة الذكاء الاصطناعي ديب بلو عام 1997. هذه المرة موضوع المنافسة

أنيسة مخالدي (باريس)
ثقافة وفنون الموسيقى والغناء في السينما العالمية

الموسيقى والغناء في السينما العالمية

في كتابه «فالس إيدا» الصادر عن دار «إشراقة» بالقاهرة، يبعث الناقد والباحث إسحاق بندري برسائل إلى حبيبة متخيلة تدعى «إيدا»، لكنها لا تتعلق بلوعة الغرام أو الهوى

رشا أحمد (القاهرة)
كتب تشارلي إنجلش

الكتب مهّدت لانتصار الغرب الحاسم في الحرب الباردة

يبدو اسم كتاب صحافي «الغارديان» البريطانية تشارلي إنجلش الأحدث «نادي الكتاب في وكالة المخابرات المركزية» أقرب لعنوان رواية جاسوسيّة منه لكتاب تاريخ

ندى حطيط
ثقافة وفنون العباس بن الأحنف صرخة عذرية في عصر إباحي

العباس بن الأحنف صرخة عذرية في عصر إباحي

إذا كانت نقاط التقاطع بين صخب الحياة العباسية المدينية، وبين بوادي الحجاز التي كانت مأهولة بالحرمان وشظف العيش في العصر الأموي، هي من الندرة بمكان

شوقي بزيع
ثقافة وفنون مبخرة من موقع مليحة الأثري في إمارة الشارقة

مجمرة من موقع مليحة في الشارقة

أدّت عمليات المسح والتنقيب المتواصلة خلال العقود الأخيرة في دولة الإمارات المتحدة إلى الكشف عن سلسلة من المواقع الأثرية، أبرزها موقع مليحة

محمود الزيباوي

الموسيقى والغناء في السينما العالمية

الموسيقى والغناء في السينما العالمية
TT
20

الموسيقى والغناء في السينما العالمية

الموسيقى والغناء في السينما العالمية

في كتابه «فالس إيدا» الصادر عن دار «إشراقة» بالقاهرة، يبعث الناقد والباحث إسحاق بندري برسائل إلى حبيبة متخيلة تدعى «إيدا»، لكنها لا تتعلق بلوعة الغرام أو الهوى المشبوب، وإنما بسحر الموسيقى وأسرار الغناء كما ظهرت في روائع السينما العالمية.

وتتناول الرسائل تحليلاً دقيقاً لمقطوعات موسيقية مثل السيمفونية والكونشيرتو والرباعيات الوترية ورقصات الفالس، فضلاً عن عدد من الأغنيات الشهيرة وشرح لموسيقاها التصويرية.

ويركز المؤلف في هذا السياق على أغنية «via en rose» أو «الحياة من منظور وردي» كما جاءت في نهاية فيلم «القبلة الفرنسية» بصوت مطرب الجاز الأشهر لويس أرمسترونغ. إنها الأغنية التي شدت بها في الأصل باللغة الفرنسية إديث بياف وذاع صيتها في أربعينيات القرن الماضي، ثم تلا ذلك تقديم نسختها الإنجليزية وإن اختلفت الكلمات بعض الشيء بين النسختين.

في نسختها الفرنسية تقول كلماتها:

«عن عينيه اللتين تجعلانني أخفض عيني/ عن الضحكة الضائعة على شفتيه/ عن البورتريه الذي لم يمسه التعديل/ عن هذا الرجل الذي أنتمي إليه/ عندما يأخذني بين ذراعيه/ يحدثني في رقة/ فأرى الحياة من منظور وردي»

أما النسخة الإنجليزية فتقول كلماتها:

«ضميني بقربك ضميني بقوة/ سحرك الذي يخلب اللب/ هذه هي الحياة من منظور وردي/ حينما تقبلينني/ تتنهد السماء».

هذه الموسيقى الباريسية الحالمة والتي كثيراً ما صاحبت مشاهد وحوارات الكثير من الأفلام مثل فيلم «سابرينا» في نسختيه الأولى التي تعود لعام 1954 من بطولة أودري هيبيورن وهمفري بوجارت، إخراج بلي وايلدر. والثانية في عام 1995 من بطولة جوليا أرمند وهاريسن فورد، إخراج سيدني بولك. كما وردت نفس الأغنية في «القبلة الفرنسية»، 1995، بطولة ميج ريان، كيفن كلاين، إخراج لورانس كيسدن.

ويعود نجاح الأفلام التي وظفت تلك الأغنية بصوت بياف إلى تلك المطربة الفرنسية ذات الصوت العاصف كبركان دائم الثورة والانفجار، صاحبة الجسد النحيل حتى أن لقب «بياف» يعني في العامية الفرنسية «العصفور الصغير». صوت يبعث إحساساً غامضاً بعجز الإنسانية في عالم مجرد من الشفقة والرحمة، كما أن مسيرة حياتها لم تكن «وردية» إطلاقاً، على عكس عنوان الأغنية.

فقدت إديث بياف ابنتها «سيسيل» التي أنجبتها وهي في سن السابعة عشرة وبعدها بعامين لقيت الطفلة نحبها لإصابتها بحمى الالتهاب السحائي، ثم فقدت بعدها حبها الأعظم «مارسيل سيردا»، بطل الملاكمة الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرة في عام 1949.ألهت المطربة الشهيرة نفسها بالإدمان على الكحول والمخدرات وجربت محاولات فاشلة للهروب من الألم بالاستغراق في متع مدمرة، كمحاولة يائسة لصرف الذهن عن التفكير في المصائب، لدرجة أنها قالت فيما بعد عبارتها الشهيرة: «لا بد وأن ندفع ثمن كل فعل أحمق نرتكبه في الحياة».

ويرتبط فيلم «دكتور جيفاغو»، 1965، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب بوريس باسترناك، في ذهن المؤلف بموسيقى «مقطوعة لارا»، التي يعتبرها نوعاً من السحر العجيب المنبعث من أوتار آلة «البالالايكا» على نحو يجمع بين ثلوج الشتاء الروسي القارص وجذوة الإلهام التي لا تخبو في نفوس الشعراء والعشاق معاً.

طلب مخرج الفيلم السير ديفيد لين من الموسيقار الفرنسي موريس جار، بعد نجاح تعاونهما في فيلم «لورانس العرب»، أن يؤلف الموسيقى التصويرية لفيلم «دكتور جيفاغو. حاول الموسيقار المبدع مراراً دون جدوى وتسرب اليأس إلى نفسه، فاقترح عليه ديفيد لين اقتراحاً، أثبت صحته، بأن يمضي بعض الوقت مع حبيبته في ربوع الجبال والثلوج ويعتبر أنه يؤلف الألحان لها خصيصاً». داعب الإلهام مخيلة «جار» وانسابت ألحانه في أكثر من مقطوعة، ولكن بسبب تأثر ديفيد لين، ومعه كارلو بونتي منتج الفيلم، بمقطوعة «لارا» ركزا عليها فقط، وكانت النتيجة أن سحرت كل من استمع إليها كتعويذة خلابة تنساب عبر أوتار «البالالايكا».

ولم يتوقف النجاح عند هذا الحد، فها هو الشاعر الغنائي الأشهر في تاريخ هوليوود فرانسيس بول ويبستر يصوغ كلمات أغنية على موسيقى «ثيمة لارا»، التي حملت عنوان «في مكان ما يا حبيبتي» وشدا بها مطربون كبار مثل فرانك سيناترا، وآندي ويليامز، وكيتي روجرز.

تقول كلمات ويبستر:

«في مكان ما يا حبيبتي ستغدو هناك أغنيات لنشدو بها/ رغم أن الثلج يغطي أمل الربيع/ في مكان ما يزهر تل بألوان الخضرة والذهب/ وثمة أحلام/ كل ما يمكن لقلبك أن يحويه/ في يوم ما سنلتقي مجدداً يا حبيبتي/ في يوم حينما يشق الربيع طريقه/ ستأتين إليّ من البعيد/ دافئة كالرياح، ناعمة كقبلة الثلج/ لارا يا حبيبتي، فكري بي من حين لآخر».

ترى هل طاف بخيال الأديب الروسي بوريس باسترناك أن شخصية «لارا» الجميلة الرقيقة ذات الحظ العاثر والحياة القاسية، من تجرعت الألم وشظف العيش وظلت روحها نقية تقاوم الأحقاد والضغائن، سوف تُكتب لها الشهرة عبر الأجيال على هذا النحو الفريد؟