«إكس» تدخل عالم الخدمات المالية لتحول رقمي شامل هذا العام

العام الماضي كان أساسياً لـ«إكس»... وهذا العام سيكون تحويلياً لمنصة شاملة (رويترز)
العام الماضي كان أساسياً لـ«إكس»... وهذا العام سيكون تحويلياً لمنصة شاملة (رويترز)
TT

«إكس» تدخل عالم الخدمات المالية لتحول رقمي شامل هذا العام

العام الماضي كان أساسياً لـ«إكس»... وهذا العام سيكون تحويلياً لمنصة شاملة (رويترز)
العام الماضي كان أساسياً لـ«إكس»... وهذا العام سيكون تحويلياً لمنصة شاملة (رويترز)

في عالم يتسم بالتطور التكنولوجي والتحول الرقمي المستمر، تبرز منصة «إكس» كلاعب رئيسي في هذا المشهد المتغير. مع إعلانها الأخير في الذكرى السنوية الأولى للاستحواذ عن خططها لإطلاق خدمات مالية جديدة، تتجه «إكس» نحو توسيع نطاق خدماتها لتشمل أبعاداً جديدة تتجاوز حدود التواصل الاجتماعي.

لم تكن «إكس» مجرد منصة للتواصل الاجتماعي، بل تطورت لتصبح مركزاً للابتكار والتجديد. بدأت رحلتها بتوفير منصة للتفاعل الاجتماعي وتبادل المحتوى، ومع مرور الوقت أضافت ميزات جديدة تتضمن الفيديو والمحتوى الأصلي. والآن، مع الإعلان عن خططها لإطلاق خدمات مالية، تدخل «إكس» مرحلة جديدة من التوسع والتنويع.

خدمة تحويل الأموال

تعتزم «إكس» إطلاق خدمة تحويل الأموال التي تشبه في وظائفها خدمة «باي بال» في منتصف العام الحالي (بحسب تصريحات سابقة). هذه الخطوة، التي طال انتظارها، تأتي كجزء من خطة الملياردير إيلون ماسك لتطوير التطبيق الشامل، الذي يجمع بين مختلف الخدمات في منصة واحدة.

من المتوقع أن تعزز هذه الخدمة الجديدة من منفعة المستخدمين وتفتح آفاقاً جديدة للتجارة الإلكترونية. كما أنها تعكس رؤية ماسك لمنصة «إكس» كتطبيق شامل يدمج بين التواصل الاجتماعي، والفيديو، والخدمات المالية.

مع هذا التوسع، تواجه «إكس» تحديات تتعلق بالأمان السيبراني وحماية بيانات المستخدمين، وهي قضايا حاسمة في مجال الخدمات المالية. من ناحية أخرى، تفتح هذه الخطوة الباب أمام فرص جديدة للنمو والابتكار في السوق الرقمية.

وحصلت شركة «إكس» للمدفوعات على التراخيص اللازمة لمعالجة المدفوعات في عدة ولايات، مما يعكس جديتها والتزامها بالامتثال للقوانين والتنظيمات المالية.

خطوة جديدة لماسك

يعد دخول ماسك مجدداً إلى عالم المدفوعات الرقمية خطوة مهمة، وخاصةً أنه كان أحد المؤسسين لـ«X.com» في التسعينات، وهو البنك الإلكتروني الذي تحول لاحقاً إلى «باي بال». بعد سنوات من الابتعاد عن هذا المجال، يعود ماسك ليضع بصمته في عالم المدفوعات الرقمية من خلال منصة «إكس».

يبدو أن ماسك يستلهم من نموذج تطبيق «وي تشات» الصيني، الذي يجمع بين خدمات المراسلة الفورية والمدفوعات. يعد هذا التوجه خطوة استراتيجية نحو تحقيق رؤيته لـ«إكس» كتطبيق شامل يدمج بين مختلف الخدمات.

مع تزايد عدد المستخدمين الذين يستفيدون من الخدمات الجديدة لـ«إكس»، مثل ميزة الفيديو الغامر، يتوقع أن تجذب خدماتها المالية الجديدة المزيد من الجمهور، مما يعزز من مكانتها كمنصة رائدة في السوق الرقمية.

تمثل خطوة «إكس» نحو إطلاق خدمات مالية جديدة تحولاً كبيراً في استراتيجيتها وتوسعها. هذا التحول لا يعكس فقط رؤية ماسك لمستقبل التطبيقات الشاملة، بل يشير أيضاً إلى تغير في توسعية وتعددية الخدمات. كما أن هذا التحول لا يعكس فقط نمو المنصة وتطورها، بل يشير أيضاً إلى تغير في توجهات السوق الرقمية نحو تقديم حلول متكاملة تجمع بين التواصل الاجتماعي، والإعلام، والخدمات المالية.

بهذه الخطوة، تضع «إكس» نفسها في موقع قوي لتكون لاعباً رئيسياً في الساحة الرقمية، مستفيدة من خبرة ماسك ورؤيته الطموحة. يبقى التحدي الأكبر في كيفية تحقيق التوازن بين توفير خدمات متنوعة ومبتكرة والحفاظ على الأمان وخصوصية المستخدمين.

في النهاية، يمكن القول إن إطلاق «إكس» لخدماتها المالية يمثل بداية عهد جديد في عالم التكنولوجيا والخدمات الرقمية، ويفتح الباب أمام إمكانات لا حصر لها للتطور والابتكار في هذا المجال.


مقالات ذات صلة

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

الاقتصاد الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

تمديد مهلة ماسك للرد على عرض تسوية التحقيق في «تويتر»

مددت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية مهلة حتى الاثنين المقبل، أمام إيلون ماسك للرد على عرضها لحسم تحقيق في استحواذه على «تويتر» مقابل 44 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك رئيس شركة «تسلا» ومنصة «إكس» (أ.ب)

إيلون ماسك يسخر من مسؤول كبير في «الناتو» انتقد إدارته لـ«إكس»

هاجم إيلون ماسك، بعد تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك منصة «إكس» (رويترز)

صحف فرنسية تقاضي «إكس» بتهمة انتهاك مبدأ الحقوق المجاورة

أعلنت صحف فرنسية رفع دعوى قضائية ضد منصة «إكس» بتهمة استخدام المحتوى الخاص بها من دون دفع ثمنه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي لترمب (أ.ف.ب)

إهانة عبر «إكس»: ماسك يصف المستشار الألماني بـ«الأحمق»... وبرلين ترد بهدوء

وجّه إيلون ماسك إهانة مباشرة للمستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة «إكس»، في وقت تشهد فيه ألمانيا أزمة حكومية.

«الشرق الأوسط» (أوستن (الولايات المتحدة))

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع ورفض تغيير وجهة النظر

أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)
أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)
TT

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع ورفض تغيير وجهة النظر

أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)
أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)

أظهرت دراسة لشركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية «أنثروبيك»، أن نماذج الذكاء الاصطناعي تستطيع خداع المطورين، بحيث تستطيع ادعاء وجهات نظر مختلفة خلال تدريبها، في حين أنها تحتفظ في الحقيقة بتفضيلاتها الأصلية.

وقال فريق الدراسة إنه لا يوجد سبب للشعور بالفزع حالياً، في حين أن دراستهم يمكن أن تكون حيوية في فهم المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية ذات القدرات الأعلى.

وكتب الباحثون في منشور بثته شركة «أنثروبيك»: «يجب النظر إلى نتائج دراستنا بوصفها محفزاً لمجتمع أبحاث الذكاء الاصطناعي من أجل دراسة هذا السلوك بصورة أعمق، والعمل على تطوير إجراءات الأمن والسلامة المناسبة».

وبعد أن أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً، «نحتاج إلى التحلي بالقدرة على الاعتماد على التدريب الآمن لها والذي يمنع النماذج من القيام بتصرفات ضارة».

وأشار موقع «تك كرانش» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، إلى أن الدراسة التي تمت بالتعاون مع مؤسسة «ريد وود ريسيرش» لأبحاث الذكاء الاصطناعي، تناولت ما يمكن أن يحدث إذا تم تدريب نظام ذكاء اصطناعي قوي من أجل القيام بمهمة «لا يريد» هو القيام بها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

في المقابل، يقول موقع «تك كرانش»: «لكي نكون واضحين، لا يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي أن تريد أي شيء أو تعتقد في شيء. فهي ببساطة آلات إحصائية. وبعد تدريبها على كثير من الأمثلة، تتعلم الأنماط في تلك الأمثلة للتنبؤ بما يجب أن يكون؛ مثل كيف تأتي عبارة (إلى من) في رسالة بريد إلكتروني قبل عبارة (قد يهمك الأمر)».

وأثناء الدراسة طلب الباحثون من النماذج المدربة عدم الرد على الأسئلة التي يمكن أن تكون مسيئة، بما في ذلك النموذج «كلاود 3 أوبس» التابع لشركة «أنثروبيك»، التي أعيد تدريبها لكي ترد دائماً على الأسئلة التي تنطوي على إساءة، وهو تضارب واضح في المبادئ. كما أبلغوا النماذج بأن ردودها ستخضع للمراقبة وتستخدم لإعادة التدريب، وإعطاء كل نموذج ذكاء اصطناعي «ورقة ملاحظات» يمكنه استخدامها لتدوين أفكاره خطوة بخطوة.

وبحسب الباحثين، حاول «كلاود 3 أوبوس» التلاعب بالردود لتقديم «انحياز زائف» في 12 في المائة من المرات.