البنتاغون ينقل معتقلاً تونسياً من غوانتانامو إلى بلاده

رضا بن صالح اليزيدي محتجز منذ اليوم الأول لافتتاح المعسكر

صورة التقطتها القوات العسكرية الأميركية في 11 يناير 2002 تظهر السجناء الأوائل في خليج غوانتانامو بكوبا بعد وقت قصير من وصولهم (نيويورك تايمز)
صورة التقطتها القوات العسكرية الأميركية في 11 يناير 2002 تظهر السجناء الأوائل في خليج غوانتانامو بكوبا بعد وقت قصير من وصولهم (نيويورك تايمز)
TT

البنتاغون ينقل معتقلاً تونسياً من غوانتانامو إلى بلاده

صورة التقطتها القوات العسكرية الأميركية في 11 يناير 2002 تظهر السجناء الأوائل في خليج غوانتانامو بكوبا بعد وقت قصير من وصولهم (نيويورك تايمز)
صورة التقطتها القوات العسكرية الأميركية في 11 يناير 2002 تظهر السجناء الأوائل في خليج غوانتانامو بكوبا بعد وقت قصير من وصولهم (نيويورك تايمز)

أعادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، معتقلاً تونسياً إلى وطنه، بعد أن جرى نقله إلى السجن العسكري الأميركي بخليج غوانتانامو في كوبا في اليوم الأول لافتتاح السجن. ولم توجه إليه أي اتهامات داخل محكمة الحرب التي مثل أمامها، وصدرت الموافقة على نقله لتونس قبل أكثر من عقد.

مدخل معسكر «دلتا» في غوانتانامو (متداولة - أرشيفية)

كان رضا بن صالح اليزيدي، 59 عاماً، قد أمضى سنوات داخل سجن غوانتانامو، بسبب عدم إمكانية إبرام صفقة لإعادته إلى وطنه أو إعادة توطينه ببلد آخر.

وأعلن البنتاغون أنه جرى نقله جواً من القاعدة في عملية سرية، جرى إنجازها بعد 11 شهراً من إخطار البنتاغون للكونغرس بأنها توصلت إلى اتفاق لإعادة اليزيدي إلى الحجز التونسي. ولم تكشف الوزارة أية تفاصيل عن الترتيبات الأمنية المحيطة بعودته.

ويعتبر نقل اليزيدي الرابع من نوعه في غضون أسبوعين، في إطار جهود إدارة بايدن المتأخرة لتقليل عدد المعتقلين في السجن، الذي كان يضم 40 سجيناً عندما تولى الرئيس بايدن منصبه. وبرحيل اليزيدي يتبقى 26 محتجزاً، صدرت الموافقة على نقل 14 منهم إلى دول أخرى، بناءً على ترتيبات دبلوماسية وأمنية.

إجراءات ما قبل المحاكمة

وهناك تسعة آخرون يمرون بإجراءات ما قبل المحاكمة، أو أدينوا بالفعل بارتكاب جرائم حرب، ما يعني أن البيت الأبيض سيفشل مرة أخرى في تحقيق طموح الرئيس باراك أوباما بإغلاق السجن. ومع دخول السجن عامه الـ24 في يناير (كانون الثاني)، تركزت مهمته على المحاكمات العسكرية المنفصلة، أكثر من إجراءات احتجاز أسرى الحرب واستجوابهم، التي ركز عليها في السنوات الأولى من زمن الحرب.

لا يزال هناك 26 معتقلاً في خليج غوانتانامو... 14 منهم مؤهلون للنقل (متداولة)

جدير بالذكر أن خالد شيخ محمد، المتهم بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وأربعة متهمين آخرين، يواجهون اتهامات أمام محكمة عسكرية أميركية في غوانتانامو، بالمساعدة في عمليات اختطاف الطائرات التي أسفرت عن مقتل نحو 3000 شخص. وتصل عقوبة هذه الاتهامات إلى الإعدام.

وجرى توجيه اتهامات إلى المتهمين عام 2012، لكن القضية لا تزال عالقة في إجراءات ما قبل المحاكمة، والتي ركزت في معظمها على تعذيب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) للمتهمين.

عام 2021، رفض قاضٍ عسكري في قضية أخرى، يحمل حكم الإدانة فيها عقوبة الإعدام، في غوانتانامو أدلة رئيسة، بسبب تعرض السجين للتعذيب. ويطعن محامو الدفاع في قضية هجمات 11 سبتمبر في نفس النوع من الأدلة، ويسعون إلى إقناع المحكمة برفض القضية أو عقوبة الإعدام بسبب التعذيب.

من جهتها، وافقت سوزان إسكالييه، جنرال متقاعدة ومحامية سابقة في الجيش، على صفقة إقرار بالذنب في يوليو (تموز) تهدف إلى تسوية القضية، مع إقرار عقوبة السجن المؤبد لمحمد واثنين آخرين من المتهمين، إلا أن وزير الدفاع لويد أوستن ألغى الصفقة فجأة، ما أعاد احتمال خضوع هؤلاء المتهمين في يوم من الأيام لمحاكمة بناءً على اتهامات عقوبتها الإعدام.

وبعد أن طعن محامو الدفاع في قرار إلغاء الصفقة الصادر عن أوستن، حكم قاضٍ مختلف، العقيد ماثيو مكال، بأن الصفقة الأصلية يمكن أن تمضي قدماً. وفي نهاية نوفمبر، أصدر أوستن قراراً بتجريد إسكالييه من سلطتها المتعلقة بالتوصل إلى تسويات في أي قضايا في سجن غوانتانامو، ومنح نفسه سلطة الموافقة على صفقات الإقرار بالذنب في قضايا الإرهاب هناك حصراً، وذلك في الأشهر الأخيرة من إدارة بايدن.

محتجز داخل معسكر غوانتانامو (متداولة)

إلى جانب محمد، يواجه وليد بن عطاش تهمة تدريب اثنين من الخاطفين، والبحث عبر الرحلات الجوية والجداول الزمنية واختبار قدرة الراكب على إخفاء سكين حلاقة على متن الرحلات الجوية. كما يواجه مصطفى الهوساوي اتهامات بمساعدة بعض الخاطفين في الأمور المالية وترتيبات السفر.

ويواجه عمار البلوشي اتهاماً بتحويل أموال من الإمارات العربية المتحدة إلى بعض الخاطفين في الولايات المتحدة. وقد اختار عدم الانضمام إلى اتفاقية الإقرار بالذنب، وربما يواجه المحاكمة بمفرده. كما جرى توجيه اتهام إلى رمزي بن الشيبة بالمساعدة في تنظيم خلية من الخاطفين في ألمانيا. وعام 2023، تم إقرار أنه غير مؤهل طبياً للخضوع للمحاكمة، وجرى إبعاده من القضية. وقد يواجه المحاكمة ذات يوم إذا استعاد عافيته العقلية.

آخر تونسي محتجز

فيما يخص اليزيدي، فيعتبر آخر نحو 12 تونسياً كانوا محتجزين في غوانتانامو، وقد جرى القبض على معظمهم في أفغانستان أو باكستان بعد هجمات 11 سبتمبر. بعد ذلك، جرى نقلهم إلى خليج غوانتانامو باعتبار أنهم إرهابيون مشتبه بهم.

وجرى إرسال اليزيدي إلى سجن غوانتانامو في اليوم الأول له، والذي شهد افتتاحه في 11 يناير 2002. وجرى تصويره راكعاً بمجمع مفتوح في الهواء الطلق داخل معسكر إكس راي في غوانتانامو، في واحدة من أكثر صور السجن شهرة.

البهلول: السجن مدى الحياة

وبعد نقله إلى الخارج، يبقى شخص واحد فقط من بين المعتقلين الـ20 الأصليين محتجزاً في السجن: علي حمزة البهلول، الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة، بتهمة التآمر لارتكاب جرائم حرب باعتبار أنه كان المستشار الإعلامي لأسامة بن لادن.

وبحسب تقرير مسرب حول تقييم السجن صدر عام 2007، ألقت القوات الباكستانية القبض على اليزيدي بالقرب من الحدود مع أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) 2001، بين مجموعة تضم نحو 30 رجلاً يعتقد أنهم فروا من معركة تورا بورا. وكان بعضهم يشتبه في أنهم من حراس بن لادن الشخصيين، وبالتالي كانوا محل اهتمام خاص في الجهود المبكرة لتحديد مكان زعيم تنظيم «القاعدة».

ووصفه التقرير بأنه معتقل خطير معادٍ تجاه قوة حراسة غوانتانامو، وسبق له تشويه كتاب داخل مكتبة، وإلقاء كوب من الشاي على جندي أميركي.

إلا أنه بحلول عام 2010، أدرجته فرقة عمل تابعة لإدارة أوباما ضمن عشرات السجناء الذين لا يمكن محاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وكانوا مؤهلين للإفراج عنهم، ووضعهم في عهدة دولة أخرى، بناءً على ضمانات أمنية.

شديد الخطورة

وشكلت قضية اليزيدي تحدياً أمام جهود الدبلوماسيين الأميركيين لنقله لسنوات. وعن ذلك، قال إيان موس، الذي قضى عقداً في وزارة الخارجية الأميركية، وشارك في ترتيب عمليات نقل السجناء والمحتجزين، إن اليزيدي لم يغادر في وقت سابق، لأن تونس اعتبرته شديد الخطورة أو لم تبدِ اهتماماً بتسلمه. في الوقت ذاته، لم يكن اليزيدي راغباً في مقابلة ممثلين من دول أخرى كان من الممكن أن تعيد توطينه لديها.

وقال موس، الاثنين: «كان من الممكن أن يرحل منذ فترة، لولا المماطلة التونسية».

يذكر أنه لا تتوافر الكثير من المعلومات عن اليزيدي، بخلاف المعلومات الواردة في وثائق استخباراتية أميركية مسربة، والتي تقول إنه قضى بعض الوقت في إيطاليا في الثمانينات والتسعينات، وجرى اعتقاله وسجنه بتهمة التورط في تجارة المخدرات غير المشروعة. ومن إيطاليا، شق طريقه إلى أفغانستان عام 1999، حيث حضر معسكر تدريب للجهاديين، بحسب معلومات استخباراتية.

كما أنه من غير المعروف ما الأسرة التي تنتظره في تونس، ويبدو أنه لم يلتق محامياً منذ قرابة 20 عاماً.


مقالات ذات صلة

البنتاغون: إعادة المعتقل رضا بن صالح اليزيدي من غوانتانامو إلى تونس

الولايات المتحدة​ البوابة الرئيسية لسجن «غوانتانامو» في القاعدة البحرية الأميركية (أرشيفية - أ.ف.ب)

البنتاغون: إعادة المعتقل رضا بن صالح اليزيدي من غوانتانامو إلى تونس

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إعادة المعتقل رضا بن صالح اليزيدي من سجن خليج غوانتانامو إلى بلده تونس.

الولايات المتحدة​ داخل مركز احتجاز في خليج غوانتانامو في عام 2019، كان السجن يضم 40 رجلاً عندما تولى الرئيس بايدن منصبه، يوجد الآن 29 محتجزاً (نيويورك تايمز)

أميركا تعيد 3 من معتقلي غوانتانامو إلى وطنهم

نقلت الولايات المتحدة اثنين من المعتقلين الماليزيين بسجن غوانتانامو العسكري الأميركي إلى وطنهما، بعد أن أقرا بالذنب في تهم تتعلق بتفجيرات 2002 القاتلة في بالي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ محمد فاريك بن أمين (نيويورك تايمز)

غوانتانامو: ظهور صور السجين الذاتية للتعذيب في سجلات المحكمة الرسمية

وحيداً في زنزانة لا ترافقه فيها سوى أفكاره المظلمة عن أوقات تعيسة، قام السجين بوضع قلم على ورق ورسم صوراً تفصيلية عن كيفية تعذيبه على يد العملاء الأميركيين.

كارول روزنبرغ
الولايات المتحدة​ معسكر «غوانتانامو» حيث يُحتجَز أسرى «القاعدة» (نيويورك تايمز)

إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي

أعلن البنتاغون الثلاثاء أنّه أطلق سراح سجين كيني من غوانتانامو، لينخفض بذلك عدد الذين ما زالوا محتجزين في هذا السجن العسكري الواقع داخل قاعدة أميركية في كوبا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ «لقد مات عدد كبير للغاية من أفراد العائلات وهم ينتظرون بدء المحاكمة العسكرية في غوانتانامو... ناهيك عن تحقيق العدالة»... هذا ما كتبه السيناتور ريتشارد جيه دوربين الديمقراطي من إلينوي ورئيس لجنة القضاء في رسالة (نيويورك تايمز)

سيناتور أميركي يدعو أوستن إلى قبول تسوية مع المتهمين بتخطيط هجمات سبتمبر

دعا السيناتور ريتشارد دوربين، وزيرَ الدفاع لويد أوستن إلى قبول صفقة إقرار بالذنب مع المتهم بتخطيط الاعتداءات، وهي الصفقة التي كان أوستن قد ألغاها في السابق.

كارول روزنبرغ (غونتانامو ( كوبا) )

بايدن: منفّذ هجوم نيو أورليانز كان يحمل جهاز تفجير عن بُعد

الرئيس الأميركي بايدن في البيت الأبيض يتحدث عن هجوم نيو أورليانز الإرهابي الخميس (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي بايدن في البيت الأبيض يتحدث عن هجوم نيو أورليانز الإرهابي الخميس (د.ب.أ)
TT

بايدن: منفّذ هجوم نيو أورليانز كان يحمل جهاز تفجير عن بُعد

الرئيس الأميركي بايدن في البيت الأبيض يتحدث عن هجوم نيو أورليانز الإرهابي الخميس (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي بايدن في البيت الأبيض يتحدث عن هجوم نيو أورليانز الإرهابي الخميس (د.ب.أ)

قال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إن المهاجم في حادثة دهس السيارات في نيو أورليانز كان يحمل جهاز تفجير عن بعد في سيارته.

وأضاف بايدن أن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) أبلغه بأن المهاجم تصرف بمفرده، وأنه هو من وضع المتفجرات في برادات في مواقع أخرى في الحي الفرنسي قبل ساعات من الحادث الإرهابي.

شارع بوربون بالحي الفرنسي بعد الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز (غيتي)

على صعيد متصل، يعتقد مكتب التحقيقات الاتحادي أنه لا توجد صلة بين الهجوم في نيو أورليانز والانفجار في لاس فيجاس.

الحي الفرنسي في نيو أورليانز تم إغلاقه بعد حادث الدهس الإرهابي الذي تعرض له (أ.ف.ب)

من جانبه، حذَّر وزير الأمن الداخلي الأميركي، أليخاندرو مايوركاس، من ربط الهجوم في نيو أورليانز مع انفجار سيارة كهربائية في لاس فيغاس بسبب بعض أوجه التشابه بين الحادثين.

وأشار إلى أن الرجلين اللذين كانا وراء الهجومين في نيو أورليانز ولاس فيغاس كانا قد خدما في الجيش، وأنهما استأجرا المركبات التي استخدماها في الهجوم من المنصة نفسها.

تحمل ستيفاني دريك من نيو أورليانز نبات المريمية المشتعل بشارع بوربون «لتبديد الطاقة السلبية» بعد إعادة فتح الشارع في 2 يناير 2025 بنيو أورليانز - لويزيانا (غيتي)

خدم في الجيش الأميركي

وذكر مايوركاس أن المهاجم في نيو أورليانز كان قد خدم في الجيش الأميركي وتم نقله إلى قوات الاحتياط لسنوات، بينما كان المشتبه به في انفجار لاس فيغاس، الذي توفي في الانفجار، جندياً عاملاً.

يقوم الرقيب باركر من إدارة شرطة العاصمة واشنطن بدورية بمحطة مترو سنتر في 2 يناير 2025 بواشنطن العاصمة. وقد عززت إدارة شرطة العاصمة الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء النظام رداً على هجوم المحارب القديم بالجيش شمس الدين جبار الذي صدم بشاحنته حشوداً وقتل 15شخصاً على الأقل (غيتي)

وقال مايوركاس في مقابلة مع قناة «سي إن إن» رداً على سؤال بشأن أوجه التشابه: «هذا لا يثبت بالضرورة وجود علاقة بين الحادثين. أعتقد أننا لا نعرف ما يكفي بعد».

يعبر رجل الشارع بينما تظهر مركبة تابعة لشرطة مترو ترانزيت بمقاطعة كولومبيا متوقفة خارج محطة مترو سنتر في 2 يناير 2025 بواشنطن العاصمة (غيتي)

وكان محققو مكتب التحقيقات الاتحادي قد صرحوا في وقت سابق بأنهم لا يرون حالياً أي علاقة بين هجوم نيو أورليانز وانفجار شاحنة «تسلا سايبرترك». كما أكد بايدن ذلك، لكنه أشار إلى أن التحقيقات ستستمر لتحديد ما إذا كان هناك أي صلة بين الحادثين.

من جهة أخرى، قال مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف بي آي)، الخميس، إن الجندي السابق في الجيش الذي دهس بشاحنة حشداً من المحتفلين برأس السنة الجديدة كان قد بايع تنظيم «داعش»، لكنه تصرف بمفرده في الهجوم الذي قتل فيه 14 شخصاً على الأقل.

وقال المكتب إن المشتبه به الذي يدعى شمس الدين جبار قُتل بالرصاص في مكان الحادث بعد إطلاق النار على الشرطة. وجبار رجل من تكساس يبلغ من العمر 42 عاماً خدم في أفغانستان.

تقدم فرقة «ون واي براس باند» عروضها بالمبنى رقم 100 من شارع بوربون بعد إعادة فتح الشارع في 2 يناير 2025 بنيو أورليانز - لويزيانا (أ.ف.ب)

وقاد جبار سيارته من هيوستن إلى نيو أورليانز في 31 ديسمبر (كانون الأول) ونشر خمسة مقاطع مصورة على «فيسبوك» بين الساعة 1:29 و3:02 بالتوقيت المحلي من صباح يوم الهجوم، قال فيها إنه يدعم تنظيم «داعش» الذي لديه مقاتلون في العراق وسوريا.

وقال كريستوفر رايا، نائب مساعد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، في مؤتمر صحافي إن جبار قال في المقطع الأول إنه خطط في السابق لإيذاء عائلته وأصدقائه، لكنه عبر عن قلقه من ألا تركز التغطية الإعلامية على «الحرب بين المؤمنين والكفار».

وأضاف رايا أن جبار قال في المقاطع أيضاً إنه انضم إلى تنظيم «داعش» قبل حلول الصيف الماضي وقدم شهادته ووصيته الأخيرة.

وقال رايا: «كان هذا عملاً إرهابياً... كان عن تفكير مسبق وعملاً شريراً». وأضاف رايا أن «إف بي آي» ما زال يحقق في «طريق جبار نحو التطرف»، لكن الأدلة التي خضعت للمراجعة حتى الآن تظهر أنه كان يستلهم بوضوح نهج تنظيم «داعش».

من جهته، قال ديفيد سكوت، مساعد مدير قسم مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات لأعضاء مجلس النواب، إن جبار لم يكن على أي قائمة مراقبة حكومية، ولم يجد المكتب أي دليل على أنه تلقى توجيهات من أي فرد أو جماعة أجنبية.

ومضى رايا يقول إن لقطات لكاميرات المراقبة أظهرت جبار وهو يضع عبوتين ناسفتين بدائيتين في مبردات قبل ساعات قليلة من الهجوم عند تقاطعات حول شارع بوربون، المقصد السياحي الشهير في نيو أورليانز، حيث وقع الهجوم. وتم إبطال مفعول العبوتين في مكان الحادث.

وظهر أشخاص آخرون في مقطع مصور وهم ينظرون إلى المبردات، ويعتقد المحققون الآن أنهم كانوا مجرد مارة فضوليين، وليسوا متواطئين.

وقال مسؤولون في نيو أورليانز إن مباراة دوري كرة القدم الأميركية للجامعات (شوجر بول) التي كان من المقرر أن تقام الأربعاء، وهي أحد التقاليد المعروفة في رأس السنة الجديدة بالمدينة. وستستضيف المدينة أيضاً دوري كرة القدم الأميركية (سوبر بول) الشهر المقبل.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه ليس هناك صلة فيما يبدو بين الهجوم في نيو أورليانز والحادث الذي وقع في لاس فيجاس في اليوم نفسه، حيث انفجرت شاحنة «تسلا سايبرترك» محملة بعبوات من البنزين وألعاب نارية وتحولت كرةً من اللهب أمام فندق ترمب الدولي في لاس فيجاس، وذلك قبل أسابيع من عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت شرطة لاس فيجاس إن سائق الشاحنة «سايبرترك»، وهو جندي في الخدمة بالجيش الأميركي، أطلق النار على نفسه قبل لحظات من الانفجار.

وكان ضابطا شرطة أصيبا بنيران المشتبه به من بين ضحايا هجوم نيو أورليانز الذي وقع بعد ثلاث ساعات فقط من بداية العام الجديد في الحي الفرنسي التاريخي. وقال مكتب التحقيقات إن 14 شخصاً على الأقل والمشتبه به لقوا حتفهم.

وكان من بين الضحايا والدة طفل يبلغ من العمر أربع سنوات كانت قد انتقلت للتو إلى شقة جديدة بعد حصولها على ترقية في العمل، وموظف مالي في نيويورك وطالب جامعي رياضي ناجح كان يزور منزله لقضاء العطلة، وممرضة طموح تبلغ من العمر 18 عاماً من ولاية ميسيسيبي. وقال شهود إن المشهد كان مروعاً.

وقالت كيمبرلي ستريكلاند، من مدينة موبايل بولاية ألاباما، في مقابلة: «كان الناس في كل مكان. لم نسمع سوى الصرير وهدير المحرك والاصطدام القوي ثم صراخ الناس والحطام، معدن، أصوات المعدن ودهس الأجساد».

وقالت السلطات في مدن أميركية أخرى إنها عزَّزت الإجراءات الأمنية في أماكن تتضمن برج ترمب وتايمز سكوير في مدينة نيويورك، وأضافت أنه لا توجد تهديدات فورية.

وأوضحت الشرطة في واشنطن أيضاً أنها عززت وجودها. وتستضيف العاصمة الأميركية ثلاثة أحداث رئيسية هذا الشهر وهي تصديق الكونجرس في السادس من يناير على فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية، ومراسم تشييع جثمان الرئيس السابق جيمي كارتر في التاسع من يناير، وحفل تنصيب ترمب في 20 من يناير.

عَلم «داعش»

قال مكتب التحقيقات الاتحادي إن راية تنظيم «داعش» كانت مثبتة في عقدة السحب بمؤخرة الشاحنة المستأجرة المستخدمة في هجوم نيو أورليانز؛ ما دفع إلى التحقيق في روابط محتملة بمنظمات إرهابية.

وندد الرئيس الأميركي جو بايدن بما أسماه عملاً «خسيساً».

وقال بايدن: «سنواصل بلا هوادة ملاحقة (داعش) والمنظمات الإرهابية الأخرى أينما كانت، ولن يجدوا ملاذاً آمناً هنا».

وتحقق السلطات الاتحادية أيضاً في حريق اندلع في وقت مبكر من الأربعاء في منزل مستأجر من خلال شركة «إير بي إن بي» في حي سانت روش في نيو أورليانز.

ويفحص المحققون أيضاً ثلاثة هواتف محمولة مرتبطة بجبار. وقال جاكسون إن الحريق بدأ بعد مقتل جبار فيما يبدو.

وأضاف: «هناك طرق مختلفة كثيرة قد يحدث بها هذا... يمكن استخدام أجهزة موقوتة مختلفة... ويمكن أيضاً استخدام أواني الطهي التي تعمل بالضغط توضع فوق الموقد مملوءة بالبنزين وبعد ذلك تنفجر».

وأظهرت بيانات من سجلات عامة أن جبار كان يعمل في مجال العقارات في هيوستن. وفي مقطع ترويجي مصور نُشر قبل أربع سنوات، وصف جبار نفسه بأنه ولد ونشأ في مدينة بومونت التي تبعد 130 كيلومتراً شرق هيوستن.

وأفاد متحدث باسم الجيش بأن جبار انضم إلى الجيش في الفترة من مارس (آذار) 2007 وحتى يناير 2015 ثم انضم لقوات الاحتياط من يناير 2015 وحتى يوليو (تموز) 2020. وأرسل جبار إلى أفغانستان من فبراير (شباط) 2009 إلى يناير 2010 ليخرج في نهاية الخدمة حاملاً رتبة سيرجنت.