النيجر ومالي وبوركينا فاسو تعلن إنشاء «قوة مشتركة» لمكافحة الإرهاب

أرشيفية لقادة من بوركينا فاسو مع جنود في قرى محاذية لمالي حيث تدور معارك ضد الإرهابيين
أرشيفية لقادة من بوركينا فاسو مع جنود في قرى محاذية لمالي حيث تدور معارك ضد الإرهابيين
TT

النيجر ومالي وبوركينا فاسو تعلن إنشاء «قوة مشتركة» لمكافحة الإرهاب

أرشيفية لقادة من بوركينا فاسو مع جنود في قرى محاذية لمالي حيث تدور معارك ضد الإرهابيين
أرشيفية لقادة من بوركينا فاسو مع جنود في قرى محاذية لمالي حيث تدور معارك ضد الإرهابيين

أعلن قادة جيوش النيجر ومالي وبوركينا فاسو المنضوية في إطار تحالف دول الساحل، الأربعاء في نيامي عن تشكيل "قوة مشتركة" لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تشن هجمات في الدول الثلاث المحكومة من أنظمة عسكرية.

وقال رئيس أركان القوات المسلحة النيجرية الجنرال موسى صلاح برمو في بيان صدر بعد اجتماع مع نظيريه في نيامي، إن "القوة المشتركة لأعضاء تحالف دول الساحل (...) ستبدأ النشاط في أقرب وقت ممكن للتعامل مع التحديات الأمنية في منطقتنا". ولم يتم توضيح الإطار المنظم لهذه القوة وعديدها.

لكن الجنرال برمو أكد "نحن مقتنعون بأنه من خلال الجهود المشتركة لبلداننا الثلاثة، سننجح في تهيئة الظروف للأمن المشترك". وشدد على أن الجيوش الثلاثة تمكنت من "تطوير مفهوم عملياتي... سيجعل من الممكن تحقيق الأهداف في ما يتعلق بالدفاع والأمن" في الأراضي الشاسعة للدول الثلاث.

وأطاح عسكريون بالحكومات المدنية في النيجر وبوركينا فاسو ومالي في انقلابات متتالية منذ عام 2020، فيما تواجه جميعها منذ أعوام أعمال عنف إرهابية متكررة ودامية. كما أدارت المستعمرات الفرنسية الثلاث السابقة ظهورها لباريس وتقاربت مع شركاء جدد أبرزهم روسيا، قبل أن تنشئ تحالف دول الساحل بهدف تأسيس اتحاد فدرالي مستقبلا.

وأعلنت أيضا في نهاية يناير (كانون الثاني) أنها ستنسحب من الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس).


مقالات ذات صلة

تونس: إيقاف 5 متهمين بمحاولة سرقة متحف الحبيب بورقيبة

شمال افريقيا متحف الحبيب بورقيبة في المنستير الذي تعرض لمحاولة سرقة (متداولة بوسائل الإعلام التونسية)

تونس: إيقاف 5 متهمين بمحاولة سرقة متحف الحبيب بورقيبة

كشف الناطق الرسمي باسم محاكم محافظتي المنستير والمهدية، القاضي فريد بن جحا، أن متحف الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة تعرض لمحاولة سرقة ليلاً من قبل 5 أشخاص.

كمال بن يونس (تونس )
آسيا مقتل 6 أشخاص بهجوم على سياح أجانب في باميان

مقتل 6 أشخاص بهجوم على سياح أجانب في باميان

نُقلت جثث 3 أفغان و3 سياح إسبان، إضافة إلى مصابين آخرين، إلى العاصمة كابل، وفق ما أعلنت سلطات حكومة «طالبان»، السبت، غداة تعرّضهم لإطلاق نار دامٍ في باميان.

«الشرق الأوسط» (كابل - إسلام آباد )
أفريقيا عناصر من الجيش المالي (متداولة)

مقتل 11 مدنياً في مالي... وأصابع الاتهام تتجه نحو «فاغنر» والجيش

اتهم تحالف من الجماعات الانفصالية المتمردة التي تقاتل حكومة باماكو، السبت، الجيش المالي ومجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية بقتل 11 مدنياً هذا الأسبوع

«الشرق الأوسط» (دكار)
آسيا الملا هبة الله أخوند زاده زعيم حركة «طالبان» (أ.ب)

القائد الأعلى لـ«طالبان» يجري زيارة نادرة لكابل

أجرى القائد الأعلى لـ«طالبان» الملّا هبة الله أخوند زاده الذي يندر ظهوره في الأماكن العامة ويقيم في معقله قندهار بجنوب أفغانستان، زيارة نادرة إلى العاصمة كابل

«الشرق الأوسط» (كابل)
أوروبا رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين في 24 يناير 2024 (رويترز)

رئيس الوزراء السلوفاكي يخضع «لعملية مجدداً»... ووضعه «لا يزال حرجاً»

خضع رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الذي تعرض لمحاولة اغتيال الأربعاء، لعملية جراحية جديدة ولا يزال وضعه الصحي «حرجاً»، بحسب ما أعلن وزير الدفاع السلوفاكي.

«الشرق الأوسط» (براتيسلافا)

«العراقي»... خبير متفجرات من «داعش» في قبضة جيش أوغندا

صورة لـ«العراقي» متداولة بعد أن نشرها الجيش الأوغندي
صورة لـ«العراقي» متداولة بعد أن نشرها الجيش الأوغندي
TT

«العراقي»... خبير متفجرات من «داعش» في قبضة جيش أوغندا

صورة لـ«العراقي» متداولة بعد أن نشرها الجيش الأوغندي
صورة لـ«العراقي» متداولة بعد أن نشرها الجيش الأوغندي

أعلن الجيش الأوغندي، الأحد، أنه تمكن خلال عملية عسكرية من القبض على واحد من أكثر الإرهابيين المطلوبين يدعى النيواري العراقي، وهو قيادي في جماعة مسلحة محلية موالية لتنظيم «داعش»، ويعد أهم خبير في المتفجرات والعبوات الناسفة لدى التنظيم.

الجيشُ الأوغندي قال في بيان صحافي إن القبض على «العراقي» جاء خلال عملية عسكرية في إحدى الغابات شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، غير بعيدة من الحدود بين البلدين، حيث يخوض البلدان منذ ثلاث سنوات حرباً شرسة ضد جماعة «القوات الديمقراطية المتحالفة» المتمردة.

وأضاف الجيشُ الأوغندي أنه قبض على «العراقي» وهو حي يرزق، في واحدة من أنجح العمليات العسكرية خلال ثلاث السنوات الأخيرة، وهو ما يعد مكسباً كبيراً ضد الجماعة الموالية لتنظيم «داعش»، والتي نفذت كثيراً من العمليات في المنطقة خلال السنوات الأخيرة باستخدام متفجرات وعبوات ناسفة، كان «العراقي» هو من يصنعها أو يدرب بقية المقاتلين على صنعها.

ونشر الجيش الأوغندي صورة لـ«العراقي» وهو يحملُ بندقية «رشاش»، ويرتدي قميصاً بنياً، وبملامح طفولية ومن دون لحية، وهو في منطقة مليئة بالأشجار، فيما يعتقد أنها الغابة التي كان يختبئ فيها.

ويعتقد الجيش أن «العراقي» كان له دور محوري في التخطيط للهجمات الإرهابية، وبالتالي كان على رأس قائمة المطلوبين، ويعد القبض عليه نجاحاً كبيراً للجيش الذي يخوض منذ فترة عملية عسكرية في غابات وجبال إقليم إيتوري، شرق جمهورية الكونغو.

نفس العملية التي أعلن الجيش تفاصيلها، الأحد، أسفرت عن إنقاذ تسعة أشخاص بينهم أطفال، كانوا في قبضة التنظيم الإرهابي، كما صودرت «مجموعة متنوعة من المواد المستخدمة في صنع العبوات الناسفة».

ولا توجد معلومات مفصلة عن «العراقي» ولا سبب حمله لهذا اللقب، رغم أنه شاب ثلاثيني ينحدر من إقليم بوسيا، في أقصى شرق أوغندا، ويحملُ الجنسية الأوغندية، كما لا يُعرف متى التحق بصفوف الجماعة المسلحة الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي.

وبدأت الجماعة المسلحة التي تدعى «القوات الديمقراطية المتحالفة»، تمرداً عسكرياً في أوغندا، أواخر تسعينات القرن الماضي، وكان تمردها في البداية بدوافع سياسية ذات طابع عرقي، وبعد هزيمتها على يد جيش أوغندا اتخذت من الغابات في شرق جمهورية الكونغو مركزاً لعملياتها.

وفي عام 2019 عرفت الجماعة المسلحة تغيراً جذرياً في نمط عملياتها وأهدافها وعقيدتها، وأعلنت مبايعة «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش)، قبل أن تبدأ في شن هجمات عنيفة ضد الجيشين في أوغندا والكونغو، كما تسببت في مقتل مئات المدنيين في القرى القريبة من الغابات التي تتمركز فيها.

ومع تصاعد خطر الجماعة المسلحة، أطلق الجيش الأوغندي بالتعاون مع جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية، عملية عسكرية واسعة في المنطقة الحدودية بين البلدين، وخاصة في الغابات التي يتمركز فيها التنظيم الإرهابي.

وإن كانت العملية العسكرية قد نجحت في القضاء على المئات من مقاتلي التنظيم، وتصفية عدد كبير من قادته البارزين، فإنها لم تصل إلى القضاء النهائي على التنظيم الذي لا يخفي رغبته في إقامة إمارة إسلامية في منطقة البحيرات الكبرى (أفريقيا الاستوائية)، وما يزال قادراً على شن هجمات بين الفينة والأخرى.

وتُعرف المنطقة التي ينشط فيها التنظيم الإرهابي بأنها واحدة من أغنى مناطق العالم بالمعادن الأولية المستخدمة في آخر الصناعات التكنولوجية، وخاصة المعادن المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية والرقائق الإلكترونية، ما يجعلها محط أنظار الكثير من قوى العالم.


مقتل 11 مدنياً في مالي... وأصابع الاتهام تتجه نحو «فاغنر» والجيش

عناصر من الجيش المالي (متداولة)
عناصر من الجيش المالي (متداولة)
TT

مقتل 11 مدنياً في مالي... وأصابع الاتهام تتجه نحو «فاغنر» والجيش

عناصر من الجيش المالي (متداولة)
عناصر من الجيش المالي (متداولة)

اتهم تحالف من الجماعات الانفصالية المتمردة التي تقاتل حكومة باماكو، السبت، الجيش المالي ومجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية بقتل 11 مدنياً هذا الأسبوع في شمال البلاد.

ولم ترد السلطات المالية على طلب وكالة الصحافة الفرنسية للتعليق على الاتهامات الواردة في بيان صادر عن الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد، وهو تحالف جماعات مسلحة انفصالية تهيمن عليه الطوارق.

وذكر البيان أنه في «يوم الأربعاء 15 مايو (أيار) 2024، استُهدفت قرية تاسيك في منطقة كيدال، نحو الساعة 10 صباحاً، من جانب دورية من مرتزقة مجموعة (فاغنر) الروسية والجيش المالي ارتكبت انتهاكات خطرة ضد السكان».

وأضاف أن الدورية نهبت الكثير من المركبات والمتاجر التي «حُمّلت بضائعها في شاحنات مستأجرة لهذا الغرض».

صورة أرشيفية لعناصر من مرتزقة مجموعة «فاغنر» الروسية في مالي

وأعلن التحالف الانفصالي أن «الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن شعب أزواد يدين بلا تحفظ هذه العمليات الإرهابية المخطط لها بهدف تنفيذ تطهير عرقي مُستهدَف وتهجير سريع للسكان الأصليين في إقليم أزواد».

وفقدت الجماعات الانفصاليّة، وغالبية عناصرها من الطوارق، السيطرة على مناطق عدّة في الشمال نهاية عام 2023 بعد هجوم شنّه الجيش المالي وبلغ ذروته بالسيطرة على مدينة كيدال، معقل الانفصاليّين.

وتجدّدت الأعمال العدائيّة في أغسطس (آب) 2023 بعد ثماني سنوات من الهدوء بين الحكومة والانفصاليّين الذين تنافسوا للسيطرة على الأراضي والمعسكرات التي أخلتها قوّة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بطلب من باماكو.

وحقق العسكريون الذين استولوا على السلطة بالقوة عام 2020 نجاحاً بالسيطرة على كيدال لاقى استحساناً واسعاً في مالي، لكن المتمردين لم يلقوا أسلحتهم وتفرقوا في شمال البلاد الصحراوي والجبلي.

وتلقت القوات الحكومية المالية الدعم في عملياتها من مرتزقة روس، وفق المتمردين ومسؤولين محليين منتخبين، رغم نفي المجلس العسكري.

ورافقت الهجوم في شمال مالي اتهامات عدة بارتكاب الجيش المالي وحلفائه الروس انتهاكات ضد المدنيين، وهو ما تنفيه السلطات المالية.

وتتمركز التنظيمات الإرهابية في المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهي منطقة توصف بأنها الأكثر خطورة في الساحل، وتجد جيوش الدول الثلاث صعوبة كبيرة في اختراقها، حيث تشكل منذ سنوات قواعد خلفية لتدريب المقاتلين الإرهابيين على شن الهجمات الإرهابية.

ورغم أن جيوش الدول الثلاث عقدت صفقات سلاح ضخمة من روسيا وتركيا، خاصة لتعزيز قدراتها الجوية، كما استعانت كل من مالي وبوركينا فاسو بمجموعة «فاغنر» الروسية، فإن مناطق واسعة من الدول الثلاث لا تزال خارج سيطرة الجيش، ولا يزال مستوى التنسيق الأمني على الحدود ضعيفاً.

ومن أجل حل هذه المعضلة، كثّف قادة جيوش الدول الثلاث من اللقاءات التشاورية الهادفة إلى وضع إطار أمني وعسكري فعال لتنسيق الجهود وتبادل المعلومات الاستخباراتية، على غرار زيارة قام بها قائد أركان جيش النيجر، الجنرال موسى بارو، إلى مالي قبل أيام، أعلن بشكل رسمي أنها تهدف إلى «تقوية التعاون الثنائي في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب».


الجيش الكونغولي يعلن إحباط «محاولة انقلاب» في كينشاسا

رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي (أرشيفية - رويترز)
رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الكونغولي يعلن إحباط «محاولة انقلاب» في كينشاسا

رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي (أرشيفية - رويترز)
رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي (أرشيفية - رويترز)

أُحبطت اليوم (الأحد) في كينشاسا «محاولة انقلاب» شارك فيها «أجانب وكونغوليون»، وفق ما أعلن المتحدث باسم القوات المسلّحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وبحسب وكالة «الصحافة الفرنسية»، قال الجنرال سيلفان إيكينجي في رسالة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي: «أحبطت قوات الدفاع والأمن محاولة انقلاب في مهدها».

وأضاف: «هذه المحاولة شارك فيها أجانب وكونغوليون»، وقد تم «تحييدهم جميعاً بما في ذلك زعيمهم».

وأفاد صحافيو وكالة «الصحافة الفرنسية» بأن الأوضاع صباحاً كانت هادئة في كينشاسا. ولم يعطِ المتحدث مزيداً من التفاصيل.

لكن الإعلان يأتي في أعقاب هجوم استهدف ليلاً مقر إقامة وزير الاقتصاد فيتال كاميرهي في حي غومبي الواقع على مقربة من «قصر الأمة»، حيث مقر الرئيس فيليكس تشيسيكيدي.

وفي منشور على منصة «إكس»، كتب سفير اليابان في كينشاسا هيديتوشي أوغاوا، إن «هجوماً مسلحاً» وقع صباحاً عند مقر إقامة وزير الاقتصاد، وأضاف أن الوزير «لم يصَبْ (...) قتل شرطيان ومهاجم وفق مصادر مطّلعة».

وكانت السفارة الفرنسية قد أشارت إلى «طلقات أسلحة آلية» في الحي وطلبت من رعاياها تجنّب المنطقة.


جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بالاستخفاف بجميع تقارير الأمم المتحدة

الوفد الجنوب أفريقي خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا في 17 مايو 2024 (رويترز)
الوفد الجنوب أفريقي خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا في 17 مايو 2024 (رويترز)
TT

جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل بالاستخفاف بجميع تقارير الأمم المتحدة

الوفد الجنوب أفريقي خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا في 17 مايو 2024 (رويترز)
الوفد الجنوب أفريقي خلال جلسة لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا في 17 مايو 2024 (رويترز)

قالت وزارة العدل في جنوب أفريقيا، اليوم (الجمعة)، إن رد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في القضية المرفوعة ضدها بشأن الحرب على قطاع غزة «يستخف» بجميع تقارير الأمم المتحدة.

وعدّ المتحدث باسم وزارة العدل، كريسبن فيري عبر منصة «إكس»، أن إسرائيل «كافأت المحرّضين على الإبادة الجماعية، بينما تزعم أنها تحقق في تصريحاتهم».

وأضاف: «إسرائيل وحدها هي التي تحتكر الحقيقة، أخذاً في الاعتبار أن المنظمات غير الحكومية، أو أي هيئة مستقلة أخرى، ممنوعة من التحقق من أي شيء يحدث في غزة. ولهذا السبب طالبنا المحكمة بإصدار أمر لإسرائيل بالسماح بوصول الصحافيين والمحققين» إلى القطاع.

وفي وقت سابق اليوم، قدمت إسرائيل ردها على الطلب الأخير المقدم من جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي؛ لاتخاذ تدابير مؤقتة إضافية في إطار دعواها المرفوعة ضد إسرائيل بشأن «الإبادة الجماعية» في غزة.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الفريق القانوني الإسرائيلي طالب، في رده أمام المحكمة، برفض طلب جنوب أفريقيا إصدار أوامر طوارئ لوقف القتال في رفح بجنوب قطاع غزة.


على خلفية ميراث... رجل يحبس مصلين في مسجد بنيجيريا ويضرم فيهم النار

أفراد من وكالة الأمن والطوارئ يسيرون بين جدران ملطخة بالدماء أثناء التحقيق في مسجد كانو المركزي في كانو في 29 نوفمبر 2014، بعد أن فجر مسلحون ثلاث قنابل وفتحوا النار على المصلين في المسجد الرئيسي في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا (رويترز)
أفراد من وكالة الأمن والطوارئ يسيرون بين جدران ملطخة بالدماء أثناء التحقيق في مسجد كانو المركزي في كانو في 29 نوفمبر 2014، بعد أن فجر مسلحون ثلاث قنابل وفتحوا النار على المصلين في المسجد الرئيسي في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا (رويترز)
TT

على خلفية ميراث... رجل يحبس مصلين في مسجد بنيجيريا ويضرم فيهم النار

أفراد من وكالة الأمن والطوارئ يسيرون بين جدران ملطخة بالدماء أثناء التحقيق في مسجد كانو المركزي في كانو في 29 نوفمبر 2014، بعد أن فجر مسلحون ثلاث قنابل وفتحوا النار على المصلين في المسجد الرئيسي في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا (رويترز)
أفراد من وكالة الأمن والطوارئ يسيرون بين جدران ملطخة بالدماء أثناء التحقيق في مسجد كانو المركزي في كانو في 29 نوفمبر 2014، بعد أن فجر مسلحون ثلاث قنابل وفتحوا النار على المصلين في المسجد الرئيسي في كانو، أكبر مدن شمال نيجيريا (رويترز)

قالت الشرطة النيجيرية إن 11 مصلياً على الأقل قُتلوا، وأُصيب العشرات، بعد أن هاجم رجل مسجداً في ولاية كانو شمال نيجيريا، حسبما أفادت به شبكة «بي بي سي» البريطانية.

وأضافوا أن رجلاً رَشَّ المسجد بالبنزين، وأغلق أبوابه، قبل أن يشعل النار فيه، مما أدى إلى محاصرة نحو 40 من المصلين.

ووقع الهجوم بسبب خلاف عائلي على تقاسم ميراث.

وأعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على مشتبه به يبلغ من العمر 38 عاماً. ووقع الحادث عندما كان الناس يحضرون صلاة الفجر يوم الأربعاء في منطقة جيزاوا بولاية كانو.

وقال سكان إن النيران اجتاحت المسجد بعد الهجوم، وسمع المصلون نحيبهم وهم يحاولون فتح الأبواب المغلقة. وذكرت وسائل إعلام محلية أنه بعد سماع الانفجار، هرع الجيران لمساعدة المحاصرين بالداخل.

وذكر بيان للشرطة أنه تم نشر فرق إنقاذ تضم خبراء قنابل من ولاية كانو على الفور رداً على الهجوم. وأكدت الشرطة في وقت لاحق أنه لم يتم استخدام قنبلة في الهجوم.

وقالت خدمة الإطفاء في كانو إنه لم يتم الاتصال بها فور اندلاع الحريق، مضيفة أنه كان بإمكانها السيطرة على الوضع بشكل أسرع.

وصرح سامينو يوسف، المتحدث باسم خدمة الإطفاء في كانو، لشبكة «بي بي سي»، أنهم تلقوا تقارير عن الحادث بعد أن قام السكان المحليون بإخماد الحريق.

وأضاف: «في وضع كهذا، من المفترض أن يتصل بنا الناس، ولكننا لم نتلقَّ أي اتصال من الموقع إلا بعد عودة الحياة الطبيعية».

وقالت الشرطة إن المشتبه به اعترف بأن أفعاله كانت جزءاً من نزاع على ميراث، زاعماً أنه كان يستهدف بعض أفراد الأسرة الذين كانوا داخل المسجد.

وصرح عمر ساندا، قائد الشرطة المحلية، للصحافيين بعد زيارة موقع الحادث: «ما حدث لا يرتبط بأي عمل إرهابي، بل كانت مشكلة نشأت نتيجة توزيع الميراث». وأضاف: «إنه أمر مؤسف حقاً. المشتبه به موجود معنا حالياً، ويقدم معلومات مفيدة».

وأوردت التقارير الأولية أن أحد المصلين توفي بسبب الهجوم، لكن عدد القتلى ارتفع لاحقاً بعد وفاة المزيد من الضحايا أثناء تلقي العلاج في مستشفى مورتالا محمد التخصصي في كانو.

وذكرت الشرطة أن المزيد من الضحايا، ومن بينهم أطفال، ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى.


مقتل 9 عناصر من حركة «الشباب» في عمليات عسكرية بالصومال

أفراد من قوة شرطة بونتلاند البحرية يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)
أفراد من قوة شرطة بونتلاند البحرية يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)
TT

مقتل 9 عناصر من حركة «الشباب» في عمليات عسكرية بالصومال

أفراد من قوة شرطة بونتلاند البحرية يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)
أفراد من قوة شرطة بونتلاند البحرية يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)

أعلنت الحكومة الصومالية مقتل 9 عناصر من حركة «الشباب» الإرهابية في غارة جوية في إقليمي شبيلي الوسطى وغلغدود. وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية إن «عمليات عسكرية نفَّذها الجيش الوطني المدعوم بالشركاء الدوليين أسفرت عن مقتل 9 عناصر من مقاتلي مسلحي الحركة الإرهابية وإصابة العشرات في غلغدود وشبيلي الوسطى وسط وجنوب البلاد».

مركبات عسكرية صومالية تظهر في شارع بالقرب من فندق بمقديشو الجمعة بعد تعرضه لهجوم إرهابي (أ.ف.ب)

إلى ذلك، تقول مسؤولة بأحد أكبر مخيمات النازحين في العاصمة الصومالية مقديشو إن اشتداد القتال بين القوات الحكومية وحركة «الشباب» وقصفاً مجهولاً بالمُسيرات يؤدي إلى تضاعف أعداد من يلجؤون لسكن المخيم. ويقع مخيم «العدالة» الذي تسكنه مئات الأسر الصومالية في العاصمة مقديشو. وتتمتع حركة «الشباب» المتطرفة بوجود قوي في مناطق بجنوب ووسط الصومال. وكثف الجيش الأميركي ضرباته الجوية خلال العام الماضي دعماً للحكومة التي تساندها الأمم المتحدة هناك، والتي تقاتل الحركة الإرهابية منذ سنوات.


عدد قياسي من النازحين داخلياً بلغ نحو 76 مليوناً في نهاية 2023

نازحات من دارفور ينتظرن في طابور للحصول على المساعدات من مجموعة بمخيم في القضارف (أ.ف.ب)
نازحات من دارفور ينتظرن في طابور للحصول على المساعدات من مجموعة بمخيم في القضارف (أ.ف.ب)
TT

عدد قياسي من النازحين داخلياً بلغ نحو 76 مليوناً في نهاية 2023

نازحات من دارفور ينتظرن في طابور للحصول على المساعدات من مجموعة بمخيم في القضارف (أ.ف.ب)
نازحات من دارفور ينتظرن في طابور للحصول على المساعدات من مجموعة بمخيم في القضارف (أ.ف.ب)

دفعت النزاعات في السودان وقطاع غزة وجمهورية الكونغو الديمقراطية عدد النازحين داخلياً إلى مستوى قياسي بلغ 75.9 مليون في نهاية عام 2023، بحسب مركز رصد النزوح الداخلي.

وارتفع عدد النازحين داخلياً بنسبة 50 في المائة في السنوات الخمس الأخيرة، بحسب ما ورد في التقرير السنوي لهذه المنظمة غير الحكومية الذي صدر الثلاثاء في جنيف.

وكان عدد النازحين داخلياً 71.1 مليون في نهاية عام 2022، وفقاً لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وخلافاً للاجئين الذين يغادرون خارج حدود البلاد، يضطر النازحون داخلياً إلى الانتقال من مكان إلى آخر داخل البلد الذي يقيمون فيه.

وفي تقريره العالمي حول عدد النزوح الداخلي، قال المركز إن 68.3 مليون شخص عبر العالم نزحوا بسبب النزاعات والعنف، و7.7 مليون بسبب الكوارث.

وفي السنوات الخمس الأخيرة ارتفع عدد النازحين داخلياً جراء نزاعات بـ22.6 مليون مع زيادة كبيرة، خصوصاً في عامي 2022 و2023.

ومع 9.1 مليون نازح داخلياً، يعد السودان أكبر عدد من النازحين في بلد واحد منذ بدء تدوين هذه البيانات في 2008، بحسب مركز الرصد.

ويقيم نحو نصف النازحين داخلياً في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وقالت مديرة مركز رصد النزوح الداخلي ألكسندرا بيلاك: «في السنتين الأخيرتين، رصدنا مستويات جديدة مقلقة من الأشخاص يضطرون إلى الفرار من ديارهم بسبب النزاعات والعنف حتى في مناطق كانت تشهد تحسناً في هذا الميل».

وأكدت أن «النزاعات والدمار الذي تخلفه يمنعان الملايين من إعادة بناء حياتهم على مدى سنوات أحياناً.

وتسبب القتال في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والأراضي الفلسطينية بنحو ثلثي عدد النازحين داخلياً الجدد جراء النزاعات في عام 2023».


مالي: المجلس العسكري يمهد لتمديد فترة حكمه

حشود تهتف أثناء عرض لجنود ماليين في شوارع باماكو عاصمة مالي، في أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
حشود تهتف أثناء عرض لجنود ماليين في شوارع باماكو عاصمة مالي، في أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
TT

مالي: المجلس العسكري يمهد لتمديد فترة حكمه

حشود تهتف أثناء عرض لجنود ماليين في شوارع باماكو عاصمة مالي، في أغسطس 2020 (أ.ف.ب)
حشود تهتف أثناء عرض لجنود ماليين في شوارع باماكو عاصمة مالي، في أغسطس 2020 (أ.ف.ب)

فتح مؤيدو المجلس العسكري الحاكم في مالي الطريق، الجمعة، أمام سنوات إضافية من حكم النظام العسكري وترشيح رئيس هذا المجلس للرئاسة في المستقبل؛ فقد أوصى مئات المشاركين، بحوار وطني عُقد في باماكو لاقتراح حلول للأزمة الأمنية والسياسية العميقة التي تشهدها مالي منذ سنوات، بأن يحتفظ الحكام العسكريون الذين وصلوا إلى الحكم عام 2020 بالسلطة لسنوات أخرى، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقالوا أيضاً إنه عندما تُجرى الانتخابات في نهاية المطاف، يجب أن يكون رئيس المجلس العسكري العقيد آسيمي غويتا مرشحاً للرئاسة، وفقاً لبيان تلاه التلفزيون الرسمي.

حكم عسكري

وعزَّز العسكريون، الذين تولوا السلطة بالقوة في 2020، قبضتهم على البلاد، إثر انقلاب ثانٍ في 2021، في بلد يواجه نشاطاً لجماعات إرهابية ومجموعات مسلحة أخرى. وقال العقيد غويتا في ختام أسبوع من «الحوار بين الماليين»، بثَّه التلفزيون الرسمي: «أدعو الهيئات الانتقالية إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتنفيذ الدقيق لهذه التوصيات».

دورية لعناصر من الجيش المالي في العاصمة باماكو في أغسطس 2020 (أ.ب)

وقاطَعَ قسم كبير من المعارضة الحوار، واتهموا ضباط الجيش باستغلاله للبقاء في السلطة. وقال مقرر لجنة الحوار، بوبكر صو، إنهم أوصوا بتمديد الفترة الانتقالية «من سنتين إلى خمس سنوات». وأضاف أنهم أوصوا أيضاً بتعزيز «ترشح العقيد آسيمي غويتا في الانتخابات الرئاسية المقبلة». يمكن لهذه التصريحات المبهمة أن تشير إلى أن الحكام العسكريين سيبقون في السلطة لثلاث سنوات أخرى، من نهاية مارس (آذار) 2024 حتى عام 2027، وتخضع الدولة الواقعة في غرب أفريقيا لحكم العسكر إثر وقوع انقلابات متتالية في عامي 2020 و2021. وقد وعد الجيش بتسليم السلطة عبر انتخابات في فبراير (شباط).

لكنه أجَّل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، مبرراً ذلك بالوضع الأمني غير المستقر الذي تفاقم بسبب الهجمات الإرهابية. ولم يأت تأجيل الاستحقاق مفاجأة؛ فقد اعتمد العسكريون عام 2023 دستوراً جديداً، لكنهم لم ينجزوا كثيراً من التقدُّم الملموس على خط الانتخابات.

تقارب مع روسيا

أعلن رئيس الوزراء المعيَّن من قِبَل العسكريين، شوغيل كوكالا مايغا، في أبريل (نيسان)، أن الانتخابات لن تُجرى إلا بعد تحقُّق الاستقرار نهائياً في البلاد. وكثف العسكريون منذ 2020 القطيعة، لا سيما مع القوة الاستعمارية السابقة، فرنسا، واتجهوا نحو روسيا. كما شهدت الدولتان المجاورتان، بوركينا فاسو والنيجر، اللتان تواجهان مشكلات مماثلة لتلك التي تواجهها مالي، إطاحة الجيش للحكومتين القائمتين، ودفع فرنسا إلى الخارج والتوجه نحو روسيا.

مظاهرة في باماكو بمالي تدعم روسيا وتدين فرنسا في ذكرى 60 سنة على استقلال مالي في 22 سبتمبر 2020 (أ.ب)

وأعلنت الدول الثلاث انسحابها من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وإنشاء تحالف دول الساحل. يحكم العسكريون الماليون البلاد دون منازع. وقد علقوا أنشطة الأحزاب، في أبريل (نيسان)، بسبب انتقاداتها لعدم احترام الالتزامات وأنها ضد «الحوار».

ويُعتبر دعم ترشيح غويتا للانتخابات الرئاسية المقبلة أمراً مرجَّحاً. وأوصى المشاركون في «الحوار الوطني» بترقية العقيد غويتا وخمسة أعضاء بارزين في المجلس العسكري إلى رتبة جنرال. وأوصوا بتشديد شروط إنشاء الأحزاب وتقليص عددها وقطع التمويل العام عنها بالكامل. ودعوا إلى حل العديد من جماعات الدفاع الذاتي والميليشيات.

من جانب آخر، أعلن صو أن الحوار أوصى أيضاً «بفتح حوار عقائدي مع ما يُعرف بـ(الجماعات الجهادية المسلحة) ودعوة العلماء الماليين إلى تحديد مجموعة المناقشات العقائدية التي سيتم إجراؤها مع هذه الجماعات».

وتشهد مالي اعتداءات دامية بسبب نشاطات جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم «داعش» الإرهابيين، امتدت إلى الدول المجاورة. كما تشهد أعمال عنف طائفية وإجرامية. ويندد المدافعون عن حقوق الإنسان بانتظام بفظاعات تُرتكب بحق المدنيين من قبل القوات النظامية، ومنذ 2022 من قبل حليفتها، «مجموعة فاغنر» الروسية. وتنفي السلطات ذلك.


كيف يُمكن لديبي تفادي «الأزمات الداخلية» في تشاد؟

تشاديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية في نجامينا 06 مايو 2024 (إ.ب.أ)
تشاديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية في نجامينا 06 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

كيف يُمكن لديبي تفادي «الأزمات الداخلية» في تشاد؟

تشاديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية في نجامينا 06 مايو 2024 (إ.ب.أ)
تشاديون يصطفون للإدلاء بأصواتهم بالانتخابات الرئاسية في نجامينا 06 مايو 2024 (إ.ب.أ)

أثار فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي، بالانتخابات الرئاسية التي جرت (الأحد) و(الاثنين) الماضيين، تساؤلات حول قدرته، على تفادي الأزمات الداخلية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الانتقالية مدتها 3 سنوات.

وعدّ محللون وخبراء اختصاصيون في السياسة الأفريقية، أن رئيس المجلس العسكري التشادي «يحظى بتوافق داخلي» يمكن استثماره في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد.

ووفقاً لنتائج رسمية أولية، أعلنت اللجنة الانتخابية فوز ديبي، في الانتخابات بحصوله على 61.03 في المائة من إجمالي الأصوات، متفوقاً على أقرب منافسيه رئيس وزرائه السابق سيكسيه ماسرا، الذي حصل على 18.53 في المائة من الأصوات، وهو ما يعني فوز ديبي من الجولة الأولى. وجرت الانتخابات بين 10 مرشحين؛ أبرزهم محمد إدريس ديبي، وماسرا.

ويتبقى تصديق المجلس الدستوري على نتائج الانتخابات، وإعلانها بشكل نهائي يوم 21 مايو (أيار) الحالي، وفقاً للخريطة الزمنية المعلنة للانتخابات.

محيط إقليمي مضطرب

وأنهت الانتخابات الرئاسية في تشاد فترة انتقالية عمرها 3 سنوات، برئاسة المجلس العسكري الذي تولى إدارة البلاد، عقب مقتل الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي، في أبريل (نيسان) 2021.

وجرت الانتخابات التشادية في محيط إقليمي مضطرب، ما بين «انقلابات» في بعض دول منطقة الساحل الأفريقي، وتوترات الأوضاع بدول جوار تشاد من بينها السودان وليبيا، وعدّ المحلل السياسي التشادي صالح يونس أن «التطورات الإقليمية تؤثر بالسلب على الأوضاع الاقتصادية والأمنية في تشاد، وينتج عن ذلك تحديات سيستوجب على ديبي مواجهتها».

وأشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن تشاد «تمر بمرحلة صعبة وحرجة منذ وفاة (ديبي الأب)، ومنذ بدء الفترة الانتقالية كانت هناك تحديات تتعلق بالمعارضة الداخلية والمعارضة المسلحة، التي شاركت في (حوار وطني) داخلي انتهى بخريطة طريق تمهد للانتخابات الرئاسية».

المصالحة الوطنية الداخلية

وتعهد (ديبي الابن) خلال حملته الانتخابية بتعزيز الأمن، وسيادة القانون، وزيادة إنتاج الكهرباء، وإكمال عملية الانتقال السياسي التي بدأت في البلاد منذ 3 سنوات.

لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة، الخبير في الشأن الأفريقي الدكتور حمدي عبد الرحمن، عدّ «التحدي الأساسي أمام الرئيس التشادي الجديد، قدرته على استكمال المصالحة الوطنية الداخلية، ذلك أن جلسات (الحوار الوطني) الذي تم عقده في تشاد لم تشارك فيه الجماعات المسلحة وأحزاب المعارضة والمنظمات المدنية كافة، بجانب الخلاف بين القبائل بسبب سيطرة قبيلة (الزغاوة) على الحكم منذ 30 عاماً».

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك توترات على مستوى النخبة الحاكمة وداخل أسرة الرئيس نفسه، خصوصاً بعد اعتقال عمه في مارس (آذار) الماضي، ومقتل ابن عمه رئيس الحزب الاشتراكي المعارض في فبراير (شباط) الماضي».

ويرى عبد الرحمن أن «نقطة البداية أمام ديبي هي استكمال المصالحة الداخلية وتحقيق الاستقرار داخل النخبة الحاكمة»، ولفت إلى أن الأخير «يمتلك بُعداً قبلياً يمكن استثماره، حيث ينتمي لقبيلة (الزغاوة) من جهة والده، وفي الوقت نفسه يحمل انتماء لقبيلة (التبو) من ناحية الأم».

مواجهة التحديات الاقتصادية

استطاع الرئيس التشادي الجديد أن يصمد أمام تحديات الفترة الانتقالية خلال الثلاث سنوات الماضية، وهو ما أشار إليه المحلل التشادي صالح يونس، عادّاً أن الرئيس الجديد «شخصية توافقية للتشاديين، كما حصل على مباركة الغرب، خصوصاً فرنسا صاحبة النفوذ الكبير في تشاد ومنطقة الساحل».

ورغم أنه أشار إلى أن «هذه الأبعاد ستمكنه من التعامل مع تحديات المصالحة الداخلية والتحديات الأمنية»، لفت عبد الرحمن إلى صعوبة الملف الاقتصادي بسبب الأوضاع الإقليمية المحيطة، وكثرة تدفق اللاجئين السودانيين لبلاده.

وتمتلك تشاد قدرات اقتصادية كثيرة تمكنها من مواجهة التحديات الاقتصادية، وهو ما أشار إليه أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد، وقال إن «توزيع عوائد النفط بشكل عادل، سيسهم في تحقيق التنمية وتوزيع الخدمات العامة على جميع المواطنين، وبالتالي يسهم في التخفيف من وطأة التوترات المجتمعية».

وأشار إلى «تنامي حالة عدم الرضا بسبب عدم تقاضي الأجور، وبسبب ضعف الخدمات الصحية، حيث تصنف تشاد من أسوأ مؤشرات الرعاية الصحية في العالم».

وتعد تشاد دولة محورية في الحرب على الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي، وتمثل قاعدة مهمة للوجود الفرنسي والغربي في منطقة الساحل، وأوضح عبد الرحمن أن هناك اهتماماً غربياً وإقليمياً باستقرار تشاد، خصوصاً أنها «تمثل رأس حربة بمنطقة الساحل في مواجهة الإرهاب»، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى ضرورة «تنويع الرئيس الجديد لعلاقاته الخارجية مع دول أخرى غير الغرب».


بعد عام من الهجوم على كنيس يهودي: تونس تنفي الصبغة «الإرهابية» ومصادر فرنسية توضح

الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً
الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً
TT

بعد عام من الهجوم على كنيس يهودي: تونس تنفي الصبغة «الإرهابية» ومصادر فرنسية توضح

الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً
الكنيس اليهودي «الغريبة» في جزيرة جربة التونسية شهد العام الماضي هجوماً مسلحاً... وفي 2002 هجوماً إرهابياً

اتخذت السلطات الأمنية إجراءات أمنية «استثنائية جداً» هذه الأيام بمناسبة موسم «الزيارة السنوية» التي يقوم بها عادة آلاف اليهود التونسيين ومن العالم أجمع للكنيس اليهودي في جزيرة جربة السياحية جنوب شرقي البلاد.

ولوحظ رفع حالة الاستنفار الأمني من قِبل القوات الخاصة بلباس مدني وعسكري في جزيرة جربة وبالقرب من المعالم اليهودية التونسية.

لكن فعاليات «الزيارة» هذا العام تجري «دون ضجة»، وبمشاركة مئات اليهود التونسيين دون غيرهم، مع إلغاء الاحتفالات الغنائية والراقصة في الشوارع يومي الافتتاح والاختتام لأسباب أمنية عدّة، من بينها تجنب استفزاز الأغلبية المسلمة في هذه المرحلة التي تتواصل فيها الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية وارتفع فيها أعداد القتلى والجرحى.

استنفار أمني في الذكرى الأولى للهجوم المسلح على كنيس يهودي في جربة التونسية

قرار أمني سياسي

وسبق لإدارة هيئة مهرجان الغريبة اليهودي السنوي برئاسة رجل الأعمال بيريز الطرابلسي ووزير السياحة التونسية السابق روني الطرابلسي أن أصدرت قبل أسابيع إعلاناً بالتنسيق مع السلطات الأمنية والحكومية التونسية تعلن فيه عن «تنظيم كل التظاهرات داخل فضاءات مغلقة وليس في الشوارع والأماكن العامة».

ويتزامن الاحتفاء السنوي بموعد هذه الزيارة بالذكرى الأولى «للهجوم المسلح» الذي وقع قبل عام بالضبط على الكنيس اليهودي «الغريبة» وسط جزيرة جربة عندما كان آلاف اليهود من بين حاملي جنسيات مختلفة في تظاهرة ثقافية فلكلورية سياحية ليلية مساء 9 مايو (أيار) 2023.

وتسبب الهجوم المسلح، حسب تصريحات أمنية رسمية تونسية، في مقتل اثنين من قوات الأمن وسائحَين يهوديين أوروبيين، أحدهما إسرائيلي. كما قُتل في العملية المهاجم المسلح الذي كان عوناً في الحرس الوطني البحري، بعد أن تدخلت «القوات الأمنية الخاصة» التي نجحت في السيطرة الأمنية الكاملة عليه وعلى الموقع في ظرف 112 ثانية، حسبما أورده وزير الداخلية كمال الفقي في مؤتمر صحافي مباشرة بعد الحادثة.

كما أسفر الهجوم عن إصابة 8 مشاركين في الحفل بجروح بسبب تبادل الطلق النار بين المهاجم المسلح والأمنيين عندما بدأ المشاركون في الحفل في مغادرة القاعة المغلقة في اتجاه السيارات المعدة لنقلهم إلى الفنادق السياحية.

لكن تدخل قوات الأمن ضمن إخراج الآلاف السياح اليهود من المعبد ونقلهم إلى المنطقة السياحية وإلى المطار أو إلى مدن تونسية أخرى برمجوا فيها زيارات بحكم وجود معالم يهودية ثقافية ودينية فيها.

ليس عملاً إرهابياً

ونفى وزير الداخلية التونسي كمال الفقي في تصريحات عن الهجوم «الصبغة الإرهابية» ورجّح سيناريو «الجريمة» على العملية وعلى الطرف أو الأطراف التي شاركت فيها. كما وصف الرئيس التونسي قيس سعيّد الهجوم المسلح بـ«العمل الإجرامي» واعتبر أن «جهات تستهدف السياحة التونسية واقتصاد تونس وأمنها واستقرارها» قد تكون وراءها.

ونفى الرئيس التونسي في كلمة رسمية توجه بها إلى الشعب وإلى الرأي العالمي أن يكون وراء الهجوم «عمل إرهابي» أو «عمل عدائي للسامية» وذكر بكون الأقلية اليهودية عاشت دوماً في تونس في وفاق مع الأغلبية المسلمة بما في ذلك في مرحلة احتلال ألمانيا لتونس في عهد النازيين، بين نوفمبر (تشرين الثاني) 1942 ومايو 1943.

وساهم تجنب سيناريو «التهويل الإعلامي» للهجوم في إنجاح الموسم السياحي السابق وفي تنظيم مؤتمرات دولية في جزيرة جربة وفي مدن تونسية عدّة.

كنيس جربة اليهودي بعد ساعة من الهجوم المسلح العام الماضي (وسائل الإعلام التونسية)

توضيح فرنسي

في المقابل، كشفت مصادر إعلامية فرنسية بمناسبة الذكرى الأولى لهذا الهجوم، عن أن مصالح النيابة العمومية المكلفة ملفات الإرهاب في فرنسا أجرت تحقيقات أمنية وقضائية في الحادثة بسبب وجود «فرنسي بين القتلى». وتوصلت إلى شبهات تهم 4 أشخاص شاركوا في تنظيم الهجوم وتنفيذه، بينهم عون أمن تونسي سابق «يشتبه في علاقته بتنظيم (داعش) الإرهابي و(فتاة) مختصة في علاج النطق»، حسب صحيفة «لوباريسيان» الفرنسية الواسعة الانتشار.

كما أورد المصدر نفسه مشاركة «3 متهمين بينهم امرأة» في تقديم دعم لوجيستي لعون الأمن السابق الذي شنّ الهجوم المسلح، بما في ذلك عبر «تسهيلات عبر الإنترنت».

وكانت الرواية الأمنية التونسية أعلنت أن المهاجم قتل زميله المسلح في مركز تابع «لخفر السواحل البحري» شرقي جزيرة جربة وافتك منه سلاحه ثم استخدم وسيلة نقله الأمنية بسرعة وتنقل على متنها من المنطقة السياحية شرقي الجزيرة نحو الكنيس اليهودي الذي يبعد نحو 15 كلم. وتمكن من الدخول بسبب الصبغة الأمنية للعربة التي استخدمها ولملابسه الأمنية. لكن عندما أطلق النار مختبئاً وراء أحد الجدران تدخلت «قوات النخبة» وقامت بـ«تحييده».

عمليات إرهابية أخرى

وقد أعادت هذه العملية إلى الأدهان عمليات إرهابية سابقة نُفّذت ضد تجمعات في معالم يهودية في تونس، بينها تفجير شاحنة وقود في 2002 في مدخل الكنيس اليهودي في جزيرة جربة؛ مما تسبب في مقتل 21 سائحاً وعاملاً تونسياً وإصابة عشرات. وتبنى تنظيم «القاعدة» الهجوم واعتبره رداً على العمليات العسكرية الأميركية على أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. كما هاجم عون أمن مسلح الكنيس نفسه في الثمانينات من القرن الماضي «رداً على قصف قوات إسرائيلية مقر القيادة الفلسطينية بتونس في أكتوبر (تشرين الأول) 1985؛ مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى فلسطينيين وتونسيين بينهم أحد أقرباء عون الأمن التونسي».

وفي بعض المعالم اليهودية الثقافية والسياحية سجّلت قوات الأمن مراراً هجمات من قِبل «مجهولين» وبعض «السلفيين المتشددين» على تلك المعالم عندما تكون فارغة مع كتابة شعارات معادية للسلطات الإسرائيلية عليها.

عاجل مسؤول إيراني: حياة الرئيس رئيسي ووزير الخارجية في خطر عقب حادث المروحية (رويترز)